fbpx

“اتحاد رجال كردستان” يستعرض عنف نساء ضد رجال

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

في قلب مدينة السليمانية، يتوجه مسنون ورجال في متوسط العمر، إلى مقر منظمة أهلية غير حكومية ، من أجل توثيق حوادث يقولون إنهم تعرضوا خلالها للعنف والمضايقة على يد زوجاتهم

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تعرُّض المرأة للعنف أو المضايقة أو التمييز في المجتمعات الشرقية وحتى الغربية، حالة معهودة ومتفاقمة، فدائماً ما نسمع عن جرائم ضد نساء. لمواجهة هذه الآفة تأسّست عشرات المنظمات المدنية لرصدها والعمل على التصدّي لها. لكن أن يشكو رجال من عنف زوجاتهم وتصل الحال بهم إلى اللّجوء إلى تأسيس منظمة تعنی بشؤون الدفاع عنهم  ضد عنف “القوارير”، فهذه ظاهرة جديدة حصلت في كردستان وهي ربّما مستغربة لدى كثيرين.

ففي قلب مدينة السليمانية إحدى المحافظات الثلاث لإقليم كردستان العراق، يتوجّه مسنّون ورجال في متوسّط العمر، إلى مقر منظمة أهلية غير حكومية، من أجل توثيق حوادث يقولون إنهم تعرّضوا خلالها للعنف والمضايقة على يد زوجاتهم، ويطالبون بإيصال صوتهم أو استرداد حقوقهم عبر الطرائق القانونية. المنظمة يرأسها رجل يدعى “برهان علي” ولها فرع في إربيل عاصمة إقليم كردستان، وترفع شعار “لا للعنف ضد الرجال” بوصفه شعار مقابل لشعار “لا للعنف ضد المرأة”.  

أحد المراجعين لهذه المنظمة يبلغ من العمر 63 سنة، وكان يشكو بمرارة وحسرة من طرده من المنزل الذي بناه هو بنفسه في الأساس، ويشير إلى أن زوجته حرمته من رؤية بناته. الرجل الستيني ذكر أنه قدّم قضية قانونية في المحاكم، لكن الإجراءات الروتينية حالت دون تطبيع وضعه لذا لجأ إلى “اتحاد رجال كردستان”، من أجل الدفع بقضيته التي كان يصر على أنها عادلة.

مكتب اتحاد رجال كردستان في السليمانية يتلقّى شكوى من رجل معنّف

المنظمة تنشط في قضايا تقول إنها تدافع عن الرجال من عنف النساء وتنشر إحصاءات دوريّة عن حالات العنف المعاكس. رصدت المنظمة وجود 411 دعوى قضائية من قبل رجال ضد عنف زوجاتهم وعائلاتهم في إقليم كردستان في النصف الأول من العام الحالي 2018 وغالبية القضايا تدور حول العنف ضد الرجل في الحياة الزوجيّة، من خلال، التحكّم في البيت من كلّ جوانبه الماديّة والاجتماعيّة والأسريّة، أو التآمر مع الأولاد لطرد الأب الذي ربّما انتفت الحاجة إليه لظرف يعاني منه.

مجلس المرأة لا ينفي وجود تمييز ضد الرجال أو عنف ممارس بحقّهم، لكن هذه الحالات لا تعدو كونها حالات فردية ولا تشكّل حالة بذاتها

وبحسب إحصاءات هذه المنظمة، فقد بلغت حالات الانتحار وسط الرجال في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 26 حالة، وتحمّل المنظمة عائلات المنتحرين والضغوطات الاقتصادية مسؤولية لجوئهم إلى الانتحار، كما لقي ثلاثة رجال آخرون حتفهم بسبب تآمر زوجاتهم مع آخرين بحسب الإحصاءات التي تستند إلى المحاضر الرسمية. وتقول الإحصاءات التي جمعتها المنظمة إن إقليم كردستان شهد خلال العام الماضي (2017) انتحار 74 رجلاً وتسجيل 614 دعوى قضائية ضد العنف الذي تمارسه الزوجات ضد أزواجهن.

سكرتير الاتحاد، برهان علي يوضح أن معظم مشكلات الرجال تنحصر لدى كبار السن، والرجال في هذا العمر معرّضون لعنف زوجاتهم وأطفالهم بشكل أكبر، لأسباب عدة من بينها طبيعة العنف الموجود داخل الأسر عموماً، أو الضغوطات المالية. وينتقد رئيس المنظمة “غياب الوعي” لدى بعض الأسر أثناء تعرّض معيلهم لظروف مالية أو مشكلات وتحميله المسؤولية أو مزيداً من الضغوط النفسية، ما يدفعه إلى الانتحار أو الهرب من البيت واللجوء إلى المحاكم أو جهات تعنى بالدفاع عن الرجال.

إقرأ أيضاً: أرقام العنف ضد النساء في كردستان تكذب صورتها

وتنتهز المنظمة فرصة تحديد اليوم العالمي المخصّص للرجل “19 تشرين الثاني/ نوفمبر” لإقامة نشاطات ومؤتمرات صحافية لتسليط الضوء على مشكلات الرجل، فيما ينتهز كثيرون المناسبة لحث الرجال على أن يكونوا أكثر إيجابية في الحياة وإنجازاتهم فيها بخاصة في مجال المشاركة الاجتماعية ورعاية الأسرة والاهتمام بالأطفال.

يقابل “اتحاد رجال كردستان” عددٌ كبير من المنظمات التي تعنى بشؤون المرأة، كما أسّست حكومة الإقليم رسمياً مجلساً أعلى لشؤون المرأة للاهتمام بقضاياها ورعاية مصالحها في جميع المجالات. مجلس المرأة لا ينفي وجود تمييز ضد الرجال أو عنف ممارس بحقهم، لكن هذه الحالات لا تعدو كونها حالات فردية ولا تشكّل حالة بذاتها. في المقابل، فإن العنف ضد النساء هو قضية مركزية خصوصاً أن التمييز ضد النساء بات ثقافة مجتمعية كاملة بحيث تعاني النساء من إجحاف قانوني ومجتمعي مزمن، ولا يمكن بأي حال مقارنته بحالات عنف يتعرّض لها قلة من الرجال.

إقرأ أيضاً:

كريم شفيق - صحفي مصري | 26.04.2024

حملة “نور”: حرب “آيات الله” الجديدة على أجساد النساء

تتزامن الحرب على أجساد النساء مع إخفاقات سياسية عدة، محلية وإقليمية، لـ"آيات الله"، بداية من تأثيرات المعارضة السياسية على الانتخابات البرلمانية، والتي شهدت انحساراً شديداً، وتراجعاً لافتاً في مستوى إقبال الناخبين وتدنّي نسب المشاركة. فضلاً عن الهجوم المحدود والاستعراضي للرد الإيراني على اعتداءات إسرائيل على القنصلية، والهجوم الذي طاول قياداتها بين سوريا ولبنان.