fbpx

طلاب لبنانيون عالقون في الخارج: نفدت أموالنا ولا مساعدات!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“اللبناني بلبنان مذلول وحالياً عم ينذل برا”. بهذه العبارة اختصر الطالب حسن حديد الوضع المأساوي الذي يعيشه طلاب لبنانيون في الخارج في ظل جائحة “كورونا” والوضع الاقتصادي السيئ

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“اللبناني بلبنان مذلول وحالياً عم ينذل برا”. بهذه العبارة اختصر الطالب حسن حديد الوضع المأساوي الذي يعيشه طلاب لبنانيون في الخارج في ظل جائحة “كورونا” والوضع الاقتصادي السيئ، إثر انخفاض سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار وحجز ودائع الأهالي في المصارف وصعوبات تحويل الأموال للطلاب. 

يعيش الطلاب المغتربون على تحويلات أهاليهم لتأمين إيجار السكن وأقساط الجامعات وغيرها من المصاريف، إلا أن تلك الأموال محتجزة في المصارف اللبنانية التي تمنع التحويل، وبالتالي يعيش هؤلاء الطلاب من دون مردود! “تكتّل الطلاب اللبنانيين المغتربين” وجه رسالة مفتوحة إلى أصحاب القرار في لبنان، وزارة المالية، وزارة الخارجية، مصرف لبنان، جمعية مصارف لبنان، حاكم مصرف لبنان، المعنيين في الحكومة، حول حرمان الطلاب من التحويلات المصرفية، ما يهدد مستقبلهم التعليمي ويحرمهم من تأمين حاجاتهم الضرورية.

الفوائد على السحوبات المالية لم تقتصر على عمليات السحب في لبنان بل شملت الطلاب في الخارج أيضاً. هذا ما حصل مع الطالب م.ر. (سنة أولى اقتصاد في إيطاليا)، عندما اكتشف أنه مع كل عملية سحب من حسابه في بنك بيروت (الطلاب في إيطاليا مجبرون على فتح حساب في بنك بيروت) عبر الـATM يتم حسم 5 يورو مباشرة من حسابه، في الوقت الذي هو بأمس الحاجة إليها. ومع اقتراب نهاية العام الدراسي لم يعد في حسابه إلا القليل الذي إما أن يدفعه إيجاراً للمنزل أو يؤمن به قوت يومه، ولم يستطع والداه تحويل المال له. 

يقايض م.ر. اليوم كل ما لا يحتاجه من الأشياء التي يمتلكها مقابل أشياء هو بحاجة إليها مع أصدقاء له في السكن كي يستمر. 

“نحن بحاجة لبريق أمل يرجعنا على لبنان. العام الدراسي أوشك على الانتهاء ولم يعد بمقدورنا البقاء هنا من دون أي مورد مادي… يجب تأمين إما العودة أو المال”، يقول م.ر. 

يعد مطلب هؤلاء الطلاب بسيطاً جداً أو هو أقرب إلى أن يكون حقاً من حقوقهم، ألا وهو إيجاد آلية لتحويل مصاريفهم وأقساطهم، مع وضع حد لتواطؤ السلطة مع المصارف في رفض رفع القيود عن التحويلات إليهم أو معاملتهم أسوة بزملائهم في الجامعات الخاصة في لبنان التي تتقاضى أقساطها بسعر الصرف الرسمي 1515 ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد. 

 الدولة تخلّت عن الطلاب، “وأصبح همها تأمين مصالح الكارتيلات تحت مسميات تأمين الوقود والمواد الغذائية والمواد الأولية الصناعية، بموجب قوانين وقرارات تجاهلت هذه الفئة المهدد مصيرها ومستقبلها بالضياع”.

عبر فيديو مسجل نشر على صفحة “تكتّل الطّلاب اللّبنانيين المغتربين” على “فايسبوك”، روت شهرزاد رحمة طالبة دكتوراه سنة أولى في علوم المعلومات في كندا معاناتها منذ بداية انتشار فايروس “كورونا”. فبعد حصولها على منحة مقدمة من الجامعة اللبنانية، قُبل انتسابها الى الجامعة في كندا، إلا أن المشكلة كانت بحصولها على المنحة من الجامعة اللبنانية على دفعات بالليرة اللبنانية. ومع استمرار انخفاض سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار كانت شهرزاد تخسر من قيمة الدفعة كل مرة أكثر من السابق، إلى أن وصل بها الحال إلى فقدان كامل قيمتها الشرائية وبات يصلها “فتات” من المنحة بحسب وصفها. 

