fbpx

تنبهوا أيها العرب إلى الدرس التونسي!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ماذا يحدث في العالم العربي من احتجاجات شعبية واسعة النطاق في العراق ولبنان ومصر والجزائر والسودان، إن لم يكن موجة ثانية مما سمّاه الغرب الربيع العربي وسمّيته اليقظة العربية الثانية؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ماذا يحدث في العالم العربي من احتجاجات شعبية واسعة النطاق في العراق ولبنان ومصر والجزائر والسودان، إن لم يكن موجة ثانية مما سمّاه الغرب الربيع العربي وسمّيته اليقظة العربية الثانية؟ 12 من أصل 22 دولة عربية شهدت أو تشهد ثورات واسعة منذ عام 2011. ولكن الموجة الأولى انتهت في غالبيتها باضطرابات وحروب أهلية، ما سمح للقوى القائمة في العالم العربي بمخاطبة شعوبها بأن عليها القبول بهذه القوى لأن البديل هو الفوضى.
هكذا، ومن دون الالتفات إلى المشكلات التي تتعرض لها مناطق واسعة من العالم العربي، ومن دون الاعتراف بأن غياب الحاكمية الرشيدة السياسية والاقتصادية، هو ما أدى إلى الاحتجاجات الشعبية. بشرتنا قوى الوضع القائم بأن الربيع العربي تم تجاوزه، والمؤامرة الخارجية (دائماً هناك مؤامرة خارجية) تم دحرها، والمسيرة مستمرة، على رغم إخفاقاتها التي باتت واضحة وضوح الشمس، وليس بالإمكان أحسن مما كان وسيكون.

حين أطلق النهضوي العربي إبراهيم اليازجي قصيدته المشهورة، “تنبهوا واستفيقوا أيها العرب، فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب”، كان يرمي صرخة استغاثة لاستنهاض الشعوب العربية. أما اليوم فهذه الصرخة موجهة للأنظمة العربية لتغيير نهجها

نجح الخوف من الفوضى في إسكات الناس مرحلياً، ولكنه لم ينجح في حل مشكلاتهم، وها هم ينزلون إلى الشارع في دول لم تشهد احتجاجات واسعة في الموجة الأولى من اليقظة العربية. فهل يقال لنا مرة أخرى إن هذه الموجة هي الأخرى مؤامرة خارجية؟ متى نتوقف يوماً لنتحمل المسؤولية وندرك أن العالم العربي لا يستطيع بعد اليوم أن يتجاهل الاهتمام بالحاكمية، ولا يستطيع إدامة نظام ريعي انتهى إلى غير رجعة، كما لا يستطيع إسكات الناس بالقوة. تكمن في غياب الحاكمية والمؤسسات وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية أسباب مشكلاتنا، وما زلنا نرفض الاعتراف بأن إدارة الموارد والمؤسسات تتطلب حكماً تغييراً جذرياً في النهج، بعيداً من الريعية والأمن الخشن ونحو إعلاء قيم الإنتاجية واحترام التعددية والمواطنة المتساوية.
وللأسف، أصبحت المطالبة بهذه القيم في الأردن تهمة لدى البعض، تسمّى “التيار المدني”، لأن دعاة “التيار السلطوي المصلحي”، يريدون المحافظة على مصالحهم على حساب الوطن، ولأن سيادة القانون على الجميع وبناء دولة المؤسسات من شأنها تهديد هذه المصالح.
وحدها تونس تواصل إعطاءنا الدروس، ولا تجير أصواتها لأحد، وتقلب الموازين من طريق صندوق الاقتراع، ويتم تداول السلطة فيها سلمياً بين الإسلاميين والليبراليين واليساريين والمحافظين وشتى الأطياف السياسية، وفقاً لأدائها على الأرض في درس ديموقراطي بالغ الأهمية، ولكن أحداً من الأنظمة العربية لا يريد أن يسمع.
ما زال التشبث بالوسائل القديمة وبالسلطوية سمة متفشية في العالم العربي على رغم الشواهد التي تثبت فشلها، وعلى رغم الإخفاق تلو الإخفاق. وما زالت الوطنية لدى هذه الأنظمة تعرف بمدى تملق صاحبها السلطة، أما النصح الصادق فخيانة! ولكن الشمس لا تغطى بغربال. وعاجلاً أم آجلاً لا بد من مواجهة الحقيقة الساطعة، وهي أننا في حاجة إلى أدوات جديدة ضمن إطار جديد قوامه الحاكمية الرشيدة والالتفات إلى معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية وفق منظور الكفاءة والعدالة الاجتماعية. هذا ما سيحفظ الاستقرار وليس التشبث بمقولة الأمن والأمان التي ما عادت وحدها تصلح لعالم اليوم كما ترينا الدول من حولنا.
حين أطلق النهضوي العربي إبراهيم اليازجي قصيدته المشهورة، “تنبهوا واستفيقوا أيها العرب، فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب”، كان يرمي صرخة استغاثة لاستنهاض الشعوب العربية. أما اليوم فهذه الصرخة موجهة للأنظمة العربية لتغيير نهجها بعدما استفاقت شعوبها ولم تعد ترضى بما رضي به آباؤها وأجدادها.

تفكيك الركبان… خطّة روسيا “اللاإنسانية” لسحب البساط الأميركي

مجتمع التحقق العربي | 25.04.2024

الضربات الإيرانيّة والإسرائيليّة بين حملات تهويل وتهوين ممنهجة

بينما تصاعدت حدّة التوترات الإقليمية بعدما قصفت إيران إسرائيل للمرة الأولى منتصف نيسان/ أبريل، كان الفضاء الافتراضي مشتعلاً مع تباين المواقف تجاه أطراف التصعيد غير المسبوق.