fbpx

“جوي أوردز”… أُشكر تركي آل شيخ ولا تذكر فلسطين!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

في حفل “جوي أووردز” الذي امتد إلى أربع ساعات، لم تُذكر كلمة واحدة عن فلسطين عدا التصريح المتواضع لـمحمد عادل إمام، لأن ذكر فلسطين قد لا يكون محبباً لتركي آل شيخ وهيئة الترفيه السعودية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يبدو ظهور بيومي فؤاد في فيلم “الحريفة” الرائج حالياً بين الشباب مثيراً للارتباك، فالفيلم الذي تؤدي ببطولته مجموعة مغمورة من الشباب، ليس بينهم نجم واحد من الصف الأول أو الثاني، مصنوع بطزاجة ولغة سينمائيّة تنتمي الى العصر الحالي.

بيومي فؤاد أصبح مرفوضاً شعبياً بعد موقفه المخزي الذي هاجم به زميله محمد سلام، الذي رفض المشاركة في موسم الرياض في أثناء الحرب على غزة، على رغم خطورة ذلك على مستقبله الفني. فبيومي فؤاد بدا متذللاً بشكل شعرنا معه جميعاً بالإهانة كمصريين، كما كان مهيناً لزملائه من الفنانين وللفن المصري، الذي ما زال رغم عثرته، هو الأكثر حيوية ونجومه هم الأكثر شعبية.

لذا، عندما صعد ابنا عادل إمام، رامي ومحمد، لاستلام جائزة باسم والدهم، جائزة “الزعيم العربي”،  في حفل “جوي أووردز” في الرياض، والتي تنظمها الهيئة العامة للترفيه السعودية برئاسة تركي آل شيخ، ثم ألقى محمد عادل إمام كلمة، تلقفناها كمصريين بشعور غامر بالفخر، بأن قامتنا تنتصب، وأن عادل إمام نفسه بما يمثله من ثقل في الذاكرة المصرية والعربية، هو من يلقي الكلمة من وراء حجابه، وقد تجسد في ولديه، محمد الذي يتحدث بتقطيعات كلام والده وتعبيراته نفسها.

ابن “الزعيم” يُحيي فلسطين

في حفل امتد الى أربع ساعات، لم تُذكر كلمة واحدة من الفنانين الذين تسلموا الجوائز، أو ألقوا كلمات، عن فلسطين، لأن الجميع يعلم أن ذكرها قد لا يكون محبباً لتركي آل شيخ وهيئة الترفيه السعودية، التي أصرت على افتتاح موسم الرياض بأكثر الطرق صخباً، على رغم بداية الحرب على غزة، وكأنه محاولة للتشويش بصوت الأفراح العالية على المقتلة في غزّة، وعلى أصوات الموتى.

السبب الثاني للسعادة في كلمة محمد عادل إمام، هو حديثه بكرامة عن الفن المصري، وأثره وتحيّته للشعب السعودي الذي أحب نجومه وكرّمهم، من دون ذكر خاص للمستشار أو لهيئة الترفيه. شكر لشخص “قامته منتصبة، ولا يشعر بالجوع” كما علق عدد كبير من المصريين، وهو ما ردّنا مرة أخرى إلى صوت عادل إمام، وتذكير لغالبية الفنانين الذين يتعاملون مع هيئة الترفيه كمنجم ذهب فُتح لجوعى.

ما إن انتهى الحفل، حتى انطلقت حملة إلكترونية سعودية ضد محمد عادل إمام، على رغم أن كلماته التي تضامنت مع فلسطين، لم تزد عن “تحياتي للشعب الفلسطيني البطل، انتوا في القلب وعمرنا ما ننساكم”، إلا أن مجرد تطرّقه الى ذكر فلسطين في محفل مبهر يبدو أنه أقيم خصيصاً لنسيان ذلك الشعب، جعله عرضة للاتهام بالمزايدة السياسية. فالتغريدات طالبت تركي آل شيخ بـ” طرد” محمد عادل محمد إمام من هيئة الترفيه، كما دعا البعض الى تحجيمه وإنهاء مسيرته الفنية ومقاطعة أعماله الفنية، وكل من يتعاون معه مستقبلاً.

في النهاية، موقف محمد عادل إمام ليس كبيراً أو استثنائياً، بل هو أضعف الإيمان، لكن ضرورته الملحّة وحجم الغضب الذي أثاره، يؤكدان عدم صدق النوايا في الاستعانة بالفنانين المصريين لإنجاح مسيرة هيئة الترفيه ومهرجاناتها، وأن عليهم في المقابل أن يدركوا أنها علاقة تابع بمتبوع، لا يجوز له الخروج عن النص المعد سلفاً.

المال سبيل “عناق المستحيل”

يرى تركي آل الشيخ أن حفل “جوي أووردز” لا يقل أهمية عن جوائز الأوسكار والإيمي ومهرجان كان، وهو ما دعمته كتابات منبطحة من نقاد كطارق الشناوي، الذي كرر في مقال له ما أراد تركي آل شيخ سماعه، فيكتب “ما هي شفرة النجاح؟ من السهل جداً أن تستمع إلى تلك الإجابة لتحليل ما تحقق خلال السنوات الأخيرة بالمملكة العربية السعودية، وفي كل مظاهر الحياة”. وقال أيضاً: “ما رأيناه في الرياض على الشاشات قبل نحو 36 ساعة في “جوي أووردز” ينافس وعن جدارة حفل الأوسكار. إنه دليل عملي قاطع، يؤكد أن الخيال يسبق الإمكانات، وهناك رؤية متجددة تعانق المستحيل، وقبل وبعد كل ذلك شعب عاشق للفن وللحياة”.

على رغم الديباجة ومئات الملايين، وعلى رغم الإبهار ودعم المنافقين، يكفي أن يصرّح فنان عن دعمه للقضية الفلسطينية، بكلمات بسيطة، لتنقلب الدنيا، ويغطي ذكره لفلسطين على الحفل، ويسبب هذا التشويش والهجوم كله، الذي يصل إلى حد التقليل والإهانة لكل ما هو مصري.

لا أحد ضد تقدّم السعودية على المستوى الفني، ولا ضد مهرجاناتها، ولا أحد ضد الشعب السعودي، فأي مكسب للفن هو مكسب للسعوديين والمصريين، لكن تظل الأزمة مع ما يمثله تركي آل شيخ الذي لا يراه المصريون ممثلاً للشعب السعودي، بخاصة بعد دخوله من بوابة المتطفّل الذي يرى أن المال يكفيه ليتصرف بعنجهية وانعدام اللياقة وشراء كل شيء من دون اعتبارات أخرى.

كانت أول خصومة مباشرة معه نتيجة محاولته “سعودة” الرياضة المصرية عن طريق نادي الأهلي، ومن بعدها نادي الزمالك، وكان من المهين أن يرى مشجعو ناديين عريقين رئيسيهما يتذللان لتركي آل شيخ، فاتفقت هتافاتهم في المدرجات على رفضه، ما اضطر رئيس نادي الأهلي على سحب رئاسة النادي الشرفية التي أعطاها له، كي ينجو من غضب الجماهير، وهو ما ردّ عليه بتأسيس نادي بيراميدز للانتقام من الأهلي.

أما في الفن، فلا نرى سوى مسبّحين بحمده، طيلة الوقت، على عكس إرادة قطاع واسع من الجماهير المصرية، بعدما أفسحوا له مكاناً ومكانة، على رغم أن ذلك القطاع بحسه الشعبي قد أدرك أن هذا الرجل تحديداً، يحمل دخوله سواء عبر بوابة الرياضة أو الفن، ما هو أكثر من محاولة “دعم الرياضة أو الفن” أو حتى ” دعم بلاده عبر الاستثمار في الرياضة والفن المصري”، فعلاقة تركي آل شيخ التي يريدها هي علاقة خضوع وشراء ذمم ومنافقين وراقصين في فلكه.

رغبة تركي آل الشيخ هذه لباها عدد كبير من الفنانين والإعلاميين كعمرو أديب وبيومي فؤاد وأخيراً محمد هنيدي والملحن خالد عز، وقد حظوا بشرف “السعودة الكاملة” كهبة من ملك إلى مهرّجه المفضل. فقد أعلن الأربعة تباعاً -بفخر- عن حصولهم على الجنسية السعودية، واعتبر هنيدي حصوله عليها ” أكبر تكريم في مسيرته الفنية” فيما يعاني من تراجع مستمر في الإيرادات والمردود الفني من فيلم إلى فيلم في الخمسة عشر عاماً الأخيرة، فمن يحيي تلك المسيرة سوى تركي آل شيخ بأمواله التي لا تعرف حدوداً للإنفاق. 

ولم يتردد تركي آل شيخ في دعوة الملحن خالد عز بالملحن السعودي، وقريباً لن يتردد في وصف هنيدي بالممثل السعودي، فهو لا يطمح فقط الى تجنيد الموهبة، بل محو تاريخها أيضاً.

فنانون مصريون والهرب من السفينة الغارقة

ندرك كجمهور أن ثمة شيئاً خاطئاً، شيئاً لا علاقة له بالشوفينية ولا الشعب السعودي ولا الاستثمار في قوة مصر الناعمة، التي طالما امتلكتها عبر تاريخ طويل من النجوم والممثلين العابرين بموهبتهم وحضورهم ونجوميتهم – حتى في أسوأ حالاتهم- للدول العربية.

على رغم ذلك، ما تفعله السعودية مشروع، خصوصاً في مرحلة اضمحلال واضح تمر بها مصر، فمن الطبيعي أن تتطلع بما تملكه إلى أن تصير قائدة للمنطقة، بعد تراجع مصر وتقزّمها سياسياً واقتصادياً، قائد جديد يزيح القديم، ويتطلع إلى أن يصير هو وجهة الفن والثقافة. وما يفعله الفنانون المصريون هو في الأصل علامة غرق للسفينة في مصر، يهرب منها من استطاع سبيلاً، بعد تحجيم الخيال الفني من الضباط المسيطرين بالكامل على السينما والدراما، بينما يفتح عالم جديد بإمكانات أوسع أبوابه.

هكذا يمكن فهم الاستثمار السعودي والتكريمات شديدة البذخ والاستعانة بخبرات الفنانين المصريين ونجوميتهم في دعم مسيرة العلمنة المفترضة التي تتجه إليها البلاد، بل وتطلعها الى قيادة المنطقة، الوضع الطبيعي الذي يسعى تركي آل شيخ دائماً الى أن يجعله مقلوباً.

 تلقّفنا تصريح محمد عادل إمام بشيء من الفرح، لأنه – وسواء قصد ذلك، أو لم يقصد- أعاد المعادلة إلى نصابها الصحيح. وما يدعمه وهو يخطو داخل العالم السعودي الجديد الذي يفتح أبوابه للفنانين، هو أنه فنان مصري يحظى بالحب والدعم من سائر الدول العربية، ومن بينها الشعب السعودي، كما كان الأمر دائماً مع الفنانين المصريين، وفي ذلك السياق وحده، عبر علاقة طرفيها أنداد يملك كل منهم ما يحتاجه الآخر، لا تسعى فيها أي ذات الى أن تشعر بالدونية بهذا الشكل الفج مقابل ما يملكه طرف آخر.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.