“لم أعد قادرة على دفع إيجار المنزل، ولا حتى قسط الجامعة. كل ما بحوزتي الآن هو القليل من المال لأشتري به قوتي اليومي”. وتضيف: “إلى هذه الدرجة نحنشعب متروك”.

ليس بوسع شهرزاد ومن يعيش حالتها اليوم من طلاب لبنانيين حول العالم إلاّ أن يدعوا الى فك أسر التحويلات المصرفية بسعر صرف الدولار الرسمي. هي معاناة تتفاقم يوماً بعد يوم، وتهدد مستقبل آلاف الطلاب اللبنانيين وتضعهم وذويهم تحت ضغط كبير، له تداعيات صحية ونفسية وإنسانية، بخاصة بعد فشل الحكومة في إجلائهم وعجزهم عن دفع تكاليف بطاقات السفر الخيالية.

الأهالي يستنجدون!

لجنة أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج طالبت بدورها مجلس النواب بإقرار “تأمين تحويلات للطلاب الموجودين في الخارج، بسعر الصرف الرسمي، ضمن الإمكانات المتاحة أسوة بالقطاعات الحيوية المدعومة”، وذلك مراعاة “لأوضاع الأهالي المادية. وهم بغالبيتهم من ذوي الدخل المحدود، ومن الموظفين، والذين لا يمتلكون حسابات مصرفية بالدولار”.

ورأت اللجنة أن الدولة تخلّت عن الطلاب، “وأصبح همها تأمين مصالح الكارتيلات تحت مسميات تأمين الوقود والمواد الغذائية والمواد الأولية الصناعية، بموجب قوانين وقرارات تجاهلت هذه الفئة المهدد مصيرها ومستقبلها بالضياع”.

المحسوبيات في رحلات الإجلاء 

“في ناس رجعوا على لبنان أوضاعهم كتير منيحة مش بحاجة يرجعوا بينما نحنا ما حدا سأل فينا”، يقول حسن حديد طالب سنة ثالثة، إدارة أعمال في فرنسا.

“كان يفترض إجلاء الذين يعانون من أوضاع صعبة صحياً واقتصادياً، ومن تراكمت عليهم الإيجارات، لكن ما حصل في رحلات الإجلاء لم يكن كذلك، بخاصة في الرحلة التي كانت مدعومة من مؤسسات الوليد بن طلال… معظم الركاب كانوا من ميسوري الحال وكان هناك تدخل واضح للأحزاب في عملية الإجلاء… وبذلك حرم الكثير من الطلاب من العودة”، يتابع حسن.

لم يستفد حديد كما معظم زملائه من الرحلة المدعومة واضطر أن يستدين 1100 يورو من أحد الميسورين هناك كي يعود إلى لبنان، بعدما ضاقت سبل العيش في فرنسا.

يتحدث طلاب لبنانيون في الاغتراب عن مبادرات فردية من لبنانيين ميسورين، يقدمون يد المساعدة من خلال مبالغ مالية تعينهم على الصمود حتى اليوم في الوقت الذي لم يلقوا أي تجاوب من السفارة اللبنانية في أي من هذه البلدان من أجل المساعدة حتى الساعة. 

“إذا بينحل موضوع التحويلات ما حدا بيرجع”. بهذه العبارة ختم حسن رسالته. 

الطلاب اليوم أطلقوا معركة المواجهة مع السلطة لنيل حقوقهم المتوجبة عليها، لتتوسّع دائرة التصعيد جغرافياً عبر حملة إلكترونية انطلقت من فرنسا لتصل إلى ألمانيا، جورجيا، إيطاليا، إسبانيا، لندن، روسيا، أوكرانيا، الأرجنتين وكل بلد يضم على أراضيه طالباً لبنانياً.

“كيف للمسؤولين اليوم وأصحاب القرار أن ينسوا أنّ ثروة لبنان الاستراتيجيّة تكمن بخيرة طلّابه المنتشرين في أصقاع العالم؟! وماذا ينتظرون لرفع المعاناة عن أبنائهم في الغربة؟!” سؤال طرحه بيان “تكتل الطلاب اللبنانيين المغتربين”. فهل ترتقي الحكومة اللبنانية اليوم إلى المستوى المطلوب من المسؤولية وتسارع في إيجاد الحل؟ 

مجتمع التحقق العربي | 25.04.2024

الضربات الإيرانيّة والإسرائيليّة بين حملات تهويل وتهوين ممنهجة

بينما تصاعدت حدّة التوترات الإقليمية بعدما قصفت إيران إسرائيل للمرة الأولى منتصف نيسان/ أبريل، كان الفضاء الافتراضي مشتعلاً مع تباين المواقف تجاه أطراف التصعيد غير المسبوق.