fbpx

غزة ليست أجمل المدن… لكن أهلها يحبونها

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لم تكن حياتنا مثالية يوماً ما، لم ننعم بالسلام قط، حياتنا صعبة، فيها من العثرات ما يدفعنا للتفكير بالهجرة في اليوم ألف مرة، ثم نتراجع مع سكون الليل ونسيم البحر الذي نحب.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

المرحلة الأولى

إنه 29 شهر أيار/ مايو، قصدت مركز المدينة في حي الرمال السكني والتجاري. لم تكن الطريق سهلة من حي تل الهوا في غرب المدينة إلى وسطها، بسبب الإغلاق الإجباري بركام المباني المُستهدفة بالقصف الإسرائيلي أو بسبب دمار البنية التحتية. وصلت أنا وشقيقتي إلى البوابة الخلفية لمبنى “كابيتال مول”، وهو من أحدث المباني في تلك المنطقة الحيوية. يضم عدداً من المحال التجارية ويحتوي ردهة للمطاعم، إضافة إلى عدد من المكاتب والقاعات والعيادات. يحيطه كذلك، أو كان يحيطه، عدد من المحال التجارية والمباني السكنية، ويقابله برج الشروق سابقاً، البرج الذي كان أحد معالم حي الرمال ويتكون من 14 طبقة، واليوم هو كومةً من الحجارة، إذ تضررت المنطقة المحيطة به، وهو واحد من خمسة أبراج سكنية تم تدميرها بالكامل خلال العدوان الأخير.

المرحلة الثانية

تجولنا في داخل المول، زرنا عدداً من المحال التي تبيع الملابس التركية وسمعنا الكثير من الأغاني التركية التي لم أفهمها مطلقاً. يعتقد أصحاب المحلات أن هذه الأغاني تثبت هوية العلامات التجارية التي يبيعونها. أكملنا جولتنا، تفوح رائحة الأطعمة من ردهة المطاعم المكتظة بالناس، حيث يعلو الضجيج ويختلط مع صوت الأغاني التركية، بينما يتجول الأطفال حاملين أكياس الهدايا والبالونات. قررت الخروج من المبنى لشراء بعض الحاجات فقصدت محل الشرفا للقطنيات المجاور للكابيتال مول. مع استمرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تصل إلى 16 من أصل 24 ساعة وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، تتكدس أكوام الغسيل من دون حل، فقد يحدث أن تصل الكهرباء ونحن نائمون، لذلك نحتاج إلى المزيد من البدائل. 

المرحلة الثالثة

وصلت إلى البوابة الزجاجية السميكة التي يقف عندها رجل حراسة، ومع أول خطوة خارجها رأيت عالماً موازياً من القهر، كل ما رأيته للتو في الداخل هو فقاعة، فقاعة صنعتها الموسيقى والديكورات. كيف بإمكان تلك العوامل (الصوت، الصورة، الرائحة) أن تخلق تلك الفقاعة، وأن تسحبني إلى داخلها؟! وما إن تابعت خطواتي كانت تتعالى أصوات العمال والجرافات وهم يزيلون ركام برج الشروق. كانت شمس حامية، كانوا يتصببون عرقاً، وبدوا عابسين جداً، بينما يتزاحم المارة على الرصيف الذي كان واحداً من أجمل أرصفة المدينة. يعبر المارة عن صدمتهم بكلمات مثل: “يا حرام، لم أتوقع ذلك، أول مرة أزور المكان”، ثم يطأطئون رؤوسهم ويحثون الخطى. يسيرون في طوابير غير منتظمة، يصطدمون ببعضهم ويتعثرون بالحجارة والأسلاك وخراطيم المياه المنتشرة على الرصيف. مساء يوم الأربعاء الموافق 13/5/2021، تم تحذير برج الشروق بضرورة إخلائه قبل أن تقصفه طائرات إسرائيلية. كانت مهلة زمنية بسيطة قبل أن يتم استهدافه بعدد من الصواريخ،  ليسقط البرج صريعاً كما سقطت محلات مجاورة له، كما يسقط أي فلسطيني في هذه المعركة. 

المرحلة الرابعة

المفارقة أن هذه ليست المرة الأولى التي أقصد فيها المكان بعد دماره، فقد شاركت قبل أيام في حملة لتنظيف هذا الشارع بالتعاون مع بلدية غزة تحت عنوان #حنعمرها، وزرته لاحقاً لأغراض العمل الصحافي، رأيت هذا الشارع، لكنني لم أعش هذا المشهد المتناقض، لذلك يبدو أن خلية ما في دماغي قد انفجرت للتو، فصمت الكون حداداً للحظة. أقف حائرة أمام محل “الشرفا”، كنت أعلم أنه تضرر كثيراً، وجدته فارغاً تماماً، تحيطه محلات كثيرة مدمرة. كل واحد يعلق لافتة باسمه ورقماً للتواصل معه. أنا الآن في منتصف تلك الطوابير البشرية، تزاحمني الأكتاف وتقطع أصوات الجرافات وأبواق السيارات التي تكدست بسبب إغلاق الطريق، لحظة الحداد والحيرة، عدت مسرعة إلى داخل الكابيتال، إلى داخل الفقاعة، كانت شقيقتي واقفة بانتظاري، قلت لها: أنا مصدومة، فردت: وأنا كذلك.

المرحلة الخامسة

غادرنا المكان، تقود هي السيارة ونصمت، نعلق مع آخرين في الطريق، تتعالى إحدى الأغنيات من سيارة مجاورة وتقول شقيقتي: “منذ العدوان لم أفتح أغنية في سيارتي، أشعر بأنني أخذل حزن الأمهات على أولادهن”. تتحرك السيارات رويداً رويداً، فقد كانت الطريق في ذلك المربع المدنيّ مدمرة وشبه مغلقة، المباني المُنهارة والتي على وشك الانهيار تحاصرنا، لافتات عُلقت على مبانٍ كثيرة “مبنى متضرر للإزالة احذر الاقتراب”، خطوط المياه ما زالت تُطل من باطن الأرض، والمياه راكدة في بعض الزوايا، خطوط الكهرباء المتقطعة، والكثير من العمال ومزودي الخدمات على الطريق يحاولون إصلاح الفوضى. صحيح أن الجهات المختصة تؤدي دورها على أكمل وجه لكن الإمكانات شحيحة جداً بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 14 عاماً، ما أثر سلباً في معدات البلديات والشركات الخدماتية.

المرحلة السادسة

للوصول إلى بيت العائلة مشينا فوق الركام والرمال والدماء وآثار أقدام من كانوا أحياء هنا، كان أبناؤنا وبناتنا في انتظارنا. لاحقاً غادرت أنا وعلياء وجمال، أقود سيارتي صامتة تماماً، فيما يتحدثان بصوتٍ عالٍ. كان قلبي يؤلمني ولا أقوى على سماع أي صوت، توجهت إلى المطبخ مباشرة، كانت القطتان جائعتين وضعت لهما الطعام، ثم أعددت الطعام للجرو الذي تبنيناه قبل العدوان بأيام. كل ذلك وأنا ما زلت أرتدي ملابسي وأحمل حقيبتي. كانت القطتان تأكلان، أنظر إليها وأفكر في أبو الليل، قط هلي الذي مات بعد العدوان بيومين، مات خوفاً، بعدما أمضى الحرب ملازماً لنا، كنت اسمع دقات قلبه عالية ومضطربة، بالكاد كان يأكل، ويرتعد جسمه مع كل صوت انفجار، تقول أمي. أذكر أن قططيّ فعلتا ذلك وأذكر انين الجرو الصغير ليلاً، ما دفعني للتواصل مع الجمعية الوحيدة لرعاية الحيوانات في القطاع عبر “فايسبوك”، وكانت الإجابة أن الجرو خائف.

إقرأوا أيضاً:

المرحلة السابعة

مؤلم جداً أن تتخيل حجم معاناة البشر والشجر والحجر والحيوان في هذا العدوان. يوم 16/5/2021، انتشرت صورة لزوجي وهو يرتدي درع الصحافة، كان في مهمة عمل في شرق بيت حانون بعد ليلة مرعبة، استهدف فيها مربع سكني بقصف عشوائي من دون تحذير. في ذلك اليوم فقدنا عدداً من الأعزاء، هرب الناس تحت جنح الليل حفاة وتوجهوا للاحتماء في مستشفى المدينة. في الصباح توجهت طواقم الإعلام لتغطية الحدث، وفي ظل هذه البشاعة كان أحد الكلاب لا يقوى على الحراك، مصدوماً. تقدم زوجي نحوه وسقاه من زجاجة صغيرة، التقط زميله صورة له، ولعلني أجدها من أجمل ما قد تكون عليه الإنسانية، فالإنسان يرى أن كل الأرواح مقدسة بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى. خلال العدوان أغلقت المعابر التجارية، ومنع دخول الوقود ومواد أخرى ومنها الأعلاف ما أثر في قطاع المزارع بشدة وتسبب في نفوق آلاف الدواجن، نحن نتعامل مع عدو يقايضنا بشكل يومي على مقومات الحياة الأساسية ولا يرانا بشراً.

المرحلة الثامنة

خلال آخر أيام العدوان وما بعده، كنت أعمل على جمع قصص من الأطفال لتوثيق معاناتهم الخاصة، شهادات الأطفال الذين قابلتهم تتردد في عقلي، الأمان والخوف أكثر الكلمات تكراراً، وجميعهم ما زالوا يعانون من آثار ما بعد الصدمة ويحتاجون إلى تدخل نفسي عاجل ومكثف. ما كان يرهقني في البداية، هو تفسير تعبيرات الأطفال اللفظية، فقاموس الأطفال اللغوي محدود، الخوف مثلاً يعبرون عنه بكلمات مثل: “خفت، كنت أرجف، أسناني كانت تخبط في بعضها، شعرت بالبرد الشديد، كنت أصرخ، لا انام الا في حضن أمي، لا آكل، الكوابيس، أكره الصوت العالي وغيرها”. قابلت أطفالاً يعيشون في مراكز الإيواء الموقتة، تجاوزوا العشرة أعوام، كانوا يشكون من قذارة الحمامات وسوء المكان وعدم آدميته، كانوا يرغبون في العودة إلى بيوتهم لا أكثر، أجمل امنياتهم لم تكن أمنيات طفولة وإنما امنيات الناجي من الموت.

المرحلة التاسعة

تتردد أصوات شهادات الناجين من المجازر. كثيرون تحدثوا عن كيف كانوا يسمعون أصوات أفراد عائلاتهم على قيد الحياة قبل أن تختفي أصواتهم إلى الأبد تحت الركام… رجل وطفلته هما الناجيان من عائلة اشكنتانا، يقول الرجل للصحافة: “وقعت على رجلي ويدي عمود من الاسمنت، كان أولادي حولي أسمع أصواتهم وأنادي عليهم لكن لم أكن أستطيع الحراك، وكانت أصواتهم تختفي”. لا أستطيع تخيل كم مرة تمنى هذا الرجل لو أنه لم ينجُ، بسبب المرارة التي تنخر قلبه. أفكّر، كيف مضت تلك الأرواح الخائفة إلى مثواها؟ كيف كان خروجها الأخير من الحياة؟!  وماذا عنا نحن الناجين؟ 

المرحلة العاشرة

حسناً، نحن الناجين نحاول تحقيق العدالة. في 27 أيار، أقر مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جلسة خاصة، تبني قرار بإنشاء لجنة تقصي حقائق في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية واسرائيل، وقد كان لي شرف الإدلاء بمداخلة حول أوضاع النساء في ظل العدوان. في السابق تم إقرار لجان تقصي حقائق لانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة (تحديداً قطاع غزة) وإسرائيل. لكن هذه المرة الأولى التي تمتد صلاحيات لجنة التحقيق إلى مناطق الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 48  وقطاع غزة، فجميع الجبهات الفلسطينية كانت مفتوحة في مشهد جامع لم يتكرر منذ الانتفاضة الثانية أي منذ عام 2000. وعلى رغم أن هذا القرار يُعد خطوةً أخرى على طريق محاسبة دولة الاحتلال، إلا أنه كخطوات سابقة، يحتاج إلى الإرادة وقيادة تستثمر فيه، بخاصة بعد صدور التقرير، ففي السابق امتلكنا تقرير غولدستون، وقد خذلتنا القيادة الفلسطينية في استثماره دولياً، في حين تواطأ المجتمع الدولي بصمته وعدم اتخاذه موقفاً حاسماً من ممارسات إسرائيل.

المرحلة الحادية عشرة

في ليلة 30 أيار، تراسلني صديقة، تطلب شهادتي حول استهداف برج السوسي المجاور لبيتنا، أرحب بها وترسل الاسئلة، يمر يومان، اقرأ خلالها السؤال الأول ولا أستطيع الإجابة. يطلب السؤال تحديد تاريخ الحدث، لم أستطع تحديد هذه التفاصيل بسهولة! شعرت بالهلع، وبعثت لها رسالة صوتية للاعتذار، بعد دقائق كتبت لي: “لا عليكِ، أقدر جداً ما تمرين به، إن شعرت أنك قادرة على ذلك لاحقاً ابلغيني”. رسالتها القصيرة جداً ابهجتني، كنت قد فقدت الأمل في ممارسات بعض الصحافيين مع الضحايا، كأن يعيدونهم إلى مربع الصدمة للخروج بمادة إعلامية أو صورة أو اقتباس لقصة ما، كل ذلك أراه انتهاكاً صارخاً لمبدأ عدم الضرر والخصوصية. يقول البعض: ” لكنهم موافقون”، وأقول أنا لكنهم مصدومون، كيف يعقل أن تأخذ صوراً للأطفال وهم يلعبون بصاروخ لم ينفجر، كيف يعقل أن تحتفل بطفلة فقدت عائلتها على ركام منزلها وتقدم لها كعكة عيد ميلاد؟ كيف يعقل أن تصور طفلاً أو مصاباً في حالة صدمة بعد انتهاء لحظة الحدث والانفعال الأول، كيف يمكن أن تكون مهنياً من دون أخلاق!

المرحلة الثانية عشرة

أما عن شهادتي، فكل ما أذكره أنني غفوت لأقل من ساعة بعد طلوع الشمس، واستيقظت على وقع انفجارات متتالية، كان أولادي نائمين، لم أعرف ماذا أفعل، كنت عاجزة تماماً، الأصوات قريبة جداً وشديدة جداً، الأولاد يبكون، يهاتفني سالم (زوجي الصحافي) قائلاً: “نحن محاصرون في المكتب، نحن خمسة صحافيين ومعداتنا، لا نستطيع الإخلاء، الوضع غير آمن والطرق المحيطة جميعها مدمرة، حاولي التواصل مع أحد لإخلائنا”. بعد أقل من ساعة أخرجهم الصليب الأحمر من هناك، ونُقلوا إلى مستشفى الشفاء، عانى اثنان من الطاقم من تشنجات ولم يستطيعا النزول من الاسعاف إلا بمساعدة الممرضين وزملائهما. تم إسعافهما وعادا إلى الديار، على أن يعودا إلى العمل في صباح اليوم التالي. لكن الجميع عادوا إلى العمل مع حلول مساء اليوم، فالوضع لا يحتمل إنهاء التغطية. 

خلال هذا العدوان بلغ عدد المؤسسات الصحافية التي فقدت مكاتبها وشركاتها في استهداف الأبراج الكبرى مثل الشروق، الجوهرة، الجلاء، 35 مقراً ومؤسسة اعلامية بشكل كلي، و9 مقرات بشكل جزئي، كما تم تدمير 11 مقراً لشركة إنتاج إعلامي وفني ودور نشر وطباعة.

المرحلة الثالثة عشرة

أكتب الآن مقالي وأنا أتابع خبر مغادرة الوفد المصري الأمني لقطاع غزة في 31 أيار 2021، ، يظهر رئيس مكتب “حماس” في قطاع غزة يحيى السنوار في فيديو قصير ينتشر كالنار في الهشيم يقول لسكان قطاع غزة: “احفظوا رقم 1111 جيداً، إنه وعد مقاومتكم لكم”. أشاهد الفيديو وأتابع التحليلات كأي مواطن يسأل عن مصيرنا المُعلق كالعادة على جناح فراشة، وآمالنا التي لا تعدو كونها حقوقاً أصيلة لننعم بالكرامة الإنسانية. في إحدى المقابلات التلفزيونية بعد انتهاء العدوان سألني المذيع: بعد ما يقارب يومين على وقف إطلاق النار… ما هو الوضع؟ كيف تغيرت حياتكم، هل أصبحت أفضل؟ أجبته: للأسف لم يتغير شيء للأفضل، هذا وقف إطلاق نار فقط، ما زال الحصار مستمراً، كل شيء تتحكم به إسرائيل، ما زلنا لا نستطيع الدخول أو الخروج من القطاع، سماؤنا ليست لنا، والقيود على البحر مفروضة، أيرز وكرم ابو سالم مغلقان اليوم، نقص الماء مستمر، الكهرباء ما زالت مقطوعة، الدمار كما هو وأحبابنا رحلوا… الوعود الدولية بالإعمار كثيرة لكنها مشروطة بمسار سياسي ومعقدة، كل ما نتمتع به اليوم هو القدرة على الخروج من بيوتنا واستكمال الحياة اليومية فقط، نهنئ بعضنا بأننا ما زلنا على قيد الحياة…

المرحلة الرابعة عشرة 

على رغم المآسي الآنف ذكرها، نعلم نحن الناجين من الموت في هذه الجولة بأن “غزة ليست أجمل المدن، وليس شاطئها أشد زرقة من شواطئ المدن العربية…”، كما يقول درويش، ولكنها مدينة يحبها أهلها. لم تكن حياتنا مثالية يوماً ما، لم ننعم بالسلام قط، حياتنا صعبة، فيها من العثرات ما يدفعنا للتفكير بالهجرة في اليوم ألف مرة، ثم نتراجع مع سكون الليل ونسيم البحر الذي نحب. لم نخطط أبداً لفقد كل أولئك الأحبة وكل تلك الذكريات بهذه الطريقة المباغتة الوحشية، نحن هنا سائرون في طريق نسميها طريق الآلام، سارها المسيح الفلسطيني حتى صلبه في 14 مرحلة من الألم، وكتبت أنا مقالي في 14 مرحلة من المعايشة، ونسير نحن فيما يزيد عن  14 مرحلة من العذاب والقهر اليومي، في ما يبدو أنه طريقٌ مخصص للفلسطينيين فقط.

إقرأوا أيضاً: