fbpx

هل ستصمد إدلب في وجه اجتياحها المقبل؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

هل ستصمد إدلب في حال حدث الهجوم العسكري المتوقع، أم ستكون كغيرها من مناطق خفض التصعيد السابقة والتي أغلق ملفها بما يعرف بالمصالحة مع الأسد؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تعود إدلب إلى واجهة الحديث بين تركيا وروسيا وإيران، وعلى رغم كثرة الاجتماعات والقمم واللقاءات، يبقى ملف إدلب، حتى اليوم بحكم غير المتفق عليه، إذ لم يحسم أمرها بعد. ومع تفاقم وتيرة القصف المدفعي على أرياف إدلب، يعود إلى الأذهان التخوف من عمل عسكري، يؤدي إلى اجتياح إدلب.

وتكثر التحليلات والتصورات المتناقضة دائماً، بين ضغط سياسي وتمهيد عسكري، ولكن الأهم هو، هل ستصمد إدلب في حال حدث الهجوم العسكري المتوقع، أم ستكون كغيرها من مناطق خفض التصعيد السابقة والتي أغلق ملفها بما يعرف بالمصالحة مع الأسد؟

اليوم تضم إدلب قرابة 3 ملايين نسمة، معظمهم من الذين رفضوا المصالحة مع الأسد وهجروا إليها، إضافة إلى اجتماع المقاتلين فيها، من المناطق السورية كلها، وهي تعيش منذ قرابة العام حال هدوء نسبي، وهي فترة مناسبة للتجهيز والإعداد لما هو مقبل، ناهيك بوجود احتقان في كل بيت في إدلب. فلا يوجد عائلة لم تخسر أحد أفرادها قتلاً أو اعتقالاً في سجون الأسد، الأمر الذي يجعل إدلب مؤهلة للصمود، فهي تعرف مقومات التماسك العسكري، كطرق الإمداد والسلاح والمقاتلين وحتى الحاضنة الشعبية والجغرافيا الواسعة.

الحاضنة الشعبية متعبة وتصرفات الفصائل تنفرها

من جهة ثانية، يرى الدكتور عدي الأصفر وهو طبيب عام عمل في الثورة منذ بدايتها في مجاله الطبي، أن حاضنة  الثورة في إدلب تراجعت بشكل كبير جداً، معللاً ذلك بما عاشه الناس من اضطهادات ومضايقات من قبل الفصائل، فالناس لم يشعروا حقاً، بأن هذه الفصائل هي لحمايتهم ولتحقيق أهداف ثورتها، فهي اليوم إمارات متقاتلة بشكل مستمر، تسعى كلها للحصول على السلطة والسيطرة والمال بأي وسيلة كانت، متجاهلة حاجات الناس ومستلزماتهم.
يضيف عدي لـ”درج”: “نفور الناس من المقاتلين ليس حديث العهد، إذ بدأ الأمر مذ كان تنظيم الدولة “داعش” في إدلب، ويعتبر الجهة التي سنّت ما تقوم به الفصائل اليوم من ضرائب وسجون وغيرها من الأمور، إضافة إلى انحراف البندقية عن النظام وتوجيهها للاقتتال الداخلي والتناحرات المستمرة”..

من جانب آخر، يقول لـ”درج” عبد الكريم الحسن، وهو من سكان إدلب المقيمين في تركيا، إنه لا يمكن التعويل على إدلب في أي شيء، فاليوم تحولت الثورة كلها إلى اتفاقات دولية ما إن حصلت، ستنفذ، على رغم أنف الجميع، ففي حال التوصل إلى توافق دولي على أن تكون إدلب للأسد، فستكون له سواء في حرب أو في اتفاق ما. ولكن إن كان هناك خلاف دولي على إدلب ووُجدت دول أو دولة واحدة كتركيا مثلاً، ترفض الأمر، فهذا سيحفز المعارضة على الصمود والقتال ويمدها بالسلاح والذخائر، وعندها لن يستطيع الأسد ولا روسيا دخول إدلب. إلا أن الخوف اليوم هو من أن توافق تركيا على الهجوم على إدلب مهما كانت حجج ذلك ودواعيه، ولكن إن تم الأمر فلا تعولوا على إدلب ولا على مقاتليها كما يقول.
غير مستعدين للمزيد من التضحيات ورغيف الخبز يشغل الجميع

يعيش حوالى 80 في المئة من أهالي إدلب اليوم تحت خط الفقر، وقد مرت عليهم سنوات من الحرب أنهكتهم حقاً، من القصف إلى الفقر والنزوح وغيرها من المتاعب التي لا تنتهي. هذا الضغط كله، زرع في عقول الناس وقلوبهم قناعة تقضي بأنه “كفانا تضحية فلم نعد نحتمل”. في هذا الصدد، أوضح زاهر حج حسن أحد العاملين في المجال الإغاثي من مهجري ريف دمشق، أنه “من النادر اليوم أن تجد أحداً يقول لك إن لا مشكلة لديه مع القصف أو المعارك، أو أنه سيقاتل حتى آخر رمق. لا أظن أن أحداً لديه طاقة لتحمّل المزيد. تتركز هموم الناس اليوم على السعي وراء لقمة عيش صعبة المنال، فهي تشغلهم بشكل شبه كامل وهم مستعدون للتنازل من أجل الحفاظ عليها، كفانا مزايدات وحديثاً عن الصمود وأساطير البطولة، فهذا واقعنا اليوم ولنبنِ تصوراتنا على أساسه”.

بدأت الثورة كاسرة كل القوانين ولن يصعب عليها شيء

يقول القائد العسكري في هيئة تحرير الشام خالد نداش، إنه في بداية الثورة لم يكن هناك أي مناطق محررة من سيطرة النظام، ولم يكن السوريون يملكون أي أسلحة، وكان الدعم الدولي مقدماً للأسد منذ اللحظة الأولى. “على رغم ذلك استطعنا أن نقاتل ونحرر ونسيطر ونفعل الأعاجيب، فلمَ اليوم يأتي هذا الإحباط إلى قلوب الناس؟ هل سنبيع دماء شهدائنا وتضحيات أهالينا بعد هذه السنوات؟ إدلب المحطة الأخيرة في الثورة والثورة مهما طالت وانكسرت ستنتصر ولن تنتهي مهما حصل”.

يضيف خالد لـ”درج” أنه وعلى مدار الأشهر السابقة أُخِذت الاحتمالات كافة في الحسبان، وتم اتخاذ التدابير اللازمة لردع أي قوة تقترب من إدلب.

الأسد عاجز عن السيطرة على إدلب عسكرياً

التقت “درج” أحد العاملين في مجال الدراسات الاستراتيجية في أحد الفصائل العسكرية، ورفض كشف اسمه واسم فصيله لدواع أمنية. يؤكد أن هناك دراسات كثيرة تثبت أن الأسد اليوم عاجز عن السيطرة على إدلب عسكرياً، حتى في ظل الدعمين الروسي والإيراني، فهو يعيش أزمات لا تنتهي ويبحث عن أي رجل ليسوقه إلى الخدمة في صفوف جيشه المتهالك. اليوم يضم جيش الأسد حوالى 100 ألف مقاتل، ما بين الميليشيات الشعبية أو القوات النظامية. وعسكرياً، هذا العدد لا يكفي لتغطية المناطق التي يسيطر عليها أساساً، فهو اليوم بحاجة إلى أعداد أكبر بكثير، لكي يفكر في عملية عسكرية على إدلب.
ويضيف المصدر: “نعم هناك آلاف الميليشيات الإيرانية واللبنانية، ولكن كلها كانت تريد القتال في إدلب، بغية فك الحصار عن بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين، فالميليشيات التي دعمت الأسد جاءت بدوافع طائفية غير مكترثة لأهداف غيرها، واليوم وبعد إخراج أهالي البلدتين لم يعد المسوغ الذي كانت عناصر الفصائل يقاتلون لأجله موجوداً. لذلك في حال شاركوا في العملية فستكون مشاركتهم خجولة، وفي حال أشركهم الأسد جميعاً في هذه المعركة، فلا تزال عقبات كثيرة تقف في طريقه للسيطرة على إدلب”.

تباينت وجهات النظر في توقع مصير إدلب في حال الهجوم عليها، وتتشابك الخطوط في ما بينها، الأمر الذي يدخل الجميع في حيرة من أمره، فهل تبقى إدلب خارج معادلة التسويات القائمة؟

 

ثلث عناصر”الجيش الحر” يهربون من إدلب إلى عفرين…

مجتمع التحقق العربي | 25.04.2024

الضربات الإيرانيّة والإسرائيليّة بين حملات تهويل وتهوين ممنهجة

بينما تصاعدت حدّة التوترات الإقليمية بعدما قصفت إيران إسرائيل للمرة الأولى منتصف نيسان/ أبريل، كان الفضاء الافتراضي مشتعلاً مع تباين المواقف تجاه أطراف التصعيد غير المسبوق.