fbpx

الاحتباس الحراري… أن يصير حَمْلُ المرأة خطراً! 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

على رغم نتائج الأبحاث والدراسات ومواد الاتفاقيات الأممية والأوراق البحثية، إلا أن لوقع التجربة النسائية في مناطق الشمال السوري، الصدى الأكبر في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة الشديدة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أُعدّت التقارير بالتعاون مع نوى ميديا، وساهمت في المقابلات الصحافية نبيهة طه

إن كنت عرضةً للتغير المناخي فتلك مصيبةٌ، وإن كنت امرأة حاملاً فالمصيبةُ أعظمُ.  

لم يكن الحمل الأول لنسرين محمد (19 عاماً)، سهلاً على الإطلاق، إذ واجهت الكثير من التعب والإرهاق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة خلال فترة الصيف. وقبل الدخول في معاناة نسرين، نعرّج قليلاً على درجات الحرارة في الصيف الحالي. 

كما في الكثير من مناطق العالم، شهدت سوريا ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، ما أدى إلى ازدياد موجات الحر القاسية في جميع المدن السورية.  وبحسب المديرية العامة للأرصاد الجوية السورية، تستمر درجات الحرارة أعلى من معدلاتها بنحو 2- 5 درجات مئوية حتى نهاية الأسبوع الحالي. وتُعد موجات الحرارة هذه، تحدياً يواجهه سكان مناطق الشمال السوري، بخاصة النساء الحوامل منهم، واللواتي يعتبرن أكثر عرضة لتأثيرات الحرارة المرتفعة.  

نعود إلى نسرين، لنخوض معها ومع أخريات رحلتهن في مواجهة حرٍّ يعد الأشد منذ بدء سجلات الطقس العالمية في عام 1880. نسرين الحامل في شهرها الخامس، تعيش في قرية اخترين التابعة لمدينة أعزاز، تصف وضعها في ظل موجات الحر، خصوصاً مع الانقطاع المتكرر للكهرباء وارتفاع أسعارها بشكل كبير، ما زاد من مخاطر تعرضها للحرارة المرتفعة. “يمكنكِ أن تتخيلي كيف يكون الوضع بالنسبة الى المرأة الحامل! في فترة الصيف، فقدت وعيي بسبب الحر الشديد”. 

في مدينة أعزاز أيضاً، تعيش وئام عبد القادر(26 عاماً)، وهي حامل في شهرها الخامس، الأوضاع الصعبة نفسها، ما سبب لها تحسس الحمل الشديد، وهو تحسس خطير على الأم والجنين على حد سواء. “حتى المروحة التي كنت أستخدمها لم تكن توفر لي تهوية كافية، كنت أشعر بأنني مصابة بضربة شمس”.

يؤثر التغير المناخي سلباً على كثير من المجالات، ولا تقتصر أضراره على التنوع البيولوجي والزراعة والموارد المائية والهجرة والعمالة فحسب، بل تمتد أيضاً لتؤثر على صحة الأفراد والفئات المهمّشة، بما في ذلك الصحة الإنجابية.

واقع النساء الحوامل في المخيّمات

تتشارك النساء الحوامل في شمال غربي سوريا، التجارب نفسها ويواجهن تحديات مماثلة، في ظل الظروف المعيشية الصعبة، بالتزامن مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة.  نقص إمدادات المياه هو العنوان الأبرز في حياة سكان المخيمات، ما يجعل العبء مضاعفاً عليهم تحت تأثير درجات الحرارة الشديدة، ناهيك بنقص الأدوية.  ذلك كله يرمي بالعبء الأكبر على النساء الحوامل، مع شحّ واضح في الدعم الصحي والنفسي، حسب وصفهن.

سبق أن تعرضت بسمة (35 عاماً)، المقيمة في أحد مخيمات الشمال السوري، لولادة مبكرة خلال السنوات الماضية، نتيجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ولا يزال طفلها من تلك الولادة يعاني حتى اليوم من نقص في خضاب الدم، بالإضافة إلى نحول واضح وتأخّر في النمو، بحسب بسمة. 

