fbpx

“حمامات” مجلس النواب اللبناني و”الغزالة رايقة”!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“دولة بلا ذمة ولا شرف”، هكذا وصف رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان دولته، في إطار حديثه عن الموازنة وتعديلاتها، منتقداً تحويل مشاريع الموازنة في كل مرة بلا قطع للحسابات المالية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تشبه جلسة مناقشة مشروع الموازنة العامة في المجلس النيابي في لبنان، واقع البلاد من وجهة نظر المهزلة. النواب بدوا بمزاج قابل للتسالي والمزاح والمراوغة، وكأنهم في بلد مرتاح وشعبه يعيش في رفاهية، ولا بأس ببعض المرح. وبذلك أتى اجتماع مجلس الأمة التشريعي شبيهاً جداً بجلسات الصيادين القديمة، حين كان يتحملق الناس حول الصيادين لسماع أكاذيبهم حول الغزالة التي رجموها وسرب الطيور الذي أنزلوه برصاصة واحدة.

المشكلة هنا، أن “الغزالة” هي الآن مشروع الموازنة المنتظرة، والتي تسير على أساسها المالية العامة والمؤسسات في بلد منهار منذ عام 2019، ويعاني من الديون والعجز المتراكم. و”الغزالة”، كان يفترض أن تُقرّ قبل نهاية العام، إلا أن كثرة النقاشات والتعديلات أدت إلى تجديد المهلة، إلى أن وصل المشروع بالسلامة إلى مجلس النواب. وربما في الأمر بعض الرحمة، فلنعترف! فلو استمرت المماطلة لكانت الموازنة أُقرت في الحكومة من دون تعديل، أي كما هي بكل شوائبها وضرائبها.

أجواء الفكاهة الطاغية على النواب وصلت إلى حد التحدث عن “الحمامات”، بحيث أعطى أحد النواب، وهو سجيع عطية، أثناء حديثه، مثالاً يعج بالتلميحات، لافتاً الأنظار إليه، فسأل زميله النائب الياس بو صعب إن كانت “الحمامة” ستُشطب من محضر الجلسة، فردّ الأول بأن “حمامته لا تُحذف”. وانتهى المشهد بضحكة رئيس مجلس النواب وجميع مَن في القاعة. وإلى أجواء المرح والفكاهة، شهد المجلس صولات وجولات من المشاحنات والشتائم، كان أجملها حين ذكّرت النائبة بولا يعقوبيان زميلها علي حسن خليل بأنه مطلوب للعدالة، حين قال مشيراً إلى نواب التغيير “سكتنا على قرطة ولاد صرلنا سنتين”… ربما كان السيد خليل يحتاج إلى هذا التذكير.

“حركة بلا بركة”، هكذا تبدو أجواء جلسة النواب على مدى يومين تم تجديدها، شعارات واستطرادات ونفخ عضلات، على مشروع موازنة شارك الجميع في تعديله ولم يبرح مملوءاً بالشوائب والأفخاخ الضريبية وغير الضريبية.

ولكن، قبل أن تبدأ الجلسة التي تغنّى الجميع بها وبتعديلاتها، دخلنا في حفلة ذمّ جديدة حولها، حتى لا يفوّت نواب السلطة فرصة إلا ويعرضوا فيها الإنجازات الوهمية التي لا تنتهي، وحرصهم على مصلحة البلاد والمودعين والمتقاعدين والموظفين والفقراء والمتعبين….  

“دولة بلا ذمة ولا شرف”، هكذا وصف رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان دولته، في إطار حديثه عن الموازنة وتعديلاتها، منتقداً تحويل مشاريع الموازنة في كل مرة بلا قطع للحسابات المالية. وهو على حق طبعاً في الوصف وفي خلفيته، إلا أن هذه الدولة التي يحدثنا عنها السيد كنعان هي في الواقع محكومة منذ سنوات بكتل “التغيير والإصلاح” المتتالية، والتي يشكل حضرته “قلبها”، مع الحليف الاستراتيجي “حزب الله” وكتلته “الوفاء للمقاومة”.

النواب المتحدثون، بدوا غالباً آسفين على حالنا وحال البلد ومحتاجين للشكوى و”النق” مثلنا تماماً، نحن شعبهم المسروق والمقهور والمنسيّ. كانت بصراحة جلسة بمنتهى الرومانسية والدراما، تذكّر المرء بجلسات المصارحة السنوية التي قد يجريها زوجان يائسان، والتي تنتهي ببكاء طويل وعناق، على أن تتجدد الخلافات في اليوم التالي، وكأن شيئاً لم يكن.

وحتى “يكتمل النقل بالزعرور”، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في الجلسة المسائية لليوم الأول من النقاش، إن الحكومة “أوقفت الانهيار”، معلناً “بداية مرحلة التعافي!”. 

كل تعافٍ ونحن بخير “والغزالة رايقة”!

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.