fbpx

أسرار في حياة بوتين: ما الذي نعرفه عن
ابنتَي القيصر اللتين فُرضت عليهما عقوبات؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

حتى عام 2015، لم يُعرف أي شيء عن حياة ماريا وكاترينا المهنية أو حياتهما الشخصية. بل وحتى الناس عموماً لم يعرفوا كيف يبدو شكليهما. ولفترة طويلة، كانت الصحف الصفر تعتقد خطأً أن هذه المرأة الشابة في هذه الصورة القديمة هي إحدى بنات بوتين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

برغم أن وسائل الإعلام ذكرت أن كاترينا تيخونوفا وماريا فورونتسوفا هما ابنتا الرئيس الروسي، وبدأتا في الظهور في تقارير مبهرة على قنوات التلفزيون التابعة للدولة، لا يزال بوتين يرفض الاعتراف بعلاقته بهما. ومع ذلك، فرضت الولايات المتحدة في 6 نيسان/ أبريل عقوبات شخصية ضدهما. وفي اليوم التالي، أكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بما لا يدع مجالاً للشك أن السيدتين اللتين فُرضت عليهما عقوبات هما ابنتا بوتين، في اعتراف رسمي بهما للمرة الأولى.

وعندما سُئل بيسكوف عن رأي الكرملين بشأن العقوبات المفروضة على فورونتسوفا وتيخونوفا، قال: “إن هذه العقوبات تُشكل امتداداً لهذه السياسة المحمومة في ما يتعلق بفرض القيود المختلفة. ولكن في أي حال، فإن السياسة المستمرة المتمثلة في فرض نوع من القيود على أفراد الأسرة، هي سياسة تنم عن نفسها. ومثل هذه الخطوات، ومثل هذا النهج، لا يحتاج إلى أي تقييم. إنه أمر يصعب فهمه أو تفسيره”.

في حين أشارت “بلومبيرغ” إلى أن فرض العقوبات على ابنتي بوتين يُعد خطوة رمزية إلى حد كبير، نظراً إلى أنه من غير المعروف ما إذا كان لديهما أي أصول كبيرة خارج روسيا. ولعل القصد من ذلك هو لفت انتباه الرئيس الروسي.

هذا ما نعرفه عن هاتين السيدتين الغامضتين

“ماشا تتحدث بجدية عن الإدارة، بينما كاتيا تريد تصميم الأثاث”.

لا يُعرف سوى القليل عن طفولة ابنتي بوتين إلا من كتاب “السرد من الشخص الأول”، الذي نُشر عندما أصبح رئيساً للمرة الأولى عام 2000. وقام بتأليفه الصحافيون ناتاليا جيفوركيان، وناتاليا تيماكوفا، واندريه كوليسنيكوف، الذين أجروا مقابلات مع بوتين وزوجته لودميلا وأولاده وأصدقائه ومعارفه.

وفقاً للكتاب، ولدت ماريا في لينينغراد عام 1985 قبيل مغادرة عائلة بوتين إلى ألمانيا، حيث عمل جاسوساً حتى عام 1990. وبعد عام ولدت كاترينا في دريسدن.

ويذكر أن الأب الروحي لماريا هو سيرجى رولدجين وهو عازف تشيلو وصديق مقرب لبوتين ظهر في “وثائق” بنما باعتباره من الشخصيات التي يبدو أنها تحتفظ بالأموال لمصلحة الرئيس. ووفقاً لما أفاد به “مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” استناداً إلى هذا التسريب، فقد سيطر رولدجين على شركة أوف شور تمتلك أصولاً تتجاوز قيمتها ملياري دولار.

عام 1996، كادت ماريا تموت في حريق في منزل العائلة بالقرب من سانت بطرسبرغ. ووفقاً لما قاله بوتين نفسه عن الحادث، فقد اشتعلت النيران في الساونا الموجودة بالمنزل. وفيما كانت كاترينا في الطبقة الأولى وتمكنت من الخروج من المنزل، كان لا بد من إنقاذ شقيقتها الكبرى. فقد وجدها بوتين في غرفة في الطبقة الثانية، وربط بعض الملاءات وأقنعها باستخدامها للنزول من الشرفة.

لا توجد صور كثيرة لماريا وكاترينا وهما طفلتان. وحتى وقت قريب، لم تكن هناك صور تُظهر وجوههما على الإطلاق. في حين نُشرت آخر الصور الرسمية التي يظهر فيها بوتين وعائلته عام 2002- بيد أن البنتين تظهران في الصورة من الخلف.

