fbpx

جوزيف أبو فاضل “مُهرج الممانعة” الذي صار عدوّها !

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

 أغلب الظن أن جوزيف أبو فاضل يعرف أن الطقوس والشعائر الدينية عند الشيعة سابقة على وجود “حزب الله”، فيما الجهل بالأمر هو تكثيف لتهافته. لكن “التهريج” السياسي، والإدمان عليه هو ضالته الدائمة في المزج العجيب بين السياسة وبين مقاصده منها.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 لم يتغير جوزيف أبو فاضل بعد انقلابه السياسي، الكاتب والمُحامي والمحلل السياسي اللبناني!، يقدم غالباً للمشاهد تهريجاً سياسياً اعتاده اللبنانيون في حالته الممانعة، وراهناً في خصومته لها. 

 وأن يترك المرء موقعه السياسي، فليس في الأمر ما يدعو للغرابة. هذا خيار تفترضه بالضرورة حرية العقل، وينساق إليه المرء بذرائع تقتضيها السياسة وما ينشأ عنها. لكن حالة أبو فاضل مدعاة للغرابة، خصوصاً حين يسوِّق لانعزاليته عن الآخرين بذرائع متهافتة كررها في حديثه الأخير.

 جُل مشكلة أبو فاضل هي النائب جبران باسيل، تليها مشكلة مع الرئيس السابق ميشال عون. ولأن الخلاف في البيت العوني يتأتى غالباً من منافع شخصية، أو مكاسب سياسية، افترض ذكاء الكاتب أن حصره للخلاف في هذا الإطار سيجعل منه شخصية مكشوفة في البيئة المسيحية التي يخاطبها. وفرضية كهذه اقتضت في عقله توسيع مروحة الخلاف نحو حلفاء “العونيين، وتحديداً نحو “حزب الله”.

 افتراض كهذا يفضي إلى سؤال جدي عن الذي يعثر عليه المرء في معاينة الـ”نيو” جوزيف أبو فاضل، على الأرجح لا شيء سوى السياق المتهافت الذي باشره الكاتب في حضن الممانعة، ويدأب عليه راهناً في مواجهتها.

 كل يوم، يُقدم الممانعون، و”حزب الله” في مقدمتهم، الكثير من الذرائع التي تسعف الخصوم. من السياسة، إلى الاقتصاد، إلى مشكلة السلاح، يجد خصم الممانعة ما يخفف من المشقة المجانية للخصومة معها، وبمعزل عن مآل الأخيرة. ويجد أيضاً في راهنه مناخاً جدياً يتسع لطروحات الفدرلة التي يطلبها أبو فاضل بالأسباب المتهافتة التي ساقها.

 لم يتغير جوزيف أبو فاضل بعد انقلابه السياسي، الكاتب والمُحامي والمحلل السياسي اللبناني!، يقدم غالباً للمشاهد تهريجاً سياسياً اعتاده اللبنانيون في حالته الممانعة، وراهناً في خصومته لها. 

 أغلب الظن أن جوزيف أبو فاضل يعرف أن الطقوس والشعائر الدينية عند الشيعة سابقة على وجود “حزب الله”، فيما الجهل بالأمر هو تكثيف لتهافته. لكن “التهريج” السياسي، والإدمان عليه هو ضالته الدائمة في المزج العجيب بين السياسة وبين مقاصده منها.

 كثيراً ما أضحك أبو فاضل جمهور الممانعين على خصومهم، وأغلب الظن أنه أضحك الأخيرين على أنفسهم، إنها إحدى سمات المسرح السياسي، وجوزيف لا شك من صانعيه. 

 بعد انقلابه، ظل أبو فاضل مثابراً على نمطه في إتيان السياسة، وتحديداً في الأسباب الحقيقية لانقلابه. صار التهريج على “العونية السياسية” ديدنه. ووفر سقوط الأخيرة على أغلب اللبنانيين كنقمة سياسية واجتماعية، ومشاغبته عليها، فرصة له لتجذير تهريجه من موقع المنقلب. لكن التهريج السياسي على أغلب الحالات السياسية في لبنان، يقف عند عتبة” حزب الله”.

 معارضة الأخير تقتضي مسرحاً لا مكان فيه للتهريج، وهو ما بدا اختناقاً نفسياً عند أبو فاضل، فلجأ إلى مداراته بالتعميم المتهافت.

 في ٢٢ تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، وعقب أحداث الفوضى التي تنكبها متظاهرون أمام السفارة الأميركية في عوكر، ساق مسؤول جهاز الإعلام في “القوات اللبنانية” شارل جبور كلاماً يماثل ما قاله راهناً جوزيف أبو فاضل. لكن مقاربة الكلامين بأسبابهما سيفضي على الأرجح إلى اكتشافنا المتأخر لعقلانية جبور.

 والحال، حين لا يجد جوزيف أبو فاضل من ذرائع لمواجهة “حزب الله” إلا الطقوس والشعائر الدينية التي يقيمها الشيعة، فالأمر والحال أيضاً، يقتضي استنكاراً مسيحياً لا بأس أن يعبر عنه بإحدى طقوس المسيحيين، فاقرعوا أجراس الكنائس.