fbpx

هل يفضّل الأردن “رجال الكرامة” على النظام السوري في ملفّ المخدرات؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بحسب مبادرة الأردن “الخطوة مقابل الخطوة”، كان مفترضاً تعاون النظام السوري في ملف المخدرات، إلى جانب ملفات أخرى، لكن هذا لم يحدث، ويبدو أن صبر الأردن نفد وبدأ يواجه الأمر بمفرده وبالطريقة التي يريدها، بضرب نقاط داخل سوريا. لكن ما الحل بالنسبة الى الأردن الغارق في مخدرات الأسد؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في خطوة لافتة، أفرجت السلطات الأردنية عن سبعة جثامين لمهربي مخدرات سوريين، وتركتهم  قرب بلدة نصيب على الحدود السورية – الأردنية. وبحسب مصادر “السويداء 24″، فإن الجثث متفسّخة، وتبدو عليها آثار رصاص، وقد نقلتها الاستخبارات العسكرية السورية إلى مستشفى درعا الوطني . وبحسب الموقع ذاته، توجهت عائلات المفقودين من المهربين في اشتباكات السادس من كانون الثاني/ يناير الحالي، على الحدود السورية – الأردنية، إلى مستشفى درعا، وتعرّف بعضهم على جثامين أبنائهم ونقلوها لإجراء مراسم الدفن، فهل نحن أمام مرحلة من التصعيد الدبلوماسي بين الأردن وسوريا؟

مواجهات سياسيّة للمرة الأولى

استغرق نظام الأسد وقتاً ليعبر عن امتعاضه من ضربات الأردن على جنوب سوريا، واقتصر البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية السورية على إبداء النظام  أسفه لهذه الضربات وتأكيده أنه سيحاول احتواءها حرصاً على العلاقات الأخوية بين البلدين. ولم ينسَ أن يتهم الأردن بأنه كانت ممراً لدخول الإرهابيين الذين قتلوا المدنيين على حد قوله، لكن الأخير رفض هذا الاتهام.

تعليق الخارجية السورية جاء بعد خمسة أيام من قصف أردني أوقع تسعة قتلى من المدنيين في السويداء، سبقته ضربات أخرى خلال العام الفائت، لم يحرك فيها النظام ساكناً ولم يصدر أي بيان أو تنشر وسائله خبراً مقتضباً حتى.

يشبه بيان النظام أسلوبه المعتاد في التعامل مع أي قضية، والذي يتمثّل في اتهام الإرهابيين والمخرّبين، والتملّص من أي مسؤولية، إذ جاء في البيان: “سوريا عانت منذ عام 2011 من تدفق عشرات الآلاف من الإرهابيين وتمرير كميات هائلة من الأسلحة انطلاقاً من دول جوار ومنها الأردن، ما أدى إلى سقوط آلاف الأبرياء وتسبب بمعاناة كبيرة للسوريين في مختلف مجالات الحياة وتدمير البنى التحتية”، بحسب تعبير وزارة الخارجية. 

أثارت هذه النقطة في ما يبدو، غضب الجانب الأردني، فقال سفيان القضاة، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، أن أي إيحاءات بأن الحدود الأردنية كانت يوماً مصدراً لتهديد أمن سوريا، أو معبراً للإرهابيين الذين كان الأردن أول من تصدى لهم، مرفوضة.

وبحسب قضاة، زوّد الأردن “الحكومة السورية” خلال اجتماعات “اللجنة المشتركة”، بأسماء المهربين والجهات التي تقف وراءهم، وبأماكن تصنيع المخدرات وتخزينها وخطوط تهريبها، ضمن مناطق سيطرة النظام، إلا أن الأخير لم يتّخذ أي إجراء.

تعليق الخارجية السورية جاء بعد خمسة أيام من قصف أردني أوقع تسعة قتلى من المدنيين في السويداء، سبقته ضربات أخرى خلال العام الفائت، لم يحرك فيها النظام ساكناً ولم يصدر أي بيان أو تنشر وسائله خبراً مقتضباً حتى.

صبر الأردن نفد

بحسب مبادرة الأردن “الخطوة مقابل الخطوة”، كان مفترضاً تعاون النظام السوري في ملف المخدرات، إلى جانب ملفات أخرى، لكن هذا لم يحدث، ويبدو أن صبر الأردن نفد وبدأ يواجه الأمر بمفرده وبالطريقة التي يريدها، بضرب نقاط داخل سوريا.

لكن ما الحل بالنسبة الى الأردن الغارق في مخدرات الأسد؟

 الحل الأول بدأ بتنفيذه بالفعل، وهو قصف نقاط في السويداء جنوب سوريا تعود الى مهربين، أما الحل الثاني فاقترحته حركة “رجال الكرامة”، أكبر الفصائل العسكرية في السويداء، في 20 كانون الثاني 2024، عبر بيان مطوّل، تحدثت فيه عن مبادرة موجّهة إلى الجانب الأردني، أكدت فيها استعدادها لملاحقة جميع المتورطين في التهريب في حال منحهم الأردن لائحة بالمطلوبين.

تُعتبر حركة “رجال الكرامة” من أكبر وأبرز الفصائل المحلية المسلحة في محافظة السويداء، وقد تأسست عام 2013 على يد الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس، الذي اغتيل لاحقاً. وأعلنت أهدافها المتمثلة “بحماية السويداء وأبنائها من جميع التهديدات والمخاطر ومن جميع الأطراف، وردع الفساد والفاسدين”.

يمتلك رجال الكرامة دوراً قوياً في السويداء، ومنذ أربعة أيام بدأت الحركة حملة عسكرية  في ريف السويداء الجنوبي الغربي بهدف ملاحقة بعض المتهمين بالإخلال بالأمن ، والاعتداء على الممتلكات العامة بتفويض من الأهالي. وقالت الحركة يوم الجمعة الفائت إنها اعتقلت متورطين في عمليات تهريب المخدرات في بلدة ذيبين.

هل سيضع الأردن يده بيد حركة رجال الكرامة الممدودة؟ وإن قبل بعرضها، فهذا يعني أنه تجاوز نظام الأسد، ما قد يعني تدهور العلاقات السياسية بين الحكومتين. 

حركة رجال الكرامة هي إحدى الحركات المتمردة على النظام، وكان السبب الرئيسي لتأسيسها هو معارضة تجنيد الشباب الدروز ورفض مشاركتهم في الحرب السوريّة ثم توسع نشاط الحركة لضبط أمن المنطقة.

يحوي البيان الذي أصدرته الحركة 9 بنود، بعدما وجّه اللوم بشكل صريح الى النظام السوري وحمّله المسؤولية المباشرة عن كل ما يحصل في هذا الملف. كما دعا المجتمع المحلي والوجهاء والمرجعيات الدينية الى الوقوف عند مسؤولياتهم.

يُذكر أن الطائرات المسيرة تنتشر في سماء الريف الجنوبي لمحافظة السويداء، في طلعات يومية منذ مطلع الشهر الحالي، بخاصة في قرى بكّا وذيبين جنوب غربي السويداء، إضافة إلى الغارية وأم الرمان وخربة عواد، وصولاً إلى صلخد وملح وعرمان، وبادية السويداء أيضاً. 

ويرصد الأهالي يومياً، وخصوصاً في ساعات الليل، طائرات تصوير مسيرة تحوم في الأجواء، ما ينشر الخوف والرعب في صفوف العائلات.

هل “رجال الكرامة” هم الحل؟

بعد نحو أسبوع على مبادرة رجال الكرامة، لم يتجاوب الأردن معها بحسب ما قالت الحركة لـ”عنب بلدي”، إذ يفضل الأردن عادة التعامل مع الحكومة السورية عبر قنوات رسمية، لكن تعنت النظام وعدم تقديمه خطوات جدية قد يغيرا هذا التوجه.

يُذكر أن حركة  “رجال الكرامة” بدأت مساعيها في محاربة المخدرات منذ عام 2022، عندما أطلقت آنذاك عملية أمنية ضد مجموعات تعمل على تصنيع المخدرات في المدينة والمتاجرة بها.

وكانت إحدى أكبر عملياتها تلك التي نفذتها ضد قوات الفجر المحلية، وهي إحدى أكبر المجموعات النشطة في عمليات تجارة المخدرات في المنطقة، ما أدى إلى حل “الفجر” بالكامل وهروب قائدها راجي فلحوط.

عمليات “رجال الكرامة” الناجحة التي خاضتها سابقاً ضد تجارة المخدرات، قد تشكّل دفعة إيجابية بالنسبة الى الأردن، الذي بات في وضع يحتاج فيه الى جهة يعتمد عليها في محاربة تجارة المخدرات داخل سوريا.

وسواء فتح الأردن ذراعيه لمبادرة “رجال الكرامة” أم لا، فيبدو أن هناك انعطافة في علاقات البلدين، قد تكون انعطافة لا تُذكر، لكنها قد تشكل نقطة محوريّة في ملف تهريب المخدرات. 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.