ارتفاع درجات الحرارة هذا العام بالمقارنة مع السنوات السابقة زاد من معاناة بسمة، فالإرهاق الشديد والوهن الدائم وألم القدمين يلازمها في شهرها السابع من حملها الحالي. “واجهت مشكلة نزيف في الأنف تسبب بنزول دم كثيف، ما اضطرني إلى التوجه إلى المستشفى”.

على رغم أن ارتفاع درجات الحرارة أمر مألوف في كل عام خلال فترة الصيف، إلا أن الوضع هذا العام كان مختلفاً تماماً بالنسبة إلى كفا (30 عاماً)، ما أدى إلى إصابة جنينها بالتهاب في الحبل السري، وكانت بحاجة إلى رعاية صحية مكثفة.  

تعيش كفا، الحامل في شهرها السادس، في مخيم يتبع لمدينة الباب في الشمال السوري. تزامن حملها مع صيف هذا العام، وبالتوازي عانت من فقر الدم وانخفاض فيه، مع دوار وصداع في الرأس، بالإضافة إلى آلام في أسفل البطن. تقول: “اضطررت للذهاب إلى المستشفى العام في مدينة الباب، أكثر من مرة، للحصول على محاليل ومسكنات للألم، للتخفيف من حدة الالتهابات، وذلك بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة”. 

كوكب الفارس، وهي قابلة قانونية في جمعية “الأمل” لمرضى السرطان، وتعمل ضمن العربات الطبية المتنقلة في مخيمات الشمال السوري، تلقي الضوء على أسباب معاناة السكان من درجات الحرارة، وتركز على صعوبة تعايش النساء في الحر الشديد لا سيما الحوامل منهن. فـ”أوضاع السكان في المخيمات صعبة جداً، ويفتقدون أموراً كثيرة. ما يزيد الأمر صعوبة، أن على النساء في المخيمات ارتداء الكثير من الملابس حتى في أوقات الحر الشديد”. 

تشرح الفارس أعراضاً تعاني منها النساء الحوامل في مخيمات الشمال السوري، وذلك من خلال معاينتها حالات عدة خلال عملها في العربة المتنقلة هناك: “لاحظت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، أن أكثر الحالات التي تأتينا هي من النساء الحوامل، معظمهن يشتكين من ارتفاع الحرارة، وآلام في المعدة، بالإضافة إلى القيء والإسهال. وبعد إجراء التحاليل، نجد أنهن يعانين من (الحمى التيفية) أو (الحمى المالطية)، والسبب هنا يرجع إلى تلوث المياه”. 

كيف تؤثر الحرارة الشديدة على الحمل

تؤكد دراسات أبحاث كثيرة، أن ارتفاع درجات الحرارة يسبب مضاعفات سلبية عدة على جسم الإنسان، مثل الإعياء الحراري وضربة الشمس والتشنجات العضلية. وعلى رغم وجود جهاز لتنظيم الحرارة في جسم الإنسان عبر التعرق، إلا أن هذا الجهاز قد يصبح غير قادر على تنظيم درجات الحرارة بفعالية في حالات الحرارة الشديدة، ويكون هذا التأثير أكثر وضوحاً لدى النساء الحوامل، إذ ترتفع درجات حرارتهن عن المعدل الطبيعي.

في 17 تموز/ يوليو 2017، نُشرت دراسة للمعهد الوطني للصحة،  تُشير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة درجات الحرارة القصوى نتيجة التغير المناخي يمكن أن يسببا آثاراً سلبية على صحة النساء الحوامل ونتائج الحمل، مثل تغييرات في طول مدة الحمل، وزيادة الوزن عند الولادة، والإجهاد الولادي، والإملاص (ولادة الطفل ميتاً). وعادة ما تظهر هذه الآثار عندما تتعرض النساء الحوامل لدرجات حرارة شديدة بشكل غير عادي. 

في 20 آب/ أغسطس 2023، أشار مستشفى الفارابي العام في مدينة الباب، في منشور له على صفحته في “فيسبوك”، إلى”زيادة حالات الولادة الطبيعية والولادات القيصرية، وكذلك العمليات الجراحية، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالية التي تجتاح المنطقة”. وورد في المنشور نفسه، أنه خلال يوم واحد سُجلت في المستشفى 13 عملية ولادة طبيعية و8 ولادات قيصرية. وأشار المستشفى إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها العدد إلى 21 عملية في يوم واحد. 

يقول الدكتور محمود حاج محمد، طبيب نسائية وتوليد، في مدينة الباب شمال شرقي محافظة حلب: “إن أول تأثير لدرجات الحرارة على النساء الحوامل هو زيادة خطر الإجهاض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي إلى ولادات مبكرة، وحتى وفاة الأجنة داخل رحم المرأة”.

كما يؤكد حاج محمد، ازدياد حالات الولادة المبكرة والإجهاض خلال فترة الصيف، قائلاً: “لقد لاحظت الكثير من حالات وفاة الأجنة بمعدل أعلى من المعدل الطبيعي في هذا العام، بالإضافة إلى حالات الولادة المبكرة وانسكاب السائل الأمينوسي. لقد لاحظت هذه الأمور أكثر من المعتاد”.

توضح، مسؤولة الصحة الإنجابية في مديرية الصحة بإدلب بتول الخضر، أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من معدلات الإعياء والتعب عند النساء، ما قد يؤدي إلى حدوث الولادة المبكرة، خصوصاً إذا تسبب ذلك في جفاف شديد في جسد المرأة الحامل، فـ”في بعض الأحيان، يزيد ارتفاع درجات الحرارة من نسبة الرطوبة في الجسم، ما يجعله بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والجراثيم والفيروسات التي يمكن أن تتسبب في الإجهاض”.

وتلفت الخضر إلى أن الحمل بحد ذاته يشكل ضغطاً وإرهاقاً على المرأة، فـ”ارتفاع درجات الحرارة يزيد من الإرهاق والضغط على النساء. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث ارتفاع في التوتر الشرياني الحملي أو حدوث مرض السكري الحملي”. 

وبالعودة إلى حديث القابلة القانونية كوكب الفارس، عن مشاهداتها في مخيمات الشمال السوري، ومعاناة النساء الحوامل هناك وصعوبات حملهن، وحالات الإجهاض والولادات مبكرة في أشهر الصيف،  تقول لـ”درج”: “لاحظت حالات مخاض كثيرة، فقدت فيها الأمهات أطفالهن في الشهر الخامس والسادس من الحمل. ومن خلال عملي في عيادتي، يمكنني القول إن هناك 5 في المئة من الولادات المبكرة التي لاحظتها، وغالبية النساء كن بالشهر الخامس من الحمل. وفي هذه الحالة تفقد الأم جنينها لأنه لم يكن قد اكتمل بشكل جيد”.

“احتياجاتنا كنساء حوامل كبيرة، ليست فقط محدودة بالمياه والخبز، نحتاج إلى بيئة آمنة واستقرار ورعاية صحية ونفسية”. 

بدائل وحلول للتكيّف مع الحرارة

في 14 أيلول/ سبتمبر 2023، أعلنت وكالة “ناسا” أن صيف 2023 هو الأكثر حرارة على الإطلاق، إذ سجّلت درجات الحرارة في حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو،  وآب/ أغسطس، زيادة قدرها 0.41 درجة فهرنهايت عن أي صيف سابق في سجل “ناسا“. تسلط هذه الزيادة الحرارية، الضوء على تغير المناخ العالمي وتأثيره على موسم الصيف في نصف الكرة الشمالي.

بسبب الحر الشديد، لجأت النساء الحوامل في شمال غربي سوري، إلى البحث عن حلول بديلة تخفف من تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة القاسية، وتساعدهن على التغلب على تحديات انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، ونقص إمدادات المياه والرعاية الصحية، وبخاصة خلال فترة الحمل.

لم تكن هناك إجراءات محددة تتبعها وئام عبد القادر، لكن الأمر الأهم هو محاولة البقاء مرتاحة قدر الإمكان لعدم إنفاق طاقة زائدة. تعتمد وئام وعائلتها على الطاقة الشمسية، ما ساعدها على تجنب انقطاع الكهرباء والحفاظ على وجود وسيلة تهوية في بيتها.  إلا أن الأمر كان صعباً في أوقات الذروة، فالمروحة الهوائية، تقول وئام، كانت تبعث بعض الأحيان هواءً ساخناً، ما أثر على صحتها نتيجة استنشاقها هواء المروحة: “كنت أشعر وكأنني أصبت بضربة شمس”.  

تلجأ نسرين المحمد، في بعض الأحيان، إلى حلول بدائية عند انقطاع التيار الكهربائي، فمثلاً تلف قنينة ماء مثلجة بقطعة قماش، وتقربها من جسدها لتشعر بالبرودة، وعندما تضطر إلى الخروج من البيت واستخدام وسائل النقل، تحمل معها مروحة صغيرة تعمل على البطارية، وعلى الرغم من تلك الحلول البديلة، إلا أن التعب والإرهاق الشديدين يلازمانها، “في إحدى المرات في فترة الصيف، فقدت وعيي بسبب الحر الشديد”.  

تلجأ بسمة الى حلول بديلة وإن لم تُجدِ نفعاً في كثير من الأحيان، فتضطر إلى رشّ نفسها بالمياه، لتخفيف ثقل الصيف عنها وعن جنينها، تقول: “أكثر ما نعاني منه هو نقص المياه، فنحن نضطر إلى سحب المياه من الخزان لإدخالها إلى الخيمة. نطلب بشدة زيادة الاهتمام بحالة المخيم وزيادة إمدادات المياه والدواء”.

الحلول البديلة للنساء الحوامل في مناطق الشمال السوري، أضافت إليها القابلة القانونية كوكب الفارس، بعض النصائح لتلافي مخاطر ارتفاع درجات الحرارة. خلال زيارتها النساء في المخيمات تقول: “دائماً أطلب من النساء التخفيف من ملابسهن، وخصوصاً في المخيمات، وزيادة شرب السوائل الباردة، وشرب المياه الباردة، وأيضاً التخفيف من الطعام الدسم، أو أي طعام قد يكون مزعجاً للمعدة”.

خلال لقائنا الدكتور محمود حاج محمد، قدم بدوره، نصائح عامة للمرأة الحامل عند ارتفاع درجات الحرارة، كالحذر من التعرض المباشر للشمس، وشرب كميات كبيرة من المياه، وارتداء ملابس فضفاضة ذات ألوان فاتحة للمساعدة في التبريد، وعدم الجلوس في الأماكن المكشوفة، والبقاء في أماكن باردة ومجهزة بتهوية جيدة.  وينصح حاج محمد، المرأة الحامل بالجلوس في مكان ذي تهوية جيدة إذا شعرت بالإعياء الحراري، وذلك لتفادي الإغماء والتداعي والحفاظ على صحتها وصحة الجنين.

على الرغم من التأثيرات الشديدة السلبية لارتفاع درجات الحرارة على سكان المناطق السورية، إلا أن الوضع يزداد سوءاً في المخيمات، وخصوصاً ما تعانيه النساء الحوامل من نقص في الرعاية الصحية.  لكن الصعوبة تبلغ ذروتها من جهة نقص المياه، إذ يتم توزيعها على العائلات بكميات قليلة، عدا عن استهلاكها بشكل كبير في فصل الصيف، ما يضاعف المعاناة ويفاقم المشكلة. 

وفي حلقة نقاش بشأن حقوق المرأة وتغيّر المناخ، أشارت مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، “تتعرّض النساء الحوامل والمرضعات لانعدام الأمن الغذائيّ الناتج من تغيّر المناخ. كما قد تتسبّب مياه الشرب الأكثر ملوحة بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، في ولادات مبكرة ووفيّات أمهات وأطفال حديثي الولادة”. 

تجاهل الفئات الأضعف في سياسات التصدّي للحرارة

تغفل جهات الرعاية الصحية عن تقديم النصائح والتحذيرات المخصصة للنساء الحوامل في حالات ارتفاع درجات الحرارة، وتقتصر نصائحها على عامة الناس. 

أكدت النساء اللواتي تمت مقابلتهن ضمن هذا التقرير، عدم تلقيهن أي تنبيه خاص بالنساء الحوامل، في ما يتعلق بمخاطر ارتفاع درجات الحرارة على صحة الأم وصحة الجنين، ما عدا نصائح يتم تقديمها للمرأة الحامل، في حال، مراجعتها للطبيب.  وشددت كثيرات منهن، على اعتمادهن بشكل كبير، على جهودهن الشخصية في مسألة الرعاية الصحية، وإيجاد بدائل تحميهن من مخاطر الحر الشديد. 

وتؤكد القابلة القانونية كوكب الفارس، ما تحدثت عنه نساء من مناطق الشمال السوري، من تقصير في حملات التوعية والإرشاد، لمواجهة مخاطر الحر الشديد. تقول: “فعلاً عندما تكون هناك حملات توعية موجهة للعامة لا يتم توجيه النساء الحوامل بشكل كافٍ حول مخاطر ارتفاع درجات الحرارة، وعندما تأتي نساء حوامل لعيادتي الخاصة، أقوم بدوري بتوجيههن وأقدم لهن النصائح اللازمة”.

في السياق ذاته، يقول الدكتور محمود حاج محمد: “لم تكن هناك حملات توعية موجهة بشكل خاص للنساء الحوامل، بل كانت تستهدف الجميع. ومع ذلك، نحن نقدم نصائح وتوجيهات داخل عياداتنا الخاصة”.

ووفق ورقة بحثية لمنظمة Women Deliver بعنوان “الصلة بين تغير المناخ والصحة والحقوق الجنسية والإنجابية” (SRHR)، فإنّ “ارتفاع درجات الحرارة في العالم، وأحداث الطقس المتطرف، كالفيضانات والجفاف وموجات الحر، تهدد على نحو خاص صحة الفتيات والنساء وحقوقهن”. وتؤكد اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، أن النساء، خصوصاً اللواتي يعشن في المناطق الفقيرة ومناطق النزاع، يواجهن مخاطر وأعباء أكبر جراء تغير المناخ.

توضح الأبحاث أن تغير المناخ والظواهر الجوية المتطرفة يمكن أن يكون لها تأثير غير متناسب على النساء، إذ ترتبط بزيادة القلق والاكتئاب، واضطرابات المزاج الأخرى. بالإضافة إلى تأثيرها على معدلات المواليد والولادات المبكرة، كما تشير إلى احتمالية أن تكون لتغير المناخ صلة بزيادة احتمالية وفاة الأجنة نتيجة للحرارة الشديدة.

على رغم نتائج الأبحاث والدراسات ومواد الاتفاقيات الأممية والأوراق البحثية، إلا أن لوقع التجربة النسائية في مناطق الشمال السوري، الصدى الأكبر في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة الشديدة. وتؤكد المشاهدات على الأرض أن عمق التجربة ومرارتها، وبساطة البدائل، تواجه تقصير مراكز الرعاية الصحية من حيث التوعية، وإهمال الجهات المعنية بتأمين المياه كأبسط حق تنشده المرأة بخاصة والإنسان بشكل عام، وهو ما عبرت عنه كفا بمختصر الكلام: “احتياجاتنا كنساء حوامل كبيرة، ليست فقط محدودة بالمياه والخبز، نحتاج إلى بيئة آمنة واستقرار ورعاية صحية ونفسية”. 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.