fbpx

ما هو الـBurnout أو الإرهاق الذي يدمّر حياتك؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

هل تشعر بالإحباط طوال الوقت؟ هل تعاني من أزمة حقيقية في الإنتاج والعمل والنوم والأكل والعلاقات الجنسية والعائلية؟ انتبه، قد تكون مصاباً بالـ”Burnout”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هل تشعر بالإحباط طوال الوقت؟ هل تعاني من أزمة حقيقية في الإنتاج والعمل والنوم والأكل والعلاقات الجنسية والعائلية؟ هل فقدت السيطرة على انفعالاتك وتصرّفاتك؟ أنت لست وحدك، فقد تكون كما ملايين الأشخاص مصاباً بالـburnout وهي حالة نفسية عقلية، ترتبط بشكلٍ أساسي بضغوط الحياة وظروفها، وتؤثر في قدرة الفرد على الإنتاج وإتمام المهمات اليومية المطلوبة. وقد تتحوّل الأيام إلى جحيم حقيقي، يتكرر كل صباح.

“طلّقت زوجي عام 2012 وكان عندي طفل علي الاهتمام به. كانت الصدمة أكبر مني، لا سيما أنّ عملي كان دقيقاً جداً ويحتاج إلى تركيز عالٍ، ذلك أنني كنت مديرة المحاسبة في إحدى الشركات البارزة. صرت أشعر بعجز يومي يتراكم، ولم أعد قادرة على القيام بواجباتي اليومية في العمل والحياة. صار الإحباط صديقي الدائم، والقلق رفيق دربي”.

تسرد أدريانا في شهادتها في أحد مستشفيات بلجيكا تجربتها مع الـburnout  الذي ما زالت تواصل علاجها منه. وتردف: “بقيت أتحمل هذا الوضع على مدى سنتين. كنت أحاول إقناع نفسي بأن ما يحصل لي مجرد توهم وتعب”.

ثم تستدرك: “ذات يوم، بلغ الأمر الانهيار الكبير. وصلت إلى العمل وشعرت برغبة في تكسير كل شيء. عدت إلى البيت وزرت طبيباً نفسياً وبدأت رحلة العلاج الطويلة. وتبيّن أنني أعاني من حالة متقدّمة من الـburnout. بقيت في مركز مختص سنتين تقريباً، ثمّ عدت إلى الحياة. لكنني بعد أشهر عدت إلى العوارض ذاتها. وأيقنت حينها أنني أحتاج إلى متابعة دائمة. وها أنا اليوم أتحسّن، أتابع وضعي مع مختصين وأحاول العودة إلى طفلي وحياتي كما أتمنّى”.

في أيار/ مايو 2019، أقرت “منظمة الصحة العالمية” رسمياً الإرهاق في مكان العمل كظاهرة مهنية في تنقيحها الأخير للتصنيف الدولي للأمراض. وكانت عرفت الوكالة الـburnout سابقاً بأنه “حالة من الإرهاق الحيوي”، لكن هذه المرة الأولى التي يشار فيها إلى حقيقة خطورتها وتأثيرها في حياة الشخص وفي العمل.

والـburnout كما يشرحه لـ”درج” الدكتور ميشال نوفل وهو اختصاصي صحة نفسية ومعالج نفسي سلوكي وطبيب، هو “حالة إرهاق نفسية عقلية جسدية، تسببها عوامل عدة، منها ضغوط العمل التي تفوق قدرة الشخص على التحمّل كساعات العمل الطويلة والمهمات المتراكمة، أو الدراسة، لا سيما في بعض الاختصاصات التي تتطلب جهوداً كبيرة ككلية الطب مثلاً، إضافة إلى متطلبات الحياة الزوجية والعائلية بخاصة في حال وجود أطفال صغار، إلى جانب عوامل أخرى”. وتابع: “هذه الحالة تستطيع أن تؤثر في القدرات العقلية والصحة البدنية عند الشخص، فتتراجع القدرة على التركيز ويزداد التوتر والقلق، وقد يعاني من بعض الأوجاع كالصداع، إضافة إلى الإرهاق. كما أن المصابين بالـburnout قد يعانون من تراجع الرغبة الجنسية، إضافة إلى مشكلات في الانتصاب عند الرجال واضطراب في الدورة الشهرية عند السيدات”.

ومن العوارض أيضاً “الانفعالات السريعة، واضطرابات النوم والأكل (زيادة الشهية أو تراجعها)، وترتفع بطبيعة الحال الهورمونات المرتبطة بالتوتر (stress) كالكورتيزول والأدرينالين، فيصبح الجسم في حالة فيزيولوجية غير مستقيمة، ويجد الشخص صعوبة في بدء نهاره ويجد نفسه من دون حافز أو دافع”. ويضيف نوفل: “يصبح التعب سيد الموقف إضافة إلى التشاؤم والإحباط، ما يؤثر في مختلف المهمات اليومية المطلوبة، ويؤدي إلى ارتفاع نسبة الأخطاء في العمل أو الدراسة أو حتى القيادة”.

لكن تفادي الوقوع في مثل هذه الحالة ليس مستحيلاً. يقول نوفل: “لا بدّ من ترتيب نظام الحياة اليومي بطريقة صحية وتنظيم فترات النوم وتناول 4 أو 5 وجبات يومياً”، مشدداً على “أهمية الرياضة والحياة الاجتماعية في هذا الصدد، إضافة إلى العامل الروحي كالصلاة، الذي يمكن أن يساعد في منح السلام والهدوء، إضافة إلى أهمية اللجوء إلى اختصاصي في الصحة النفسية لتخطي هذه المرحلة والعودة إلى حياة صحية”.

“ذات يوم، بلغ الأمر الانهيار الكبير. وصلت إلى العمل وشعرت برغبة في تكسير كل شيء. عدت إلى البيت وزرت طبيباً نفسياً وبدأت رحلة العلاج الطويلة”.

وفق إحصاءات منشورة، 595 ألف شخص في المملكة المتحدة وحدها عانوا من الإجهاد في مكان العمل عام 2018. كما أن الإرهاق قد ينبع من المعاملة غير العادلة في العمل، وعبء العمل الذي لا تمكن السيطرة عليه، وعدم وضوح ما ينبغي أن ينطوي عليه دور الشخص.

وعلى رغم من أن الإرهاق يمس المؤسسات من جميع الأحجام، يبدو أن المنظمات الأكبر تعاني أكثر. ووفق دراسة أجريت عام 2017، ذكر واحد من بين كل خمسة قادة في إدارة الموارد البشرية في المؤسسات التي تضم 100 إلى 500 موظف أن الإرهاق هو سبب 10 في المئة أو أقل من تراجع معدل دورة العمل، بينما يقول 15 في المئة من قادة الموارد البشرية في المنظمات التي يزيد عدد موظفيها عن 2500 موظف إن الإرهاق يؤثر 50 في المئة أو أكثر في المبيعات السنوية.

وتوقع دان شوبل، مدير الأبحاث في شركة فيشر لاستشارات الموارد البشرية، أن تتفاقم المشكلة، مشيراً إلى أن الموظفين يتعرضون في كثير من الأحيان للضغوط للحصول على أيام العطلة.

وأضاف شوبل أن التكنولوجيا تلعب أيضاً دوراً في زيادة الإرهاق، لأن الموظفين غالباً ما يتعين عليهم الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو المكالمات خارج ساعات العمل العادية.

ووفق دراسة عام 2017، 95 في المئة من قادة الموارد البشرية يقولون إن متلازمة الـburnout قد تسيء إلى أماكن العمل، فيما ذكرت “منظمة الصحة العالمية” أن الإرهاق يمنع النجاح المهني.

وقالت “منظمة الصحة العالمية” إنها تخطط لوضع مبادئ توجيهية “قائمة على الأدلة” للرفاهية الذهنية في مكان العمل. من المقرر أن تنفذ الدول الأعضاء فيها مراجعات التصنيف الدولي للأمراض بحلول عام 2022.

وإذ تعترف دول عدة في أوروبا وأميركا بالـburnout كمرض يحتاج حقاً إلى علاج وراحة وإجازة مدفوعة، لا يزال كثيرون في دول عدة يعانون بصمت، فالإرهاق الذي قد يبدو عادياً وروتينياً، قد لا يكون كذلك في الواقع…

في عيادة دكتور هنري…