fbpx

لماذا لا يتخذ مزيد من الرجال أسماء عائلات زوجاتهم؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يواجه كثر من المُقبلين على الزواج من ذوي الميول التقدمية (التحررية) مشكلة اختيار اسم/ لقب العائلة بعد إتمام الزواج. ويحاول بعض الأزواج التحايل على هذه الإشكالية

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يواجه كثر من المُقبلين على الزواج من ذوي الميول التقدمية (التحررية) مشكلة اختيار اسم/ لقب العائلة بعد إتمام الزواج.

ويحاول بعض الأزواج التحايل على هذه الإشكالية. على سبيل المثال، يمكن أن يصبح اسم عائلتَي سميثز وتايلورز، سميث تايلورز أو تايلوز سميث أو سميلورز (مزيج من الاسمين)، لمن يرغب في حل أكثر إبداعاً وإن كان هذا الحل لا يمثل- دائماً- خياراً جيداً وعادلاً. ففي حين يختار الزوجان، في كثير من الحالات، اتخاذ المرأة (الزوجة) اسم عائلة زوجها، يتعذر تطبيق الأمر ذاته في حالات الزواج بين المثليين.

وتظل خيارات الأزواج– باستثناء المثليين على الأقل- كما هي، حتى بعد أجيال من التقدم الذي أحرزه الفكر النسوي، فالمرأة لا تزال تتبع اسم عائلة زوجها.

ووفقاً لدراسة أميركية عام 2011، قال 72% من المشاركين الراشدين، إنه على المرأة التخلي عن اسم عائلتها عند الزواج، فيما أكد نصف هؤلاء المشاركين ضرورة اعتبار هذه المسألة شرطاً قانونياً للزواج وليس مجرد خيار.

ففي بعض الولايات الأميريكية حتى منتصف سبعينات القرن الماضي، لم يكن يحق للمرأة المتزوجة التصويت إذا استخدمت اسم عائلتها.

في المُقابل، يعد اتخاذ رجل اسم عائلة زوجته أمراً نادر الحدوث، فوفقاً لدراسة حديثة أُجريت على 877 زوجاً، فإن أقل من 3 ٪ اتخذوا أسماء عائلات زوجاتهم.

تؤكد بيكا لامب، المساعدة الإدارية، البالغة من العمر 23 عاماً، المُقيمة في العاصمة واشنطن، رفضها، في بادئ الأمر، لطلب خطيبها إيفري باتخاذ اسم عائلتها بعد الزواج. وتقول، “شعرت بالصدمة، فلطالما توقعت اتخاذي اسم عائلة زوجي، ولم أكن أرغب في فعل أي شيء خارج عن المألوف”.

ولم تكن، دوماً، فكرة اتباع الرجل اسم عائلة زوجته أمراً صادماً في الثقافات الغريبة، إذ تقول ستيفاني كونتز- أستاذة علم تاريخ الزيجات والتطور الأُسري في جامعة إيفرغرين- إن فترة العصور الوسطى في إنجلترا، شهدت اتخاذ بعض الرجال -الذين تزوجوا من نساء ينتمين إلى عائلات مرموقة أكثر ثراءً- أسماء عائلات زوجاتهم.

وتوضح كونتز أن “الطبقة الاجتماعية كانت أكثر ثقلاً من النوع” في كثير من “المجتمعات الهرمية (ذات تسلسل هرمي) مرموقة المكانة” في إنجلترا وفرنسا، خلال الفترة من القرن الثاني عشر حتى القرن الخامس عشر. وكان شائعاً بين الأسر الإنجليزية الراقية آنذاك إضافة أسماء قصورهم وقلاعهم إلى أسمائهم.

وتقول لي كونتز إنه في حال اقتران اسم الزوجة، بوجه خاص، بقلعة عظيمة الشأن، يرغب زوجها في الاستفادة من اسم هذه القلعة، مشيرة إلى أن “الرجال حلموا بالزواج من أميرة، وإن الأمر لم يكن مقتصراً على حلم النساء بالزواج من أمير”.

يرى براين باول، أستاذ دراسات التاريخ الأسري والنوع الاجتماعي، في جامعة إنديانا بلومنغتون الأميركية -الذي درس الاتجاهات إزاء تغييرات الأسماء في إطار الزواج- أن كثراً من الرجال في أميركا، حالياً، يتملكهم التوجس ذاته إزاء التنازل عن أسمائهم عند الزواج؛ قلقاً من ظهورهم بمظهر ينتقص من رجولتهم، ويبدو أنهم، على الأرجح، محقون في ذلك.

ففي دراسة وشيكة الصدور، لكريستين كيلي، الباحثة في مرحلة الدكتوراه والمساعدة لباول، قدمت أشخاصاً لمجموعة افتراضية من الأزواج الذين اختاروا نهجاً مختلفاً في ما يتعلق بأسمائهم الأخيرة (أسماء عائلاتهم)، بعد الزواج، وقيمت ردود أفعال أولئك الأشخاص.

