fbpx

تسريبات “بيغاسوس”: هواتف رؤساء دول وحكومات
مباحة أمام NSO الإسرائيلية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

لطالما كان التجسس بين الدول وعلى القادة نمطاً مألوفاً لجمع المعلومات الاستخباراتية، لكن تطور تكنولوجيا الهواتف ومعها تقنيات المراقبة الحديثة وفّر سهولة أكبر لدى شركات التكنولوجيا والحكومات التي تملك الثمن للحصول عليها.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هذا الموضوع جزء من “مشروع بيغاسوس” وهو تحقيق استقصائي تعاوني تم تنسيقه عبر “قصص محظورة” أو Forbidden Stories  للصحافة ومقره باريس، والمختبر التقني لمنظمة العفو الدولية. المشروع يحقق في داتا مرتبطة بمجموعة NSO الإسرائيلية للاستخبارات الرقمية والتي تبيع أنظمة مراقبة متطورة للحكومات حول العالم. 

80 صحافياً يمثلون 17 مؤسسة إعلامية من حول العالم، بينها موقع “درج”، عملوا على إنتاج سلسلة التحقيقات هذه. 

الجميع تحت المراقبة. 

مواطن عادي، صحافي، ناشط، حقوقي، دبلوماسي، الجميع يمكن اختراق هاتفه وإتاحة معلوماته لمن يدفع الثمن، من الحكومات التي تسمح الاستخبارات الاسرائيلية لها بأن تتنصت وتحدد لها على من تستطيع بالتنصت.

 تظهر مراجعة لأرقام 50000 هاتف تم تسريبها عبر “وثائق بيغاسوس” هذه الحقيقة. في عالم تسوده تقنيات تجسس حديثة يمكن استهداف أي شخص تقريباً مهما كان محمياً وحريصاً، حتى الملوك والرؤساء والزعماء.

تضمنت السجلات المسربة من NSO Group الإسرائيلية التي تضم أكثر من 50000 رقم هاتف استهدفها برنامج المراقبة “بيغاسوس”، أرقام هواتف 14رئيس دولة أو حكومة أثناء وجودهم في مناصبهم، وفقاً لمراجعة السجلات.

من بين هؤلاء الملك المغربي محمد السادس، وثلاثة رؤساء حاليين: الفرنسي إيمانويل ماكرون، والعراقي برهم صالح  واللبناني ميشال عون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمير القطري تميم بن حمد، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، إضافة إلى اثنين من رؤساء الوزراء الحاليين: الباكستاني عمران خان والمغربي سعد الدين العثماني.

تظهر التسريبات أنه تم وضع أرقام هواتف ستة رؤساء وزراء سابقين على القائمة أثناء توليهم مناصبهم: اليمني أحمد عبيد بن دغر، واللبناني سعد الحريري، والأوغندية روهاكانا روغوندا، والفرنسي إدوارد فيليب، والجزائري نورالدين بدوي، والبلجيكي شارل ميشيل.

محاولة الاختراق حصلت عبر تقنيات مجموعة NSO الاسرائيلية، ولكن لمصلحة حكومات اشترت هذه الخدمة بملايين الدولارات. وقد اختار الأرقام عملاء الحكومة لـNSO، لا شركة برنامج التجسس نفسها. 

بدأ كشف هذه المعلومات حين تمكنت مؤسسة “قصص محظورة” أو Forbidden Stories، ومقرها باريس ومعها منظمة العفو الدولية من الوصول إلى قائمة تضم أكثر من 50 ألف رقم تم اختيارها للمراقبة. 

من غير المعروف ما إذا كان برنامج “بيغاسوس” قد أصاب أياً من الهواتف بنجاح. للتأكد من ذلك يجب إجراء تحليل جنائي للهواتف المستهدفة. 

في المقابل، كشف الفحص الجنائي لـ67 جهاز iPhone آخر لأشخاص وردت اسماؤهم واستهدفهم عملاء NSO عن 37 هاتفاً، تم اختراقه فعلاً ببرمجية “بيغاسوس”، بحسب المختبر التقني للعفو الدولية.

إقرأوا أيضاً:

التنصت على القادة

في شهر أيار/ مايو الماضي برزت فضيحة حول كيف ساعدت المخابرات الدنماركية نظيرتها الأميركية NSA (وكالة الأمن القومي) في التنصت على كبار السياسيين الأوروبيين والألمان مثل أنغيلا ميركل وفرانك فالتر شتاينماير، فضلاً عن سياسيين من السويد والنرويج وهولندا وفرنسا. الحكومة الدنماركية التي ساعدت الوكالة الأميركية، كانت هي نفسها ضحية أيضاً للتنصت.

