fbpx

بين حذر “حزب الله” وغياب نظام الأسد: جبهة جنوب لبنان أمام احتمالات “الحرب الشاملة”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

 شهدت الفترة الأخيرة سلسلة من الاغتيالات الإسرائيلية لقادة في “حماس” و”حزب الله” وكذلك الحرس الثوري الإيراني في كلّ من سوريا ولبنان، من صالح العاروري إلى وسام الطويل وصولاً إلى “الحاج صادق” وعلي محمد حدرج، وغيرهم. فهل دخلنا مرحلة جديدة من المعركة العسكرية؟ وعلى ماذا تدلّ الاغتيالات الإسرائيلية لشخصيات قيادية لـ”حزب الله” في لبنان؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تشهد جبهة جنوب لبنان تطورات متسارعة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة. بعد مرور أكثر من 100 يوم على الحرب، جميع الاحتمالات مطروحة على الساحة اللبنانية الآن، خصوصاً في ظلّ التهديد الإسرائيلي بتصعيد إسرائيل قتالها مع “حزب الله” إن لم يتم إيجاد اتفاق خلال أسابيع.

 شهدت الفترة الأخيرة سلسلة من الاغتيالات الإسرائيلية لقادة في “حماس” و”حزب الله” وكذلك الحرس الثوري الإيراني في كلّ من سوريا ولبنان، من صالح العاروري إلى وسام الطويل وصولاً إلى “الحاج صادق” وعلي محمد حدرج، وغيرهم. فهل دخلنا مرحلة جديدة من المعركة العسكرية؟ وعلى ماذا تدلّ الاغتيالات الإسرائيلية لشخصيات قيادية لـ”حزب الله” في لبنان؟

الاغتيالات الإسرائيليّة في لبنان! 

يذكر تحقيق لجريدة الأخبار المقرّبة من “حزب الله”، أنّ القيادي في الحزب وسام الطويل، اغتيل بعبوة ناسفة قرب منزله، لا بغارة جويّة. كما يذكر التحقيق أيضاً، توقيف الأجهزة الأمنية شخصاً للاشتباه بتعامله مع إسرائيل منذ نحو ثلاثة أسابيع، وذلك بعدما وُجد بحوزته جهاز إلكتروني متطور  وفيديوات عدة تمثل مسحاً للمنطقة. قال الموقوف إنّه يعمل لصالح شركة أميركية، لكن تبين أن للشركة علاقات بإسرائيل، الأمر الذي نفى الموقوف معرفته، وفقاً للتحقيق.

وكانت الأجهزة الأمنية اللبنانية أوقفت في آب/ أغسطس 2023، شخصين على مطار بيروت بتهمة التجسّس لصالح إسرائيل. كما كشف تحقيق لـ The National News، في كانون الأول/ ديسمبر 2022، أنّ لبنان اعتقل نحو 185 مشتبهاً بهم بالتعامل مع إسرائيل في السنوات الثلاث الأخيرة، ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة، إذ كان المعدّل نحو أربعة أو خمسة في العام الواحد، ما يشير إلى وجود خرق أمني داخل لبنان قد يشكّل تهديداً حقيقيّاً لـ”حزب الله”. 

“حقيقة استهداف صالح العاروري في مبنى محدد، وبشكل دقيق… يشير  إلى أن [الإسرائيليين] لديهم معلومات جيدة. بالمثل، يشير اغتيال قادة “حزب الله”، بما في ذلك وسام الطويل في خربة سلم، إلى أن لديهم معلومات”، بحسب مايكل يونغ، كبير المحررين في مركز Malcolm H. Kerr للشرق الأوسط في مركز كارنيغي للدراسات، في مقابلة لموقع “درج”، مضيفاً أنّه يتوقّع أن “حزب الله” يدرك أن هناك أشخاصاً يزوّدون الإسرائيليين بالمعلومات… وبالطبع هذا مقلق إلى حد ما بسبب مقتل عدد من كبار القادة بهذه الطريقة”.

يرى الباحث السياسي والأستاذ في جامعة “لوزان” في سويسرا، جوزف ضاهر، في مقابلة مع “درج”، أنّ الاغتيالات الاسرائيلية في لبنان أثّرت “إلى حد ما على أمن أفراد حزب الله العسكريين والسياسيين منذ بداية الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر، وقد فقد “حزب الله” أيضاً أكثر من 150 جندياً على الحدود الجنوبية. بشكل عام، من الواضح أن ذلك يؤثر جزئياً على القدرات العسكرية لـ”حزب الله”، وأيضاً على استخدام عنصر المفاجأة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي”.

في حين يقول الباحث المتابع لشؤون “حزب الله”، قاسم قصير، في مقابلة مع “درج”: “نحن أمام حرب مفتوحة وتتوسع يوماً بعد يوم، وإسرائيل لجأت الى أسلوب الاغتيال، لكن حتى الآن هناك حرص من المقاومة على الرد الموضعي والمؤثر ، لكن إذا تمادت إسرائيل فكل الاحتمالات واردة ويمكن أن تتدحرج الأوضاع نحو مواجهة شاملة، وأميركا تنشط لوقف التصعيد”.

“يرغب الأسد في أن يقول إنه يسيطر على بلاده، وإن بلاده ليست تحت سيطرة طهران أو حلفاء طهران”.

سيناريو بعد الحرب: ورقة تفاوض لصالح “حزب الله”؟

منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، برد الحديث عن الملفات اللبنانية الداخلية الشائكة، خصوصاً في ما يخص رئاسة الجمهورية والمراكز الحساسة في الدولة، إلا أنّ عدداً من الأحزاب اللبنانية، خصوصاً القوات والكتائب، صعّدت الخطاب ضدّ “جرّ لبنان إلى الحرب”. وقال نائب رئيس مجلس النواب التابع للتيار الوطني الحرّ، الياس بو صعب، أخيراً: “فكرة فتح جبهة الحرب هي بغاية الخطورة، والحل الوحيد هو بالطرق الدبلوماسية”. 

في خطاب لأمين عام “حزب الله”، حسن نصرالله، ذكر أنّه “حتى الآن، نحن نحسب حساباً للمصالح اللبنانية، لكن إذا شُنّت الحرب على لبنان، فإنّ مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط”. في هذا السياق، يرى يونغ أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم بالفعل تهديد التصعيد في لبنان كسلاح سياسي أكثر منه كتهديد عسكري، تحديداً للضغط على الولايات المتحدة الأميركية والدولة اللبنانية.

أشار تحقيق لواشنطن بوست نُشر في 19 كانون الثاني/ يناير الحالي، أنّ إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة الأميركية أنّه في حال عدم الوصول الى اتفاق طويل الأمد حول الحدود مع لبنان، فإن إسرائيل ستصعّد عملياتها العسكرية على “حزب الله”.

يرى يونغ وضاهر أنّ “حزب الله” محرج في الداخل، خصوصاً مع غياب التأييد الشعبي له الذي كان موجوداً في حرب عام 2006، خصوصاً في ظلّ الأزمات الاقتصادية والسياسية المتلاحقة في لبنان، وأنّ البيئة الشيعية نفسها ليست جاهزة للحرب، وبالتالي يعتقد كلّ من يونغ وضاهر أنّه من المحتمل أن يستخدم “حزب الله” التنازلات وموقفه لتجنّب الحرب كورقة تفاوض في القضايا الداخلية.

“في ما يتعلق بلبنان، أعتقد أن هناك فرصة أكبر لحل تفاوضي… إذا دخل “حزب الله” في مفاوضات بشأن الحل اللبناني، سيحاول أن يتضمن ذلك تأييد مرشّحه لرئاسة لبنان… إذا قدّم أي تنازلات، قد يطالب في المقابل بسليمان فرنجية رئيساً كشرط لذلك”، بحسب يونغ.

أين نظام الأسد؟!

يبقى الغائب الأكبر هو النظام السوري. على رغم أنّ سوريا أصبحت البلد الذي يقصفه الجميع، بحسب تحقيق سابق لموقع “درج”، إلا أنّ النظام السوري يلتزم الصمت المحكم على قاعدة “لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم”. هناك أسباب عدة محتملة لضعف أو غياب الموقف السوري، منها  أنّ “النظام لا يرغب في دفع ثمن وجود جبهة مفتوحة على الجولان، لأنني أعتقد أن الإسرائيليين لن يقتصروا على ضرب منطقتي الحدود والجولان فقط، بل من المحتمل جداً أن يستهدفوا مواقع عسكرية في دمشق وربما خارج دمشق… لا أعتقد أن النظام السوري يريد دفع ثمن الردع”، بحسب يونغ،

يضيف يونع أن “نظام الأسد يقوم بحساب سياسي، فهو لا يريد أن يظهر كامتداد لشبكة تحالفات إيران في المنطقة،… “يرغب الأسد في أن يقول إنه يسيطر على بلاده، وإن بلاده ليست تحت سيطرة طهران أو حلفاء طهران”.

يشير يونغ الى عودة سوريا الى الجامعة العربية، وبالتالي يأخذ نظام الأسد الموقف العربي والمصالح العربية في الاعتبار،  خصوصاً أنّ دولاً عربية عدة طلبت من سوريا عدم التدخّل. وفي هذا السياق، يقول ضاهر  إنّه “في بداية الحرب، أرسلت الإمارات العربية المتحدة رسائل تحذيرية لعدم الانخراط في هذه الحرب”. 

بالعودة إلى الساحة اللبنانية، لا أحد يمكنه جزم مسار التطورات وإمكان التصعيد نحو حرب شاملة “بلا ضوابط”. وعلى رغم التحذير الأميركي وحذر “حزب الله”، الا أنّ احتمال فقدان السيطرة على مجرى الأحداث من الجانبين وارد، وتبقى كل الاحتمالات مطروحة! 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.