fbpx

“لا أريد سوى تجميل وجهي ويدَيَّ”…
“ريم العراق” التي لم تقتلها القذيفة!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ريم الفتاة التي كوتها نار الحرب مرتين، قصتها المأساوية واحدة من ملايين القصص التي خلفتها الحروب المتعاقبة على العراق منذ عقود.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

منذ أكثر من 6 سنوات وريم التي أحرقتها قذيفة إرهابية، تئن في كل يوم، وذووها يناشدون العالم لوضع حد لمأساتها التي بدأت خلال الحرب على “داعش” عام 2016، عندما قصف التنظيم منزلها في محافظة الأنبار العراقية.

كان عمر ريم آنذاك 9 سنوات واليوم أصبحت في الخامسة عشرة. 

«سقطت القذيفة أمام ريم، فحوّلتها إلى فحم، كل شيء فيها احترق، النار أذابت أذنها وقطعت أصابعها الصغيرة وأحرقت وجهها وظهرها ورجليها»، يقول مجيد مظهر والد ريم لــ«درج»، ويضيف: «بلغت نسبة الحروق بفعل القذيفة حينها أكثر من 70 في المئة، وهي نسبة عالية جداً، ونادراً ما ينجو من يتعرض لها، لكن منظمة إيطالية تكفلت بعلاجها حينها، إلا أنها لم تكمل العلاج، وبقيت آثار الحريق حتى اليوم شاخصة في جسدها الصغير».

لا تمتلك عائلة ريم في العراق مكاناً للعيش؛ يتنقل أفرادها من منزل إلى آخر، علماً أن والدها (45 سنة) أب لستة أطفال، ويعمل سائقاً لسيارة ليست ملكه، تمني العائلة المنكوبة نفسها بعلاج الابنة، لكن فقر الحال يحول دون ذلك، ومع ذلك لا تكف عن مناشدة كل من يسمع صوت الصغيرة ريم التي تمر بحالة نفسية سيئة بسبب الإهمال، لعل وجهها الجميل يعود كما كان.

مصائب الحرب؟

بعد سنوات من إعلان السلطات العراقية انتهاء المعارك على “داعش” رسمياً، لا يزال ضحايا الحرب، وريم واحدة منهم، يعانون حتى اليوم، تتوزع مآسيهم بين مصاب يبحث عمن يداويه، ونازح لا يزال يسكن الخيام ويمني النفس بالعودة إلى منزله، أو مفقود غيب خلال العمليات العسكرية، كل هذه الشرائح المجتمعية تعاني إهمالاً حكومياً، وما ريم إلا عينة من معاناة مئات آلاف العراقيين.

الوجه الثاني للإهمال الحكومي يتجسد في عدم توفر إحصاء رسمي أو غير حكومي، حول أعداد الجرحى والمصابين خلال الحرب على “داعش”؛ لعدم وجود قاعدة بيانات موحدة، سواء على المستوى الاتحادي أو الحكومات المحلية للمحافظات المحررة من التنظيم، وعلى رغم تشريع البرلمان العراقي قانوناً لتعويض المتضررين، إلا أن واقع الحال يصطدم بإجراءات بطيئة لا تخلو من التعقيد والبيروقراطية، فملفات التعويض قد تستمر سنوات لإنجازها، وما إن تنجز تواجه معضلة أخرى، هي قلة التخصيصات المالية لصندوق التعويضات المركزية. كل هذه المشكلات وعدم معالجتها، انعكست سلباً على الناجين من الحرب، وفي النتيجة تأخر صرف حصولهم على حقوق جبر الضرر الذي أصابهم والذي يفترض أن تكون إجراءاته سريعة ومجزية لدعم المتضرر.

في أجواء الثلج والبرد التي تعصف بالعراق والمنطقة كلها، تركت الحكومة أكثر من 1.2 مليون عراقي في خيام مهترئة يواجهون مصيرهم، لا يستطيع معظمهم العودة إلى مناطقهم الأصلية بسبب هيمنة جماعات مسلحة عليها، وفشلت الحكومة الحالية كما سابقاتها في إرجاعهم وإنهاء مأساتهم التي طالت بفعل الإهمال المتعاقب.

#أنقذوا_ريم_الأنبار 

تعرضت المناطق المحررة من سيطرة “داعش” بعد عام 2014 لجرائم حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية؛ إذ غيب آلاف المدنيين الذين فروا من مناطق الصراع آنذاك، وحتى اليوم لا يزال مصيرهم مجهولاً، انعكست هذه الكارثة على أوضاع ذوي المفقودين اجتماعياً، ودفعت أطفالهم إلى التسول، كما زادت نسبة الفقر في المناطق التي ينتمون إليها، إذ ترك الإهمال الحكومي آلاف العائلات بلا آباء. 

ريم الفتاة التي كوتها نار الحرب مرتين، قصتها المأساوية واحدة من ملايين القصص التي خلفتها الحروب المتعاقبة على العراق منذ عقود، تتبعنا قصتها بعد انتشار وسم على مواقع التواصل الاجتماعي باسم #أنقذوا_ريم_الأنبار وتواصلنا مع عائلتها فكان الألم أكبر، عائلة فقيرة بسيطة لا تملك شيئاً، تريد لابنتها حياة عادية، لكن ذلك متوقف على عمليات تجميل غير متوافرة في المستشفيات المحلية.

«لا أريد سوى تجميل وجهي ويدَيَّ» هذا كل ما تطمح إليه ريم. «أعاني من آثار الحريق في كل يوم، حياتي انقلبت منذ لحظة سقوط القذيفة أمامي».

تحتاج ريم العراق، وهي ضحية من آلاف الضحايا خلال الحرب على “داعش”، إلى عملية تجميل لوجهها الذي شوهه الإرهاب.

إقرأوا أيضاً: