fbpx

حوار “فضائي” بين الأسد وبوتين: “ماذا ترى وأنت على هذا الارتفاع الكبير عن الأرض؟”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

متابعة لقاء الأسد وبوتين عبر تقنية الفيديو يُعيد إلى الذاكرة الحوار بين حافظ الأسد ورائد الفضاء السوري محمد فارس… كان ينقص أن يسأل بوتين الأسد: “ماذا ترى وأنت على هذا الارتفاع الكبير عن الأرض؟”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]
  • أيها المقدّم محمد، أنا الرئيس حافظ الأسد.
  • احترامي سيدي الرئيس، إني أسمعكم جيداً، وأنا مسرور جداً بهذا اللقاء.

يعود إلى الذاكرة هذا الحوار بين الرئيس السوري حافظ الأسد ورائد الفضاء السوري محمد فارس، مع متابعة لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع “نظيره” الروسي فلاديمير بوتين عبر تقنية الفيديو. المشهد شبيه جداً. لكن المضمون يختلف، ولو أن المقارنة مغرية في قراءة نبرة التعاطي الروسي مع القيادة السورية ووصايتها عليها. اتصال الفيديو بين فارس وحافظ الأسد كان لمناسبة رحلة سوفياتية إلى الفضاء عام 1987، شارك فيها رائد الفضاء السوري، وأجرى اتصالاً متلفزاً مع رئيسه من الفضاء، يسأله الأسد خلاله: “ماذا ترى وأنت على هذا الارتفاع الكبير عن الأرض؟”. فيجيبه فارس كما لو أنه يكتب موضوع إنشاء لصف ابتدائي في المدرسة: “أرى بلدي الحبيب، أراه رائعاً جميلاً كما هو في الحقيقة، إنني أرى سواحله الجميلة الرائعة، إني أرى جباله الخضراء الجميلة، أرى سهوله، أرى جبل الشيخ شامخاً وجولاننا الحبيب، إني أرى كل بقعة فيه رائعة جميلة”.

https://www.youtube.com/watch?v=NdJGNUjgr_I&feature=youtu.be

في فيديو بشار الأسد وبوتين، يبدو الحوار شبيهاً. وكأنه تخيلات من الفضاء الخارجي. يقول بوتين في الاتصال إن “بؤرة الإرهاب الدولي في سوريا تم القضاء عليها عملياً”، مشيراً إلى إمكان العودة الجماعية للاجئين إلى البلاد”. يقول ذلك، للشخص الأول المسؤول عن تهجير ملايين السوريين، متجاوزاً عذابات آلاف السوريين وتضحياتهم، بل قل الملايين، بسبب آلة القتل والتهجير والتعذيب والإرهاب التي استخدمها نظام الأسد على مدى سنوات لقمع الانتفاضة السورية بسبب تعنّته وتمسّكه بالأبد منهجاً بعثياً، وتكامل دوره مع دور المجموعات الإرهابية المسلحة، من “داعش” و”النصرة” وسواهما، مع تدخلات من دول عربية ودولية، في تحويل سوريا إلى بؤرة حرب عالمية. من الفضاء الخارجي يخرج بوتين ليعلن بعد نحو 10 عشر سنوات على الحرب، أن “اللاجئين الشباب يمكن أن يشكلوا تهديداً للدول المضيفة من خلال الوقوع تحت تأثير المتطرفين”، وأن “هناك أكثر من 6.5 مليون لاجئ خارج سوريا معظمهم مواطنون قادرون على العمل في إعادة إعمار سوريا”. هؤلاء الشباب في معظمهم مطلوبون لأجهزة الأمن السورية، ويخشون العودة حتى لا يعتقلوا أو يقتلوا أو يعذّبوا، يريدهم بوتين أن يعودوا من “رحلتهم الفضائية” إلى الأرض.

صورة من لقاء بشار الأسد وفلاديمير بوتين الافتراضي.

أما الأسد، الذي يكاد يكون حاله كحال محمد فارس، حاضر في المقصورة الفضائية، كمشاهد، يتأمل من بعيد “المناظر الجميلة”، منفصلاً عن الواقع، وغارقاً في متلازمة الإنكار، فيؤكد لبوتين عبر الفيديو أن “المشكلة في سوريا هي الحصار الغربي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأميركية والذي يشكل عقبة كبيرة في وجه عودة اللاجئين”. ويتابع الأسد، كما لو أنه يكتب موضوع إنشاء لصف ابتدائي، إن “عودة اللاجئين بالنسبة إلى سوريا هي أولوية والحكومة السورية ليست مستعدة وحسب، بل متحمسة لذلك”. كان يمكن أن يضيف، كما فعل محمد فارس، إن السواحل جميلة رائعة والجبال خضراء وجبل الشيخ شامخ والجولان الحبيب رائع. كل شيء على ما يرام، لولا العقوبات الأميركية، التي تمنع اللاجئين من العودة، وتقوّض الجهود “الفضائية” السورية- الروسية والإيرانية لاكتشاف “حياة” على الكواكب السورية التي أفرغتها مخلوقات فضائية إرهابية بالبراميل المتفجّرة من سكانها.

كان ينقص الفيديو، أن يسأل بوتين الأسد: “ماذا ترى وأنت على هذا الارتفاع الكبير عن الأرض؟”.