fbpx

ليست بالأماني وحدها عودة اللاجئين
الحلم الذي يقوضه النظام السوري

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

تشير النتائج إلى أنّ من غير المرجَّح أنْ تصبح الجهود المبذولة لإخراج السوريّين من البلد المُضِيف فعّالة، طالما أن سوريا لا تشهد تغييراً كبيراً على الأرض.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

استعاد النظام السوريّ سيطرته على معظم الأراضي السوريّة منذ أيلول/ سبتمبر 2020، وهو ما أدّى إلى إثارة تكهّنات حول نهاية الحرب الأهليّة في البلاد، واحتدام النقاشات في المنطقة وخارجها حول إمكان عودة اللاجئين السوريّين إلى وطنهم. وبينما شرعت حكومات في المنطقة بالفعل في اتّخاذ خطوات حثيثة تشجِّع على العودة، يرى كثيرون في المجتمع الدوليّ أنّ الأوضاع في سوريا لا تزال غير ملائمة لعودة اللاجئين. مع ذلك، بدأ البعض دراسة الإجراءات الضروريّة لمساعدة اللاجئين على العودة إلى وطنهم.

لكنّ آراء اللاجئين أنفسهم تغيب عن تلك المناقشات. هل يرغب اللاجئون في العودة أصلاً إلى سوريا؟ وإنْ كانوا يرغبون بالفعل في العودة، فمتى وكيف سيتمّ ذلك؟ وما هي الأوضاع التي تنبئ بإمكان عودة اللاجئين؟

لهذا، وبالتعاون مع برنامج “السلام والتعافي” التابع لمبادرة “ابتكارات لمكافحة الفقر” IPA، أجرى باحثون في “مختبر سياسات الهجرة” (التابع لجامعة ستانفورد الأميركيّة والمعهد الفيدراليّ للتكنولوجيا في زيورخ) دراسةً استقصائيّة لعيّنة من اللاجئين في لبنان، اشتملت على 3 آلاف لاجئ في الفترة من آب/ أغسطس، حتّى تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019 لمعرفة مدى رغبتهم في العودة.

النتائج الرئيسيّة

  • كان اللاجئون متردّدين بشأن العودة. يرغب أكثرهم في العودة إلى سوريا في مرحلةٍ ما مستقبلاً، لكنّ احتمال عودتهم خلال السنوات القليلة المقبلة يبدو مستبعداً بالنسبة إليهم.

ثلث اللاجئين السوريّين لن يستطيعوا العودة مطلقاً إلى سوريا

  • يتوقع حوالى ثلث اللاجئين السوريّين، وهي نسبة كبيرة، أنّهم لن يستطيعوا العودة مطلقاً إلى سوريا.
  • يرغب معظم اللاجئين في العودة إلى ديارهم الأصليّة. وكانت الأوضاع في منطقة الشخص -وعلى وجه التحديد، الأمان والظروف الاقتصاديّة وتوفُّر المرافق العامّة والشبكات الشخصيّة والاجتماعيّة- هي أهمّ العوامل التي تحرّك الرغبة في العودة.
  • لم يكن أيضاً لأوضاعهم في لبنان، من قبيل الرفاه الاجتماعيّ والاقتصاديّ وإمكان الوصول إلى الخدمات، دورٌ كبير في التنبّؤ بمدى استعداد اللاجئين للعودة. وهو ما يعني أنّ محاولات التضييق على اللاجئين لدفعهم إلى العودة إلى وطنهم لن تُفلِح، على الأرجح.

التحدّي القائم

هناك أكثر من 26 مليون لاجئ حول العالم، ممن اضطرّوا إلى النزوح إلى خارج حدود أوطانهم. يأتي هذا النزوح بتكلفة باهظة للغاية على اللاجئين، إضافة إلى التحدّيات السياسيّة التي تواجهها الدول المضيفة والمجتمع الدوليّ. وفي ظلّ افتقادنا الاستجابات السياسيّة الفعالة، كثيراً ما يعوِّل المجتمع الدوليّ على فرضيّة أنّ اللاجئين سيعودون في نهاية المطاف إلى أوطانهم، باعتبار ذلك حلّاً لقضيّةِ النزوح. لكنّنا لا نعرف متى سيعود اللاجئون إلى أوطانهم وما الذي سيدفعهم إلى العودة.

لا تسعى معرفة نيات اللاجئين إلى مجرّد الإعداد لاحتمال عودتهم، وإنما أيضاً إلى تجميع الأدلّة اللازمة لاتّخاذ بعض الإجراءات طويلة المدى التي تتعلّق بإغاثة اللاجئين والتوعية بقضيتهم ووضع السياسات الخاصّة بهم.

تسبّبت الحرب الأهليّة الدائرة في سوريا في عمليّة نزوح قسريّ واسعة النطاق داخل سوريا وأيضاً إلى البلدان المجاورة كلبنان وتركيا والأردن. ويستضيف لبنان -الذي يبلغ تعداد سكّانه 4.5 مليون نسمة- حوالى مليون لاجئ سوريّ. والآن، مع استعادة النظام السوريّ سيطرتَه على معظم الأراضي السوريّة، أثار كثيرون تكهّنات حول نهاية الحرب الأهليّة في البلاد واحتمال عودة اللاجئين السوريّين إلى وطنهم، واتّخذت حكومات في المنطقة خطوات حثيثة تشجِّع على العودة. وبينما ترى جهات فاعلة كثيرة في المجتمع الدوليّ أنّ الأوضاع في سوريا لا تزال غير ملائمة لعودة اللاجئين، بدأ البعض بالفعل في دراسة الإجراءات اللازمة لمساعدة اللاجئين على العودة إلى وطنهم.

لكنّنا لا نسمع صوت اللاجئين أنفسهم في تلك المناقشات.

هل يرغب اللاجئون في العودة إلى سوريا؟ وإنْ كان يريدون ذلك بالفعل، فمتى سيرجعون؟ وكيف سيتمّ ذلك؟ وما هي الأوضاع التي تنبئ بقرب عودة اللاجئين؟

الدراسة الاستقصائيّة

أجرى الباحثون بين آب/ أغسطس وتشرين الأوّل/ أكتوبر 2019 مقابلات شخصيّة مع أكثر من 3 آلاف لاجئ سوريّ في مناطق مختلفة من لبنان. واستعان فريق الباحثين بعيّنة تمثيليّة للسوريّين الموجودين في لبنان، وهو ما يعني أنّ بيانات الدراسة مكّنت الباحثين من استخلاص استنتاجات حول نيات شرائح السوريّين في لبنان ورغباتهم. خلال المقابلات، سأل الفريق أربابَ الأسر من الجنسين مجموعةً من الأسئلة تتعلّق برغبتهم في العودة وظروفهم المعيشيّة في لبنان والأوضاع في مناطق إقامتهم الأصليّة في سوريا وأماكن وجود الأسرة والأصدقاء والشبكات الاجتماعيّة.


وفي ما يتعلّق بما إذا كانوا يرغبون في العودة إلى سوريا ومتى ينوون ذلك، وجّه الباحثون هذه الأسئلة تحديداً إليهم:

  1. هل تنوون العودة إلى سوريا في أيّ وقتٍ خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة؟
  2. أين تتوقّعون العيش فعليّاً بعد سنتَين من الآن؟
  3. هل تتمنّون العودة ثانيةً إلى سوريا والإقامة هناك يوماً ما؟

ولتحديد العوامل التي تؤثّر بالرغبة في العودة لدى اللاجئين، استخدم الباحثون بيانات الاستقصاء لتكوين مجموعة من المؤشّرات، التي استعانوا بها لتقييم الأهمّيّة النسبيّة للعوامل التالية التي قد تؤثّر بهذه الرغبة:

  • العوامل الجاذبة، بما في ذلك السلامة والأمن عند عودة المشاركين في الاستطلاع إلى مناطقهم الأصليّة، ومَن يسيطر على هذه المناطق، والفُرص الاقتصاديّة المُتاحة، وتوفير الخدمات في مناطقهم الأصليّة، فضلاً عن أماكن وجود الأسرة والأصدقاء والشبكات الاجتماعيّة لأولئك الذين شملهم الاستطلاع (سواء بقي كثر منهم في سوريا أو عادوا إليها).
  • العوامل الطاردة،، بما في ذلك الرفاه الاقتصاديّ، والقدرة على الوصول إلى الخدمات في لبنان، ووجود الأسرة والأصدقاء والشبكات الاجتماعيّة في لبنان، والرعاية الاجتماعيّة، على سبيل المثال، وما إذا كانوا يتعرّضون لأعمال عنف، والوضع القانونيّ، بما في ذلك ما إذا كانوا مسجَّلين لدى المفوّضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين أو لدى السلطات اللبنانيّة.

قام فريق البحث بدراسة العلاقة بين هذه المؤشّرات وخطط العودة التي وضعها المشاركون في الاستطلاع خلال الأشهر الاثني عشر التالية.علاوةً على ذلك، سأل فريق البحث المشاركين عن كيفيّة حصولهم على معلومات حول سوريا: هل يستقون معلوماتهم من أفراد العائلة والأصدقاء السوريّين الذين يعيشون في لبنان أو في سوريا، أو من “فايسبوك”، أم عبر وسائل الإعلام الرسميّة التابعة للحكومة السوريّة، أم من خلال وسائل الإعلام العابرة للحدود الوطنيّة (بما في ذلك وسائل الإعلام اللبنانيّة)، أم عبر المفوّضيّة والمنظمات غير الحكوميّة أو المفوضيّة فقطّ.

الـنـتـائـج

ما إذا كان اللاجئون السوريّون يعتزمون العودة إلى وطنهم، ومتى؟

قال معظم المشاركين في الاستطلاع إنّهم يتوقّعون العودة إلى وطنهم في يوم ما، ولكنْ كما هو موضَّح في الشكل رقم 1، أبدى 5 في المئة فقطّ من السوريّين عزمهم على العودة في العام التالي من وقت إجراء المقابلات. وعند سؤالهم عن المكان الذي يتوقّعون أنْ يعيشوا فيه خلال عامَين، ارتفعت نسبة السوريّين الذين قالوا إنّهم يتوقّعون أنْ يعيشوا في سوريا إلى 27 في المئة. وعند سؤالهم عما إذا كانوا يتمنّون العودة، أجاب أكثر من 60 في المئة منهم بنعم.

ثَمّة اختلافات كبيرة حول المكان الذي يتوقّع أنْ يكون فيه الناس في غضون عامَين والمكان الذي يرغبون في أنْ يكونوا فيه في ظلّ الظروف المثاليّة (انظر الشكل رقم 2):


30%

يتوقّعون أنْ يكونوا في سوريا

60%

قالوا إنّهم يتمنّون أنْ يكون بإمكانهم العودة إلى سوريا.

20%

قالوا إنّ أوروبا ستكون مكانهم المثاليّ للعيش


  • قال أقلّ من 30 في المئة إنّهم يتوقّعون أنْ يكونوا في سوريا، بَيد أنّ 60 في المئة قالوا إنّهم يتمنّون أنْ يكون بإمكانهم العودة إلى سوريا.
  • توقّع أكثر من 40 في المئة أنْ يظلّوا في لبنان، بَيد أنّ أقلّ من 20 في المئة رأوا أنّ البقاء في لبنان سيكون خيارهم الأمثل.
  • اعتبر 20 في المئة من السّوريّين إنّ أوروبا ستكون مكانهم المثاليّ للعيش، ولكنّ 7 في المئة  فقط توقعوا أنْ يعيشوا حقاً في أوروبا.

إجمالاً، يوضح الشكل رقم 2 أنّه على رغم أنّ كثراً من اللاجئين السوريّين لا يعتقدون أنّ من الواقعيّ العودة إلى سوريا قريباً، يتمنّى كثيرون أن يستطيعوا تحقيق ذلك. 

ثَمّة مسألة أخرى مهمّة ينبغي أنْ تنتبه إليها دوائر المساعدة الإنسانيّة، وهي ما إذا كانت الأسر تُخطّط للعودة معاً أو بشكل منفصل (على سبيل المثال، “العودة الجزئيّة”، إذ يعود أحد أفراد الأسرة أو أكثر إلى سوريا قبل الآخرين أو من دونهم). وكما هو موضّح في الشكل رقم 3، وَجَد البحث أنّ أكثر من نصف الأسر التي تُخطّط للعودة قريباً (ولا يوجد منهم سوى عدد قليل نسبيّاً)، تتوقّع ألا يتمكّن جميع أفراد الأسرة من العودة سويّاً.

الرغبة في العودة

 
63%

لا عودة على الإطلاق

27%

العودة خلال عامين

5%

العودة خلال عام

شكل رقم 1. رغبة اللاجئين السوريّين في لبنان في العودة إلى وطنهم عبر آفاق زمنيّة مختلفة. أجري الاستطلاع بين آب/ أغسطس وتشرين الأوّل/ أكتوبر 2019، لذا فإنّ الرغبة في العودة خلال عام أو عامَين تشير إلى وقت إجراء الاستطلاع، ومِن ثمّ تشير إلى آب وتشرين الأوّل 2020 وآب وتشرين الأوّل 2021 على التوالي.

الـتـوقّـعـات

أين يتوقّع المشاركون في الاستطلاع أنْ يعيشوا في غضون عامَين وأين يرغبون في العيش إذا توفّرت لهم الظروف المثاليّة في غضون الفترة ذاتها؟

https://lh6.googleusercontent.com/ggJKXrJM4qcHyx0FnX4jMAXVlM9em7qazvDxweoBRbJGGTTJvQ3fSRfepFSn49shSkRnisG5MV1OcJnF7CL4UstCwEfo14Cyyr9AjpN3_g8gpDwtpCCLDjbHOR7mmtswj5_1-wI5

شكل رقم 2. مقارنة بين توقّعات المشاركين في الاستطلاع بشأن المكان الذي قد يعيشون فيه بالفعل في غضون عامَين، وأين قد يتمنّون العيش لو أتيحت لهم الفرصة المناسبة في عامَين. أجري الاستطلاع بين آب وتشرين الأوّل 2019، لذا فالمقصود بـ”بعد مُضيّ عامَين” هو آب وتشرين الأوّل 2021.

العودة الجزئيّة

https://lh4.googleusercontent.com/haIf0NWERy75bIZjgT2FGjHhHkRYNjMG-OI-F6bLgVd4gZ14Fs1k4SKAqPDLLFpIpubfnsUnOQ2pixa-fzD3FPzSsX5UKhlKqTMSOU2oqYU6emGMJK3KcGuPVCtqvyRQ5lpiz63O

شكل رقم 3. العودة الجزئيّة للأسر السوريّة.

2. ما الذي يؤثّر على قرار العودة؟

كما هو موضَّح في الشكل رقم 4، تُشير “العوامل الجاذبة” في سوريا إلى احتمال عودة اللاجئين إلى وطنهم في الأمد القريب. وعلى وجه التحديد، ارتبطت الزيادة في التصوّرات بالسلامة، والفُرص الاقتصاديّة، وتوفير الخدمات في مناطق عيش السوريّين الأصليّة، بزيادة رغبتهم في العودة خلال الأشهر الاثني عشر التالية. وعلى نحو مماثل، قال السوريون الذين أعربوا أنّ الكثير من شبكات عائلاتهم وأصدقائهم بقوا أو عادوا إلى سوريا، إنّهم على الأرجح يرغبون في العودة خلال الأشهر الاثني عشر التالية. وأظهرت النتائج أيضاً أنّه كلّما زاد مستوى سيطرة الحكومة السوريّة على البلدة أو المدينة الأصليّة التي ينتمي إليها المشاركون في الاستطلاع، قلّت رغبتهم في العودة.

ومن ناحية أخرى، فإنّ “العوامل الطاردة” من لبنان لا تشير إلى احتمال رغبة اللاجئين في العودة. فقد توقّع الباحثون أنّ الأشخاص الذين تفاقمت أوضاعهم في لبنان، من المرجَّح أنْ يقولوا إنّهم يعتزمون العودة إلى سوريا. بَيد أنّ الفرص الاقتصاديّة، وتوفير الخدمات، وشبكات العائلة، والرعاية الاجتماعيّة، والوضع القانونيّ للسوريّين، لم تكن مرتبطة بزيادة رغبتهم في العودة في الأمد القريب. وهذا يشير إلى أنّه حتّى لو تفاقمت أوضاع اللاجئين السوريّين في لبنان، فمن غير المرجَّح أنْ يعودوا إلى سوريا ما دامت الظروف في مناطقهم الأصليّة غير ملائمة.

تعدّ العلاقات التقديريّة في الشكل رقم 4 صغيرة عموماً، على رغم وضوح الاختلاف بين النتائج العامّة للأوضاع في سوريا وتلك التي في لبنان، فالظروف في سوريا مرتبطة بالرغبة في العودة لدى الناس، بَينما الظروف في لبنان لا تُساهِم في التنبّؤ برغبتهم في العودة.

عوامل التنبّؤ برغبة اللاجئين في العودة

https://lh6.googleusercontent.com/uo8PVtEJulY6otp9I4kDTmpI8JPB624gBo1LAxYU8FYVBr2zpKaiAC4i-8OBgfWkaFIbfxA7KBmH9Of5ETezuZGCUiWEfkedCSRTIJgr-yypj6Bu9cpDK1Z91DSM-uEOJaeB1lGP

شكل رقم 4. في هذا الشكل، تُمثَّل العوامل التي ترجّح أنْ يخطّط الناس للعودة إلى سوريا خلال عام بنقطة ملوّنة على يمين الخطّ الرأسيّ/ العموديّ، فيما يتمّ تمثيل العوامل التي تقوّض خطط العودة بنقطة ملوّنة على يسار الخطّ. تعرِض تقديرات النقاط التغيير المتوقّع في احتمال الرغبة في العودة المقابلة لزيادة الانحراف المعياريّ في المؤشّر. لكي نتمكّن من استنتاج ما تعنيه زيادة الانحراف المعياريّ في مؤشّر ما، فإنّ زيادة الانحراف المعياريّ عن متوسّط المؤشّر تعني المقارنة مع الأشخاص الأعلى بنسبة 34 في المئة في التوزيع السكّانيّ للمؤشّر

شكل رقم 5 أ-د. تحليل لمجموعة فرعيّة حول الرغبة في العودة خلال عام وخلال عامَين وفي المُطلَق.

مصادر المعلومات

مصادر المعلومات التي يستخدمها السوريّون لمعرفة الأوضاع في سوريا

https://lh5.googleusercontent.com/xptx1_AUn00Zp45LodU2ltQPJpPjihW7LTasAiP9HTGitTJ7vecEW8JLgCZKLQRrseE_u1xQi9EKylxGiJJ3DoiFtGaPnZTs7rdQysqonIagPB6Q1FN0XNI13oXIrKc7YZIlhZb7
شكل رقم 6. مصادر المعلومات التي يستخدمها السوريّون لمعرفة الأوضاع في سوريا.

3. من يرغب في العودة؟

وجد الفريق البحثيّ بعض الاختلاف والتنوّع بين المجموعات المختلِفة حول نيّتهم العودةَ إلى سوريا:

* النوع: يتشابه الرجال والنساء في تفكيرهم حول العودة في المدى القصير، ولكنّ النساء أميَل إلى القول إنّهنّ يرغبن في العودة إلى سوريا في مرحلة ما في المستقبل.

* السنّ: لدى الشباب والكبار (تحت/ أعلى متوسّط سنّ العيّنة المشارِكة، وهو 33 عاماً) إجابات متشابهة عبر جميع النتائج.

* مستوى التعليم: أفاد السوريّون الأكثر تعليماً برغبة أكبر في العودة إلى سوريا، وخصوصاً على المدى القريب (خلال عام أو عامَين).* المناطق الحضريّة أم الريفيّة/ المخيّمات: أبدى السوريّون الذين يعيشون في مخيّمات غير رسميّة في لبنان رغبة أكبر في العودة خلال عامَين أو في العودة عموماً، مقارَنة بمَن يعيشون في مجتمعات حضريّة في لبنان.

4. من أين يحصل اللاجئون على معلوماتهم حول سوريا؟

قال حوالى 60-70 في المئة من المشاركين في الاستطلاع إنّهم يعتمدون على الأشخاص السوريّين الموجودين في لبنان وسوريا لمعرفة الأوضاع في سوريا (انظر الشكل رقم 6). يلي هذا المصدر وسائل الإعلام الدوليّة ووسائل التواصل الاجتماعيّ، التي ذكَرَ حوالى 20 في المئة من المشاركين إنّهم يتابعونها لمعرفة الأوضاع في سوريا. أمّا وسائل الإعلام السوريّة الرسميّة فيتابعها ما يربو على 10 في المئة فقطّ من السوريّين المقيمين في لبنان (لمعرفة الأوضاع). وأخيراً تأتي المفوضيّة السامية للاجئين التابعة لهيئة الأمم المتّحدة وإعلانات المنظّمات غير الحكوميّة بنسبة 5 في المئة فقط من السوريّين الذين يتابعونها لمعرفة الأوضاع في الوطن.

خاتمة: ما الآفاق المتاحة أمام اللاجئين السوريّين في لبنان؟

بالنظر في أسباب عزم الناس على العودة، يخلص البحث إلى أنّ خطط اللاجئين وطموحاتهم في العودة تتشكّل على ما يبدو تبعاً للوضع في سوريا. وهذا يشير إلى أنّ كثراً من اللاجئين لن يعودوا إلى وطنهم قبل أنْ تصبح الظروف المحلّيّة آمنة وتكون هناك فرص وخدمات اقتصاديّة.

تشير النتائج إلى أنّ من غير المرجَّح أنْ تصبح الجهود المبذولة لإخراج السوريّين من البلد المُضِيف فعّالة، طالما أن سوريا لا تشهد تغييراً كبيراً على الأرض. فحتّى اللاجئون الذين يواجهون مصاعب جمّة في لبنان لا يرغبون في العودة إلى سوريا، طالما أن الظروف المحلّيّة في مدنهم داخل البلاد غير مناسبة. وتوضح النتائج أيضاً أنّه على رغم من أنّ معظم اللاجئين السوريّين قد يعودون إلى بلادهم في نهاية المطاف، من المتوقّع أنْ يظلّ أكثر من ثلثهم في لبنان، بما في ذلك بعض مَن يرغبون في العودة. غير أنّ كثيراً من اللاجئين يعيشون ظروفاً صعبة في لبنان وغيره من البلدن المُضِيفة، وستستمرّ تلك الظروف لفترة في المستقبل المنظور. وعلى هذا النحو، فإنّ مجتمع العمل الإنسانيّ بحاجة إلى الحفاظ على مشاركته في دعم اللاجئين في الدول المُضِيفة، بما في ذلك ما يتّصل بالوضع القانونيّ والوصول إلى الخدمات وفرص سوق العمل. يعاني أيضاً كثر من هؤلاء اللاجئين المشاعرَ العدائيّة والقيود الرسميّة على حركتهم وتنقّلاتهم، وهي بحاجة إلى طرحها وتناوُلها وتقديم الحلول لها بالنسبة إلى الذين يظلّون في البلدان المضيفة خلال السنوات المقبلة.

شكر وعِرفان: يودّ الكُتّاب أنْ يتقدّموا بالشكر إلى نور شوّاف و”أوكسفام” للمساعدة خلال أجزاء مختلفة من المشروع، ومنها إجراء تدريبات حماية للقائمين بالإحصاء والتعداد؛ وإلى “جمعية بسمة وزيتونة” للمساعدة في تنظيم مجموعة دراسة مع اللاجئين السوريّين؛ وإلى “أمل” لدعمها عمليّات الإحالة؛ وإلى “سمكس” SMEX، لتقديمهم الاستشارة حول أمن البيانات في لبنان؛ وإلى معهد عصام فارس (في الجامعة الأميركيّة في بيروت) لمساعدته في تنظيم ورشة مع منظّمات إنسانيّة. ونحن ممتنون للتعليقات المفيدة على التقرير التي تلّقيناها من فالنتينا باتشين، المستشارة الإقليميّة السابقة في “لجنة الإنقاذ الدوليّة”؛ وإلى دانييل ديمرز ولانا ستيد، المتخصّصتَين في الحلول الإقليميّة في DSP؛ وإلى يتّا سعادة من “أوكسفام”؛ وإلى سارة الكيّالي وآية المجذوب من منظّمة “هيومان رايتس ووتش”. نشكر أيضاً المشاركين من منظّمات إنسانيّة، قدّموا ملاحظات خلال مراحل مختلفة من العمل، ,حضروا ورشات التخطيط والنشر. ويودّ الكتّاب أيضاً الإقرار بتلقّي تمويل من “ابتكارات لمكافحة الفقر” Innovations for Poverty Action، والشبكة السويسريّة للدراسات الدوليّة، وصندوق “ليفرهيوم”، وصندوق “ويلكم”، ومؤسّسة “مئويّة بنك السويد”، ومؤسّسة “فولكسفاغن”، ووزارة الخارجيّة السويسريّة. تمّ تحديد التحليلات سلفاً في تسجيل لدى “قواعد الإثبات في الحَوْكمة والسياسة” EGAP برقم 20190914AB.

المصمِّمة:

ميشيل ريد

المحرِّرة:

لورا بيرك

الكُتّاب:

علاء الربابعة، ومارين كاساليس، ودانيال ماسترسون

برنامج “السلام والتعافي”: peace@poverty-action.org | www.poverty-action.org“ابتكارات لمكافحة الفقر” Innovations for Poverty Action هي منظّمة للأبحاث ودراسة السياسات وصنعها، تسعى إلى إيجاد حلول فعّالة لمشكلات الفقر حول العالم. وتسعى المنظّمة إلى تصميم هذه الحلول وتطبيقاتها، وتقييمها بصرامة وتحسينها، بالتعاون مع الباحثين وصنّاع القرار المحلّيّين؛ وضمان توظيف الأدلّة لتحسين حياة الفقراء في العالم. تساعدنا شراكاتُنا الراسخة في الدول التي نعمل فيها، وفهمُنا العميق للسياقات المحلّيّة، على إنجاز أبحاث عالية الجودة. وقد مثّلت هذه الأبحاث مصدراً لمئات البرامج الناجحة التي تؤثّر الآن في ملايين الأفراد حول العالم.