ولطالما كان التنصت بين الدول وعلى القادة نمطاً مألوفاً لجمع المعلومات الاستخباراتية، لكن تطور تكنولوجيا الهواتف ومعها تقنيات المراقبة الحديثة وفّر سهولة أكبر لدى شركات التكنولوجيا والحكومات التي تملك الثمن للحصول عليها. 

ومهما كان التنصت شائعاً، إلا أن الكشف العلني عنه غالباً ما يثير الجدل وأحياناً أزمات دبلوماسية. تقول مجموعة NSO الإسرائيلية أن لديها 60 وكالة حكومية تشتري خدماتها في 40 دولة.

وعلى عكس ما تقوله NSO عن أن خدماتها تركز على مكافحة الإرهاب والجرائم الالكترونية والاتجار بالبشر والمخدرات، تظهر التسريبات التي بين أيدينا أن مئات من الصحافيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان ورجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين والشخصيات السياسية تمّ إدراجهم على قوائم الاستهداف الخاصة بمراقبة “بيغاسوس” منذ عام 2016. عموماً، تحقق المشروع الاستقصائي من أكثر من 1000هدف مراقبة في نحو 50 دولة.

قالت NSO رداً على أسئلة مفصلة من المجموعة الصحافية التي عملت على التسريبات، “إن NSO Group تنفي بشدة الادعاءات الكاذبة الواردة في تقاريركم ومعظمها عبارة عن نظريات غير مؤكدة”.

المغرب يخترق ماكرون

الأرقام المستهدفة تشمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان ضمن أكثر من 10 آلاف هدف تقف دولة المغرب وراء اختراقها. وجدت أرقام جزائرية في اللوائح المستهدفة كما تم العثور على رقم الملك محمد السادس في تلك المجموعة التي استهدفتها المغرب وهو ما أثار أسئلة عن إدارة عملية التنصت هذه داخل المغرب.

وبحسب فريق الصحيفة الفرنسية “اللوموند”، وهي جزء من الفريق الصحافي العامل على تسريبات “بيغاسوس”، فقد تم التحقق من صحة رقم ماكرون.

يشير توقيت محاولة المراقبة في بعض الحالات إلى دوافع محتملة، ففي أوائل عام 2019، عندما كان هاتف ماكرون مستهدفاً، كان في بداية جولة أفريقية وله محطات في كينيا وإثيوبيا. في الوقت ذاته تقريباً استهدفت هواتف 14 وزيراً فرنسياً ورئيس الوزراء البلجيكي، إضافة إلى عدد كبير من الأهداف الأخرى التي يبدو أنها كانت تهم الحكومة المغربية.

في الوقت ذاته، كانت الجزائر تخوض أزمات حكم مع اندلاع تظاهرات للإطاحة بعبد العزيز بوتفليقة. وماكرون، وبحكم الدور الفرنسي التاريخي في الجزائر، كان مراقباً للوضع عن كثب وربما كان هذا أحد أسباب المتابعة المغربية له.

كما تم اختيار رئيس الوزراء وغيره من كبار المسؤولين، بما في ذلك وزراء الخارجية والداخلية والعدل والتعليم والزراعة للمراقبة. 

عادةً ما يتمتع كبار المسؤولين في الحكومة الفرنسية بإمكانية الوصول إلى الأجهزة الآمنة للاتصالات الرسمية، لكن المطلعين على السياسة في فرنسا يقولون إن بعض الشركات يتم التعامل معها أيضاً على أجهزة iPhone وAndroid الأقل أماناً.

إقرأوا أيضاً:

إضافة إلى جهاز iPhone الشخصي الخاص به، يستخدم الرئيس ماكرون هاتفين خليويين خاصين وآمنين لإجراء محادثات أكثر حساسية. جهاز iPhone الشخصي الخاص به هو الأقل أماناً من بين الأجهزة التي يستخدمها بانتظام، وكان يشارك رقمه بشكل روتيني مع الصحافيين وغيرهم من الشركاء قبل انتخابه لمنصب رفيع.

لكن المسؤولين المطلعين على عاداته، يقولون إنه لا يستخدم عادة أياً من الهواتف لمناقشة المعلومات السرية، خوفاً من التنصت عليها. لذلك، يتمسك بالخطوط الأرضية المشفرة وغيرها من الأدوات بحسب مسؤول اشترط عدم الكشف عن هويته في حديث مع “واشنطن بوست”.

في المكسيك مثلاً، حيث تم استخدام برامج التجسس الخاصة بـNSO على نطاق واسع من قبل الوكالات الحكومية لسنوات، تم استهداف الرئيس السابق فيليبي كالديرون بعد تركه منصبه. وتظهر السجلات أن رئيس وزراء بوروندي، آلان غيوم بونيوني، استُهدف عام 2018 قبل توليه منصبه.

