fbpx

هل يحوّل الحوثيون اليمن إلى ساحة حرب دوليّة؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

روجت جماعة الحوثيين لنفسها كـ”بطل وحيد” قام برد فعل تجاه مظالم أهل غزة، في الوقت الذي تخنق به اليمنيين معيشياً، عدا عن الجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين في اليمن، لتحول البلاد الآن إلى ساحة صراع دوليّ بعد قرار مجلس الأمن.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

شهران على دخول حرب اليمن عامها التاسع، على رغم توصيف “حرب أهلية” وفق القانون الدولي الإنساني، إلا أن عدد من الدول في المنطقة كانت وراء طرفي الحرب، إيران التي يُزعم أنها تقدم الدعم المالي والعسكري للحوثيين، والتحالف الذي تقوده السعودية بعد قرارها بالتدخل بشكل مباشر في اليمن، بدعم من الولايات المتحدة بالأسلحة والدعم اللوجستي.

طبيعة الصراع الذي طال أمده وتعقيده، أعاق الجهود الدبلوماسية للتوسط في وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل سياسي، مما أدى إلى إدامة وضع اليمن كدولة فاشلة وكارثة إنسانية. وسط هذا الواقع أتت الغارات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد أهداف لجماعة أنصار الله الحوثي لتعيد اليمن إلى حالة الصراع الإقليمي مجدداً.

واجبات أمريكا وحماية الملاحة البحريّة

هذه الغارات اعتبرتها الولايات المتحدة بمثابة رد على هجمات الحوثيين على سفن عابرة في البحر الأحمر، فقد “أصبح التهديد الذي تتعرض له أرواح الأبرياء والتجارة العالمية كبيرا جدا لدرجة أن هذا الإجراء لم يكن ضروريا فحسب، بل كان من واجبنا حماية السفن وحرية الملاحة” بحسب وزارة الدفاع الأميركية.

جماعة الحوثي أعلنت بعد السابع من أكتوبر، وبداية إسرائيل حربها الشرسة على غزة، وقوفها إلى جانب “حماس” وشنت عدة هجمات في البحر الأحمر استهدفت سفناً تجاريّة خلال الأسابيع الماضية، تجاوزت الـ33 هجوماً، بحجة أنها تستهدف سفناً ذات صلة بإسرائيل. 

الجماعة التي تسيطر على صنعاء منذ العام ٢٠١٤ تعتبر نفسها جزءا من “محور المقاومة” وهي مدعومة بشكل مباشر من إيران، وقد نظمت عدة تظاهرات دعم لغزة خلال الفترة الماضية. 

يقول علي الذهب، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن ما يحصل في المنطقة هو امتداد للنفوذ الغربي، ومحاولة الحفاظ عليه من أي فوضى تقف وراءها قواعد عنف محلية مدعومة خارجيًا لتحقيق مصالح خاصة، والمعني بذلك إيران وبطريقة أو بأخرى الصين أيضاً، لذلك التحالف الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة لم يشملها.

الولايات المتحدة وجدت فرصة سانحة، فمنذ 19 أكتوبر جمعت الكثير من المعلومات حول مصادر هذه النيران والتهديدات البرية والبحرية، ثم قيّمت الوضع، يؤكد ذلك طائرة أم كيو 9 التي أسقطها الحوثيون وهي طائرة أمريكية استطلاعية و تجسسية. 

أميركا قامت إذاً بدراسة الموقف، وشاركت في العملية بطريقتها حتى تُشَارَك مسؤولية العنف المقابل كما حدث في الصومال كما يرى ، لكنها الذهب.

“معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس” 

 عدة هجمات شنتها القوات المسلحة اليمنية الموالية لحركة أنصار الله الحوثيين على سفن عدة إثر أحداث 7 أكتوبر 2023 المعروف بـ طوفان الأقصى، كما أطلقت صواريخ باليستية، بهدف الضغط على إسرائيل لوقف حربها على قطاع غزة، اشتملت الهجمات على عمليات قصف جنوب إسرائيل باستخدام الصواريخ الباليستية والجوالة والطائرات المسيرة، بالطبع تم إسقاط الصواريخ، ولم تحقق أي ضرر، لكنها كسرت رقماً قياسياً، كأول صواريخ بعيدة المدى تستهدف إسرائيل، وأول صواريخ بعيدة المدى تسقطها إسرائيل أيضاً.

أعلنت الحركة منع مرور “السفن الإسرائيلية” من مضيق باب المندب والبحر الأحمر والبحر العربي، وشنت هجمات على” السفن الإسرائيلية” باستخدام المسيرات البحرية والصواريخ البحرية، واحتجزت سفينة واحدة، وفي 9 ديسمبر أعلنت منع مرور جميع السفن من جميع الجنسيات المتوجهة من وإلى الموانئ الإسرائيلية إذا لم تدخل احتياجات قطاع غزة من الدواء والغذاء.

تتقاطع القضية الفلسطينية مع الانقسامات الإسلامية الداخلية والتوترات الطائفية داخل العالم العربي. الديناميكيات السنية -الشيعية، التي تجسدها المنافسة بين المملكة العربية السعودية وإيران ومن يواليهما في المنطقة، كانت أحد أهم أسباب ردود الفعل المختلفة بالمنطقة تاريخياً. 

19 كانون الأول/ديسمبر 2023 أصدر بيان أميركي -أوروبي يندد بهجمات الحوثيين بالبحر الأحمر وتدخلهم في الحقوق والحريات الملاحية في المياه المحيطة بشبه الجزيرة العربية. 

جاء في البيان: “هذه الهجمات الشنيعة – بما في ذلك استيلاء الحوثيين على سفينة غالاكسي ليدر في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، وشن العديد من الهجمات على السفن التجارية منذ ذلك الحين، تهدد استقرار المنطقة ولها آثار اقتصادية خطيرة على المجتمع الدولي. وقد انضم الشركاء الدوليون معًا لدعوة الحوثيين إلى عدم شنّ المزيد من الهجمات على السفن التجارية في الممرات المائية الحيوية في المنطقة. هذا السلوك يهدد أيضًا حركة الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية وغيرها من السلع الأساسية إلى مختلف الوجهات والسكان في جميع أنحاء العالم.”

تدويل الحرب اليمنيّة

يقول ماجد المذحجي، الكاتب والباحث اليمني، أننا نشهد تحولا في موقع حرب اليمن، إذ تذهب اليوم إلى بُعد جديد للغاية وهو اشتباك بين جماعة الحوثيين مع الأطراف الدولية وتحديدا مع واشنطن لندن. 

يضيف المذحجي أن طبيعة الاستهداف الأمريكي ما تزال محدودة، وهي رسالة ردع مفادها أننا نستطيع الوصول وتمييز واستهداف كل المواقع المحتملة في إطار واسع من الجغرافيا اليمنية، كما نستطيع تقويض القدرات العسكرية الحوثية، وهذا شكل من أشكال الدبلوماسية “الأكثر خشونة”.

لكن، جماعة الحوثيين تلتزم بما تعلنه، لذا قد نشهد ردة فعل حوثية قد يقومون إثرها باستهداف واسع النطاق للقطع البحرية الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر.

أبعاد مواقف الحوثيين

اندرج الحوثيون ضمن المجموعة الكبيرة التي تسمى“محور المقاومة”، والتي يشمل نظام الأسد في سوريا، وحزب الله في لبنان، كما يوجد في العراق ميليشيات عصائب أهل الحق، وكتائب الإمام علي، وكتائب الشهداء. كما تشغّل إيران قوات أخرى ومنها الفاطميون، التي جندتهم من الأقلية الشيعية في أفغانستان، والزينبيون، التي تستند إلى الأقلية الشيعية في باكستان. 

شعارهم “الله أكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، والانتصار للإسلام”، ما يلخص مشاعرهم المعادية للغرب ورغبتهم في نظام سياسي أكثر عدالة وفق منظور الحركة.

 أضف إلى ذلك أن الجماعة تستخدم الغطاء الديني كجزء من هويتهم ومناهضته للقوى الحاكمة والخارجية، والذي ساعدهم على الحشد والتأييد في كل القضايا التي يناصرونها وبطبيعة الحال القضية الفلسطينية، الموجودة في الوعي العربي والإسلامي تحديداً، لأسباب دينية وقومية، كما أن القضية الفلسطينيّة حاضرة ضمن خطابات قومية تحررية أوسع لقادة عرب مختلفين. 

لعب الحوثي خلال المناورات السياسية والخطاب الديني على خلق حماسة دينية وقومية، لكسب تأييد أوسع، ليس فقط على النطاق اليمني والعربي، بل والعالمي أيضاً، لنشاهد تضامناً فردياً من بعض المحسوبين على اليمين المتطرف الأمريكيّ، الذين يقفون إلى جانب الحوثيين بوصفهم “أبطالاً”، ومدافعين عن الحق الفلسطينيّ. ناهيك بموقف بعض المتحمسين الذين يجدون أي هجوم على إسرائيل، ولو كان دون أثر حقيقي، مدعاة للفخر والتضامن.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.