fbpx

عودة التعليم الحضوري في ظل واقع مزر: العراق يطلب العلم من الصين!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

صفحة الوباء لم تنته بعد في العراق. من هنا تبدو العودة المباشرة إلى نظام التعليم وجهاً لوجه مجازفة عبر زج اعداد هائلة من الطلبة في بنايات مغلقة او مزدحمة وذات استيعاب محدود.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بعد أكثر من عام ونصف العام على توقف العملية التعليمية في العراق، مع تعليم متقطّع عن بعد، يعود  التعليم وجهاً لوجه متأخراً عن المعهود، بالمقارنة مع الدول المجاورة.

جرت العادة على أن يبدأ العام الدراسي في منتصف شهر أيلول من كل عام، إلا أن العراق بدأ عامه الدراسي الحالي للمراحل الابتدائية والثانوية وحتى الجامعية منها، في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 وبنظام الدراسة وجهاً لوجه وبنسبة تجاوزت الـ 80%، مع بقاء جزء لا يتجاوز الـ 20% من حصص التعليم عن بعد وليوم واحد في الأسبوع.

تجربة التعليم الالكتروني في العراق لاقت انقساماً في الآراء منها لدى أهالي التلاميذ والطلبة، الذين رفض بعضهم التجربة جملة وتفصيلاً لما لها من سلبيات أثرت وبشكل واضح على ابنائهم، فيما اعتبرها الجزء الآخر أفضل الممكن، على الرغم من مساوئها، وأسهمت في عدم توقف عجلة التعليم.

إقرأوا أيضاً:

التعليم الإلكتروني ليس مذنباً

بالنسبة الى البعض فإن التعليم الالكتروني لم يكن تجربة فاشلة أثناء تطبيقه في العراق لكنه في الوقت نفسه لم يرتقِ إلى درجة النجاح. من الصعب عدم استحضار تجربة من المحيط العربي للعراق، حيث برزت تجربة دولة الإمارات التي تجاوزت العشر سنوات في العمل على دمج التعليم الإلكتروني بالتعليم الحضوري التقليدي، واستفادت من تلك التجربة أثناء الجائحة، لكونها عملت على هذا النظام التعليمي مسبقاً وتجاوزت الصعوبات وصولاً إلى تحقيق  نجاح فيه. 

تعزى أسباب عدم الحصول على نتائج مرضية من التجربة العراقية، الى ضعف إمكانيات المعلمين والمدرسين من حيث التعامل مع أدوات العالم الافتراضي والتحكم بالوقت وكيفية إعطاء الدروس والواجبات للتلاميذ والطلبة، بالاضافة الى ضعف إدارة التعليم الإلكتروني على التعليم نفسه، إذ لم توضع له قوانين او طرق استخدام صحيحة من قبل المدرسين والمدرسات وكذلك المدارس ومديريات التربية ولم ترسم آلية للتعامل مع هذا النوع من التعليم.

عائلات كثيرة تشكو من سوء توقيت المحاضرات والتي يصل الحال بها إلى أن تكون على مدار ساعات النهار، ومشاكل أخرى من نوع  الواجبات التي ترسل الى الطلبة والتلاميذ في ساعات متأخرة من الليل من دون الاستفادة منها لليوم التالي.

هناك مدرّسات ومعلمات لا تظهرن بالصوت والصورة أثناء شرحهن للمواد أمام الطلبة بسبب العرف العشائري والعائلي، ما يقطع التواصل بين المرسل والمتلقي في العملية التعليمية، ومشاكل اخرى تتعلق بمنع بعض الأهل بعض التلميذات من كتابة اسمائهن الصريحة في الصفوف الالكترونية، وكذلك استغلال الطلبة وقت الدروس الالكترونية في ترك الصف مفتوحاً والتوجه لتصفّح مواقع التواصل الاجتماعي.

المدرّسة مروة العباسي ترى أن التعليم الالكتروني أثبت فشله بشكل واضح وأثقل كاهل المعلّمين في التعامل مع الطلبة وكيفية الاستمرار معهم في أداء الدروس، ولا يتجاوز نسبة حضور الطلبة الذين يحضرون المحاضرات 25%، ويقضي المدرّسون أكثر من ثلثي وقتهم في متابعة الدروس الالكترونية مع إهمال منازلهم وعائلاتهم.

هناك مدرّسات ومعلمات لا تظهرن بالصوت والصورة أثناء شرحهن للمواد أمام الطلبة بسبب العرف العشائري والعائلي، ما يقطع التواصل بين المرسل والمتلقي في العملية التعليمية

ولا يساعد الواقع التربوي الحالي في العراق على العودة 100% الى مقاعد الدراسة كما كانت الظروف قبل جائحة كورونا. فهناك مشكلة أساسية تعود لتراكم سنوات من الإهمال الحكومي ونقص واضح في أعداد المدارس التي يجب ان تغطّي معظم محافظات مع الحاجة الواضحة، باعتراف وزارة التربية، إلى بناء العشرات من المدارس لسد النقص الحاصل في بعض المحافظات ولاستيعاب العدد المتزايد من التلاميذ والطلبة.

محمد غانم مدير مدرسة يتحدث عن نقص المدارس من خلال أمثلة يعطيها عن واقع مدرسته التي تستوعب اليوم أكثر من 850 طالب مقسمين على ثلاث جولات دراسية، حيث يبدأ الدوام الرسمي فيها من الساعة الثامنة صباحاً للجولة الأولى وينتهي عند الخامسة بعد الظهر للجولة الثالثة.

ويرى غانم أن الوعود الفارغة التي تطلق من قبل الوزارات المتعاقبة منذ العام 2003 وحتى اليوم هي المسبب الرئيسي لما وصل اليه الحال المدارس في العراق.

من هذه الوعود، حديث وزارة التربية عن إنشاء 1000 مدرسة جديدة ضمن العقد المبرم مع الصين والتي وعدت بأن تدخل الى الخدمة ضمن الأعوام القادمة. المدارس التي وعدت ببنائها الصين تتحدث الوزارة عن إمكانية سدها للنقص الحاصل وتفادي الضغط على المدارس الحالية، الذي ينعكس سلباً على تفشي وباء كورونا.

يرى علي ناظم، أحد مدراء المراكز الصحية، في العودة المباشرة إلى نظام التعليم وجهاً لوجه مجازفة عبر زج اعداد هائلة من الطلبة في بنايات مغلقة او مزدحمة وذات استيعاب محدود من دون مراعاة شروط السلامة ما يزيد من مخاطر تفشي الوباء. 

إقرأوا أيضاً: