fbpx

لبنان: ميشال عون بين متاهتي صهره ووليه

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ونحن إذ نكابد العيش على هذا المركب القذر، يخرج علينا قراصنته، ويفتعلون مشادة يكشف افتعالهم لها قدراً من الاحتقار لنا، ورغبة في مواصلة تبديد ما تبقى من لبنان. مع العلم أنه لم يبق الكثير لكي يبددوه، لكن لا خيار أمامهم سوى مواصلة المسرحية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 المسرحية الهزلية التي نشهد فصولاً منها هذه الأيام في لبنان، والمتمثلة في “الاحتقان الثلاثي” في العلاقة بين ميشال عون وجبران باسيل من جهة، وحسن نصرالله ونبيه بري من جهة ثانية، تعيدنا إلى حقيقة أن هؤلاء بددوا ما كان تبقى من لبنان، وأن الأخير انتقل من وضعه كدولة مفلسة وفاسدة ومنهارة، إلى دولة مارقة، تبيع المخدرات وتصدر خبراء المتفجرات، وتلوث النظام المالي العالمي بالأرصدة القذرة. ونحن إذ نكابد العيش على هذا المركب القذر، يخرج علينا قراصنته، ويفتعلون مشادة يكشف افتعالهم لها قدراً من الاحتقار لنا، ورغبة في مواصلة تبديد ما تبقى من لبنان. مع العلم أنه لم يبق الكثير لكي يبددوه، لكن لا خيار أمامهم سوى مواصلة المسرحية. 

على ماذا يختلف “حزب الله” مع العونيين؟ “حزب الله” يريد الإطاحة بقاضي التحقيق في انفجار المرفأ طارق بيطار، والعونيون يريدون الإطاحة بالانتخابات النيابية! تحت أنظار اللبنانيين، ومن دون أي مواربة، يكشف الثنائي الحاكم عن وجهه القبيح. حزب لا يريد كشف حقيقة من قتل أكثر من مئتي مواطن وجرح الآلاف وشرد مئات الآلاف، ورئيس لا يريد للبنانيين أن يقترعوا خوفاً من أن تأتي نتائج الانتخابات في غير مصلحته! 

أطل رئيس الجمهورية بالأمس وخاطب “المعطلين”! من هم المعطلون؟ من أنتم، ومن نحن؟ الرئيس الذي أوصله “التعطيل” إلى كرسيه، يشهر بوجه المعطلين الرذيلة التي ساقوها لإيصاله. الرئيس الذي أهداهم لبنان، عاتب عليهم لأنهم صوتوا ضد طعنه بقانون الانتخاب في المجلس الدستوري. ابتسامات صفر يتبادلها أشخاص هذه المسرحية الهزيلة. وفيق صفا وجبران باسيل اجتمعا عشية خطاب ميشال عون المزلزل. اتفقا على ألا يعلن الرئيس موت “تفاهم مار مخايل”. لبنان مات، أما “تفاهم مار مخايل” فيجب أن يبقى على قيد الحياة طالما أنه يؤمن للطغمة الحاكمة مزيداً من السيولة، وطالما أنه يؤدي مزيداً من المهمات القذرة. إنها الابتسامات الصفر نفسها، تلك التي ترتسم على وجوه رجال التحالف. وفيق صفا الذي استعيض عن نظام الوصاية بأدواره الغامضة، وجبران باسيل صاحب الاسم الشهير في ساحات التظاهر، يتفاوضان قبل خطاب الرئيس! حدث يشبه الوقائع التي تسبق صفقات المافيات الصقلية! أعطني تحقيق المرفأ أعطِك الانتخابات. أما ما عطل الصفقة، فليس حسن النيات طبعاً، إنما استحالات لها علاقة بضغوط تتجاوزهما، والرجلان على كل حال لم ييأسا، فثمة فرص لعقدها لاحقاً.

لا، لن يموت التفاهم. طرفاه يحتاجانه، وهو سيواصل مهماته، وسيشتغل وسط الركام الذي خلفه.

فجأة كشف الرئيس ضيقه بتولي “حزب الله” تبديد علاقة لبنان بدول الخليج، وانتبه إلى دوره في حرب اليمن. هذا الرئيس المستعد لقبول هذه الأدوار في حال صوت “حزب الله” إلى جانبه في المجلس الدستوري، يصلح لأن يكون رئيس دولة مارقة. “الدولة” بالنسبة إليه سوق يتبادل فيه مع شركائه سلعاً، ويرعى فيه مصالح صهره. دور “حزب الله” في سوريا وفي اليمن مرهون بفواتير بخسة يدفعها الحزب للصهر! هذا هو الرئيس الذي أطل بالأمس، وإلى هنا تماماً أوصلنا الجنرال.

“حزب الله” والتيار العوني اكتشف كلاهما أن “تفاهم مار مخايل” صار عبئاً عليه! لماذا اكتشفا ذلك؟ لأن التيار لم ينخرط كما يجب بالمعركة ضد القاضي بيطار، ولأن “حزب الله” لم يصوت في المجلس الدستوري ضد طعن العونيين بقانون الانتخاب. “التفاهم” الذي أدى، ومنذ توقيعه من أكثر من 15 عاماً، وظائف مشابهة، وتبادل عبره الحزب والتيار خدمات مشابهة، لم يعد يصلح لأنه فشل في القضاء على تحقيق المرفأ وفي عرقلة الانتخابات، صار عبئاً على أصحابه!

لا، لن يموت التفاهم. طرفاه يحتاجانه، وهو سيواصل مهماته، وسيشتغل وسط الركام الذي خلفه. لبنان لن يستطيع أن يكون دولة “حزب الله” من دونه، وميشال عون وصهره سيتقاعدان إذا ما كف “حزب الله” عن النهوض بهما. 

إقرأوا أيضاً: