fbpx

لبنان : “صبيانيات” باسيلية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لعل أوقح ما صدر عن باسيل في تصريحه الجديد هو في ما خص ملف انفجار المرفأ، إذ قال إن أهل بيروت قُتِلوا على يد دولتهم، ولكنه لم يسمِّ من هي هذه الدولة؟!

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

#هيدا_جبران_باسيل، بهذا الهاشتاغ واكب الجيش الإلكتروني التابع لـ”التيار الوطني الحر” كلمة وزير الخارجية السابق النائب جبران باسيل. اللافت أنه من بين 37,000 تغريدة تحت هذا الهاشتاغ، تبين أن الأغلبية كتبت باللغة الإنكليزية، وهو أمر غير مألوف لدى الجيوش الإلكترونية للأحزاب اللبنانية. فإلى من يوجه جبران باسيل تغريدات مناصريه؟

وجبران الذي خاطب اللبنانيين ليشرح لهم لماذا فشل العهد في تشكيل حكومته بعد أسابيع وأشهر من تكليف سعد الحريري، اختار فتح النار على خصومه وتبرئة نفسه وفريقه من كل مسؤولية. فعل ذلك في ظل أسوأ أزمة صحية ومالية وسياسية يشهدها لبنان في تاريخه.

خصص باسيل جزءاً مهماً من خطابه للحديث عن العقوبات الأميركية، متطرّقاً إلى الفرق بين عهد باراك أوباما وعهد دونالد ترامب، قائلاً إن الأول جلب بعض الاستقرار والازدهار للبنان، أما عهد ترامب فوصفه بعهد الخراب والعقوبات. وهنا، يسعى باسيل جاهداً الى ربط العقوبات الشخصية عليه، بالبلد بأكمله، وذلك في مسعى لرفع معنويات انصاره وتقديم حججه في نقاش ممكن مع الإدارة الأميركية الجديدة، يريد باسيل أن يخوضه من منطلق قوة مزعومة.

من الواضح أن باسيل انتظر نهاية عهد ترامب، ليهاجمه. وهو هجوم لم نشهده يوم أعلنت الإدارة الأميركية العقوبات بحقه. لكن الرجل الآن يشعر بارتياح حيال تفجير غضبه بترامب الذي انتهى عهده، ويبدو أنه انتهى سياسياً أيضاً. وإن كان “تويتر” يضيّق على ترامب ويحظره، فما الذي يمنع باسيل المعاقب أميركياً من مهاجمته، وتقديم أوراق اعتماده للإدارة الجديدة لعلها ترفع العقوبات عنه؟

“لما شفت كيف الإدارة عم تعمل مع شعبها قلت بسيطة قصة العقوبات عليي”

بهذه الجملة تضامن باسيل مع الشعب الأميركي في وجه الإدارة الأميركية. انتظر باسيل حتى يعاني من هذه الإدارة شخصياً كي يتضامن مع الشعب الأميركي. ربما على إدارة النظام السوري أن تضع عقوبات على باسيل، حتى يتضامن مع الشعب السوري، أو على الأقل يكف شرّ تعليقاته ومواقفه العنصرية بحق اللاجئين وتحميلهم مسؤولية مآسينا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. فباسيل مثلاً لم يفوّت فرصة إلا ورمى فيها فشله السياسي والاداري وفساد تياره في ادارة أزمة الكهرباء، على عاتق اللاجئين السوريين وزيادة عدد المستهلكين، وكأننا في لبنان كنا ننعم بالكهرباء 24/ 24 قبل عام 2011.

 الحصار لتبرير الفشل

“هناك فساد وهو كارثة ولكن يريدون أن يتناسوا الحصار المالي وانفجار المرفأ وأزمة سوريا”. يسوّق فريق محور المقاومة أن السبب الرئيس للأزمة الاقتصادية هو الحصار المفروض على البلد، ولكن عن أي حصار يتحدثون، طالما استيراد الدولار والقمح والنفط مسموح!

هذا ليس حصاراً، بل كل ما في الأمر أن دول الخليج والدول الغربية أوقفت المساعدات عن لبنان منذ بضع سنوات، وهذه المساعدات كانت تواجه نقداً واعتراضاً آنذاك من محور الممانعة، بحجة أنها مشروطة سياسياً وترهن لبنان للخارج، وتمول النظام الاقتصادي الريعي، ولكن الآن عندما وقع الانهيار الإقتصادي وللتهرب من المسؤوليات، أصبحت الأزمة بسبب “الحصار” المفترض وحسب. حتى أن أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله والرئيس ميشال عون اعتبرا أن انفجار بيروت هو فرصة للنهوض في البلد بفضل المساعدات التي ستأتي، وبالتالي، “خطيئة” تأمين المساعدات والاستدانة (شكّلت جزءاً أساسياً من الاقتصاد اللبناني) التي كان الفريق الممانع يدين بها الفريق الآخر، أصبحت ما يسعى إليه الآن الحزب وحلفاؤه.

انفجار مرفأ بيروت

لعل أوقح ما صدر عن باسيل في تصريحه الجديد هو في ما خص ملف انفجار المرفأ، إذ قال إن أهل بيروت قُتِلوا على يد دولتهم، ولكنه لم يسمِّ من هي هذه الدولة؟! هل هي رئيس الجمهورية أو أنها الأمنيون التابعون له في المرفأ أم القضاء الذي يملك نصفه؟ أم حلفاء التيار؟

“هناك فساد وهو كارثة ولكن يريدون أن يتناسوا الحصار المالي وانفجار المرفأ وأزمة سوريا”.

“ولدنات” الحكومة

أخيراً، وصف باسيل طريقة تشكيل الحكومة “بالولدنات”، ثم تابع مؤكداً أنه يرفض تصغير الحكومة لأن المير طلال أرسلان لن تكون له حصة فيها اذا ما صغرت. وهنا لا بد من ذكر مآثر وزراء المير طلال وبعض البلطجية المحسوبين عليه وإنجازاتهم، بتعقب المحامي واصف الحركة وضربه، وإنجازات حليفه رجل المال المصرفي مروان خير الدين الذي اعتدى مرافقوه بالضرب على الصحافي محمد زبيب والمخرج ربيع الأمين.

إذاً هي فعلاً “ولدنات” حكومية، بطلاها سعد الحريري وجبران باسيل، وراعيها البطريرك الراعي، الذي لا يُسأل عن دوره أو الصفة التي يتمتع بها كي يكون مشاركاً في تأليف حكومة الانهيار المقبلة.

إقرأوا أيضاً: