fbpx

 لبنان: إخضاع غير الصائمين لشروط الصيام

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

المذهبية في هذه اللحظة هي اللغة الوحيدة التي بإمكان المرء أن يقيس عليها نوايا الجماعات الحزبية في لبنان.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

احتج جبران باسيل على قرار نجيب ميقاتي (رئيس حكومة تصريف الأعمال) عدم تغيير الساعة، لكنه لم يشعر بأنه معني بدعوة أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله، في اليوم نفسه، إلى إلغاء قانون النقد والتسليف، القانون الذي يعتبر من ركائز النظام الاقتصادي الحر، كما لم تلفته دعوة نصرالله إلى تعميم نموذج القرض الحسن على كل المناطق والجماعات اللبنانية، مع ملاحظة أن ثمة ما يجمع باسيل بالقرض الحسن، وهو اشتراكهما بالعقوبات الأميركية.

والحال أن باسيل احتج وهدد في أعقاب قرار ميقاتي المنسق مع نبيه بري (رئيس البرلمان)، لما يعنيه القرار لجهة إخضاع المسيحيين اللبنانيين لشروط صوم المسلمين، وهو احتجاج محق، على رغم ما ينطوي عليه من ضيق صدر صاحبه.

والحال أن رادار باسيل أكثر قدرة على التقاط موجات الاحتقان المذهبي، من موجات تهديد جوهر النظام الذي أرسى قواعده المسيحيون الأوائل. فالأخيرون أنشأوا دستور علاقة بين الدولة ومواطنيها، وعقداً اجتماعياً معروضاً على كل اللبنانيين، فيما باسيل غارق في مواجهاته الصغيرة التي لا تطاول المخاطر الفعلية على الدولة وقانونها ودستورها.

نعم، الفراغ في التمثيل المسيحي الناجم عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية، أتاح لحاكما البلد (بري وميقاتي) فرصة تثبيت الوقت على ساعة صيام المسلمين. لكن باسيل هو أحد المسؤولين الرئيسيين عن هذا الفراغ، ناهيك بأنه مسؤول رئيسي أيضاً عن إطلاق يد “حزب الله” في كل شاردة وواردة في هذا البلد. إلى أن حلت ساعة الخلاف مع الحزب، وها هو ينعطف ويريد من المسيحيين أن ينعطفوا معه.

لكن انعطافة باسيل ما زالت مقتصرة على نبيه بري وعلى ميقاتي، وهو حتى الآن يحاذر من أن تشمل حليفه السابق. فـ”حزب الله” يريد خصم باسيل، أي سليمان فرنجية رئيساً، وهو يريد أن يستعين بالمسيحيين لإعاقة مهمة الحزب. لا بأس ففرنجية ليس خيار المسيحيين، لكن جبران لم يفاتحهم بمن يريد، لا سيما أنهم أمضوا 6 أعوام عجاف في ظل عهد عمه ميشال عون. 

المذهبية في هذه اللحظة هي اللغة الوحيدة التي بإمكان المرء أن يقيس عليها نوايا الجماعات الحزبية في لبنان. تثبيت الوقت واقعة مذهبية. لكنه أيضاً لحظة جبران في ظل خيبته واختناقه بشريك التفاهم. لكن ما يمثله الشريك من مخاطر على القانون والنظام يفوق فعلة بري وميقاتي الصغيرة. إنه النظام الاقتصادي الحر هذه المرة، والشريك أشهرها من دون تردد، وذهب أبعد من ذلك، فهو أراد تعميم القرض الحسن. لا تشمل حساسية باسيل مخاطر من هذا النوع، فهي تقتصر على مقارعة يطمح لأن يوظفها في هذه اللحظة المذهبية.

ومرة أخرى، علينا أن نلاحظ أن المسألة بالنسبة إلى صهر الجمهورية في العهد السابق، لا تعدو كونها طموحاً شخصياً، والدليل أنه مستعد لإطالة عمر الفراغ، وبالتالي التسبب في غياب المسيحيين عن التأثير بقرار شكلي إنما يحمل دلالة رمزية من نوع إقصاء المسيحيين عن تقديم الوقت أو تثبيته.

لكن هذا لا ينفي أن حماقة أخرى ارتكبتها السلطة، فلبنان لغير الصائمين أيضاً.    

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.