fbpx

هآرتس: بوتين يترك الحرية لإسرائيل في التعامل مع إيران في سوريا

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تحرص موسكو على الحفاظ على تحقيق التوازن بين الجانبين- إذ تسمح ببقاء القوات الإيرانية في سوريا والسماح لإسرائيل بقصفها- طالما أن هدفها أي الحفاظ على نظام بشار الأسد لا يتعرض للخطر.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تحرص موسكو على الحفاظ على تحقيق التوازن بين الجانبين- إذ تسمح ببقاء القوات الإيرانية في سوريا والسماح لإسرائيل بقصفها- طالما أن هدفها أي الحفاظ على نظام بشار الأسد لا يتعرض للخطر.

لم تكن هذه المرة، مجرد زيارة من زيارات بنيامين نتانياهو الدورية للتشاور مع فلاديمير بوتين في واحدة من أفخم مساكن الرئيس الروسي. إضافة إلى الاجتماعات المغلقة، التي يُترجمها وزير حماية البيئة الناطق بالروسية زئيف إلكين وحضرها رؤساء المخابرات والجيش من كلا الجانبين، وقف الزعيمان جنباً إلى جنب تحت شمس الربيع في موسكو. في أحد التواريخ الأكثر أهمية في التقويم الروسي، 9 مايو/ أيار: عيد النصر، وكان نتانياهو ضيفاً شخصياً لبوتين في العرض العسكري السنوي الذي يحتفل بنهاية الحرب العالمية الثانية.

كان ذلك بمثابة تذكير قوي لكيفية قيام إسرائيل وروسيا ببناء علاقاتهما الاستراتيجية في السنوات الأخيرة، وتحقيق تحالف قوي إن لم يكن تحالفاً تاماً، ومستوى استثنائياً وغير مسبوق من التنسيق. وشهد أيضاً على التفاهمات الجيوسياسية التي يتقاسمها نتانياهو وبوتين.

عُرضت أحدث المنتجات الروسية العسكرية، بدءاً من الدبابة Uran-9 غير المأهولة، ومروراً بالمقاتلة Sukhoi Su-57 الشبح. إذ وقف نتانياهو بين بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، وشمل العرض أيضاً بطاريات متنقلة للصواريخ المضادة للطائرات. وبعد أقل من اثنتي عشرة ساعة، وبناءً على أوامر نتانياهو، دمر سلاح الجو الإسرائيلي على الأقل خمس بطاريات مضادة للطائرات روسية الصنع، يديرها نظام بشار الأسد في سوريا.

كان حضور نتانياهو في موكب عيد النصر والاجتماع مع بوتين مُدرجاً ضمن الأعمال قبل أسابيع. لم يكن من الممكن لأي منهما أن يعرف متى رُتب للزيارة لأول مرة، قبل ساعات قليلة فقط من موعد إقلاع نتانياهو إلى موسكو، أعلن دونالد ترامب أن الولايات المتحدة قد انسحبت من الصفقة النووية الإيرانية. لكن قبل صعوده إلى الطائرة، قال نتانياهو إنه “في ضوء ما يحدث الآن في سوريا، هناك حاجة لضمان التنسيق الأمني ​​المستمر بين الجيش الروسي والجيش الإسرائيلي”. قد يكون الأمر غير محتمل بعض الشيء لقول إن نتنياهو تأكد من أن إيران ستختار تلك الليلة بالضبط لإطلاق الصواريخ على المواقع الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، لكنها كانت بالفعل في الجو.

وإذا كان بوتين يريد أن يعطي إشارة إلى استيائه من الهجمات الإسرائيلية على القواعد الإيرانية في سوريا خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة، فيكاد يكون من المستحيل تخيل منح بوتين نتانياهو هذه الصورة من الترحيب بكبار الشخصيات في عيد النصر. لم يفعل بوتين كل شيء ليلعب دور المضيف وحسب، ولكن بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي المضاد، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه قبل أن تشن إسرائيل أكبر حملة قصف في سوريا منذ عام 1974، تم إخطار روسيا من خلال عملية تفادي التضارب التي نُظمت بين البلدين منذ أيلول/سبتمبر 2015.

