fbpx

رامي مخلوف في العراء منتظراً المهدي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

كانت بداية النهاية لرامي مخلوف عندما توفّيت خالته أنيسة مخلوف والدة بشار الأسد، فانتقلت الزعامة النسائية في القصر الجمهوري من أنيسة مخلوف إلى أسماء الأسد، التي يبدو أنّها تعمل على إعادة هيكلة الاقتصاد السوري…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لا مستجدّات مفصلية حول الأزمة التي اندلعت بين رامي مخلوف وأسماء الأسد الصيف الماضي، سوى أن مخلوف ظهر أخيراً ثلاث مرّات وهو يقول ضمنياً إنّ لا حول له ولا قوّة إزاء ما فعلته الأسد به.

منذ اندلاع الأزمة بين مخلوف والنظام السوري على خلفية طلب “الهيئة الناظمة للاتصالات” السورية ضرائب باهظة من شركة “سيريتل” التي يملكها مخلوف، تم الحجز على أمواله ومنعه من السفر وتجميد أنشطة شركاته ومصانعه ووضع حارس قضائي على “سيريتل”، إضافةً إلى سحب استثماراته من الأسواق الحرة وغيرها من المنشآت. باختصار تم تحويل رامي مخلوف إلى ذئبٍ مخلوع الأنياب والمخالب.

الظهور الجديد لمخلوف يؤكّد عجزه عن مواجهة نفوذ أسماء الأسد المتصاعد، ويبدو أنّه اقترب من تحقيق غايتها وهي “التنازل عن شركة سيريتل”.

رسائل غريبة ومتسلسلة

في آخر رسائله عبر صفحته في “فايسبوك”، كشف مخلوف عن بيع منزله وممتلكاته بعقود مزوّرة من قبل “تجّار الحرب”.

وقال مخلوف: “أرسلت كتاباً إلى الرئيس الأسد، بصفته رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس السلطة التنفيذية والعسكرية والأمنية”.

وتابع في رسالته: “الأمر وصل مع هؤلاء العصابات (أثرياء الحرب) إلى تنفيذ تهديداتهم بسبب عدم تنازلنا عن الشركات والأملاك، وقاموا ببيع أملاكي وشركاتي وصولاً إلى منزلي ومنزل أولادي بعقود ووكالات مزوّرة”.

وخاطب مخلوف الأسد: “إذا كان يا سيادة الرئيس يرضيك ذلك، فلا كلام لي بعد ذلك”.

وأضاف: “المحامون باتوا مهددين ولا يتجرأ أحد منهم على الدفاع عن حقوقنا حتى ولو سُمح لهم بذلك، ويقابل ذلك تمتع تلك العصابات بسلطات واسعة، من أهمها السلطة الأمنية التي هي سيف مسلّط على رقاب الجميع من دون استثناء، إضافة إلى توقيف أي معاملة لنا أمام أي جهة حكومية”.

وأشار مخلوف إلى أن “العصابات” وبالاتفاق مع جميع الجهات الرسمية العامة، عملت على تزوير عقود ووكالات بيع وتسجيلها بتواريخ قديمة تعود إلى عامين سابقين، وذلك بهدف دحض كل ادعائنا كونها تحمل تواريخ لاحقة لتواريخهم المزوّرة تلك، ولمحاولة تمتين أساليب احتيالهم وتزويرهم، والقوننة الشكلية لبيع أموالنا التي لم نقم ببيع أي منها”.

كما اقتحم عناصر الأمن مقر أحد مكاتبه، واستحوذوا على جميع وثائق شركاته، بما فيها اجتماعات الهيئات العامة لتلك الشركات وسجلاتها التجارية، الأمر الذي يتيح حرية تزوير اجتماعات الهيئات العامة وقرارات مجالس إدارات تلك الشركات، بما يتوافق مع تلك الإجراءات والقرارات المزوّرة بحسب الرسالة ذاتها.

قبل هذه الرسالة، خرج مخلوف بمقطع فيديو غريب من نوعه، تحدّث فيه عن إيماءات دينية غير مفهومة، إذ دعا السوريين إلى “الدعاء لمدة 40 يوما اعتباراً من منتصف الشهر الحالي” للتخلّص من الكوارث الآتية في هذا العام، وقال: “إن عام 2021 سيكون مفصلياً وسيشهد كوارث كبرى” مشيراً إلى النبوءات الدينية التي تتحدث عن ظهور “المهدي المنتظر”، أو نزول “السيد المسيح”. 

وفي 14 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي نشر مخلوف رسالة موجّهة للأسد عنوانها “من خادم العباد إلى رئيس البلاد”، وطلب من الأسد “فتح صفحة جديدة لسوريا وكل السوريين”.

إقرأوا أيضاً:

“تجّار الحرب” الذين أطاحوا بمخلوف وغيره

يبدو أن أسماء الأسد خلقت جيلاً جديداً من التجّار الذين يعملون تحت إمرتها، وهم تماماً من وصفهم مخلوف بـ”تجّار الحرب”.

بالعودة إلى الفئة البرجوازية السورية، فيمكن تقسيمها اليوم إلى قسمين، الأول يمثّل “البرجوازية القديمة” التي يتزعمها مخلوف، هذه الفئة ملت التجّار السوريين الذين كانوا يسيطرون على السوق منذ حقبة التسعينات، أي قبل اندلاع الحرب، وهؤلاء تبدّدوا في السنوات الأخيرة بين من فرَّ بثروته خارج البلاد، ومن حُجز على أمواله ومن بات يعمل ضمن هامشٍ ضيّق في مناطق سيطرة النظام السوري.

أما الفئة الثانية فتمثّل “برجوازيي الحرب السورية” وهم مجموعة شخصيات لم يكن يعرف السوريون عنهم أي معلومة، وبالأحرى لم يكن لهم أي نشاطٍ في عالم “البزنس” قبل الثورة، لكنّهم خلال سنواتها ظهروا بمليارات الدولارات وهم يسيطرون على القطاعات كافة.

بالتأكيد ظهور هؤلاء لم يكن اعتباطياً، فهو جاء في البداية على حساب تقلّص نفوذ “البرجوازيين القدامى”، ثم إنهم في الغالب لا يعملون لمصلحتهم الشخصية، بل تقف وراءهم شخصيات لا تريد إبراز نفسها، ومنها أسماء الأسد.

كانت بداية النهاية لرامي مخلوف عندما توفّيت خالته أنيسة مخلوف والدة بشار الأسد، فانتقلت الزعامة النسائية في القصر الجمهوري من أنيسة مخلوف إلى أسماء الأسد، التي يبدو أنّها تعمل على إعادة هيكلة الاقتصاد السوري من خلال خلق واجهات اقتصادية تسيطر على البلاد بالنيابة عنها.

“صبيان” أسماء

من بين “تجّار الحرب” الجدد، خضر أبو علي، يُعتبر من “صبيان” أسماء الأسد المدلّلين، فهو يملك سلسلة شركات من بينها شركة “إيما تيل” للخدمات الخليوية، والتي يُرجّح أن تكون أسماء الأسد مالكتها الحقيقية، وهذه الشركة نجحت في تحدّي العقوبات الأميركية مرات عدة، آخرها كان إدخال هواتف “آيفون 12” إلى سوريا كأول دولة عربية تبيع منتجات “آبل” الجديدة في أسواقها.

بالتزامن مع تحدّث مخلوف عن اقتحام منزله وشركاته وسرقة الوثائق منها، تردّدت معلومات من مصادر متقاطعة من العاصمة دمشق تفيد بأن الجهة التي اقتحمت منزل مخلوف في ضاحية يعفور الفاخرة قرب دمشق هي خضر أبو علي ومجموعة من رجاله المقرّبين من الأمن السوري، وكان هدف الاقتحام هو تحصيل أي وثائق مهمة لتزويرها لتكون مفيدة في الطريق إلى الهدف النهائي وهو “شركة سيريتل”، ولكن “درج” لم يتمكّن من تأكيد هوية الجهة التي نفّذت الاقتحام.

يبدو أن أسماء الأسد خلقت جيلاً جديداً من التجّار الذين يعملون تحت إمرتها، وهم تماماً من وصفهم مخلوف بـ”تجّار الحرب”.

إلى جانب أبو علي يبرز اسم رجل الأعمال مهنّد الدباغ، وهو بالمناسبة ابن خالة أسماء الأسد ويملك شركة “تكامل” السورية، والتي تسلّمت من الحكومة مشروع “البطاقة الذكية” من أجل توزيع الخبز والوقود والمواد الغذائية المدعومة على المدنيين.

يُضاف إلى هؤلاء كلٌ من سامر الفوز الذي يوصف بأنّه “رامي مخلوف الجديد”، إضافةً إلى حسام قاطرجي عرّاب صفقات النفط مع تنظيم “داعش” عندما كان الأخير يسيطر على دير الزور.

يبدو أن أسماء الأسد فكّرت جيداً قبل إعادة الهيكلة هذه، فسيطرتها على مقدرات البلاد من خلال هذه المجموعة من الواجهات الاقتصادية، أفضل بكثيرٍ لها من جعل النفوذ المالي بأيدي عائلة مخلوف.

إقرأوا أيضاً: