fbpx

أصوات مسلمي أميركا: هل يخسرها بايدن في الانتخابات الرئاسيّة دفاعاً عن إسرائيل؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

مقالة تحريضية في الوول ستريت جورنال الأميركية ضد مدينة ديربورن تثير جدلا حول الصوت العربي والمسلم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فهل يحتوى بايدن الغضب ضده بسبب حرب غزة قبيل الانتخابات؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالة رأي بعنوان: “أهلًا بكم في ديربورن [ميشيغان]، عاصمة الجهاد الأميركي”. 

لم يمرّ هذا العنوان مرور الكرام، ففي ظلّ التحديات الكبيرة التي تواجه الولايات المتحدة الأميركية داخلياً وخارجياً، خلقت المقالة جدلاً واسعاً باعتبارها تسلّط الضوء على تحدٍّ آخر لا يقلّ خطورة وهو: الإسلاموفوبيا ودور الصوت العربي والمسلم في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الخريف.

 يُثير الجدل حول المقالة تساؤلات حقيقية حول خيارات مسلمي الولايات المتحدة الأميركية في الانتخابات الرئاسية المقبلة. فالناخبون المسلمون باتوا كتلة لا يستهان بها في أميركا، وهم بحسب حركة الاحتجاج الواسعة خلال الأسابيع الأخيرة وبحسب استطلاعات الرأي غير راضين عن أداء الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، خصوصاً في ما يتعلّق بالحرب الإسرائيلية على غزّة والموقف الأميركي منها في ظل تفاقم الأزمات الدولية والداخلية. 

الإسلاموفوبيا وتأثيرها على حظوظ بايدن الانتخابيّة!

المقالة التي أشعلت الأزمة، نشرتها صحيفة Wall Street Journal الأميركية وهي عبارة عن مقالة رأي للكاتب ستيفن ستالينسكي، المدير التنفيذي لمعهد أبحاث إعلام الشرق الأوسط (Middle East Media Research Institute)، بعنوان “أهلًا بكم في ديربورن [ميشيغان]، عاصمة الجهاد الأميركي”. كتب ستالينسكي في المقالة عن التظاهرات الداعمة لحماس في ديربورن، إضافة إلى “حزب الله” وإيران. 

اعتبر الكاتب أنّ تعقيدات السياسة المتطرفة في ديربورن تعقّد مهمة فوز بايدن بالانتخابات مجدداً. “ميشيغان هي ولاية يجب على الديمقراطيين الفوز بها، ويبدو أن مستشاري حملة الرئيس قلقون بشكل واضح من أنّ التحامل العنيف ضد إسرائيل والرأي المعادي للولايات المتحدة قد يضران به في تشرين الثاني/ نوفمبر”.
“قليلاً من النصيحة – إذا كنت تخطط لإرسال مسؤولين من الحملة لإقناع الجالية العربية الأميركية لتصوت لمرشحك، فلا تفعل ذلك في اليوم نفسه الذي تعلن فيه عن بيع طائرات مقاتلة للطغاة الذين يقتلون أفراد عائلتنا”، غرّد عبد الله حمود، رئيس بلدية ديربورن الديمقراطي بالإشارة إلى زيارة مدير حملة بايدن، جولي تشافيز رودريغيز. وصنّف حمود مقالة الـ”وول ستريت جورنال” في سياق الإسلاموفوبيا.

ربط ستالينسكي بين دعم الإرهاب وولاية ميشيغان، وذلك عبر تسليط الضوء على تقييم لشرطة ولاية ميشيغان عام 2001 بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، وصف ديربورن بأنها “مركز دعم مالي رئيسي” و”منطقة تجنيد وقاعدة دعم محتملة” للجماعات الإرهابية الدولية، بما في ذلك الخلايا النائمة المحتملة.

ما يحدث في ديربورن ليس مجرد مشكلة سياسية للديمقراطيين. إنها قضية أمن قومي قد تؤثر على جميع الأميركيين. يجب على وكالات مكافحة الإرهاب على جميع المستويات إيلاء انتباه شديد لها.

أثارت هذه المقالة انتقادات واسعة، ما دفع بايدن الى التعليق، عبر حسابه على منصّة X في 4 شباط/ فبراير 2024، من دون ذكر المقالة بشكل صريح، قائلاً:
“يعلم الأميركيون أن إلقاء اللوم على مجموعة من الناس استناداً إلى كلام قلة قليلة أمر خاطئ.

وهذا هو بالضبط ما يمكن أن يؤدي إلى كراهية الإسلام والكراهية ضد العرب، ولا ينبغي أن يحدث ذلك لسكان ديربورن – أو أي مدينة أميركية.

وعلينا أن نستمر في إدانة الكراهية بجميع أشكالها”.

ليست المرّة الأولى التي تتحدّث فيها صحيفة “وول ستريت جورنال” عن أزمة ميشيغان، ففي مقالة سابقة تذكر الصحيفة أنّ “ميشيغان تظهر علامات تحذيرية بالنسبة الى إعادة انتخاب بايدن. إذ يحذّر الديمقراطيون في هذه الولاية، وهي أساسية في تحديد نتيجة السباق الرئاسي، من استطلاعات الرأي الأخيرة التي تظهر أن بايدن يتخلّف عن دونالد ترامب، المتنافس الجمهوري للرئاسة.

فاز ترامب بولاية ميشيغان في عام 2016، متغلباً على هيلاري كلينتون، ليصبح أول جمهوري يفوز بالولاية منذ عام 1988. أمّا بايدن فاسترجع الولاية من الجمهوريين في عام 2020. ارتفعت نسبة التصويت في ميشيغان إلى 70.5 في المئة في عام 2020 – أعلى نسبة منذ عام 1960، بحسب تحقيق وول ستريت جورنال.

لا شكّ في أنّ دعم بايدن غير المشروط بعد هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أثار انتقادات واسعة من المجتمع العربي والإسلامي الأميركي، ما يطرح احتمال أن تؤدي حرب مطولة في غزة إلى تقليل نسبة المشاركة الانتخابية والدعم من بعض هؤلاء الناخبين، بحسب المقالة نفسها.

الى ماذا تشير الإحصاءات؟

بحسب موقع معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم ISPU، “ارتفع تسجيل الناخبين المسلمين الأميركيين من 60 في المئة في عام 2016 إلى 75 في المئة في عام 2018 وإلى 78 في المئة في عام 2020. وفي عام 2020، كانت هناك فجوة بنسبة 3 في المئة بين أولئك الذين يعتزمون التصويت والذين تم تسجيلهم للتصويت، بانخفاض قدره 21 في المئة في عام 2016 و8 في المئة في عام 2018”. 

يذكر تحقيق لـ”واشنطن بوست“، أنّ “نسبة تصديق الرئيس بايدن انخفضت اليوم إلى أدنى مستوياتها، إذ بلغت 38 في المئة، وهناك 58 في المئة ممّن يعارضون سياساته، وفقاً لمتوسط “واشنطن بوست” لـ 17 استطلاعاً في تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر 2023. 

استطلاع رأي آخر قامت به الـ CNN، يظهر أنّ بايدن متأخر أمام ترامب في ميشيغان بفارق 10 نقاط، وفي جورجيا بفارق 5 نقاط. في بدايات تشرين الثاني، أظهرت استطلاعات نيويورك تايمز– كلية سيينا، أن بايدن يتأخر أمام ترامب في خمس من ست ولايات تعدّ معركة الميدان الرئيسية: قاد ترامب بايدن بمعدل 10 نقاط في نيفادا، وست في جورجيا، وخمس في أريزونا وميشيغان، وأربع في بنسلفانيا. في عام 2020، فاز بايدن على ترامب في جميع هذه الولايات الست، على الرغم من فارق ضيق للغاية، بحسب تحقيق واشنطن بوست

صرّح نحو 3.5 مليون أميركي أنّ أصلهم من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهم نحو 1 في المئة من إجمالي عدد السكان في أميركا البالغ نحو 335 مليوناً، وفقاً للتعداد السكاني لعام 2020 – وهو أول عام تم فيه تسجيل مثل هذه البيانات، بحسب The Conversation.

قد تعتمد نتيجة الانتخابات الرئاسيّة لعام 2024 على نتائج الانتخابات في بعض الولايات المتأرجحة التي تتركز فيها الجاليات العربية والمسلمة الأميركية، مثل ميشيغان وفرجينيا وجورجيا وبنسلفانيا وأريزونا.

وتعد ولاية ميشيغان موطناً لمجموعات متداخلة تزيد عن 200 ألف ناخب مسلم و300 ألف من أصول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب The Conversation.

ويقول المعهد العربي الأميركي إن دعم العرب الأميركيين للحزب الديمقراطي انخفض من 59 في المئة في عام 2020 إلى 17 في المئة فقط منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزّة. أما بالنسبة الى المسلمين الأميركيين، فقد تراجع الدعم من 70 في المئة في عام 2020 إلى نحو 10 في المئة في نهاية عام 2023. وإذا بقي الوضع على حاله حتى تاريخ الانتخابات في تشرين الثاني 2024، “فستكون المرة الأولى منذ نحو 30 عاماً التي لا يكون فيها الديمقراطيون الحزب الأول للناخبين الأميركيين من أصل عربي. لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن هؤلاء الناخبين سيتجهون إلى الحزب الجمهوري”، بحسب تحقيق The Conversation.

 أهون الشرَّين؟

يكتب المرشح السابق لرئاسة الجمهورية الأميركية السياسي ذو التوجه الاشتراكي الديمقراطي، بيرني ساندرز، مقالات رأي في صحيفة The Guardian البريطانية، يندّد فيها بموقف الرئيس بايدن من الأحداث في غزّة، “دعونا نكون واضحين: ما يحدث في غزة ليس مجرد مأساة مؤسفة تحدث على بعد آلاف الأميال من شواطئنا. تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليار دولار سنوياً، والقنابل والمعدات العسكرية التي تدمر غزة مصنوعة في أميركا. بعبارة أخرى، نحن شركاء في ما يحدث. وما يحدث لا يمكن التعبير عنه. يجب على الشعب الأميركي ألا يتجاهله. يجب على إدارة بايدن ألا تتجاهله. يجب على الكونغرس ألا يتجاهله”.

على رغم أنّ ساندرز غير راضٍ على سياسة بايدن ويطالب بمشروع سياسي لمواجهة نفوذ وثروة الـ 1 في المئة، ومطالبة الأثرياء ببدء دفع حصتهم العادلة من الضرائب، ويضع حدّاً للأجور المتدنية ويقلّل من تكاليف الرعاية الصحية والتعليم الجامعي، ويواجه العنصرية في البلاد ويقلل من الإنفاق العسكري، ويمنع الحروب ويدعم الدبلوماسية والتعاون الدولي، “لا يوجد شك في أن هذا ليس جدول أعمال الحزب الديمقراطي ومموّلي حملته”، وفقاً له، ولكن “يجب علينا أن نفعل كل شيء ممكن لهزيمة دونالد ترامب وحزبه الجمهوري اليميني المتطرف، ليس فقط لأنه “أسوأ”، ولكن لأن مستقبل ديمقراطيتنا معلق في هذه الانتخابات. لا نحتاج فقط إلى إعادة انتخاب الرئيس بايدن، بل أيضاً إلى منحه غالبية لائقة في مجلسي النواب والشيوخ”، إنّما “يجب علينا أن نوضح للرئيس وإدارته أننا نتوقع منه في ولايته الثانية أن يكون أكثر تقدماً بكثير من ولايته الأولى”.
يبقى مسلمو وعرب أميركا وذوو الأصول الشرق أوسطية محتارين بين السيئ والأسوأ، بين المرشح اليميني المتطرف دونالد ترامب وبين المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي خذل الديمقراطية والإنسانية في موقفه من الحرب على غزّة، والذي لا يمت بصلة إلى أجندته وخطابه السابق عن الحلول الدبلوماسية للأزمات بين الدول.

فلمن سيرجّح مسلمو وعرب أميركا الكفّة؟ وهل سيلجأون إلى الامتناع عن التصويت؟.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.