fbpx

اليمن: منعطف جديد مجهول الملامح

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

على رغم أن التطورات الأخيرة، تضع الوضع اليمني شديد التعقيد على  المستويات الاقتصادية والإنسانية والسياسية كافة، أمام مستقبل مجهول الملامح، تسود فيه المخاوف إزاء ما يمكن أن ينتج منه، إلا أن موقف اليمنيين يبدو منقسماً في طبيعة الحال حيال ما يقدم عليه الحوثي. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بعد ما يزيد عن تسع سنوات من سيطرة جماعة أنصار الله أو الحوثي على صنعاء وما تبع ذلك من حرب شاملة وتدخّل خارجي، يبدو اليمنيون أمام منعطف جديد ومجهول الملامح. فقد استفاق اليمنيون قبل أيام، على انفجارات ألفوها لسنوات، وشملت إلى جانب صنعاء، ثلاث مدن أساسية، مشاطئة للبحر الأحمر، بدءاً من المناطق الشرقية لمدينة تعز، مروراً بمحافظة الحديدة التي تشمل الشريط الساحلي الأطول يمنياً على البحر الأحمر، وصولاً إلى محافظة حجة في أقصى شمال غربي البلاد.

 أعلن الحوثيون سقوط خمسة قتلى وإصابة ستة آخرين جراء الضربات، فيما قال الجيش الأميركي إن “العمل متعدد الجنسيات” استهدف “أنظمة الرادار، ومنظومات الدفاع الجوي، ومواقع تخزين وإطلاق طائرات مسيرة من اتجاه واحد، وصواريخ كروز، وصواريخ باليستية”. 

أغاني الحرب المعروفة باليمن باسم “الزوامل”، عادت إلى منصات المهرجانات مع تصاعد الضربات الأميركية البريطانية، فاتّجه الحوثيون الى الحشد الجماهيري، لاستعراض التأييد الشعبي في مناطق سيطرتهم لموقفهم المتمثّل باستهداف السفن المتّجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر. وحرصوا على إعلان مواقفهم في ميدان السبعين، أكبر ميادين صنعاء، التي ارتفع فيها مجدداً صوت “الزوامل” و”ما نبالي”، كأحد أهم أدوات التعبئة خلال الحرب، بما تتضمنه من عبارات حماسية. 

ونشر المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، على حسابه في موقع “إكس”، مقطع فيديو ووصفه بأنه “مشهد مهيب” لترديد الحشود “زوامل شعبية حربية”. 

على المستوى الشعبي، بدأت المخاوف من أزمة توافر المشتقات النفطية في محطات الوقود، مع إقبال اليمنيين المتزايد خوفاً من انعدامها، نتيجة لأي تصعيد قد يؤدي إلى توقف ميناء الحديدة أو إضافة عراقيل في إمدادات الوقود والغذاء، بشكل عام، على النحو الذي عاشه اليمنيون فترات متقطعة منذ تصاعد الحرب في آذار/ مارس 2015. 

 أعلن الحوثيون سقوط خمسة قتلى وإصابة ستة آخرين جراء الضربات، فيما قال الجيش الأميركي إن “العمل متعدد الجنسيات” استهدف “أنظمة الرادار، ومنظومات الدفاع الجوي، ومواقع تخزين وإطلاق طائرات مسيرة من اتجاه واحد، وصواريخ كروز، وصواريخ باليستية”. 

الوضع يعتمد على ماذا بعد؟

الباحثة السياسية اليمنية ميساء شجاع الدين، تقول لـ”درج”، إن الضربات الأميركية لم تكن مفاجأة، بالنظر إلى ما سبقها من تهديدات أطلقتها واشنطن و11 دولة أخرى، رفضت فيها محاولة الحوثيين الربط بين هجماتهم في البحر الأحمر والحرب في غزة، والتي أعطت ما تصفه الباحثة بـ”الذريعة الأخلاقية”، ووفّر “الشعبية” للجماعة التي ” تترزق على هذا النوع من هذه الأعمال العسكرية”. 

وترى شجاع الدين أن الوضع الآن في اليمن يعتمد على “كيف سيرد الحوثي” وهل سيأتي الرد بطريقة تستدعي مجدداً  هجوماً عسكرياً!

لا شك في أن الحوثيين يقدمون أنفسهم للمرة الأولى “كفصيل غير محلي بل إقليمي” ،كما تقول شجاع، وهو ما تعتقده أنه أحد الأمور الموجودة في أيديولوجيته، التي لم ينتبه إليها الكثيرون، “لأنه دائماً لا ينظر الى نفسه على أنه مجرد فصيل يمني، وذلك من شأنه أن يعيد تعريفه في السياسة الغربية تجاه الجماعة وتجاه اليمن بشكل عام”.

وحدة المخاوف

على رغم أن التطورات الأخيرة، تضع الوضع اليمني شديد التعقيد على  المستويات الاقتصادية والإنسانية والسياسية كافة، أمام مستقبل مجهول الملامح، تسود فيه المخاوف إزاء ما يمكن أن ينتج منه، إلا أن موقف اليمنيين يبدو منقسماً في طبيعة الحال حيال ما يقدم عليه الحوثي. 

يصف مختار الرحبي، وهو مستشار وزير الاعلام في “حكومة الشرعية”، أن ما يحصل في اليمن هو “عدوان غربي أميركي – بريطاني على اليمن”، بسبب ما يصفه بـ”الموقف القوي والشجاع مع القضية الفلسطينية، وفيما تخاذل العرب كلهم أو باعوا القضية الفلسطينية، كان لليمن رأي مختلف ورأي آخر بأن وقف بقوة لمنع السفن المتوّجهة الى إسرائيل أو غير إسرائيلية ذاهبة إلى إسرائيل”، واضعاً ذلك “في إطار المقاومة المشروعة” ومحاولة “تخفيف الضغط على أبناء غزة”. 

هذه المواقف يرفضها كثيرون ممن يرون أن اليمن يدفع الثمن مرتين، الأولى ثمن سيطرة جماعة الحوثي وممارساتها التي جلبت الكثير من الأزمات على اليمنيين، وثانياً تلقّيه هجمات دول كبرى على بلد أنهكته الحروب والكوارث.

يعتقد المحلل السياسي اليمني مصطفى ناجي، في حديثه لـ”درج”، أن الضربات التي نفذتها أميركا وبريطانيا ضد مواقع متفرقة في اليمن من مناطق سيطرة الحوثيين، لا تزال آثارها مجهولة  إلى اللحظة، وتحاط بتكتم كبير. ونظراً الى ذلك، لا يزال من الصعب “تقييم هذه الضربات وأبعادها وأهدافها”، وما إذا كانت تلك الأهداف عسكرية واحتوت على عناصر وعلى أسلحة ومعدات أم لا، و هل تحدّ من قدرات الحوثيين العسكرية أم لا؟”. ويقول إن “هذا الجزء المفقود من المعلومات والبيانات لا يسمح بتحليل تلك الضربات، ولكن يمكن أن تكون محدودة في العدد وربما في الأثر”. 

ويذهب ناجي إلى أن الغرض من الضربات كان “توجيه رسالة تحذيرية، إلا أن  الحوثيين لا يهتمون لذلك مهما كانت تلك الضربات مؤلمة لليمنيين بشكل عام، ولكن ليس للحوثيين شخصياً باعتقادي لأنهم سيجدون استثمارها معنوياً ويحولونها إلى رصيد شعبي يضعهم في مصاف الجماعات العسكرية ذات البعد الإقليمي والدولي”. 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.