fbpx

تقرير “رويترز” وبيان هنيّة الأخير: هل خذلت إيران “حماس” في طوفان الأقصى؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

كانت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة قد قالت في 15 من الشهر الماضي، أن “القوات المسلحة الإيرانية لن تشتبك مع إسرائيل؛ شريطة ألا تغامر منظومة الفصل العنصري الإسرائيلي بمهاجمة إيران ومصالحها ومواطنيها. جبهة المقاومة تستطيع الدفاع عن نفسها”. تزامن ذلك مع إبلاغ عبد اللهيان القيادات اللبنانية التي التقاها بعد أسبوع من بدء العملية، بأن قيادة حماس أكدت لطهران أن لدى “مقاتليها القدرة على المضي في المواجهة العسكرية أشهراً عدة”، من دون الحاجة إلى تدخلات خارجية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بعد مرور أكثر من أربعين يوماً على بدء معركة طوفان الأقصى التي بدأتها حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ودخول الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة وادعائه السيطرة على المنطقة الغربية منه، وما سبقه من اقتحام للمستشفيات وسيطرة على بعض الشوارع والأحياء، لا يبدو أن إيران، الدولة الكبرى الداعمة للفصائل المسلحة في المنطقة، تنوي القيام بأي تدخل عسكري حقيقي لقلب المعادلة، ومحاولة إنقاذ حماس، وإيقاف العدوان الوحشي الذي تمارسه القوات الإسرائيلية على المدنيين في غزة.

 في حين، تتحرك الفصائل الأخرى بوتيرة مختلفة، تضر بإسرائيل وحلفائها، إلا أنها لا تؤثر في مجريات الحرب في غزة، والتي يبدو أنها تتخذ مساراً عنفياً تصاعدياً، في سباق مع الوقت، قبل أن تنجح الضغوط العالمية الشعبية في إجبار إسرائيل على وقف عدوانها، والتي باتت ورقة الرهان الأكبر، بعدما طبقت إسرائيل بروتوكول هنيبعل بشكل غير معلن، ولم تضع حياة الرهائن في سلّم أولوياتها.

منذ اليوم الأول للعملية، طالبت حماس بشكل مباشر حلفاءها من الفصائل المسلّحة بالانخراط الكامل معها في هذه المعركة، إذ دعا القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري للحركة، محمد الضيف، في رسالة صوتية مسجّلة عقب ساعات من عملية طوفان الأقصى، “الأخوة في المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين”، وجدد أبو عبيدة، الناطق العسكري بإسم الكتائب، الدعوة “لشرفاء أمتنا، ومجاهدي المنطقة أن يعتبروا هذه المعركة معركة فاصلة، وأن يهبّوا معنا”. 

إلا أن إيران رفضت هذه الدعوة العسكرية وتبنت خطاباً أكثر تروياً، فقد سارعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في بيانٍ لها في اليوم التالي للعملية، إلى نفي علاقتها بالهجوم، وقالت: “ندعم فلسطين على نحو لا يتزعزع، لكننا لا نشارك في الرد الفلسطيني، لأن فلسطين فقط هي التي تتولى ذلك بنفسها”. كذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في اليوم الثالث للعملية، إن اتهام إيران بالضلوع في العملية المباغتة التي شنّتها حركة حماس ضد إسرائيل، “يستند إلى دوافع سياسية”، مؤكداً أن إيران لا تتدخل “في قرارات الدول الأخرى، بما فيها فلسطين”. كما أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن إيران لا “تريد حرباً واسعة”، وحذّر إسرائيل مراراً من أن الوضع “سيخرج عن السيطرة” إذا لم توقف العدوان على غزة، مركزاً في مواقف عدة على ضغوط ووساطات سياسية تجريها إيران لوقف الحرب في غزة. ودعا في 31 من الشهر الماضي من الدوحة، إلى “اغتنام آخر الفرص السياسية لوقف الحرب”.

بين العلني والضمني والمزيّف

 نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة في 15 من الشهر الجاري، أن المرشد  الإيراني الأعلى علي الخامنئي قد التقى برئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في السادس من هذا الشهر، وأخبره أن حماس لم تخبر إيران بالعملية، ومن “ثم فإن طهران لن تدخل الحرب”، وأن إيران “ستواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للحركة لكن من دون التدخل بشكل مباشر في الحرب الجارية”، وهو ما نفته حماس جملةً وتفصيلاً في اليوم التالي، وقالت في بيانٍ لها إنها تأسف “لنشر خبر لا أصل له”، داعيةً الوكالة الى “تحرّي الدقة”.

بعد الإخفاق الشديد والانحياز الواضح الذي أظهرته الوكالات العالمية والغربية لصالح إسرائيل في هذه المعركة، أصبح من السهل التشكيك ونفي أي تقرير أو خبر صادر عنها، إلا أن إيران صدّرت في مناسبات عدة خطاباً يتماهى مع محتوى التقرير، سواء من خلال تصريحاتها المتكررة عن عدم علاقتها ومعرفتها بهجوم السابع من تشرين الأول، أو من خلال التأكيد على أن الفصائل المؤيدة لها هي المسؤولة عن تقدير الموقف في مناطقها، وأنها “لا تنتظر بالضرورة قرارات سياسية”. كذلك، كانت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة قد قالت في 15 من الشهر الماضي، أن “القوات المسلحة الإيرانية لن تشتبك مع إسرائيل؛ شريطة ألا تغامر منظومة الفصل العنصري الإسرائيلي بمهاجمة إيران ومصالحها ومواطنيها. جبهة المقاومة تستطيع الدفاع عن نفسها”. تزامن ذلك مع إبلاغ عبد اللهيان القيادات اللبنانية التي التقاها بعد أسبوع من بدء العملية، بأن قيادة حماس أكدت لطهران أن لدى “مقاتليها القدرة على المضي في المواجهة العسكرية أشهراً عدة”، من دون الحاجة إلى تدخلات خارجية.

بعد النفي، خرج إسماعيل هنية في كلمة مصوّرة، تحدث فيها بشكلٍ عام عن المعركة الجارية، وكرر فيها توجيه رسائل مناشدة إلى “الأمة جمعاء” حسب تعبيره، مؤكداً أن ما قامت به غزة هو نموذج لم يوجد مثله لمئة عام، وأنها فتحت “الباب واسعاً للتحولات الاستراتيجية على صعيد القضية والمنطقة”، وأنها وجهت الضربة الكبرى “في أسس المشروع الصهيوني”، لذا فإن نصرتها “بالمال والسلاح والجهاد يجب أن تتجاوز كل المعوقات مهما كانت”. وأضاف أنه لا عذر لقاعدٍ أو “راضٍ بالقليل من الجهد أو العمل”، لافتاً الى أن معركة “طوفان الأقصى” هي معركة الأمة جمعاء، ولا بد أن توحُّد كل الجهود و”الاندفاع بلا تردد نحو الخيارات الجريئة ليتواصل الطوفان”، ليعود ويتوجه بالتحية إلى “جبهات المقاومة الساخنة” التي تساهم في هذه المعركة على “طريق التوازن الاستراتيجي المطلوب الضاغط على العدو”.

“حزب الله” وحساباته الخاصة

زعم التقرير الذي نشرته “رويترز” ونفته حماس، أن خامنئي “حثّ هنية على إسكات تلك الأصوات في الحركة الفلسطينية التي تدعو علناً إيران وحليفها اللبناني “حزب الله”، إلى الانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل، بكامل قوتهما”. ونقل عن مصادر في الحزب أن الأخير “فوجئ بالفعل بالهجوم”، وأن مقاتليه “لم يكونوا في حالة تأهب حتى في القرى القريبة من الحدود”، وقال أحد المصادر وهو قيادي: “لقد استيقظنا على الحرب”.

وكان الأمين العام للحزب حسن نصر الله قال في خطابه الأول بعد الحرب، والذي اعتبره البعض مخيباً للآمال والتوقعات الفلسطينية، إنه “لم يعلم بقرار الهجوم لا هو ولا إيران”، وإن الفصائل والجهات الحليفة كافة تتفهم تكتم الحركة عن مشاركتها واطلاعها مسبقاً على نيتها بالهجوم، فهذه السرية على حد قوله كانت سبباً في نجاح العملية بهذه الطريقة. وتوجّه الى من ينتظرون إعلانه الانضمام الى الحرب في غزة، أنه منخرط بها منذ 8 تشرين الأول، ومستمر حتى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

ويخوض الحزب منذ 7 تشرين الأول، أشرس اشتباكات له مع إسرائيل على طول الحدود اللبنانية – الإسرائيلية منذ حرب 2006، وقد أعلن حتى الساعة مقتل 78 من عناصره، بعضهم قُتل في ضربات إسرائيلية على سوريا، بالإضافة إلى سقوط مدنيين استهدفهم القصف الإسرائيلي في القرى الجنوبية الحدودية، في ظل تهديدات إسرائيلية متكررة بجعل لبنان يدفع ثمن أي مغامرة غير محسوبة لـ”حزب الله”،  إلا أن هذه المعركة الساخنة لم تغير من المعادلات الجارية في حرب غزة، ولم تمثل بعد الضغط الحقيقي اللازم لوقف اعتداءات إسرائيل على القطاع.

وكان التقرير أفاد بأن حماس تنتظر من “حزب الله” أن ينفذ ضرباته بشكل أعمق وأوسع في الداخل الإسرائيلي، وهو ما عبر عنه قادة حماس مسبقاً، إذ قال رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، في مقابلة تلفزيونية يوم 16 تشرين الأول، إن “حزب الله قام مشكوراً بخطوات، لكن تقديري أن المعركة تتطلب أكثر، وما يجري لا بأس به لكنه غير كاف”. كذلك، قال عضو المكتب السياسي للحركة غازي حمد في 26 من الشهر نفسه، في مقابلة تلفزيونية من بيروت، إن “الحركة الفلسطينية المسلحة كانت تتوقع تدخلاً أقوى من “حزب الله” في حربها مع إسرائيل”، وتحدث عن الجبهة الشمالية قائلاً، إن “ما يجري في الجانب اللبناني أعتقد أنه جزء من النضال ضد الاحتلال. إننا نقدر أنهم بدأوا العمل ضد الاحتلال، ونشكرهم كثيراً على ذلك. نحن بحاجة الى المزيد، نعم، حسناً، نحتاج الى المزيد والمزيد، لأننا نريد استنفاد الاحتلال، ونريد نزيف هذا الاحتلال وإيقاف هذا الاحتلال”.

“وحدة الساحات”؟

إيران، أنشأت ومولت ودعمت حركات المقاومة الإسلامية في المنطقة بذريعة محاربة أميركا وإسرائيل وإزالتها من الوجود، وتحرير الأراضي الفلسطينية، وخاضت في السابق معارك شرسة في سوريا ومناطق أخرى، اعتبرتها حروباً على طريق القدس. ولطالما أعلنت هذه الفصائل على لسان قيادييها ومسؤوليها، أن ساحاتها في وجه أعدائها واحدة، ويعد “حزب الله” هو اليد الأقوى لإيران في المنطقة، بما يمتلكه من عتاد وأسلحة وعناصر مدربين يفوقون بقدراتهم الفصائل الأخرى كافة، ما جعل المتوقع أن تستغل هذه الحركات الضربة القوية التي وجهتها حماس إلى إسرائيل لبدء حرب إقليمية مشتركة، وهو ما لم يحدث حتى الساعة، ولا مؤشرات واضحة إلى نية أي من الأطراف الفاعلة القيام به، وهو ما وضع المؤيدين والمناصرين لمحور الممانعة في تساؤلات حقيقية حول جدية ما أعلنته وتصرفت على أساسه فصائلها في المنطقة، من وحدة ساحات في وجه عدو واحد واضح.

وقد سعت إيران الى استيعاب هذا الاستياء العام والتخفيف عن “حزب الله” من خلال إقحام فصائل أخرى في المعركة، فشنت المقاومة الإسلامية العراقية ضربات على أهداف أميركية في العراق، وأطلق الحوثيون صواريخ بعيدة المدى إلى مستوطنة إيلات. كذلك، أُطلقت صواريخ من الأراضي السورية نحو الجولان المحتل، إلا أن هذه الضربات لم ترقَ بعد إلى حد الالتحام الكامل والدعم الذي كانت وما زالت تنتظره حماس من حلفائها.

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 16.05.2024

“مفاتيح دبي”: عن علاقة إلياس بو صعب ببرج نورة الإماراتي!

برز الياس بو صعب كشخصية محورية في لبنان في السنوات الأخيرة الماضية وضجّت مؤخرًا وسائل الاعلام بخبر فصله من التيار الوطني الحر. تكشف وثائق مشروع "مفاتيح دبي" بالتعاون مع مشروع "الإبلاغ عن الجريمة المنظّمة والفساد" OCCRP، عن امتلاك بو صعب ستة عقارات في برج نورة الاماراتي. تبلغ القيمة التقريبية للعقارات نحو 6.5 مليون دولار أميركي.