على رغم شعور إسرائيل بالقلق من أن الكرملين قد يكون على وشك الحد من حرية العمليات الإسرائيلية في سماء سوريا من خلال تزويد نظام الأسد ببطاريات دفاع جوي جديدة، فإن هذا التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية أثبت مرة أخرى أن بوتين على استعداد للسماح لإسرائيل بأكبر حيز ممكن من الحرية داخل الأراضي السورية. ومنذ أن نشرت روسيا قواتها قبل نحو ثلاث سنوات في سوريا يؤكد مسؤولون روس ومصادر مقربة من تفكير بوتين أن آخر شيء يريده الرئيس الروسي هو الصدام مع إسرائيل. كما قال أحد الدبلوماسيين الروس المخضرمين في وقت سابق من هذا العام، “يعرف بوتين أن اللاعب الوحيد في المنطقة الذي يمكنه أن يهدد بشكل خطير إنجاز روسيا في سوريا بإنقاذ نظام الأسد، هي إسرائيل”. وفي رسائل عامة وخاصة متكررة ، قامت حكومة نتانياهو بالتوضيح لبوتين أنها لا تنوي تعريض حكم الأسد للخطر، ما دامت الأولوية الاستراتيجية لإسرائيل في منع الوجود العسكري الإيراني طويل الأمد في سوريا، متحققة.

لا يزال بوتين في الوقت الحالي في حاجة إلى إيران كحليف للنظام، لأنه لأسباب سياسية داخلية لا يريد المخاطرة بحياة الجنود الروس هناك. لا تواجه إيران مشكلة مماثلة، إذ جنّدت عشرات آلاف اللاجئين الأفغان الشيعة وأمّنت دخول “ميليشيات فاطميون” التي تقاتل إلى جانب الأسد في سوريا. لكن إسرائيل لم تستهدف أياً من هذه الميليشيات الشيعية على الأرض وركزت بدلاً من ذلك على الصواريخ والطائرات من دون طيار التي توفرها إيران. روسيا ليست في حاجة إلى ذلك لدعم الأسد، فلديها طائراتها الخاصة في سوريا لذلك. كانت إسرائيل تأمل بأن يجبر بوتين إيران على إخراج قواتها من سوريا، ولكن يبدو أن هناك حدوداً للتأثير الذي يمارسه الكرملين على طهران. تدعم كل من روسيا وإيران الأسد، لكن هذا لا يعني أنهما تتشاركان الأولويات ذاتها. لا يستطيع بوتين، أو لا يريد أن يترك الإيرانيون معاقلهم في سوريا. لكنه يبدو راضياً عن السماح لإسرائيل بمواصلة قصفها.

الآن، وبعد فشل الصفقة الإيرانية والصراع السوري بين إسرائيل وإيران، هل يمكن أن يستمر بوتين في الحصول على ما يريد؟ هل يخاطر ليس فقط بفقدان استقرار نظام الأسد، بل أيضاً الشعور بالذل برؤية أنظمة أسلحة روسية الصنع يتم تدميرها من قبل المقاتلات الإسرائيلية، أميركية الصنع؟

هو الآن متمسّك بسياسته لموازنة مصالح الطرفين، إذ تعهدت روسيا بمواصلة دعم الاتفاق النووي مع طهران بينما تستضيف نتانياهو. ولكن إذا استمرت الأمور في التصاعد، كما يبدو، فسيكون عليه عاجلاً أم آجلاً الانحياز إلى جانب.

كريم شفيق - صحفي مصري | 26.04.2024

حملة “نور”: حرب “آيات الله” الجديدة على أجساد النساء

تتزامن الحرب على أجساد النساء مع إخفاقات سياسية عدة، محلية وإقليمية، لـ"آيات الله"، بداية من تأثيرات المعارضة السياسية على الانتخابات البرلمانية، والتي شهدت انحساراً شديداً، وتراجعاً لافتاً في مستوى إقبال الناخبين وتدنّي نسب المشاركة. فضلاً عن الهجوم المحدود والاستعراضي للرد الإيراني على اعتداءات إسرائيل على القنصلية، والهجوم الذي طاول قياداتها بين سوريا ولبنان.