لم يتم استثناء المنظمات الدولية، فقد كان رقم هاتف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على القائمة، وكذلك هواتف الكثير من سفراء الأمم المتحدة وديبلوماسيين آخرين.

المنطقة العربية ومحيطها

عموماً، تضمنت سجلات NSO أرقام هواتف لأكثر من 650 مسؤولاً حكومياً وسياسياً من 34 دولة.

تم تصميم برمجية “بيغاسوس” لجمع الملفات والصور وسجلات المكالمات وسجلات الاتصالات وغيرها من البيانات الخاصة الواردة في الهواتف الذكية المستهدفة، ويمكن عبر البرمجية تشغيل الكاميرات والميكروفونات وبالتالي تدوين تسجيل حيّ للشخص المستهدف. وقد تطورت هذه التقنية خلال الأعوام الماضية بحيث يمكن أن يحدث الاختراق من دون أن يتلقى الهدف أي تنبيه أو يقدم على نقر أي رابط.

تم استهداف بعض القادة في قائمة هواتف NSO مرة واحدة، والبعض الآخر بشكل متكرر. 

هنا لائحة بأسماء بعض زعماء المنطقة ومسؤوليهم الذين تم استهدافهم علماً أن الأسماء الواردة في تسريبات “بيغاسوس” لا تعني أن الخرق حصل فعلاً بل تعني أن الاسم مطلوب، وللتحقق مما إذا كانت الهواتف مخترقة فعلاً فيجب أن يخضع الهاتف نفسه لفحص جنائي وهذا ما كان متعذراً.

أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني تم استهدافه من قبل الإمارات ما بين العامين 2017 و2019.

حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني رئيس الوزراء القطري السابق حاولت الإمارات اختراقه ما بين عامي 2007 و2013 ولاحقاً ما بين عامي 2017 و2019.

الرئيس العراقي برهم صالح تعرض لمحاولة استهداف إماراتي وسعودي ما بين عامي 2018 و2019.

عادل عبد المهدي رئيس وزراء العراق في الفترة ما بين 2018-2020، حاولت السعودية والإمارات العربية المتحدة اختراق هاتفه في 2019.

مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق عام 2020، وقد تعرَّض لمحاولة استهداف سعودي وإماراتي، حين كان رئيساً للمخابرات عام 2019.

أحمد عبيد بن دغر رئيس وزراء اليمن ما بين عامي 2016-2018، وقد حاولت الإمارات استهدافه ما بين عامي 2017 و2019.

نور الدين بدوي رئيس وزراء الجزائر عام 2019، وقد تعرّض لمحاولة اختراق مغربي في آذار/ مارس 2019.

مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر 2018  وقد تمّت محاولة استهدافه بالخرق من المملكة العربية السعودية ما بين آذار وحتى آب/ أغسطس 2019.

عبد الإله بنكيران رئيس الوزراء المغربي السابق وتم استهدافه سعودياً بشكل متقطع في الأعوام 2011 و2018 و2019.

أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي السابق تمّت محاولة استهدافه من قبل الإمارات ما بين العامين 2016 و2019.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحسب التسريبات، حاولت الإمارات استهداف رقمه لكن لم يتسنّ لفريق المشروع التحقّق من ملكيّته للرقم. الّا أنّ الفريق استطاع من التحقّق من رقم ابنه بلال أردوغان الذي حاولت الإمارات خرق هاتفه عام 2018.

 الرئيس اللبناني ميشال عون تظهر السجلات المسربة، أن السعودية حاولت استهداف رقمه ما بين نيسان/ أبريل وتموز/ يوليو 2019، لكن لم يتسن التحقّق من رقمه.

وردّاً على التسريبات، قال مدير شركة NSO شاليف هوليو لصحيفة الغارديان البريطانية، وهي شريكة في المشروع، أن التسريبات التي بين أيدينا ليست تابعة للشركة نافياً أن تكون برمجيات شركته قد ساهمت في اختراق هواتف رؤساء وصحافيين وشخصيات أخرى وقال “على الأقل 3 من بين أسماء الرؤساء المذكورة: إيمانويل ماكرون، الملك محمد السادس وتيدروس غيبريسوس، أستطيع أن أؤكد أنهم ليسوا ولم يكونوا أبداً أهدافاً لعملاء شركة NSO”.

المؤسسات الإعلامية المشاركة في “تسريبات بيغاسوس”: 

Forbidden Stories – Le Monde- Suddeutsche Zeitung -Die Zeit – Washington Post – The Guardian -Daraj – Direkt36 – Le Soir – Knack-Radio France – The Wire – Proceso – Aristeui Noticias – OCCRP- Haaretz – PBS Frontline

إقرأوا أيضاً: