fbpx

أنطون صحناوي بين سيرته اللبنانية والاحتفال بمولوده الفرنسي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

احتفلت بعض وسائل الإعلام في فرنسا بالمصرفي اللبناني أنطون صحناوي بمناسبة انجابه مولوداً من حفيدة الممثل الفرنسي الشهير جان بول بلموندو، من دون أي إشارة إلى ما يحفل به سجل هذا المصرفي من علاقات مع أحد أهم المطلوبين لدى القضاء الفرنسي، ونعني هنا حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يتضمن سجل المصرفي اللبناني أنطون صحناوي يتضمن علاقات مالية موثقة، سمحت لصحناوي وفي ظل الانهيار المالي الذي يعيشه لبنان و”الكابيتال كونترول” غير القانوني الذي مارسته المصارف اللبنانية وعلى رأسها “سوسيتيه جنرال” الذي يرأسه صحناوي، بتحويلات مالية أتاحت للمصرف الاستفادة من السياسات المالية الجائرة التي اعتمدها سلامة. ناهيك عن ارتباط اسم صحناوي بوقائع لبنانية موازية تجنب الاعلام الفرنسي الإشارة إليها، في سياق احتفاله بوالد إبن حفيدة بلموندو. 

مجلة “مدام فيغارو“، كشفت هوية والد انجيلو نبيل الصحناوي بعدما حافظت والدته على سريّته، الفيغارو المهتمة بالشأن اللبناني آثرت في تعريفها عن الصحناوي عدم الذهاب أبعد من كونه رجل أعمال لبناني. 

أما  صحيفة “Paris Match” فخصصت  مساحة للتعريف عن أنطون صحناوي الذي ولد في ولاية لوس أنجلوس الأميركية، وتحدثت عن انجازات الصحناوي في القطاع المصرفي وفي عالم السينما وقالت إنه من المشاركين في مؤسسة “Rouge Internationale”، شركة إنتاج أسستها الممثلة والمنتجة الفرنسية جولي غاييه، زوجة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند.

وهنا لا بد من إضافة بعض المحطات اللبنانية من سيرة هذا المصرفي.

كسر وديعة

قبل أسابيع قليلة من الأزمة الاقتصادية وتحديداً في 16 أيلول/ سبتمبر 2019، قدّم المصرفي اللبناني والرئيس التنفيذي لمصرف “سوسيتييه جنرال في لبنان والأردن -SGBL”، أنطون صحناوي، طلباً إلى مصرف لبنان بـ”كسر وديعة” قيمتها 254 مليار ليرة لبنانية (أكثر من 169 مليون دولار حينها)، بينما كان موعد استحقاقها الفعلي عام 2047، وفقاً لوثيقة اطلع عليها “درج”. 

وافق حاكم المصرف المركزي رياض سلامة على تحرير الوديعة بذريعة حاجة “سوسيتييه جنرال” لهذه الأموال لتأمين سيولة بالليرة اللبنانية إذ جاء في نص الكتاب: “يعود السبب وراء هذه العمليات إلى نقص سيولتنا في الليرة اللبنانية”، على أن يودع 60 مليار ليرة لبنانية بتصرف مصرف لبنان بفائدة تتجاوز 9 في المئة. 

وطد صحناوي علاقته مع سلامة، الذي رعى ضم المصرف “اللبناني الكندي” المفلس عام 2011، إلى مصرف “سوسيتييه جنرال”، كما مكن “سوسيتيه جنرال” من تحويل نحو مليار دولار إلى الخارج في 2020، بحسب وثيقة حصل عليها “درج”.

القروض والتحويلات المصرفية 

أقرض مصرف لبنان “سوسيتيه جنرال” نحو مليار دولار بين أيلول/ سبتمبر 2019 وكانون الثاني/ يناير 2020، وفقاً لوثيقة مصرفية اطلع عليها “درج”. حصل ذلك في الأسابيع القليلة قبل فرض الـ “كابيتال كونترول” غير القانوني على المودعين والمستمر حتى اليوم. 

اتبعت المصارف التجارية اللبنانية سياسة “الكابيتال كنترول” بطريقة غير قانونية، وهي تحديد المصارف التجارية سقف السحوبات للمودعين من دون إقرار قانون في مجلس النواب، على مشارف الانهيار الاقتصادي في لبنان أواخر عام 2019، وحرمتهم من جنى أعمارهم، ولم يكن مصرف صحناوي، أي “سوسيتييه جنرال”، بمعزل عن هذه السياسة. 

لم يجب كل من “سوسيتيه جنرال” ومصرف لبنان على أسئلة “درج” حول أسباب هذا القرض وخلفيات تأمين المبلغ المذكور بالدولار الأميركي. 

الـ”President”

بثقة وفخر، مشى صحناوي على الـ “Red Carpet” في حفل توزيع جوائز “الأوسكار” في مجال صناعة السينما عام 2018، بعد ترشح فيلمه “القضية رقم 23” المثير للجدل للجائزة. تقف الى جانبه في الصورة الشهيرة شريكته في المشروع المنتجة جولي غاييه، زوجة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند. 

لكن إلى جانب “السجادة الحمراء” في حفل الأوسكار، ارتبط إسم صحناوي في لبنان بظاهرة “جنود الرب” التي ظهرت في السنوات الأخيرة في المناطق المسيحية من بيروت وتولت مهاجمة تجمعات ومساحات آمنة للمثليين، إذ أشارت تقارير صحفية إلى أن صحناوي يتولى تمويل هذه الجماعة. 

لم يكتف صحناوي بلقب الفنان والمنتج الذي حصده في بداياته تحديداً في أواخر التسعينيات، بل أراد لقباً يضعه على خارطة رجال الأعمال، لذا اتجه الى العمل المصرفي، واشترى أكبر حصة من مصرف “سوسييتيه جنرال” في لبنان والأردن من عمه، وزير الطاقة السابق والمصرفي موريس صحناوي، في تشرين الأول/ أكتوبر 2007، وأصبح فيما بعد الرئيس التنفيذي للمصرف. كان “SGBL” أحد المصارف التي استفادت من الهندسات المالية التي أقرّها مصرف لبنان عام 2016 فحقّق أكثر من مليار دولار، وفقاً لما قاله مصدر مصرفي لـ”درج”. 

مسيرة صحناوي

بدأ مسار أنطون المصرفي بعدما عَيّنه والده نبيل صحناوي رئيساً تنفيذياً لمجموعة “سوسيتيه جنرال” في لبنان والأردن عام 2007.

سطع نجم صحناوي في المجال المصرفي بعد  إفلاس “البنك اللبناني-الكندي” عام 2011 الذي تجاوزت قيمة أصوله 5 مليار دولار عام 2009. عمل صحناوي، بمساعدة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على ضم المصرف “اللبناني – الكندي” إلى مجموعة “سوسيتييه جنرال”. ساهم سلامة بتدفق هائل من الأموال لمصلحة “اللبناني – الكندي”، حسبما أفادت مصادر مصرفية لـ”درج”، لإخراجه من مأزق الإفلاس من دون محاسبة المتهمين بغسل الأموال.

كما جدد لصحناوي عام 2021 إذ انتخب عضواً في “جمعية المصارف اللبنانية” التي يرأسها الرئيس التنفيذي لـ”بنك بيروت”، سليم صفير والتي اتخذت قرارات مجحفة بحق المودعين كالـ”كابيتال كونترول” وإقفال الأبواب لأسابيع أمامهم لمنعهم من الحصول على أموالهم. 

أذرع في قطاعات مختلفة

أنطون صحناوي ابن بيروت، ولد في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 1972 لعائلة ثرية، فوالده نبيل صحناوي، صاحب النفوذ المالي ومؤسس لعشر شركات من بينها “المخازن” و”هولدينغ ابي صحناوي” و”الشركة العقارية في صرب” بالإضافة إلى مساهمته في مصرف “سوسيتيه جنرال” في لبنان، بحسب السجل التجاري. في فترة إدارة والده للشركات، انتقل للعيش في الولايات المتحدة الأميركية ودرس في جامعة “كاليفورنيا”. 

ثبت صحناوي قدميْه في السوق التجارية أكثر، واستطاع توسيع شبكة العلاقات في الخارج في كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، أبرزها قربه من الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند عبر شراكته مع زوجته، المنتجة جولي غاييه، وشرائه لمصرف “Banque Richelieu” في موناكو الفرنسية عام 2018، ورئاسة مصرف “Pikes Peak National” في ولاية كولورادو الأميركية من العام نفسه. 

لصحناوي حصة في السوق العقاري أيضاً، فهو من أكبر المساهمين في شركة “سوليدير” وهي شركة تطوير عقارية تأسست عام 1994 بحجة إعادة إعمار بيروت بعد الحرب الأهلية. الهدف لزيادة حصة صحناوي هو رغبته الحصول على حصة مسيطرة، ويعني ذلك أن  القانون يمنحه تأثيراً على قرارات الشركة وتوجهاتها. أما شريكه في رفع حصة الأسهم هو زياد أبو جمرة، رئيس شركة “فديوس” في قبرص التي يملكها صحناوي،  كما أنه شغل سابقاً منصب رئيس أسواق رأس المال والتجارة في “فيدوس – مجموعة سوسيتييه جنرال”.

إلى جانب المصرف والتجارة، لصحناوي يد في المجلس النيابي بطريقة غير مباشرة، إذ أشارت النائبة عن كتلة التغيير، بولا يعقوبيان  في مقابلة لموقع “درج” إلى نفوذ صحناوي في لجنة المال والموازنة التي يرأسها النائب في التيار الوطني الحر ابراهيم كنعان، وتضم 36 نائباً، كما أن  النائب جان طالوزيان (المحسوب عليه) عضواً في هذه اللجنة إضافة إلى نواب من حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” مثل جورج عقيص، غسان حاصباني ونديم الجميل. 

العمل المصرفي والتجاري والنيابي لم يبعده عن السينما التي ما زال يستثمر فيها حتى اليوم وهو العمل الوحيد الذي يهرع فيه إلى الأضواء، فآخر أعماله كانت “Broken Keys” وهو فيلم يعرض حياة عازف بيانو يحاول الهروب من الاضطهاد في بلدة الرقة السورية التي كانت معقل  تنظيم الدولة الإسلامية  “داعش” الذي حظر الحياة العصرية والموسيقى. تمكن الفيلم من الوصول إلى “مهرجان كان السينمائي” عام 2020 الذي ألغي بسبب جائحة كورونا. 

يوسع صحناوي دائرته الفنية باستمرار ويعمل مع نخبة من المخرجين والموسيقيين أمثال الموسيقي غبريال يارد، الحاصل على جائزة “أوسكار”، والمخرج جيمي كيروز الحاصل على جائزة أفضل مخرج، والذي شارك أيضاً بإخراج فيلم “Broken Keys” . حاولنا التواصل مع هؤلاء لكننا لم نحصل على تجاوب. 

لصحناوي حصة أيضاً في الرياضة، تحديداً في مجال كرة السلة، إذ كان يموّل نادي “الحكمة الرياضي” الذي يتداول عنه أن جمهوره محسوب على حزبي “القوات اللبنانية” و “الكتائب”. في فترة التمويل، وقّع صحناوي ممثلاً “سوسيتييه جنرال” مع شركة “ماستركارد العالمية” اتفاقية شراكة استراتيجية مع نادي “الحكمة الرياضي”. أصدر بعدها المصرف مجموعة بطاقات مصرفيّة تحمل شعارات نادي “الحكمة” وSGBL وماستركارد توضع بتصرّف مشجّعي ومنتسبي نادي “الحكمة”.

برز خلاف بين رجل الأعمال ومؤسس جمعية “Lebanon of Tomorrow” طارق كرم، صديق وشريك صحناوي في العمل، مع أمين صندوق الهيئة الإدارية لنادي “الحكمة” السابق مارون غالب الذي رمى باللوْم على نفسه وإدارته بشرخ هذه العلاقة ما دفعه إلى الاستقالة مطلع 2016، حسبما قال لـ”درج” عبر مكالمة هاتفية. 

لذا، اتجه صحناوي إلى تمويل ناد حديث اسمه “بيروت”، برئاسة رئيس نادي “الحكمة” السابق نديم حكيم والذي استقال من “الحكمة” أواخر العام 2015 لأسباب إدارية، وبلغ أول تمويل الذي منحه صحناوي لنادي “بيروت” فوْر افتتاحه عام 2019 بدفعه 75 ألف دولار “sponsorship”، وفقاً لما قاله حكيم لـ”درج”.

 نفى حكيم تمويل صحناوي لنادي “بيروت” مشيراً إلى أنه لا يعرف صحناوي ولم يلتقِ به سوى مرة واحدة بالصدفة في حفل إطلاق فيلم “قضية رقم 23”. 

واستطرد حكيم قائلاً إن لصحناوي علاقة مع طارق كرم فقط، وهو عضو مجلس إدارة نادي “بيروت” وكذلك الناشر لموقع “هنا لبنان” المقرب من صحناوي. 

الكواليس السياسية 

لم يترشح صحناوي إلى المجلس النيابي قطّ، لكن لا ينفي ذلك حضوره في الكواليس عبر التبرعات للحملات الانتخابية في مختلف المناطق اللبنانية علماً أن لدائرة بيروت الأولى وتحديداً منطقة الأشرفية، مسقط رأسه، الحصة الأكبر منها. 

يرتكز استثمار صحناوي الأساسي والأكبر في دائرة بيروت الأولى الانتخابية، حيث قدم صحناوي مرشحاً نيابياً عنه، وهو النائب جان طالوزيان، وأكّد ذلك النائب عن حزب “الكتائب اللبنانية” نديم الجميل قائلاً في مقابلة مع إحدى الصحف اللبنانية، إذ قال إن صحناوي قدم الدعم المادي للائحة الكتائب في انتخابات 2022 النيابية بسبب وجود مرشحه، طالوزيان، عليها.

 يذكر أن طالوزيان نجح في الانتخابات الأخيرة ليجدد ولايته بعدما نجح عام 2018 أيضاً، مع الإشارة إلى أنه انشق عن حزب القوات اللبنانية عام 2020 بسبب خلافات داخلية، وسمى نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة بعد الانتخابات إذ يعتبره “الأكثر جدياً” في هذه المرحلة العصيبة. 

تعود علاقة آل صحناوي بطالوزيان إلى عام 1975 بحسب قول الأخير، وأضاف في حق الرد الذي أرسله “درج” أن العلاقة توطدت عندما “كان لبنان في حالة حرب ويقاتل من أجل سيادته.” وتابع طالوزيان: “تميل فترات القتال إلى تكوين صداقات قوية وتضامن – وهذا هو نوع العلاقة التي تربطني أنا والسيد نبيل الصحناوي (والد أنطون).”

أمّا في الشمال، دعم لائحة النائب ميشال معوض مرشح القوات اللبنانية لمقعد رئاسة الجمهورية الذي ما زال شاغراً حتى اليوم والذي يعتبر ورقة خسارة، بحسب النائبة عن لائحة “تحالف وطني” بولا يعقوبيان. 

تفيد معلومات من نائب رفض ذكر اسمه لـ “درج” أن عقب حادثة “ميزون بلاش” حيث أطلق مرافق صحناوي النار على مازن الزين، وهو أحد رواد الملهى الليلي عام 2010 الذي برز خلاف معه لأسباب عملية، غادر صحناوي البلد عبر مطار بيروت الدولي عندما كان طالوزيان قائداً لجهاز أمن المطار.

لا يختصر الدعم المادي والسياسي الذي يقدمه صحناوي إلى ما عرف يوماً بتحالف “14 آذار”، إنما وفقاً ليعقوبيان لصحناوي على علاقة مع النائب ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أيضاً، إذ تشير يعقوبيان إلى لقاء نظمه رجل الأعمال وابن عمة رئيس الحكومة السابق نادر الحريري في باريس جمع صحناوي بباسيل قبل انتخابات 2022 وتحديداً بشهر آذار/ مارس.

في هذه الجلسة، حصلت “ديل/ صفقة” انتخابية بين الطرفين ،إذ تعهد باسيل على أن لا يضم على لائحته مرشح “أرمن كاثوليك” ذو قاعدة شعبية في دائرة بيروت الأولى مقابل ضمان الأصوات لطالوزيان. في المقابل، جمع أصوات لصالح النائب في التيار الوطني الحر نقولا صحناوي، وفقاً لـيعقوبيان. 

بين الإعلام وإدارة الأعمال

شقّ صحناوي طريقه المهني عبر الإعلام، وعام 1998 أنشأ شركة نشر وهي NewsMedia SA. ثم، أسس مجلة “Executive” الناطقة باللغة الانكليزية والتي ركزت على أخبار لبنان والشرق الأوسط الاقتصادية والمالية، ومؤخراً أطلق منصة “هنا لبنان” التي كان لها دوراً كبيراً في الدفاع عن المصارف وسلامة.

أما على صعيد الأعمال، فتتوزع شركات صحناوي على ثلاثة أنواع: تجارية، وعقارية، ومصرفية. أبرز شركائه هم من أفراد عائلته، إضافة الى وزير الاقتصاد السابق راوول نعمة، إذ هو شريكه ومساهم في شركتي “م و ن صحناوي” و “Tourist Development and Consulting”، بحسب السجل التجاري. نفى نعمة وجود أي شراكة مالية أو اقتصادية مع أنطون صحناوي واكتفى بقول: “اسألي مصادرك”. 

من هما فريديريك دومون وآلان دو بوزيلاك، شريكي صحناوي؟ 

فريديريك دومون شريك الوزير السابق ميشال سماحة في شركة “Median” المتخصصة بالإعلام والإنتاج والاتصالات. سماحة سجن 13 عاماً بتهمة تهريب المتفجرات إلى لبنان وعلى علاقة وثيقة برئيس النظام السوري بشار الأسد. في هذه الفترة، كان دومون مراسلاً لمؤسسة RFI الإعلامية الفرنسية وفي الوقت عينه له شبكة من العلاقات تربطه مع النظام السوري وحزب الله. حتى أنه نشر كتاباً عام 2006 بعنوان: “حزب الله: الحركة الوطنية الإسلامية” و”الجنرال عون: رؤية معينة للبنان” عام 2007 يمدح فيه الأخير. 

لكن كيف تحول دومون من شريك لسماحة ومقرباً من محور الممانعة، حسبما وصفه المقربون منه سابقاً، إلى شريك صحناوي في السينما؟ 

تربط دومون علاقات مع شخصيات سياسية بارزة كرئيس الجمهورية السابق ميشال عون وصحناوي الذي شارك في إطلاق محطة فرانس  24 المرئية الناطقة بالعربية كراعٍ لها، وعرّف آلان دو بوزيلاك، مدير إعلانات فرنسي والرئيس التنفيذي السابق لـ”فرانس 24″، على صحناوي لفتح سلسلة من العلاقات الإدارية لتمويل “فرانس 24” على المدى الطويل.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2010، أقلّ صحناوي بوزيلاك في طائرة خاصة الى لبنان لحضور حفل افتتاح France 24 الناطقة بالعربية الذي كان برعايته حيث أقام عشاء لإطلاق مشروع الرعاية. 

اللافت أن إدارة AEF خضعت لتحقيق عندما كانت تحت إشراف بوزيلاك حيث شغل منصب الرئيس التنفيذي من 2008 إلى 2012. وفقًا لرسالة بريد إلكتروني داخلية نقلتها وكالة فرانس برس، تم إجراء هذا البحث بعد تقرير إلى مكتب المدعي العام في نانتير للمفتشية العامة للشؤون المالية (IGF).

لم ينفِ بوزيلاك في رده على أسئلة “درج” شراكة “SGBL” مع “فرانس 24″ العربية، فالمصرف كان الراعي الرسمي لانطلاقة القناة وبرر ذلك قائلاً: ” يحق للقنوات التلفزيونية الفرنسية العامة الحصول على إعلانات ورعاية، و”فرانس 24″ ليست استثناء من هذه القاعدة.” وتابع: ” تشجع الدولة هذه القنوات العامة، التي ترى فيها مصلحة معينة، وهي استثمار أموال عامة على المدى الطويل. 

كان هذا هو الحال في بيروت مع SGBL، الذي كان شريكًا في الحدث وفي إطلاق فرانس 24/24 باللغة العربية ، بحضور السفير الفرنسي، وصحناوي وفرق “فرانس 24” المشاركة في إطلاق 24 ساعة. “

أما عن علاقته بصحناوي، فقال: “لم أكن أعرف السيد صحناوي إلى أن قدمني رؤساء وكالات الإعلان إلى الرئيس التنفيذي لـ SGBL الذي كان سيرعى بفضلهم حدث إطلاق 24 ساعة باللغة العربية في بيروت. ويضيف: “كنا سعداء بدعم SGBL لنا في بيروت. ومع كل إنطلاقة في عاصمة مختلفة (ما يقرب من 100) أقمت نفس العلاقات المهنية ونفس التقارب مع المعلنين والعملاء والجهات الراعية لأشكرهم على إيمانهم بمستقبل “فرانس 24”.

كشف منتدى إدارة الإنترنت، في تقرير نُشر في عام 2011، عن عدد من المخالفات  فيما يتعلق “بالعقود الموقعة أو المدفوعات التي قامت بها إدارة AEF”. وبالتالي ، “كانت الخدمات موضوع المدفوعات في حالة عدم وجود عقد”. بالإضافة إلى ذلك، “تم منح عقود معينة خاضعة للالتزام بالدعوة للمنافسة في حالة عدم وجود دعوة مسبقة للمنافسة”. وأخيراً ، “لم يتم إحالة بعض العقود إلى الرقابة الاقتصادية والمالية العامة، أو في بعض الحالات، بعد توقيع العقود”.

بالعودة إلى دومون، الذي توارى عن الأنظار لفترة لأسباب مجهولة، نراه يظهر مجدداً كشريك لصحناوي في شركته الإنتاجية “إيزيقيال” إذ يدير أعماله الإنتاجية نيابة عنه كالتواصل مع المخرجين والكتاب. وأكدت على ذلك المخرجة كاتيا جرجورة، التي أصدرت معه فيلماً قصيراً بعنوان “ويبقى الصمت”، حيث قالت لموقع “درج” إنها لم تقابل صحناوي قط، وتعاملت فقط مع دومون وأضافت: “لا أعلم إذا شاهد الفيلم أصلاً، فقط قدم المال ولم يكن مبلغاً كبيراً” . كما أنه الـ”boss” الأكبر لـ”Ici Beyrouth” بحسب ما وصفه أحد الموظفين السابقين في المؤسسة ورفض ذكر اسمه. 

قاد دومون صحناوي إلى جائزة “الأوسكار”، و”كان”، وعدد من الجوائز العالمية الأخرى، لذا، أصبح صحناوي متمسكاً بـدومون أكثر، فأعوام من العمل وإنتاج الأفلام ومحاولة الوصول إلى العالمية، نجحت بتلخيص الجهد في عام واحد على يد دومون. 

يواصل صحناوي عمله في المجاليْن الفني والمصرفي ويستمر مصرفه في إصدار قرارات مجحفة بحق مودعيه كاجبار أصحاب حسابات التوفير على إقفال حساباتهم عبر رسائل نصية وصلت إلى هواتفهم. 

لم يكن صحناوي أحد الشهود المطلوب الاستماع إلى شهادتهم من القضاة الأوروبيين. ويستمر في عمله السينمائي بشكل موازٍ وكأنه في حالة من الإنكار في ظل تقاعس القضاء عن إتمام واجباته أمام من كان مساهماً في إيصال الوضع الاقتصادي في لبنان إلى الدرك الأسفل.

لم يرد صحناوي على الأسئلة التي أرسلناها إليه كحق الرد. 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.