ولكن في حزيران/ يونيو 2020، نشر سيرغي بوغاتشيف، وهو أحد الأوليغارشيين الذي كان صديقاً مقرباً لبوتين في السابق، بعض الصور التي التقطت في بدايات الألفية في بيته في سانت بطرسبرغ. وتظهر في الصور ماريا وكاترينا وحولهما أصدقاؤهما وأعضاء فرقة البوب الروسية “ستريلكي” (Strelki) الشهيرة آنذاك.

لم تمضِ الفتاتان في الغالب الكثير من الوقت مع أقرانهما. فقد صرح بوتين أن ماريا درست في المنزل مذ كانت في الصف التاسع، وكاترينا منذ الصف الثامن.

قال بوتين عندما كانت ابنتاه لا تزالان في المدرسة، “ماشا تتحدث بجدية عن الإدارة، بينما كاتيا تريد أن تصبح مصممة، لتصميم الأثاث”. بيد أن حياتهما سارت على نحو مختلف.

إقرأوا أيضاً:

السر يُكشف للعلن

حتى عام 2015، لم يُعرف أي شيء عن حياة ماريا وكاترينا المهنية أو حياتهما الشخصية. بل وحتى الناس عموماً لم يعرفوا كيف يبدو شكليهما. ولفترة طويلة، كانت الصحف الصفر تعتقد خطأً أن هذه المرأة الشابة في هذه الصورة القديمة هي إحدى بنات بوتين.

فقد ظلت حياة بوتين الأسرية دائماً محاطة بغطاء من السرية، كما قال المتحدث بيسكوف عام 2013، “في حين تكثر الشائعات. لكننا لا نصرح على الإطلاق بأي شيء عن أسرة فلاديمير بوتين، ولن نفعل ذلك أبداً”. ولكن من الصعب التعتيم التام على حياة اثنين من البالغين، لا سيما إذا كانا مشتركين في مشاريع حكومية تُقدر بمليارات الدولارات.

في كانون الثاني/ يناير 2015، نشرت وكالة “آر بي كا” الإعلامية الروسية تحقيقاً حول خطط لبناء مركز علمي في جامعة موسكو الحكومية التي تقع في جنوب غرب موسكو. وذكر التقرير كاترينا تيخونوفا، بوصفها رئيسة مؤسسة “إنوبراكتيكا” (Innopraktika) القائمة على تنفيذ المشروع، دون الإشارة إلى أي صلة لها ببوتين.

وفي اليوم التالي، ذكرت وكالة “رويترز” و”بلومبيرغ” أنها ابنة الرئيس بوتين الصغرى.

قال بيسكوف آنذاك إنه لا يعرف أي شخص يُدعى تيخونوفا، وإنه ليس معنياً إلا بشؤون الرئيس فقط. وقد زاد ذلك من الاهتمام بمعرفة هوية تيخونوفا، وفي أواخر عام 2015، علمت “رويترز” المزيد من التفاصيل عنها. وذكرت الوكالة أن تيخونوفا تهوى ممارسة رقص “الروك أند رول الأكروباتي”، وحصلت على المركز الخامس في بطولة في سويسرا عام 2013.

وفي العام ذاته تزوجت من كيريل شامالوف، نجل نيكولاي شمالوف، صديق بوتين منذ أمد بعيد. وبناءً على طلب “رويترز”، قدر المحللون الماليون أن ثروة الزوجين بلغت ملياري دولار عام 2015.

وقد جاء الجزء الأكبر من هذه الثروة من حصة شامالوف في أكبر شركة للبتروكيماويات في روسيا، وهي شركة “سيبور”. فقد امتلك ما يقرب من 21 في المئة من أسهمها، وحصل على أول 3.8 في المئة من الأسهم مقابل 100 دولار للسهم فقط، بحسب موقع iStories الروسي الاستقصائي، أحد شركاء “مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”. وانفصل تيخونوفا وشمالوف لاحقاً، وباع شامالوف جزءاً كبيراً من حصته في شركة “سيبور”، وتخلى عن منصبه في مجلس إدارة الشركة في نهاية العام الماضي.

ذكرت وكالة “رويترز” أيضاً أن ابنة بوتين الثانية، ماريا، تحمل اسم عائلة أجنبي، فاسين، من زوجها الهولندي يوريت فاسين. وليس معروفاً متى تزوجا، ولكن بحلول عام 2007، تم تعيين فاسين مديراً لبنك “غازبروم بنك” المملوك للدولة، وأصبح لاحقاً نائب رئيس شركة “ستروي ترانس غاز”، وهي واحدة من أكبر الشركات المتعاقدة مع شركة الغاز العملاقة التابعة للدولة “غازبروم”.

عام 2011، تعرض فاسين للضرب في موسكو من قبل الحراس الشخصيين لمصرفي يدعى ماتفي أورين بسبب عدم سماح سيارة فاسين بمرور موكب أورين. وانتهى الأمر بأن أصبح ذلك مسألة مكلفة للغاية بالنسبة إلى أورين. فعلى الفور تقريباً، أوقف رئيس قسم شرطة موسكو، فلاديمير كولوكولتسيف، موكبه شخصياً، على مقربة من الكرملين. وحُكم على أورين وحراسه أولاً بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة الشغب، ثم حُكم على أورين بالسجن 7 سنوات ونص السنة، بتهمة الاحتيال. وفي المقابل، مُنح كولوكولتسيف منصب وزير الداخلية.

بحسب وسائل إعلام، كانت علاقة فاسين بابنة الرئيس هي التي أوضحت سبب دفع أورين ثمناً باهظاً لضرب مواطن أجنبي. وحقيقة أن ماريا فاسين لديها أيضاً لقب آخر، هو فورونتسوفا، ذكرتها مجلة “ذا نيو تايمز” في أوائل عام 2016. وفي حين لم يتضح مصدر هذا اللقب، فقد ذكرت الصحيفة أن فورونتسوفا- فاسين تعيش في منزل راقٍ في وسط موسكو يطل على السفارة الأميركية، ونشرت صوراً لها التقطت في هولندا، وإيطاليا، واليابان.

كتبت مجلة “ذا نيو تايمز”، “إذا كنت تصدق الإنترنت، فإن ماريا فورونتسوفا- فاسين لديها دائرة معارف واسعة للغاية ومتنوعة، مما يشير إلى أن ماريا وأصدقائها لا يولون اهتماماً لدعاية الدولة حول “أوروبا المثلية”، أو “الفاشيين الأوكرانيين”، أو الأعداء من حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.

لدى فورونتسوفا وفاسين ابن يبلغ من العمر الآن 8 أو 9 سنوات. ومؤخراً، تمكنت الصحيفة الهولندية ” اتبع المال” (Follow the Money) من التحدث إلى فاسين، الذي قال إنه ليس له أي علاقة بماريا.

وقد كشف تحقيق مشترك جديد أجراه موقع “ميدوزا” الإخباري و “كرنت تايم” أن فورونتسوفا لديها زوج جديد يدعى يفغيني ناغورني. ومثل فاسين، لم يضفي الطابع الرسمي على علاقته مع ابنة الرئيس ويعيش معها في زواج مدني. وذكر التحقيق أن ناغورني وماريا لديهما أيضاً طفل. ومن المرجح أن بوتين كان يتحدث عنه عام 2017 عندما قال إنه رزق بحفيد ثانٍ.

عالمتان ناجحتان ومديرتان ومستثمرتان

تبدو حياة ماريا وكاترينا المهنية متشابهة. إذ إن لدى كل واحدة شهادة دكتوراه وتتشاركان في مشاريع واسعة النطاق تدعمها الحكومة.

وفقاً لما ذكرته خدمة “بي بي سي” الناطقة باللغة الروسية، تخرجت فورونتسوفا من كلية الطب بجامعة موسكو الحكومية في عام 2011 بشهادة في الطب. وحتى عام 2014، عملت طبيبة مقيمة في مركز أبحاث الغدد الصماء للأطفال تحت إشراف وزارة الصحة. وأتمت دراساتها العليا في المعهد ذاته، ولاحقاً ناقشت أطروحة حول التَّقزُم بعنوان “علاج الأطفال المصابين بالقَزامة النخامية باستخدام مستحضرات هرمون النمو: الجوانب الطبية والاقتصادية”.

وعام 2019، ذكرت بعض التقارير أن ماريا تدير شركة طبية تدعى “نوميكو” وتشارك في مشروع استثماري ضخم للرعاية الصحية: إنشاء مجمع طبي متعدد التخصصات بقيمة 40 مليار روبل (615 مليون دولار أميركي). وباعتبارها متخصصة في الغدد الصماء، غالباً ما تظهر ماريا في كثير من الأحيان في الأخبار على التلفزيون الحكومي. وهي مهتمة أيضاً بعلم الوراثة وتشرف على مشروع آخر في هذا المجال تبلغ قيمته مليارات من الدولارات.

