fbpx

النهاية المأساوية لـ”أعظم ولاية في تاريخ الرئاسة الأميركية” 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أيام تفصلنا عن استلام الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن سدّة الرئاسة الأميركيّة، فهل تشهد واشنطن أعمال عنف أسوة بمشاهد متنوّعة رأيناها العام الفائت في ولايات عدة؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

نعم، الكونغرس الأميركي تعرّض لاجتياح… إحدى أهم المؤسسات في أهم دولة في العالم تمّ التعدّي عليها من قبل أنصار الرئيس “السابق” دونالد ترامب… نعم “السابق”… الكلمة التي يرفض ترامب الاعتراف بها وتقبّلها. الكلمة التي أودت بحياة 4 أشخاص في مشهد غير مسبوق على أميركا. 

فإلى كلّ من كان يسأل في تشرين الثاني/ نوفمبر، لماذا هذا الاهتمام “المبالغ به” بالانتخابات الأميركيّة ونتائجها، ها هو الجواب يتجلّى أمامكم في أقبح صورة… صورة الديموقراطيّة الهشّة التي كان بإمكان ولاية 4 سنوات لرئيس أقلّ ما يقال عنه إنه “غير متوازن” أن تهزّها وتهدّد وجودها… الديموقراطيّة التي سعت الولايات المتّحدة الأميركيّة طويلاً إلى تكريسها في قوانين الدولة ومؤسساتها وسياساتها الداخليّة… ها هي اليوم تقف مكسورة على أعتاب الكونغرس الأميركي. هل أُنقذ الكونغرس؟ نعم أُنقذ ماديّاً وشكليّاً الّا أنّ الانتهاك الذي تعرّض له نكسة كبيرة للديموقراطيّة الأميركيّة، قد تكون الأكبر في العهد الحديث.

“مثل الكثير من الأميركيين، أشعر بالصدمة والحزن لأن دولتنا التي لطالما كانت منارة الضوء والأمل للديموقراطية قد وصلت إلى مثل هذه اللحظة المظلمة”. قال الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن.

يضاف ترامب اليوم إلى لائحة الرؤساء الذين سفكوا دماء شعوبهم. هو سيذهب، لكن الترامبيّة السياسيّة والأمنيّة باقية وتتكرّس في كلّ رئيس ينتهك الديموقراطيّة ويتشبّث بالسلطة غير آبه بدماء شعبه وبوجع أهالي وعائلات الضحايا. ولكن لحسن الحظّ الديموقراطيّة وحكم القانون استعادا زمام الأمور وبسطا سيطرتهما بحيث تمّ القبض على 52 شخصاً حتى هذه اللحظة. 


المحاسبة القانونيّة 

أمّا من الناحية القانونيّة، فبحسب خبراء قانونيّين أميركيّين وبناءً على تقرير صحيفة “واشنطن بوست“، وقعت مخالفات كثيرة في هذا الاجتياح، من التخريب المتعمّد إلى الفتنة والجنح والجنايات نتيجة الاعتداء على ضباط الشرطة والعثور على عبوتين ناسفتين. إضافة إلى ذلك، يمكن اتهام المعتدين بـ”الإيذاء المتعمّد للممتلكات الفيدرالية”. وقد يواجه الأفراد أيضاً تهماً أكثر خطورة تشمل الفتنة والتمرد ومحاولة الانقلاب، والذي يعاقب بالسجن لمدة قد تصل إلى 20 سنة.

فضلاً عن ذلك، فإنّ أراضي مبنى الكابيتول الأميركي لها قانونها الخاص فمن غير القانوني أن يدخله أي شخص من دون تصريح رسمي أو “أن يخطو أو يتسلق أو يزيل أو يؤذي بأي شكل من الأشكال أي تمثال أو مقعد أو جدار أو نافورة أو أي تركيب أو ميزة معمارية أخرى، أو أي شجرة، أو شجيرة، أو نبات، أو عشب  في الأراضي” كما يمنع استخدام “لغة صاخبة أو تهديدية أو مسيئة” بهدف تعطيل عمل الكونغرس.

أمّا عن ترامب، فلم تتّضح الصورة بعد حول إمكان محاكمته ولكن هناك مطالب شعبيّة لنائب الرئيس مايك بنس باستخدام التعديل الخامس والعشرين للدستور لإقالة ترامب من منصبه على الفور والذي ينصّ على: “إذا قرر نائب الرئيس وأغلبية المجلس، لأي سبب من الأسباب، أن الرئيس أصبح غير مؤهّل للقيام بصلاحيات المنصب وواجباته وقاموا بإرسال كتاب خطّي إلى الكونغرس بهذا الشأن، عندها يصبح نائب الرئيس هو الرئيس بالوكالة ويظلّ كذلك ما لم يرفض الكونغرس السماح بنقل السلطة له”. 

أيام مفصلية

أيام تفصلنا عن استلام الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن سدّة الرئاسة الأميركيّة، فهل تشهد واشنطن أعمال عنف أسوة بمشاهد متنوّعة رأيناها العام الفائت في ولايات عدة؟ وهل قرار عمدة واشنطن بفرض حالة الطوارئ لمدّة 15 يوماً في الولاية هو لتجنّب أحداث مماثلة أو متوقّعة راهناً؟!

إنّما بعد تأكيد الكونغرس فوز جو بايدن رسمياً، قال ترامب إن القرار “يمثّل نهاية أعظم ولاية أولى في تاريخ الرئاسة”… ولاية شهدت أعمال عنف من قبل الشرطة لقمع التظاهرات الشعبيّة، ولاية قتلت جورج فلويد خنقاً، وانتهت بسقوط أربعة قتلى وبعمليّة اجتياح مبنى الكابيتول وخرق لهيبة الكونغرس للمرّة الأولى منذ الهجوم البريطاني عام 1814.

ولكنّ ترامب بالمقابل وعد بانتقال السلطة بطريقة منظّمة وسلميّة عقب الاعتراف الرسمي بفوز بايدن. 

أبرز المواقف المندّدة

في خطاب مدروس ومؤثّر، أطلّ بايدن ليستنكر الحدث ويعتبره تمرّداً ومحاولة انقلاب لعرقلة العمليّة الديموقراطيّة طالباً من الرئيس ترامب الظهور على شاشة التلفزيون الوطني للوفاء بيمينه والدفاع عن الدستور والمطالبة بإنهاء الحصار.

“كلمة الرئيس مهمّة سواء كان هذا الرئيس جيّداً أم سيئاً. في أفضل حالاتها تكون كلمات الرئيس ملهمة، وفي أسوأ حالاتها تحريضيّة”، قال بايدن.

أمّا الرئيس الديموقراطي الأسبق باراك أوباما فتوجّه بالحديث إلى القادة الجمهوريّين: “في هذا الوقت، لدى القادة الجمهوريين خيار واضح في غرف الديمقراطية التي تم تدنيسها. يمكنهم الاستمرار في هذا الطريق مع استمرار تأجيج الحرائق المستعرة. أو يمكنهم اختيار الواقع واتخاذ الخطوات الأولى نحو إطفاء النيران. يمكنهم اختيار أميركا”.

وأعلن نائب مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي مات بوتينغر استقالته. فيما استنكر معظم أعضاء مجلس الشيوخ، ومنهم الجمهوريون، أعمال الشغب والفوضى التي تسبّب بها أنصار ترامب، فقال كبير أعضاء مجلس الشيوخ الذي يشغل حالياً منصب زعيم الأغلبية في المجلس، الجمهوري ميتشل ماكونيل: “لقد حاولوا تعطيل ديموقراطيتنا، لكنهم فشلوا”. حتّى نائب الرئيس ترامب، الجمهوري مايك بنس، اعترض وأكّد أنّه “لن يتم التسامح والتساهل مع هذا الهجوم على مبنى الكابيتول”. في حين قال ليندسي غراهام الجمهوري: “مررت أنا وترامب برحلة طويلة لكن هذا يكفي.علينا إنهاء هذا”. 


فيما صرخ أحد المحلّلين السياسيّين الجمهوريّن على قناة الـ CNN مستاءً ممّا حدث: “نحن حزب لينكون…! نعم حزب أبراهام لينكون، أحد أعرق الأحزاب السياسيّة في العالم، قد آلت به وبرئيسه الأحوال إلى رفض نتائج انتخابات ديموقراطيّة منبثقة عن الشعب الأميركي”. 

ويبقى الموقف المندّد الأبرز والأغرب هو موقف “تويتر” الذي وفي خطوة غير مألوفة أغلق حساب ترامب لمدّة 12 ساعة.

ولكن في نهاية هذا الاجتياح العصيب الذي تسبّب بتأخير نحو 10 ساعات للتصديق على فوز بايدن ولكنه لم يوقفه نقول: مبارك للرئيس المنتخب جو بايدن على أمل أن تكون عمليّة انتقال السلطة هادئة ومنظّمة وعلى أمل أن تعيد الإدارة الأميركيّة الثقة بالأجهزة والأدوات الديموقراطيّة داخليّاً وعلى صعيد العالم. 

ولترامب، لقد تركت للعالم وللولايات المتّحدة إرثاً مظلماً من الكراهيّة والعنصريّة والفوضى لن تتخطّاه الدولة في أي وقت قريب… ولكن أخيراً، حان وقت الرحيل.

ولجورج فلويد أقول… ربما قُتلت خنقاً ولكن الولايات المتحدة قد تستعيد أنفاسها قريباً! 

إقرأوا أيضاً: