fbpx

لماذا من تتأخر أحلامه يغدو الأسعد والأكثر نجاحاً؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ثمة معادلة بسيطة لتحقيق النجاح على المدى البعيد. أولاً، حطم أحلامك ثم واصل الكدّ وبذل الجهد.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ثمة معادلة بسيطة لتحقيق النجاح على المدى البعيد. أولاً، حطم أحلامك ثم واصل الكدّ وبذل الجهد. حاول مرة أخرى وأخيراً تنفس وابتسم.

قد يبدو ذلك مخيباً للآمال، فمن منّا لا يريد تحقيق انتصاراتٍ من دون هزائم؟ لكن الخسارة هي الملح الذي يُكسب دموعنا ومتاعبنا طعماً ومعنى، وتؤهلنا لتحقيق انتصاراتٍ كبيرة.

‏‏هذا ما يقوله الصحافي، تشارلز دويج، في قصته “نخبة أميركا المهنية والمحترفة: غنية وناجحة وبائسة”، المنشورة في صحيفة “نيويورك تايمز”، وهو محق في ذلك. إذا عُرِّف النجاح على أنه عيش حياة ذات معنى ومزاولة مهنة تشبعك داخلياً وتشعرك بالإنجاز، فحينئذ، يغدو الكفاح وتذليل العقبات أسلوباً سليماً لبناء القدرة على المثابرة وتعزيزها، وحتى تقدر ما لديك على رغم الصعوبات.

تتمثل النظرية هنا في أن الضغوط التي تمارسها الحياة عليك، تدفعك إلى المواجهة والصمود. إذ يقول دويج إن أولئك الذين تبدو عليهم ملامح “الفشل”، ممن لم يحالفهم النجاح في شبابهم ولم يحصلوا على فرصة وظيفية رائعة في مقتبل أعمارهم، يتعين عليهم البحث عن مسارهم ومغزى حياتهم. فحين يهتدون ويجدون ضالتهم، يكونون قد تدربوا بالفعل على تطويع عاداتهم وتفكيرهم الذهني لإدارة المصاعب ووضع أطر جديدة للتوقعات.

في المقابل، يكتشف لاحقاً من حالفهم النجاح في سن صغيرة أن الأمور لن تسير بشكل صحيح دائماً. إذ يجدون صعوبة في تقبل أمر كهذا، لأنهم لم يتدربوا بما يكفي على إدارة الأزمات وتذليل الصعاب.

يرتكز ادعاء دويج، إلى حدٍ ما، على تجربته الشخصية. عندما تخرّج من كلية هارفارد للأعمال (HBS)، لم يُقبَل لشغل وظائف مرموقة، وانتهت به الحال بالعمل في مجال الصحافة. ودفعته الظروف للنظر إلى أهداف أبعد من أهدافه الأصلية. وتحمّل الخيبات وراح يكتب عنها في إحدى المقالات قائلاً:

ظنَّ بعض زملائي أنني اقترفت خطأً فادحاً بتجاهلي جميع الأبواب التي فتحتها لي كلية هارفارد للأعمال في وادي السيليكون ومجال الاستثمار المصرفي وتمويل الشركات. ما لا يعرفونه هو أن تلك الأبواب، في واقع الأمر، ظلت مغلقة، وأنه نتيجة لذلك أُنقذت من إغراءات تحقيق الثراء السريع. أنا ممتن منذ ذلك الحين لحظي العاثر الذي سهّل عليّ اختيار مهنة أحببتها كثيراً.

كتب دويج أن آخرين مثله في المدرسة، ممن “أُجبروا على التكالب على العمل” والاصطدام بالنكسات والتعامل معها بعد التخرج، انتهت بهم الحال “أكثر ثراءً وأكثر قوة وسعادة من أي شخص آخر”.

الفشل الحائز جائزة

إن كنت مرتاباً قليلاً من هذه الفكرة، فهذا حقك وهو مقبول بما فيه الكفاية. فقد حاز دويج الآن جائزة “بوليتزر”. حتى في سنوات شبابه التي فشل بها-كما يُفترض- كان يُسيّر أموره على نحو جيّد. فبكل المقاييس، يعد الالتحاق في المرحلة الجامعية بإحدى الجامعات ضمن رابطة اللبلاب (Ivy League، هي رابطة رياضية تجمع 8 جامعات من أشهر وأقدم جامعات الولايات المتحدة) إنجازاً كبيراً في حد ذاته.

لذا قد تكون فكرة دويج عن النجاح متشددة وربما يكون واحداً من أولئك “المدافعين عن الحياة الجيدة بما يكفي”، الذين تحدتهم إديث زيمرمان في مقالٍ نُشر مؤخراً في مجلة “ذا كت” The Cut، موضحة أن المتفوق هو من يزعم بكل تواضع أنه يُدبر أمره ويبلي بلاءً حسناً، في حين أنه يعمل بجهد جهيد للنجاح والوصول إلى القمة. تؤكد زيمرمان أن الإنترنت مملوء بأطروحات تَأمّلِيّة ومَدْرُوسة عن مزايا الخضوع والاستسلام ومتعة الحياة المتواضعة العادية، كلها مكتوبة من قِبل أشخاص هم في الواقع ناجحون بصورة خيالية ويحدوهم طموح مُتقد.

ومع ذلك، مفهوم النجاح، هو أمر نسبي. في عالم خريجي كلية هارفارد للأعمال، كان دويج، ظاهرياً، فاشلاً وعديم الفائدة. لكن الحقيقة الكامنة في رؤيته الآن لما بدا لوهلة كحظ سيّئ، على أنه ثروة، تُثبِت وجهة نظره. إذ إن الإخفاقات التي لا تثير سخطنا، يُمكن أن تعلمنا الاستمتاع بالنجاح.

بطيء التعلّم

ثمة المزيد من الأخبار السعيدة: إنك لست بحاجة إلى تغيير مسارك لتكافح وتتعثر، لأن هذا سيحدث بطبيعة الحال لمعظمنا. فقد واجه عظماء الفشل قبل أن يأتي نجاحهم بثماره.

نشر الروائي توماس بينشون كتاباً بعنوان “بطيء التعلّم” عام 1984. ما يعد اعترافاً بتطوره ككاتب وروائي، متبوعاً بـ5 قصص، كُتِبت سابقاً قبل نشر روايته “V” التي نالت استحساناً كبيراً عام 1963. هذه الأمثلة تُثبت أن المرء لا يحتاج أن يكون رائعاً ومذهلاً من البداية كي يصبح ناجحاً. كتب بينشون قائلاً:

“قد تكون مدركاً بالفعل لتحطم الكبرياء الذي تتعرّض له عندما تضطر إلى قراءة أي شيء دَوّنَتهُ قبل 20 عاماً، حتى لو كان شيكات ملغاة. كان ردّ فعلي الأول لدى قراءة تلك القصص مرة أخرى هو “يا إلهي” مصحوبة بأعراض جسديّة ينبغي ألا نتوقف عندها كثيراً… من المُنصِفِ أنْ نُحذِّر حتى القُرّاء الأكثر تحمُّلاً من أنّ هناك بعض الفقرات أو المُقتطفات المُملّة للغاية هنا، فضلاً عن كونها تدوينات آنية ومنحرفة أيضاً. في الوقت ذاته، يتمثل أفضل أمل لي في أنّه على رغم أنّ تلك القصص تبدو بين الفينة والأخرى شاطحة وسخيفة ومتهورة، فإنها ستظل مفيدة، على رغم العيوب التي تشوبها”.

بعد ذلك، شرح بينشون بالتفصيل المشكلات المتعلِّقة بكل عمل من أعماله القصيرة بعناية فائقة. إِذْ ينتقد استخدامه اللغة والأفكار والمراجع، إضافة إلى أُسلوبه. يشير بينشون في الأساس إلى ما تُشكِّلُه كل قصة من صدمة والسبب في شعوره بالسوء لدى قراءتها مُجدّداً. إنه دليلٌ جديدٌ على أنّ البُطْءِ والاستمرارية يمكنهما الفوز بالسباق – عليك فقط أن تواصل المحاولة.

القُدْرة على التكيف هي الحلّ

يتعلم هؤلاء الذين يتأخر نجاحُهم القُدْرة على التكيف. إِذْ تفرِضْ خيْبة الأمل المُبكرة تنازلات، مثلما يشير دويج، كما تعيد تشكيل التطلُعات والآمال. ومما لا شكّ فيه أننا نشعر بالأسى بسبب حقيقة أن أفضل طريقة لاكتساب القوة، تكمن في الإخفاق والتعافي، وفي التدريب والعمل على تجاوز العقبات. لكن الواقع أن هذه المرونة أو القُدرة على التكيف بالغة الأهمية بالنسبة إلى نجاح طويل الأمد.

يقول الكاتب جيسي سوسترين، الذي يرْأَس برنامج تدريب القيادة التنفيذية في شركة “برايس ووتر هاوس كوبرز” PwC، لمُراجعة الحسابات، “تعتبر المرونة أو القدرة على التكيف من أشكال التحدي الشخصيّة”. ويرى أنها “تؤثر في كل شيء”، بما في ذلك مهارات حلّ المشكلات، والسلامة البدنية والعقلية والعاطفية، إضافة إلى الابتكار. “إن المرونة أشبه بالمؤهل الأهم المؤثر في الكثير من المهارات والقدرات ذات الصلة، التي تحتاج إلى استغلالها لكي تعمل وتدير وتقود بالصورة الصحيحة”.

تقول عالمة النفس آنا رولي، التي تتولى إرشاد المسؤولين التنفيذيين في شركات مثل “ميكروسوفت”، في ما يتعلق بغرس “الإتقان” الوجوديّ، إنّ المرونة العاطفية هي من المهارات المُكتسبة. ففي رأيها، تمنح المرونة المرءَ أساساً صلباً من القوة، وإحساساً بالأمان في عالم فوضويّ. وتكمن الطريقة الوحيدة لاكتساب هذه السمة في الإخفاق والمحاولة من جديد. ترى رولي أن “السعادة” تعد مصدراً للتشتيت والإلهاء، وفي الواقع، تتمثل أفضل طريقة لتحقيق الرضا عن الحياة في كونك شخصاً جيداً في إدارة خيبات الأمل والانتكاسات.

مشاهير تأخّر نجاحُهم

تكثر حالات النجاح المتأخر التي ازدهرت في ما بعد.

أمسكت الرسامة آنا ماري روبرتسون موسى، أو الجدة موسى، الريشة في سن الـ75 وصارت فنانة مشهورة قبل وفاتها عن عمر 101. وبدأ هارلان ديفيد ساندرز، الكولونيل الذي أسّس سلسلة مطاعم الدجاج المقلي في كنتاكي، شركته وهو في الـ65. ونشر الكاتب هاري برنستين أول قصة قصيرة له في الـ24 من عمره، فيما نشر روايته الأولى وهو في الـ90. لم تعرف جوليا تشايلد الطبخ حتى بلغت الـ40، ومع ذلك تمكنت من الهيمنة على عالم الطهْو. أما مؤسس شركة “علي بابا”، فكان طالباً فاشلاً في طفولته، ورُفِضت طلبات التحاقه بجامعة “هارفارد” 10 مرات، ولم يتمكن طوال حياته من الحصول على وظيفة، إلا أنه ثابر حتى صار أحد عمالقة الأعمال. خاض جميعهم درباً متعرجاً. لم يتوقع أحدهم النجاح والوصول إلى مبتغاه، من طريق المحاولة والفشل.

إذا نظرنا إلى الوراء، فمن الواضح أنّ هؤلاء الذين تأخّر نجاحهم لطالما امتلكوا إمكانات، لكنهم أخذوا وقتهم وحسب.

إننا نروي قصص حياتنا بأثر رجعي، ما يعني أنّ ما سيحدث مستقبلاً سيُطلعنا على رؤيتنا للحاضر. وأيّاً كان ما يحصل، لا يمكن استيعابه من المكان الذي تقف عنده. يتفهّم أولئك المحظوظون بما فيه الكفاية التعثر في شبابهم في وقت مبكر، وبالتالي يحصلون على فرصة أفضل بكتابة فصول مستقبلية مُرضية.


هذا المقال مُترجم عن qz.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.

 

مجتمع التحقق العربي | 25.04.2024

الضربات الإيرانيّة والإسرائيليّة بين حملات تهويل وتهوين ممنهجة

بينما تصاعدت حدّة التوترات الإقليمية بعدما قصفت إيران إسرائيل للمرة الأولى منتصف نيسان/ أبريل، كان الفضاء الافتراضي مشتعلاً مع تباين المواقف تجاه أطراف التصعيد غير المسبوق.