درست شقيقتها الصغرى، كاترينا، في جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية وجامعة موسكو الحكومية، وعام 2019 ناقشت أطروحة الدكتوراه في هذه الجامعة، متخصصة في دراسة الجهاز الدهليزي. وكان فيكتور سادوفنيتشي، رئيس الجامعة، أحد المشرفين العلميين لتيخونوفا.

منذ عام 2013، ترأست تيخونوفا مؤسسة “إنوبراكتيكا”، وهي شركة تدعم العلماء الشباب. وقد أشرفت تيخونوفا، بوصفها مديرة المؤسسة، على مشروع توسع جامعة موسكو الحكومية، الذي يُعرف باسم “وادي جامعة موسكو الحكومية” (في إشارة إلى وادي السيليكون). وقد قدرت تكلفته بنحو 120 مليار روبل (1.8 مليار دولار أميركي). ومن المعروف أيضاً أن مؤسسة “إنوبراكتيكا” جنت مئات الملايين من الروبلات من العقود مع الشركات الحكومية.

وقال بوتين في مقابلة مع المخرج السينمائي الأميركي أوليفر ستون عام 2017، إنه فخور بابنتيه. مضيفاً “أنهما ليسا منخرطتين في عالم السياسة، ولا أي أعمال كبيرة. بل تركزان على العلوم والتعليم”.

عائلات غير رسمية

ربما يكون لدى بوتين أطفال آخرون. فعام 2019، ذكرت صحف صفر أن لاعبة الجمباز السابقة والبطلة الأولمبية، ألينا كاباييفا، أنجبت توأماً في موسكو. وهوية والدهم غير معروفة. ولكن عام 2008، نشرت صحيفة “موسكوفسكي كورينسونت” تقريراً حول الزواج الوشيك بين بوتين وكاباييفا. وبعد أيام، أغلقت الصحيفة.

وعام 2013، أعلن بوتن رسمياً طلاقه من زوجته لودميلا. ولكن من غير المعروف ما إذا كان لروسيا سيدة أولى جديدة منذ ذلك الحين. ولم تجر كاباييفا أي مقابلات، ونادراً ما تظهر في المناسبات الاجتماعية. ومنذ عام 2014، تولت رئاسة مجلس إدارة “مجموعة الإعلام الوطنية”، التي تضم القناة الأولى، وهي إحدى القنوات الرئيسية للدعاية للكرملين.

في حين يُعرف الكثير عن سفيتلانا كريفونوغيخ وابنتها إليزافيتا، اللتين نشر عنهما الموقع الإخباري الروسي “ذا بروجيكت” (The Project) تقريراً عام 2020. وبحسب التقرير، تمتلك كريفونوغيخ عقارات سكنية بقيمة 1.1 مليار روبل (15 مليون دولار أميركي) في وقت النشر. ومن بين جيرانها أصدقاء بوتين الذين يمارسون معه رياضة الجودو، فاسيلي شيستاكوف وأركادي روتنبرغ، فضلاً عن مساعدي الرئيس في جمعية “أوزيرو داشا التعاونية”، يوري كوفالتشوك، وسيرجي فورسينكو، ونيكولاي شامالوف.

وتمتلك كريفونوغيخ نسبة 2.8 في المئة من “بنك روسيا” (Bank Rossiya)، الذي يسيطر عليه كوفالتشوك. وهي أيضاً مالكة مشاركة في منتجع التزلج الواقع بالقرب من سانت بطرسبرغ حيث تزوجت كاترينا تيخونوفا من كيريل شامالوف عام 2013.

قال اثنان من معارفها لصحيفة “ذا بروجيكت” إن كريفونوغيخ وبوتين كانا على علاقة وثيقة، ولكن هذه العلاقة الرومانسية انتهت بحلول عام 2010 وفقاً لبعض التقارير.

ولدت إليزافيتا ابنة كريفونوغيخ عام 2003. ولا تشير الوثائق التي اطلعت عليها “ذا بروجيكت” إلى هوية والد إليزافيتا. ولا يُعرف سوى لقب العائلة، وهو فلاديميروفنا. ولا شك في أن مظهرها يشبه بوتين إلى حد مذهل. ولكن ليس هناك تأكيد رسمي على أنها ابنة الرئيس.

هذا المقال مترجم عن OCCRP ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي

إقرأوا أيضاً: