fbpx

فيسبوك يريد عرض أصدقاء أكثر وأخبار أقل

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

بعد تعهد مارك زوكربيرغ “بإصلاح فيسبوك”، كشف العضو المؤسس والرئيس التنفيذي للموقع عن الخطوة الأولى، إذ يأمل زوكربيرغ أن تشكل استراتيجيات فايسبوك الجديدة “مساراً أفضل بكثير” لعملاق وسائل التواصل الاجتماعي المُحاط بالمُشكلات، وذلك عن طريق التخلص من الأخبار التي تظهر للمستخدمين أو التقليل منها.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بعد تعهد مارك زوكربيرغ “بإصلاح فيسبوك”، كشف العضو المؤسس والرئيس التنفيذي للموقع عن الخطوة الأولى، إذ يأمل زوكربيرغ أن تشكل استراتيجيات فايسبوك الجديدة “مساراً أفضل بكثير” لعملاق وسائل التواصل الاجتماعي المُحاط بالمُشكلات، وذلك عن طريق التخلص من الأخبار التي تظهر للمستخدمين أو التقليل منها.ففي ضوء الاضطرابات المحتدمة حول “الأخبار المزيفة”، يقول زوكربيرغ، إن “فيسبوك”، سيتحرك الآن بعيداً عن “المحتوى العام”، بما في ذلك المنشورات الترويجية من وسائل الإعلام والعلامات التجارية والشركات – متجهاً نحو المزيد من المحتوى الذي تشاركه مع أصدقائك وعائلتك ومجموعات “فيسبوك” المشترك بها. ووفقاً لمنشور حول هذه الخطوة على صفحة “فيسبوك” الشخصية لزوكربيرغ، فإن الهدف هو تشجيع التفاعل المجتمعي الإيجابي على الموقع. وكما يقول “فيسبوك”، فقد ثبت من خلال البحوث أن المشاركة الفعالة تُساهم في زيادة السعادة بصورة عامة والارتياح عند استخدام الموقع.
ولتحقيق ذلك الهدف، يقول زوكربيرغ إن الموقع يسعى إلى الحد من التركيز على “الشركات والعلامات التجارية ووسائل الإعلام”، في خاصية آخر الأخبار والعودة إلى ترويج المنشورات التي يُشاركها المستخدمين، بتخصيص المحتوى بشكلٍ أساسي لمستخدمي “فيسبوك” من الأفراد ، بدلاً من الجهات الخارجية، والتحكم بنوع المحتوى الذي أثبت نجاحه على المنصة، وعودة الموقع مُجدداً إلى الجزء “الاجتماعي” من مصطلح وسائل التواصل الاجتماعي.
يمكن القول إن التخلص من الأخبار التي تظهر في قسم آخر الأخبار على “فيسبوك” هو تطور إيجابي – ولكنه سوف يعني مواجهة العديد من وسائل الإعلام لأوقات صعبة في المستقبل
بطبيعة الحال، لن يتخلص “فيسبوك”، تماماً من الأخبار، على الرغم من أننا لا نعرف بالضبط كيف ستحدث التغييرات التي يُخطط لها، ولكن يبدو من المعقول أن نفترض أنك سوف لاتزال ترى الأخبار في الشريط الجانبي للمواضيع المشهورة أو المواضيع الأكثر تداولاً على الموقع، والتحديثات الصادرة من وكالات الأنباء التي تتابعها في قسم آخر الأخبار “للصفحات” التي تتصل بها، وعند زيارة صفحات “فيسبوك” الخاصة بهم مباشرةً. وكذلك يُتوقع أيضاً أنك سترى المقالات الإخبارية التي يُشاركها أصدقائك وعائلتك. ولكن سوف يظهر الآن في قسم آخر الأخبار نفسه، عدد أقل بكثير من المقالات والمحتوى الدعائي الموجه من قِبل العلامات التجارية. ويُقر زوكربيرغ بنفسه أنه من المحتمل أن تؤدي هذه الخطوة إلى انخفاض التفاعل والمشاركة على الأقل مؤقتاً، وكذلك الوقت الذي يقضيه المستخدم على “فيسبوك”. ولكنه يكتب “أتوقع أيضاً أن الوقت الذي تقضيه بالفعل على “فيسبوك” سيكون أكثر قيمة”. ويستشهد بمجتمعات المشجعين وعشاق الرياضة والتلفزيون كمثال على ما يعتبره المشاركة القيمة – بعيداً كل البعد عن نوع الاستقطاب الأيديولوجي الذي أضحى سمة تُوصف بها وسائل التواصل الاجتماعي ككل بشكلٍ متزايد.
وقد وصف الكاتب الصحافي في مجلة “ذا أتلانتيك”، فرانكلين فوير، هذه الخطوة بأنها “اعتراف بالهزيمة”، فهي اعتراف بأن محاولات” فيسبوك” المثيرة للجدل للسيطرة على قسم آخر الأخبار الخاص بالموقع، أولاً من خلال القيمين على المحتوى ثم من خلال النُظم الخوارزمية، كانت إلى حدٍ كبير كارثية. وأشاد فوير بإعلان زوكربيرغ كخطوة رئيسية إلى الأمام – وبعيداً عن الدور العرضي الذي لعبه “فيسبوك” كناشر. وكتب فوير “أن الفضل في ذلك يرجع إلى مارك زوكربيرغ”. وأضاف “لقد اتخذ قراراً من شأنه أن يؤثر سلباً على عائداته من أجل الصالح العام”.
لم يُرحب الجميع بهذه الخطوة. فقد أعرب الأستاذ في جامعة مدينة نيويورك، جيف جارفيس، والذي عمل مع “فيسبوك” على “مبادرة نزاهة الأخبار، News Integrity Initiative في العام الماضي، على مدونته  شكوكه بأن “فيسبوك” يمكن أن يُغير اتجاهه بسهولة ويتخلى عن دوره كناشر للأخبار. وقال “إن شركات الأخبار ووسائل الإعلام – التي أقنعها “فيسبوك”، (وفي بعض الحالات أنا من أقنعها) بوضع محتواها على الموقع أو التركيز على استخدام المحتوى المرئي، تحققت الآن مخاوفهم من سحب البساط من تحت أقدامهم، وسينظرون مرة أخرى للتراجع عن تقديم المواد الصحافية للأشخاص حيثما تجري أحاديثهم بسبب عدم إمكانية جني الأموال جراء ذلك.
وفي الوقت نفسه، إذا اضطر المعلنين إلى الاختيار، فمن المحتمل أنهم سوف يواصلون الاستثمار عبر “فيسبوك” مباشرةً، بدلاً من وسائل الإعلام التي قلّما وصلت إلى القُراء عبر “فيسبوك”.
في حين أن هناك ما يدعو للاعتقاد، استناداً إلى التغييرات السابقة، أن وسائل الإعلام قد لا تواجه انخفاضاً كبيراً في عدد الزوار من “فيسبوك”، فمن الطبيعي أن تكون وسائل الإعلام حذرة من مثل هذا التغيير الضخم والجذري في الطريقة التي يتم التعامل بها مع المنشورات الإخبارية على “فيسبوك”. فقد حصلت مراقبة دقيقة في الماضي، للتعديلات الإضافية في القواعد الخوارزمية التي تستند عليها برمجة خاصية آخر الأخبار على “فيسبوك”، نظراً لأنها يُمكن أن تُخلِّف آثاراً شديدة على وسائل الإعلام التي اعتمدت على الموقع لتتمكن من عرض محتواها أمام القراء.
في حين يزعم فوير وآخرون أن الخروج من هذا الاعتماد على “فيسبوك” سيكون في نهاية المطاف أمراً جيداً للصحافة، فإن البعض الآخر، مثل جارفيس وتشارلي بيكيت، الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد، يزعمان إنه سيسبب ضرراً لكلٍ من وسائل الإعلام والمستهلكين. وأشار بيكيت إلى الصراع الأساسي في قلب هذا التغيير، قائلاً “من الواضح أن العاطفة ستكون أكبر حافز لزيادة الاهتمام على فيسبوك، بعد هذه التغييرات. وستظل أفضل الأعمال الصحافية واقعية وموضوعية في جوهرها، حتى وإن تناولت حملة منظمة أو أحداث شخصية”. وهذا يجعل معظم الأعمال الصحافية بطبيعتها في وضع متناقض مع الأهداف الجديدة الودودة للموقع. وأشار إلى أنه “بشكلٍ عام، تتمثل الصورة الكبيرة في تراجع أولوية الأعمال الصحافية لصالح أشياء أكثر رقة وسعادة”. وبعبارة أخرى، سوف تضطر وسائل الإعلام إلى التركيز بصورة أكبر على خلق علاقات شخصية مع قرائها، من أجل المشاركة في لعبة “فيسبوك” الجديدة، بنفس القدر الذي يسعى به الموقع الأزرق إلى التركيز بصورة أكبر على تشجيع مُستخدميه لخلق علاقات تواصل شخصية مع بعضهم البعض.
يتمثل عدم اليقين الكبير الكامن وراء هذا التحول فيما إذا كان إعطاء الأولوية للمحتوى الذي يشاركه المستخدمون سيساهم في التخلص من المعلومات غير الموثوقة أو المنشورات والمشاركات غير الدقيقة. ومن المحتمل أن التركيز على المنشورات التي ينشأ عنها الكثير من الحوار سيساعد بشكلٍ طبيعي في استبعاد المصادر غير الموثوقة – ولكن يمكن بسهولة أن يصبح قسم آخر الأخبار في صفحة “فيسبوك” الخاصة بك، غارقاً في بحر من الخلافات المعرفية التي لا نهاية لها.
“فيسبوك”: المزيد من الاستهلاك “الفعال” سيؤدي إلى زيادة رضا المستخدمين. وقد يكون هذا مجرد تمني
يقول زوكربيرغ في منشوره، إن “فيسبوك” لديه بحث يُبين أن الناس يصبحون أكثر سعادة عندما يتفاعلون بنشاط مع المحتوى الذي يستهلكونه على “فيسبوك”. وينطبق هذا عندما تنطوي مشاركتهم على التفاعل مع الأشخاص الآخرين على “فيسبوك”، بدلاً من مجرد استهلاك المحتوى “بشكلٍ سلبي” من خلال إظهار الإعجاب أو المشاركة الصامتة.ولكن إذا كان تفاعلك بنشاط مع أصدقائك وأقاربك على “فيسبوك” حول المحتوى الذي تُشاركونه وتتفاعلون معه يبدو وكأنه يمثل فكرتك عن الجحيم، إذن أنت لست وحدك: فقد أظهرت العديد من الدراسات الأكاديمية على مر السنين أن زيادة استخدام “فيسبوك” يقابله زيادة في الاكتئاب، وعدم الثقة بالنفس، والتعاسة العامة، بغض النظر عما إذا كان استخدام الشخص سلبي أو فعال.
إذاً من أين جاء “فيسبوك”، بفكرة أن التفاعل الأكثر نشاطاً سوف يعزز الشعور بالسعادة؟ حسناً … من “فيسبوك” نفسه، لأن البحث الذي استشهد به زوكربيرغ في منشورته قام بإجرائه “فيسبوك”.
توجد دراسات أخرى داعمة تُوضح أن الأشخاص يشعرون بتحسن عندما يقومون بتحديث الحالة بشكل متكرر، وعند تلقي ردود فعل إيجابية أو داعمة على “فيسبوك”، ويستخدمون الملفات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي بصورة عامة لتعزيز شعورهم بقيمتهم الذاتية. ومع ذلك، تُشير هذه الدراسات أيضاً إلى أن الارتباط بين التعاسة والاستخدام السلبي لـ “فيسبوك” يبدو أنه “أكثر قوة” من الارتباط بين السعادة والاستخدام الفعال لـ “فيسبوك”. وبعبارة أخرى، قد يجعل الاستخدام الفعال لـ “فيسبوك” الأشخاص أكثر سعادةً، ولكن ليس بمنتهى السعادة، وخاصةً عند المقارنة بمدى التعاسة التي قد يسببها الاستخدام السلبي لـ “فيسبوك” لهم. ومن الواضح أن “فيسبوك”، لا يمكنه هدم وسائل التواصل الاجتماعي نفسها، ولا يرغب في تغيير الطبيعة الأساسية لـ “فيسبوك”، كمكان يذهب إليه الناس لمشاركة حياتهم وقراءة ما يفعله أصدقائهم. ولذلك سوف يحاول تشجيع تلك السلوكيات على الهامش والتي من شأنها أن تزيد من السعادة، بدءاً من جعل قسم آخر الأخبار يعرض القليل من “الأخبار” والكثير من التواصل الاجتماعي، عن طريق إعطاء الأولوية للمنشورات والمشاركات التي تساهم في إثارة النقاش. وقد لخص موقع “بازفيد”، هذا الهدف في عبارة “التعليق هو المشاركة الجديدة”.
هذا ليس حلاً واحداً يناسب الجميع بالنسبة لـ “فيسبوك”
كتب فوير في مجلة “ذا أتلانتيك”، “وفقاً لهذه التغييرات في خاصية آخر الأخبار، سيعود “فيسبوك” مرة أُخرى، ليصبح دوره الرئيسي هو جعلنا نشعر بالسوء حول تدني مستوى عُطلتنا والضحالة النسبية لأطفالنا، وقد تدفعنا تلك المضايقات إلى مشاركة المزيد من الأشياء الشخصية الخاصة”، وأضاف “ومع ذلك، فإن مدى الضرر الاجتماعي الناجم عن القلق الذي يسببه فيسبوك، هو أقل بكثير من مدى الضرر السياسي الناجم عن فقاعة المرشح التي يعززها فيسبوك”.
حتماً، ستكون هناك مشاكل مع هذا النموذج الجديد. على سبيل المثال، كشف تحقيق أجراه مؤخراً موقع “بروبابليكا”، أن الأشخاص المشرفين على المحتوى في “فيسبوك”، اتخذوا قرارات خاطئة حول ما يقرب من نصف التعليقات والمشاركات التي أشير إليها باعتبارها تتناول عبارات تحض على الكراهية والمحتويات المسيئة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، كان من المعروف بالفعل أن الناس يحاولون العبث بنظام المشاركة المدفوعة الذي يتخلى “فيسبوك” عنه الآن، فقد اتخذت الشركة مؤخراً إجراءات صارمة تجاه منشورات “طعم التفاعل”، من المستخدمين والعلامات التجارية التي تطلب من القراء إظهار الإعجاب أو المشاركة. وفي المقام الأول، فإن عودة “فيسبوك”، إلى الاعتماد على المستخدمين الفرديين للتحكم في المحتوى لا يفعل شيئا لمعالجة المخاوف التي طال أمدها المتعلقة بغرف الصدى و”فقاعات المُرشح” على الموقع. وبدون النبرة المحايدة ظاهرياً لوسائل الإعلام التابعة لجهات خارجية في قسم آخر الأخبار الخاص بصفحتك الشخصية على “فيسبوك”، قد تزداد تلك المستودعات من المعلومات سوءاً. ومع ذلك، يعترف “فيسبوك” أن منصته أصبحت تعاني من قصورٍ كبيرٍ. إنه اعتراف بأن “فيسبوك” قد أعاق في أفضل الأحوال أنماط استهلاك الوسائط التقليدية لدى المستخدمين، وأسهم في أسوأ الأحوال في هجمة واسعة النطاق على الديمقراطية الأميركية.
تُعد هذه التغييرات دليلاً على جدية “فيسبوك” في التعامل مع المشاكل التي فُرضت عليه باعتباره منصة التواصل الاجتماعي الرائدة في العالم. ولذلك، بالنسبة للقارئ العادي على الأقل، فإن عدم وجود المزيدُ من الأخبار قد يكون خبرٌ جيد.

هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع VOX لمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.

[video_player link=””][/video_player]

مجتمع التحقق العربي | 25.04.2024

الضربات الإيرانيّة والإسرائيليّة بين حملات تهويل وتهوين ممنهجة

بينما تصاعدت حدّة التوترات الإقليمية بعدما قصفت إيران إسرائيل للمرة الأولى منتصف نيسان/ أبريل، كان الفضاء الافتراضي مشتعلاً مع تباين المواقف تجاه أطراف التصعيد غير المسبوق.