fbpx

هل تستعيض إسرائيل عن “الحرب الموسّعة” بتصفية قياديين في “حزب الله”؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

جاء استهداف الطويل عقب توجيه “حزب الله” ضربة الى إسرائيل هي الأكبر منذ بداية الحرب، استهدف خلالها قاعدة “ميرون” العسكرية الإسرائيلية بـ 60 صاروخاً موجهاً، وذلك كرد أولي على اغتيال القيادي في “حماس” صالح العاروري في الضاحية الجنوبية. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

اغتالت إسرائيل القيادي البارز في “حزب الله” وسام الطويل، مسؤول وحدة التدريب والمواجهة في كتيبة “الرضوان”، الذي يلعب دوراً محورياً في تنسيق وقيادة العمليات التي يقوم بها “حزب الله” على الحدود مع إسرائيل، بعد استهداف مباشر لسيارته في بلدته خربة سلم جنوب لبنان، ليصبح عدد قتلى الحزب منذ بداية الحرب إلى الآن نحو 160 ما بين عُنصر وقيادي.

“كتيبة الرضوان” هي نخبة مقاتلي “حزب الله”، التي أسسها عماد مغنية بعد حرب تموز/ يوليو 2006، وكان الهدف منها “التسلل إلى إسرائيل”. واكتسبت هذه الوحدة خبرات عسكرية كبيرة في المعارك الميدانية بعد قتالها إلى جانب جيش النظام السوري خلال سنوات الحرب.

لم يكن الطويل القيادي الأول الذي تغتاله إسرائيل في صفوف “حزب الله” منذ اشتعال الجبهة الشمالية عقب عملية طوفان الأقصى، فقد سبق أن قتلت 5 من قادة الكتيبة نفسها، من ضمنهم عباس رعد، نجل رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، يوم الـ23 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بغارة جوية استهدفت منزلًا كانوا موجودين فيه ببلدة بيت ياحون الجنوبية.

عمدت إسرائيل أيضاً الى استهداف عناصر لـ”حزب الله” أثناء وجودهم في مراكز بعيدة من نطاق العمليات على الحدود اللبنانية، وأثناء تنقلاتهم بين القرى والمناطق، كما حدث في الـ21 من تشرين الثاني، بعدما ضربت مسيرة إسرائيلية نقطةً في جبل الصافي، أدت إلى مقتل سبع عناصر من الحزب دفعةً واحدةً، فيما كانت الاشتباكات لا تزال محدودةً على طول الشريط الحدودي.

تصعيد الرد

جاء استهداف الطويل عقب توجيه “حزب الله” ضربة الى إسرائيل هي الأكبر منذ بداية الحرب، استهدف خلالها قاعدة “ميرون” العسكرية الإسرائيلية بـ 60 صاروخاً موجهاً، وذلك كرد أولي على اغتيال القيادي في “حماس” صالح العاروري في الضاحية الجنوبية. 

تعد هذه القاعدة الأهم في الجبهة الشمالية، فهي المركز الوحيد “المعلن عنه” للإدارة والمراقبة والتحكّم الجوّي شمال إسرائيل، ومعنيّة  “بتنظيم وتنسيق وإدارة كامل العمليات الجوية باتجاه سوريا ولبنان ومناطق أخرى، وتشكل هذه القاعدة ‏مركزاً رئيساً لعمليات التشويش الإلكتروني على الاتجاهات المذكورة، ويعمل في هذه القاعدة عدد ‏كبير من نخبة الضباط والجنود الإسرائيليين”، وفق ما أعلنه “حزب الله” في بيانه عقب العملية.

جاء استهداف العاروري ضمن ما سمته إسرائيل المرحلة الثالثة في حربها ضد “حماس”، والتي تشمل أهدافاً دقيقة والقضاء على قدرات الحركة والحد من خطورتها. وهو بداية لسلسلة من الاغتيالات ستسعى إسرائيل من خلالها إلى استهداف كوادر “حماس” وقادتها في بلدان عدة لمنع تكرار هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. وقد اضطر “حزب الله” للرد على هذا الاغتيال على اعتبار أنه وقع في معقله الأمني في الضاحية الجنوبية.

 سبق لأمين عام “حزب الله” حسن نصرالله، أن أكد أنه لن يسكت عن محاولة اغتيال ضمن أراضيه، وأنه لن يسمح أن يتحول لبنان إلى ساحة اغتيالات جديدة، في ظل اتهامات بوجود خرق أمني استطاعت إسرائيل من خلاله تحديد مكان اجتماع الفصائل الفلسطينية وتنفيذ عملية الاغتيال بدقة بالغة، لا سيما أنه كان من المقرر أن يلتقي العاروري بنصرالله في اليوم التالي لوقوع العملية.

عاود “حزب الله” الرد على اغتيال الطويل والعاروري بضربة استهدفت قاعدة “دادو”، وهي مقر قيادة المنطقة الشمالية في مدينة صفد الفلسطينية، بعدد من المسيرات، ووضع العملية في “إطار الرد”، الذي ربما سيتوسع لاحقاً ليشمل مواقع وخطوات تصعيدية أخرى.

“كتيبة الرضوان” هي نخبة مقاتلي “حزب الله”، التي أسسها عماد مغنية بعد حرب تموز/ يوليو 2006، وكان الهدف منها “التسلل إلى إسرائيل”. واكتسبت هذه الوحدة خبرات عسكرية كبيرة في المعارك الميدانية بعد قتالها إلى جانب جيش النظام السوري خلال سنوات الحرب.

العامل البشري

بعد الضربة الأولى في جبل صافي، عمد الحزب إلى تعميم رواية مفادها عثوره على وجود خلية من العملاء اللبنانيين والسوريين، ونشرها في “بيئته الحاضنة” عبر مجموعات “واتسآب”، مع تحذيرات بالانتباه من “النازحين السوريين” الموجودين في القرى التي يقوم فيها الحزب بتجهيز ضرباته وتسديدها.

 تم إثر ذلك فرض حظر تجوّل مؤقت على السوريين في المناطق الجنوبية الحدودية، إلا أن هذه الرواية أخذت تندثر تدريجياً، وتحوّل الحديث الى وجود عملاء على مستوى عالٍ من داخل بيئة الحزب، إلا أنه وحتى الساعة لم يتم تأكيد هذه الفرضية أو الحديث عنها بشكل رسمي، وانحصرت في خانة التحليلات التي تأخذ بالاعتبار أنه من الصعب أن يتم التوصل إلى معلومات دقيقة حول أماكن وجود هذه الكوادر وتنقلها من أشخاص بعيدين، لا سيما أن الطويل قبل مقتله لم يكن معروفاً على نطاق واسع، ولم يتكشف دوره الحقيقي لدى العموم إلا بعد اغتياله، وهو يتوخى درجة عالية من الحذر والدقة في تحركاته.

حتى في استهداف العاروري، لم توضع على الطاولة فرضية وجود الخرق في الجانب الفلسطيني، إنما اقتصر الحديث على عجز الحزب عن حماية ضيفه ووجود خرق أمني في صفوفه أدى الى تحديد مكان وجوده.

التفوّق التكنولوجي الاستخباراتي

تكشف الضربات الإسرائيلية الأمنية الدقيقة المتكررة، عن خلل أمني واستخباراتي لدى “حزب الله” في هذه المعركة حتى الآن، فعلى رغم مساعيه لاستهداف وتدمير مراكز وأبراج المراقبة الموجودة على الحدود، لا تزال المسيرات الإسرائيلية قادرة على تحديد أهدافها بشكل دقيق، وبلوغها في عمق المناطق السكنية البعيدة من خط الاشتباك الأساسي، سواء كانت منزلاً أم مركزاً أو نقطة تجهيز، من خلال صواريخ ذكية قادرة على تجنّب إحداث أضرار جانبية.

في الأيام الأولى للحرب، استطاعت إسرائيل عبر مسيراتها استهداف مقاتلي الحزب أثناء وخلال انسحابهم من توجيه ضرباتهم من مسافات قريبة من الحدود البرية، ما دفع الحزب الى استخدام صواريخ بمدى أبعد، ومحاولة إسقاط هذه المسيرات عبر صواريخ موجّهة.

 عمّم الحزب حينها بصورة غير رسمية على مؤيديه، ضمن مجموعات “الواتسآب” الخاصة به، توصية بعدم التقاط أو نشر فيديوات تظهر موقع إطلاق الصواريخ أو تقدّم أي حيثيات تساعد إسرائيل في تهديد هوية المقاتلين أو مكان وجودهم، لكن ذلك لم يحدّ من ضربات إسرائيل التي انتقلت الى استهداف مقاتلي الحزب خلال تنقلاتهم وتمركزهم في مناطق الجنوب، ليضطر الحزب في 28 كانون الأول/ ديسمبر الماضي الى إصدار بيان رسمي عبر إعلامه الحربي، يطلب فيه من أهالي القرى الأمامية فصل الكاميرات الخاصة عن شبكة النت، من أمام منازلهم ومتاجرهم ومؤسساتهم، بعدما عمدت إسرائيل إلى اختراقها واستخدامها في التجسّس على مقاتليه.

تكرّر هذا النوع من الاستهدافات على رغم كل إجراءات الحزب التي حاولت استيعاب هذا النزف الهائل في كوادره، وجرى حديثٌ على نطاق ضيق يفيد بأن إحدى الضربات جاءت بعدما أجرى أحد مقاتلي الحزب اتصالاً هاتفياً عائلياً، استطاعت من خلاله إسرائيل تحديد موقع العناصر واستهدافهم بصاروخ موجّه، وهو ما دفع مناصريه إلى تكثيف دعواتهم وتوجيهاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحثّ الجميع على أخذ كامل تدابير الحيطة والحذر على جميع الأصعدة.

تداعيات المرحلة المقبلة

 لا يبدو أن “حزب الله” قادرٌ حتى الساعة على مجاراة التطورات التكنولوجية والعسكرية والاستخباراتية التي تمتلكها إسرائيل في حربها عليه اليوم، لذا فهو يحاول الموازنة بين ضرورة الرد على اغتيال قادته، وبين عدم جرّ لبنان ونفسه إلى حرب ستكلّفه الكثير، مع ما تكشف له حتى الساعة من وجود خروقات أمنية في هيكله، لم تكن موجودة بهذه الكثافة أثناء حرب تموز، وربما لم يكن الحزب ليكتشفها لولا اضطراره للدخول في هذه المعركة منذ البداية، وتحمّله هذه الخسائر الكبيرة.

تدرك إسرائيل نقاط تفوّقها على “حزب الله”، وهي مستمرة في مخططها لإبعاد الوجود العسكري على حدودها، ودفعه للتراجع إلى “شمال نهر الليطاني”، وفق تصريح وزير خارجيتها وقاداتها مرات عدة، وهي اليوم تستعد لنقل مزيد من قواتها إلى الشمال، وتجهّز مستشفياتها وملاجئها ومستوطنيها لاحتمالية توسّع جبهة القتال على الحدود اللبنانية.

على الطرف المقابل، لم تتحرك الدولة وأيٌ من الجهات المعنية لوضع خطة طوارئ. وفيما يوجد حتى الساعة أكثر من سبعين ألف نازحٍ من القرى الجنوبية يعيش معظمهم اليوم في ظروف صعبة في ظل توقف حياتهم منذ بداية الحرب، لم تفلح المساعي الديبلوماسية في تخفيض حدة الصراع الذي تتحكم إسرائيل في وتيرته وتصاعده ومجرياته، بينما يظهر “حزب الله” كمتلقٍّ مترقّب لما ستؤول إليه الأمور.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.