fbpx

السلاح لطالما أنجب رؤساء لبنان فمن ينجب بعد ميشال عون؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا يزال “حزب الله” الناخب الأكبر لبنانياً، فيما القياس على الجلسات النيابية السابقة يضعنا على الأرجح أمام استعصاء رئاسي قد يطول إذا لم تفككه التسوية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في آخر عهده، وعلى خلفية التظاهرات التي قامت ضده، وضد شقيقه (السلطان) سليم، طلب رئيس الجمهورية الأسبق بشارة الخوري من اللواء فؤاد شهاب أن يتولى الجيش قمع تلك “الفوضى”. شهاب وبصفته قائداً للجيش في حينه، رفض الطلب، وعلّل الأمر بأن قمع التظاهر ليس من مسؤولية الجيش. تعقيب الرئيس على رفض قائد الجيش، أحال موقع قيادة الجيش لاحقاً إلى طموح غالبية من يشغلونه إلى تولّي رئاسة الجمهورية.

   عقَّب الرئيس بشارة الخوري في حينه بالقول “جيش لا بيقاتل إسرائيل(مع أنه قاتلها)، ولا بيقمع الفوضى، ولا بيلاحق “الدنادشة” (نسبة إلى عشيرة دندش البقاعية)، دخلك هالجيش شو بيعمل؟” .

       أعقب ما قاله بشارة الخوري استقالته. لكن السؤال الذي طرحه رئيس الجمهورية، وبعد ست سنوات من تلك الاستقالة، ومع رئاسة فؤاد شهاب ، سيحول الرئاسة إلى طموح عند أكثر من قائد لهذا الجيش.

  “دخلك هالجيش شو بيعمل؟”عبارة تشي على الأرجح بجواب يمكن أن يكون تهكمياً، ويمكن أيضاً أن يفضي بالطموح أعلاه إلى واقع، “بيصير قائده رئيس للجمهورية”. 

  في العام 1969، كان اتفاق القاهرة بين منظمة التحرير الفلسطينية وقائد الجيش اللبناني إميل البستاني، ينطوي من خارج بنوده على طموح الأخير إلى تولّي رئاسة الجمهورية. الاتفاق الذي منح العمل العسكري الفلسطيني من لبنان ضد إسرائيل شرعية كانت ملتبسة، حتى ولو كان متنها قضية العرب الأولى (مصطلح ذلك الزمن)، كان ورقة اعتماد رئاسية قدمها البستاني في زمن المدّ الناصري. وكان الرئيس المصري جمال عبد الناصر المؤثر الأكبر في طموح المسترئسين. 

  بمعنى آخر، كان اتفاق القاهرة عام 1969 فاتحةً لتلازم الطموح الرئاسي مع تشريع سلاح من خارج الشرعية. لكن الطموح الخفر الذي باشره البستاني مع السلاح الفلسطيني، سيتحول مع الوصاية السورية، إلى طموح معلن باشره إميل لحود مع  سلاح “حزب الله” الذي اقتبس من  التجربة الفلسطينية الآنفة الذكر أغلب مسوغاتها. إنه باختصار تسييل “الخاص” بعنوان تفضي معارضته إلى الأبلسة.

  من إميل لحود، إلى ميشال سليمان، ثم ميشال عون وبمفعول رجعي، ثلاثة قادة للجيش آلت إليهم رئاسة الجمهورية. ويُتداول راهناً باسم قائد الجيش الحالي جوزيف عون كأحد أبرز المرشحين لها.

    “الرئيس المقاوم” هو الوسم الذي يسبق اسم إميل لحود في أدبيات “حزب الله” حيث أُنجز تحرير الجنوب في عهده. ووسم كهذا هو بالضرورة معطى، في نظر الحزب، عن التماهي التام بين “المقاومة” والجيش حين كان لحود قائده، ثم كقائد أعلى للقوات المسلحة من موقعه الرئاسي. و”حزب الله” يحفظ للحود ذلك التماهي حين يستحضره كرئيس “أرشيفي” في ذكرى التحرير.

    ميشال عون هو ” الجبل”. الوسم الذي أطلقه امين عام “حزب الله” على عون، هو معطى آخر عن نظرة الحزب إلى الرئيس وموقعه من “المقاومة”. وحده ميشال سليمان خرج من مولد الأوسام بلا وسم. صاحب عبارة “الثلاثية الخشبية”، أي الجيش والشعب والمقاومة، كان حظَّه من “حزب الله” الهجاء. “الرئيس الخشبي” هو معطى عن التباين بين رئيس الجمهورية و”حزب الله”.

   لا يزال “حزب الله” الناخب الأكبر لبنانياً، فيما القياس على الجلسات النيابية السابقة يضعنا على الأرجح أمام استعصاء رئاسي قد يطول إذا لم تفككه التسوية.

 في خطابه قبل الأخير، ألمح أمين عام “حزب الله” إلى سمة من سمات رئيس الجمهورية المقبل، “لا نريد رئيس تحدِّ” قال نصرالله. السمة تنطبق لا شك على قائد الجيش جوزيف عون، لكن بلا مبالغة، خصوصاً أن الأخير هو من فرض الفكرة- السمة على عقل نصرالله.

 ليس في العلاقة بين قائد الجيش و”حزب الله” ما يشي أنها امتداد لما كانت عليه في العهد الآفل لميشال عون، والغابر لإميل لحود. أو هي تصادمية كما انتهت في عهد ميشال سليمان. لكن التمدد أكثر في التلازم بين قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، ينتهي بجوزيف عون ( على افتراض أن الرئاسة آلت إليه) إلى اختبار حقيقي عما ينتظره  في علاقته بـ”حزب الله. “رئيس مقاوم”، أو”جبل”، أو “خشبي”، أو صاحب وسم آخر تفرضه هذه المرة حقيقة أن قائد الجيش هو الشخصية التي تتقاطع عندها تسوية أمريكية -سعودية -إيرانية.  

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.