fbpx

“الصحون الطائرة” تحوم فوق الشرق الأوسط…استيقاظ الترامبية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

كشف البنتاغون عن تسجيلات لأطباق طائرة وأجسام مجهولة تحوم فوق الشرق الأوسط، وعلى رغم نفي ارتباطها بالكائنات الفضائيّة، لكن هذه التسجيلات تحفز المخيّلة، وتعيدنا لنظريات المؤامرة التي روج لها ترامب، ووجدت لها صدى في العالم العربيّ.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تندر الحالات التي تشاهد فيها الصحون الطائرة في المنطقة العربيّة، خصوصاً الشرق الأوسط الذي تملأ سماؤه الدرونات الإيرانيّة والروسيّة والإسرائيلية والسعوديّة. فسماء المنطقة ساحة اقتتال دائمة، تُختبر فيها الأسلحة الجديدة، وينتظر سكانها النيزك ليخلصهم، مع ذلك، لا كائنات فضائية في سماوات المدن العربيّة.

لا يعني ما سبق غياب “الأجسام الطائرة المجهولة -UFOs” عن سماء المنطقة، إذ نشر البنتاغون في الموقع الجديد الذي أطلقه خريطة لمشاهدات الأطباق الطائرة بين 1996 و2023 . لا يمكن وصف الخريطة إلا بمحاولة استحماق لمن يشاهدها، كونها لا تحوي أي معلومة، مجرد نقاط مضيئة، تَستثني المشاهدات في أوروبا وجنوب أمريكا وروسيا، لكن هذا مفهوم، هي خريطة عسكريّة، ولا يجوز إفشاء أماكن تواجد طائرات المراقبة، المهم في كلّ الأمر إذاً، أن للشرق الأوسط نصيبه منها.

“خريطة البنتاغون لمشاهدات الأطباق الطائرة بين 1996 و 2023 “

تُشير الخريطة إلى أن حدود الخليج العربي من الطرفين، والعراق وشمال سوريا سجلت فيها مشاهدات لأطباق طائرة مجهولة، إذ نشر الموقع فيديو صورته إحدى طائرات المراقبة  عام 2022، في مكان “غير معلن”، يظهر فيه جسم طائر يتحرك بسرعة، ما أربك من يتحكم بالطائرة الذي حاول ملاحقة الجسم الطائر حتى اختفى، لكن وصف الفيديو يشير إلى أنه ” لم يظهر نشاط غير اعتيادي”.

حركة “الجسم” تكشف أنه ليست كرةً ركلها أحدهم، أو كيساً بلاستيكياً، بل جسماً لا يمكن تحديد ماهيته، لكنه لا يتحدى قوانين الجاذبيّة، ولا يطلق إشعاعات غريبّة، هو فقط شيء يطير.  لكن الملفت  الفيديو دقة المراقبة التي تخضع لها المنطقة من السماء،  بل قدرة الطائرة ( وهنا اترجال غير موثق) على تحديد ملامح وجه من تراقبه ولون قميصه والمواقع الإباحية التي يتصفحها وراء المنزل، كون درونات المراقبة تمتلك القدرة على قرصنة هواتف من تراقبهم، لكنها للأسف، عجزت عن تحديد ماهية هذا الجسم الطائر. لكن كل هذا لا يهم، المهم أن عدوى الكائنات الفضائيّة بدأت تصل إلينا، نحن الغارقين في أرضْ مُلغمة وفساد ودرونات مستعدة للانقضاض على أي واحد منا.

هناك نظريات تقول أن جنوب سوريا كان مَحطاً للمركبات الفضائيّة، خصوصاً مدينة السويداء وحجارتها البازلتية السوداء ودرعا والجولان،  نظريات تعود لعشرات السنين تقول أن المنطقة استقبلت كائنات من عالم آخر، وتحوي أعشاب سحريّة  زرعها زوار من خارج الأرض، لكن للأسف، المنطقة لا تظهر على الخارطة الأمريكيّة.

التمهيد الأمريكي لغزو الكائنات الفضائيّة

هذه المُشاهدات “الجديدة” تختلف عمّا انتشر في  الثقافة الشعبيّة ونظريات المؤامرة التي يتلقفها العالم العربيّ، عام 2009 انتشر وثائقيّ مؤامراتي، وجد صدى ساخراً وأحياناً جدياً، بعنوان “الواصلون-The Arrivals”،  ومفاد الساعات الثمانيّة من الوثائقي، هو أن الولايات المتحدة تمهد عبر ماكينة البروباغندا الخاصة من أفلام وكوكاكولا وحفلات موسيقيّة، للصحون الطائرة، هي تجهزنا لاستقبال الكائنات الفضائية، لكن الحقيقة، هي ليست كائنات فضائيّة بل الأعور الدجال، وزعيم الماسونيّة، بالطبع غذّى الوثائقي الفضول المؤامراتي لكنه تلاشى لاحقاً، وبقي نكتة للتندّر والتهكم.

 لكن ليست هنا المفارقة، مؤخراً نشر لقاء، مع الطيار السعوديّ فهد العطاوي، الذي تحدث عن مناورة تدريبيّة كان يقوم بها عام 1994، ليفاجأ بجسم طائر غريب أربكه ولم يعرف هل يهاجمه أو يتأمله، قدم العطاوي ثلاثة تفسيرات لما رآه :”إما طائرة معادية، أو كائنات فضائيّة، أو جنّي”.

لن نغوص في نظرية المؤامرة، لكن يمكن القول أن ما يحصل حالياً هو “تأثير ترامب”، الذي أصر منذ وصوله إلى سدة الحكم، بأن يشير إلى المعلومات التي تمتلكها أمريكا عن الكائنات الفضائيّة والصحون الطائرة، وتتالت الوثائقيات على نيتفلكس، والشهادات أمام الكونغرس عن معلومات مخفاة عن كائنات فضائية، وتكنولوجيا حربيّة سريّة لم تعلن عنها الولايات المتحدة، بل قام البعض بمحاول اقتحام “المنطقة 51 “التي يقال أنها محط تحطّم صحن فضائي، بالطبع الأساطير حول هذه المنطقة تسبق ترامب، إلى حد أن الرجل المقنّع المشهور بلعقه لأبرز معالم أمريكا، ذهب إلى هناك وقام بلعق سور المنطقة 51.

لا يمكن إنكار أن ترامب غذّى نظريات المؤامرة، من الأرض المسطحة، إلى الوباء المصنّع، إلى حد إنكار وجود أستراليا، لكن الكائنات الفضائية واحدة من أٌقدم النظريات/ الفرضيات، وتعود إلى زمن الحرب الباردة، حين أرسلت أمريكا مركبة تجوي دمية على شكل “كائن فضائي” لإخافة السوفييت، وبث الرعب بينهم، لكن، أرجوك أيها البنتاغون، دعنا من كائنات الفضاء، يكفينا البشر الذين هنا!.

على الرغم من أن البنتاغون نفى ارتباط هذه الأجسام الطائرة بالكائنات الفضائيّة، لكن لا يعني أننا أمام نوع من الدعاية، ما يدفعنا نحو السؤال التقليدي، لم فجأة بدأت تظهر في الشرق الأوسط، في حين أن أغلبها، لا كلها، أي هذه المشاهدات المريبة ، تتركز في الولايات المتحدة ؟، هل للأمر علاقة بانتشار القواعد العسكريّة الأمريكيّة؟ هل تنشط كائنات الفضاء حول القواعد الأمريكية؟.

لا مكان هنا للخوض في تاريخ نظريات المؤامرة والمشاهدات حولها وتطورها، لكن يمكن القول باختصار، أنه لم تسجل حوادث أجسام غريبة طائرة في المنطقة العربيّة، باستثناء طبعاً البراميل، بوصفها ابتكار نظام الأسد،.لكن يمكن قراءة الأمر مع بداية الرحلات العربية إلى الفضاء وانفتاح المخيّلة، التي ربما يحاول البنتاغون توريطنا بها، في معادلة مفادها، تريدون الذهاب إلى الفضاء، فاستعدوا لأوهام الكائنات الفضائية،تلك التي يمكن أن يغذيها الاطلاع على التاريخ السومري، وما يحويه من رموز تبنتها نظريات المؤامرة، التي ترى أن حضارة ما بين النهرين نتاج كائنات فضائية تلاقحت مع البشر.

هكذا معلومات قد تكون دعوة لإعادة النظر في المخيلة الأمريكيّة، فضمن الإنتاجات الهوليوودي الخاصة بالخيال العلميّ، الشرق الأوسط لا حضور له، بل يظهر ضمن الحطام العام، إذ تدمر الأهرامات مع معالم أوروبا الشهيرة ثم البيت الأبيض في النهاية، بالتالي، مع بداية ظهور الكائنات الفضائية قد تبدأ المخيلة العربيّة بأخذ الغزاة من المريخ بعين الاعتبار.

 مهلاً، هذه أخبار جديّة صادرة عن البنتاغون، المؤسسة المسؤولة عن الكثير من الحروب في المنطقة، وهنا نجد أنفسنا أمام معضلة، هل نصدق نتبنى نظرية المؤامرة عن التمهيد لكائنات الفضاء ؟ وهل لا نصدق و نتبنى أيضاً نظرية المؤامرة عن سلطة الولايات المتحدة واختبارها أسلحة “فضائيّة” متطورة في المنطقة؟.

لم يشهد العالم إلى الآن كارثة أو هجوماً أو لقاءاً مع الكائنات الفضائيّة، وأغلب الظن، أن تفسير “الجنّ” سيطغى في المنطقة، خصوصاً أن سلسلة “الواصلون”، لا تقصّر في الحديث عن دور إبليس وأتباعه، بل تشير إلى دور المعوذات في الإنقاذ من الجنّ والشياطين،  لكن سواء كانوا جناً أو كائنات فضائيّة، فما الذي يغويهم في المنطقة لزيارتها ؟ الكابتاغون ؟ الفساد؟ الميليشيات المسلحة؟ أبراج دبي والدوحة؟، لا نعلم، لكن سماء المنطقة ترحب بأي جسم غريب طائر مهما كان مصدره.