ووجدت أن المرأة التي تحتفظ باسم عائلاتها قبل الزواج أو تختار اسماً مشتركاً يجمع بين اسمي عائلتي الزوجين، تُغير كيفية نظرة الآخرين إلى علاقتها (مع زوجها). ويقول باول: “يزيد ذلك من احتمالية اعتقاد الآخرين أن الرجل أقل سيطرة- الأضعف- داخل الأسرة، إذ إن أي خيار غير تقليدي للاسم بعد الزواج، يقلل من شأن الرجل”. ويوضح باول أيضاً، أن الوصمة الاجتماعية التي قد يعاني منها الزوج لتغيير اسمه الأخير (اسم عائلته) من المرجح أن تكون أكبر.

وبالطبع، فإن حل اتخاذ الرجل اسم عائلة زوجته يعد أمراً معيباً، مثل اختيار اسم مشترك يجمع بين اسمي عائلتي الزوجين، لتصبح شهرتهما (لقب العائلة) خليطاً غير متجانس. فعلى رغم احتمالية تحول اتفاقية النوع الاجتماعي رأساً على عقب- وهي ميزة لبعض الأزواج-، فإن تخلي أحد الزوجين عن اسمه، يفقده، بصورة ما، جزءاً من الشخص الذي كان عليه قبل الزواج، كما يأتي ذلك مع تحديات أخرى:

نظراً إلى أن عدداً قليلاً جداً من الرجال يختارون تغيير أسمائهم، فإن الأزواج الذين يتجهون إلى هذا الخيار غير التقليدي يدركون تماماً أنهم يخرجون عن المألوف (يلفتون النظر إليهم) ويثيرون تساؤلات، طالما يمكن أي شخص تذكر أسمائهم قبل الزواج.

تخبرني لامب، بأنه لا مجال لاتخاذ زوجها “بشكل عرضي” اسمها الأخير؛ فالأمر يُمثل مشكلة كبيرة، مهما حاولت جاهدة التقليل من أهمية ذلك. وتقول: “لم أشأ أن يصبح زواجي بياناً سياسياً”.

ونظراً إلى تفكيرها بهذه الطريقة، قالت لامب، إنها تفضل أن تحافظ على  المعايير الاجتماعية المتفق عليها، التي شعرت إنها عالقة بداخلها، فالرجال لا يتبعون الاسم الأخير لزوجاتهم، وفق ما أخبرني إيفري زوج بيكا، لافتقارهم إلى مثال يحتذى به، من رجال آخرين أقدموا على فعل الأمر ذاته. ويقول: “عندما أخبرْنا أشخاصاً من داخل دائرة حياتنا أنني اتخذت اسم عائلة بيكا، قال بعضهم إنهم لم يكونوا يعلمون أنني أستطيع فعل ذلك”.  

يتعلق الأمر، بالنسبة إلى بعض الأزواج، بتفاصيل الخيارات المختلفة للأسماء المتاحة أمامهم، فعندما قرر ديفيد سلاسكي، اقتصادي يعمل في مدينة لورانس بولاية كنساس، وصديقته -آنذاك- الزواج، درسا بعناية ما يعنيه تغيير الاسم بالنسبة إليه ولزوجته المستقبلية.

ففي ذلك الوقت، كان ديفيد مستشاراً إدارياً على وشك الانتقال إلى الأوساط الأكاديمية، فيما كانت زوجته طالبة في مرحلة الدراسات العليا، تنشر الأبحاث الأكاديمية وتبني سمعة في المجال الذي اختارته. ويرى سكلاسكي، أن “اسمك هو علامتك التجارية، ومع مصادفة توقيت زواجي مع لحظة مهمة في مسيرتي المهنية، كان سيضرني حقاً أي تغيير في علامتي التجارية”.

ويلفت سلاسكي إلى أن هذه الطريقة في التفكير سهلت عليه الاختيار. وبالنسبة إلى جوناه غيلار، الذي اتخذ أيضاً اسم عائلة زوجته، وقع الاختيار على الإبقاء، بشكل مؤكد، على اسم عائلتي الزوجين معاً. فلقد كانت زوجته السابقة (التي طُلقت منذ ذلك الحين)، ديبي، آخر فرد في عائلة جيلار يحتمل أن  ترزق بأطفال، فيما كان جوناه الأول بين ثلاثة أشقاء.

ويقول: “اعتقدت أن أحدهم قد يقلق بشأن اسمنا الأخير، فالقرار جعلني أقرب إلى ديبي وبقية أفراد عائلتها”.

لم نكن وصلنا حتى إلى نهاية حديثنا عندما ذكر السبب الآخر وراء  تغيير اسمه، قائلاً بخجل، “كان اسمي الأخير  Falk وتنطقphallic ، ما يعني (العضو الذكري)”.

هذا المقال مترجم عن موقع the atlantic ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي

كريم شفيق - صحفي مصري | 26.04.2024

حملة “نور”: حرب “آيات الله” الجديدة على أجساد النساء

تتزامن الحرب على أجساد النساء مع إخفاقات سياسية عدة، محلية وإقليمية، لـ"آيات الله"، بداية من تأثيرات المعارضة السياسية على الانتخابات البرلمانية، والتي شهدت انحساراً شديداً، وتراجعاً لافتاً في مستوى إقبال الناخبين وتدنّي نسب المشاركة. فضلاً عن الهجوم المحدود والاستعراضي للرد الإيراني على اعتداءات إسرائيل على القنصلية، والهجوم الذي طاول قياداتها بين سوريا ولبنان.