fbpx

إيران تضرب الكرد في الداخل والخارج: صواريخ باليستية انتقاماً من مهسا أميني

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تحاول الحكومة الإيرانية الضغط على الكرد في الداخل بسبب خوفها من التمرد الكردي لأنه يختلف عن تمرد باقي المكونات في إيران.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يختبئ عدد من تلاميذ المدارس تحت صخرة كبيرة في منطقة كويسنجق الكردية العراقية إذ يتملكهم الرعب، خوفاً من القصف الإيراني على مواقع عسكرية تابعة للمعارضة الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق، لم يوفّر المدنيين.

بعدما ولدت طفلها حياً، فارقت ريحانة كنعاني الحياة في المستشفى، وذلك بعد إصابتها في القصف الإيراني.

يقول زوجها زنيار رحماني وهو مصاب أيضاً بجروح، إن زوجته توفيت جراء القصف ولكن طفله بقي على قيد الحياة وهو يعاني من مشكلات صحية، حيث أن :قلب الطفل يعمل ولكن دماغه توقف ولا أعلم ماذا أفعل؟”.

يتحدث رحماني بنبرة مليئة بالحزن، سميت الطفل وانيار وهو اسم اختارته والدته عندما كانت في شهرها الخامس من الحمل.

 منذ أيام قليلة، بدأ الحرس الثوري الإيراني استهداف مواقع الأحزاب الكردية بشكل متوالٍ، بموازاة الاحتجاجات الداخلية داخل إيران، بسبب مقتل الصبية الإيرانية الكردية مهسا اميني، بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق، بسبب “عدم ارتدائها الحجاب بالشكل اللائق”، وفق بيان الشرطة الإيرانية. 

وتتهم طهران الأحزاب الكردية الإيرانية بالعمل على تأجيج الاحتجاجات في الداخل الإيراني وخاصة في المناطق الكردية في الداخل الإيراني، وهذا دفع بها إلى استهداف مواقعهم في إقليم كردستان العراق. وقد أعلن قائد القوات البرية الإيرانية كيومرث حيدري أنه “تم اطلاق 73 صاروخاً باليستياً على قوات ارهابية كردية شمال العراق”. كما استهدف قصف إيراني بطائرة مسيرة وصواريخ مناطق أخرى في الإقليم أوقعت 18 قتيلاً و62 جريحاً بحسب وزارة الصحة في حكومة كردستان.

وأعلنت قاعدة “الحمزة” التابعة للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني، التي تتخذ من أورمية مقراً لها، أنها استخدمت صواريخ من طراز 360 وطائرات مسيّرة مفخخة لضرب مقرات أحزاب كردستان إيران في الإقليم العراقي.

 وقال الحرس الثوري في بيان: “بدأت منذ صباح اليوم مرحلة جديدة من عملياتنا العسكرية ضد مراكز التنظيمات الإرهابية في كردستان العراق”.

 وأضاف: “تم استخدام الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة الهجومية الانتحارية وتم توجيه ضربات مدمرة”، مؤكداً “استمرار العمليات بقوة إذا لم يتم إبعاد التهديد وإزالة التنظيمات الإرهابية والتزام سلطات كردستان بتعهداتها”.

ردود الفعل

في ردود الفعل على التصعيد الإيراني، أعلنت الخارجية العراقية عن استدعاء السفير الإيراني في بغداد بشكل عاجل لتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة.

 ووصف مكتب زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي مسعود بارزاني الهجمات الإيرانية على مقرات أحزاب كوردستان إيران داخل أراضي الإقليم، بأنها “جريمة”، مطالباً بالوقف الفوري لهذه الهجمات، وأن لا يتخذ إقليم كردستان ساحة لحل المشاكل والصراعات الداخلية في دول الجوار. 

 حكومة إقليم كردستان قالت في بيان إن “قصف مقرات المعارضة بالصواريخ من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتحت أي ذريعة كانت، هو تصرف غير صحيح وتحريف لمسار الأحداث ومحل استغراب”.

 وذكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق، في تغريدة لها على منصة التواصل “تويتر” أن “حكومة إقليم كوردستان ترفض فكرة أنه تمكن معاملتها على أنها الفناء الخلفي للمنطقة حيث ينتهك الجيران بشكل روتيني، ودون عقاب، سيادتها”.

وأشارت إلى ان “الدبلوماسية الصاروخية عمل طائش له عواقب وخيمة”، داعية الى “وجوب أن تتوقف هذه الهجمات على الفور”.

ما علاقة الاحتجاجات الإيرانية بالقصف؟ 

دعا الحرس الثوري الإيراني في بيان نشره الإثنين الماضي، سكان إقليم كردستان العراق إلى عدم الاقتراب من مقرات ومراكز هذه المجموعات، والابتعاد عن أمكان استقرارها، مضيفا أن هذه الهجمات تهدف إلى ضمان الأمن الحدودي وتأديب من وصفهم بأنهم “إرهابيين”، فضلا عن تأكيده أن هذه الهجمات أيضا ترمي إلى “جعل سلطات الإقليم تتحمل مسؤولياتها تجاه المقررات الدولية والقانونية”، بحسب البيان. والجبهة هذه كانت هادئة طوال سنين، لكن تحركة فجأة بعد مقتل مهسا أميني وانطلاق تظاهرات غاضبة في الداخل الإيراني ضد النظام.

الباحث في الشأن السياسي شاهو القره داغي يتحدث عن اتهامات إيرانية مباشرة للأحزاب الكردية المعارضة والمتواجدة في إقليم كردستان العراق بأنها تعمل على تحريك الشارع الكردي في المناطق الكردية في إيران وبالتالي هددت باستهداف مقرات هذه الجماعات. وأوصلت إيران تحذيرات مباشرة إلى حكومة إقليم كردستان بأن عليها أن تقوم بالتعامل مع هذه المقرات وطرد هذه الفصائل وإلّا ستتدخل بصورة مباشرة.

 والقصف الإيراني العنيف بحسب القره داغي، يعبّر عن وجود قلق إيراني جدّي وشعور بأن هذه الاطراف تستهدف الداخل الإيراني انطلاقا من إقليم كردستان العراق، وهناك زاوية أخرى، تتمثل في أن إيران تستغل ما يجري في الداخل لتصفية حساباتها مع المعارضة الخارجية، و”تشكل ضغطاً على حكومة الإقليم الكردي في العراق”، ويصف قره داغي السلوك الإيراني بأنه “انتقامي”، و”هروب إلى الأمام من خلال تصوير الحراك الاحتجاجي الحالي في إيران على أنه مؤامرة، وربطها بنشاطات عسكرية مزعومة تجري على الحدود وهي بذلك تريد إطفاء نيران الداخل من خلال إشعال النيران في الخارج”.

 وتحاول الحكومة الإيرانية الضغط على الكرد في الداخل بسبب خوفها من التمرد الكردي لأنه يختلف عن تمرد باقي المكونات في إيران مثل البلوش والاذر والاحواز نظرا لامتلاك الكرد السلاح وهذا ما يجعل إيران تعمل على القضاء على المعارضة الكردية الإيرانية وتضعه في سلّم أولوياتها.

ويرى محمد زنكنة وهو محلل سياسي من مدينة أربيل بأن القصف الإيراني رسالة موجهة إلى كردستان والعراق بأننا لن نسمح لكما أن تنعما بالهدوء طالما أن الأوضاع لدينا غير مستقرة. 

 وينوه زنكنة إلى أن إيران تبحث عن تصدير الأزمات وتريد أن لا تبقى المنطقة سالمة بعيدة عن الحروب وتريد أن تسيطر على كل مجريات هذه المنطقة في حين أنها بينت واثبتت ضعفها لان سليماني لم يعد موجودا وقاآني وكوثرائي لا يستطيعان تلبية رغبات إيران الخارجية في السيطرة على جيرانها، ويعتبر ان النظام الإيراني دخل في مرحلة الخطر على وجوده، خصوصاً مع التحولات والصراعات التي يعيشها العالم.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.