fbpx

لبنان: حمد حسن شخصية “الحزب” والعام

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

جاء حمد حسن إلى وزارة الصحة ممثلاً “حزب الله”، أي الحزب الذي يتقن الصورة الإعلامية وتأثيرها في الجمهور وهي صورة خبرناها من خلال إعلامه الحربي تحديداً، لكن إسقاطها على وزيره بدا باهتاً…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

مع اقتراب العام الحالي من نهايته، يقدح اللبنانيون ذاكرتهم بحثاً عن شخصية العام، وهو ما سبقتنا إليه “المنظمة الدولية الهولندية لحرية وحماية حقوق الإنسان والسلام العالمي”، إذ منحت وزير الصحة اللبناني حمد حسن جائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العالم! 

وفي حين تبدو الجائزة المذكورة أشبه بطرفة لا ترقى إلى ملامسة ضفاف الحقيقة، لكن الإعلان عنها يحمل المرء على المجازفة بمنح الرجل جائزة ترضية، تسعف الوزير. فإذا ما رُدَّ الأمر إلى الداخل اللبناني، حمد حسن الشخصية العامة الأكثر حضوراً.

حضور وزير الصحة مرتبط بالضرورة بجائحة “كورونا”، والأخيرة فرضت وزير صحتنا كأكثر شخصية عامة عاين اللبنانيون صورتها كمشهد يومي، فاتسعت له شاشات الإعلام المرئي في زمن الحجر المنزلي المتناسب مع تفشي الجائحة، وصار بالتالي ضيفاً حتى على يوميات المُشاهد المُكره بالشاشة.

 لكن حضور وزير الصحة في يوميات اللبنانيين، شطرهم كأي شيء آخر، وعلى عادتهم، إلى شطرين، ففيما ذهب مناصروه إلى أسطرة الرجل، كان خصومه حاضرين لتهشيم صورته، فبدا الوزير في تناسب جاذب مع قسم من هذا الجمهور، وطردياً مع قسم آخر، وبدت السياسة غالباً من تنكبت تقييمه، وهي في المحصلة معيار غير حقيقي في كل شيء فكيف إذا كانت صحتنا هي ضالتها.


ما بدأ بصورة انتهى راهناً بمثلها وهي تُظهر الوزير يغط في النوم في سيارته، وهنا أيضاً أُسقِط في يد هذا الجمهور وهو يجترح قيماً أخلاقية ليلصقها بالوزير، إذ بدت الصورة مرتجلة، وبدا معها الوزير هذه المرة مشاركاً في الابتذال


جاء حمد حسن إلى وزارة الصحة ممثلاً “حزب الله”، أي الحزب الذي يتقن الصورة الإعلامية وتأثيرها في الجمهور العام، وهي صورة خبرناها من خلال إعلامه الحربي تحديداً، لكن إسقاطها على وزيره بدا باهتاً إن لم نقل أنَّه، أي الحزب، لم يبادر إلى تكثيف صورة الرجل إيجاباً في مخيلتنا كما يفعل حيال صورة مقاتليه وقبلهم أمينه العام، وبدا معها أن صنع صورة إعلامية مؤثرة خارج ميدان الحرب أوهن منها في ميدانه المفضل، فصار ذلك التكثيف على عاتق جمهور الحزب والوزير نفسه.

ترك الأمر للجمهور يفضي غالباً إلى سقطات هي بالضرورة ملازمة للصُنَّاع الهواة، ويمنح الخصم فرصة تهشيم الصورة المرجوة، ومباشرة هذا الجهد كانت صورة نشرها جمهور الحزب لوزير الصحة، وهي تُظهر وجهه وقد أعمل فيه التعب الذي لم يكن بلا هدف طبعاً، والذي تُرك أمر إسقاطه، وبلا مشقة، لخبرة جيل صار “الفوتوشوب” تسليته المفضلة، فهوى الجمهور ومعه وزيره إلى لعبة مبتذلة لم يكن الأخير بحاجة إليها. وما بدأ بصورة انتهى راهناً بمثلها وهي تُظهر الوزير يغط في النوم في سيارته، وهنا أيضاً أُسقِط في يد هذا الجمهور وهو يجترح قيماً أخلاقية ليلصقها بالوزير، إذ بدت الصورة مرتجلة، وبدا معها الوزير هذه المرة مشاركاً في الابتذال، وبين الصورتين كان الوزير يصنع لنفسه سقطات من حشود تكريمه في بعلبك، إلى المشاركة في تقطيع قوالب الحلوى، التي صادفت في يوم إقفال عام، وهو ما منح الجمهور الآخر فرصة إضفاء هشاشة على الصورة التي جاهد الوزير وجمهوره لتكريسها فينا.

والحال، لم يكن وزير الصحة حمد حسن رجلاً استثنائياً على ما ارتجى جمهوره، وليس على الهشاشة التي افتعلها خصومه، على رغم سقطتيه، اللتين يضاف إليهما كمٌّ لا بأس به من “تغريدات” له، وفيها من استعصاء اللغة قدر استعصاء مواجهة الجائحة التي دانت إليه بحكم وظيفته، لكنه بالنتيجة صورة مكررة عن ضعف أداء السلطة أمام الأزمات، التي حاول كسرها بظهوره اليومي الذي يؤهله ليكون الرجل الأكثر حضوراً في عام بائس نتشارك على الأرجح، وبوجهتين متناقضتين، مع جمهور “حزب الله”، في أن الشخصية الأكثر تأثيراً فيه لا تزال تقيم في الرجل الذي تحدث بالأمس عبر “الميادين” في “حوار العام”.

إقرأوا أيضاً: