fbpx

ماذا لو طلبت إسرائيل من الخليج
فك الحصار عن لبنان؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

من المفيد لتل أبيب الإبقاء على معادلة المواجهة بصيغتها الراهنة. سوريا تلتقط أنفاساً لا تساعد النظام على النهوض إنما تبقيه على قيد الحياة، و”حزب الله” يطبق على أنفاس لبنان ويضبط الحدود معها.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كشف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت في لقائهما الأخير قبل نحو عشرة أيام الضغط على الإدارة الأميركية، لتخفيف العقوبات المفروضة على النظام السوري! لكن لنذهب بخيالنا ليس بعيداً من هذا الطلب، ولنتوقع أن اجتماع الرجلين في المرة المقبلة سيشهد طلباً روسياً من إسرائيل الضغط على واشنطن لتخفيف العقوبات عن “حزب الله”! الأمر ليس خيالياً طالما أن تل أبيب تولت المهمة بما يتعلق بنظام الأسد، فنظام الأسد و”حزب الله” صنوان سواء في سوريا أم في لبنان، ومن يطلب الرحمة للأول يمكن أن يطلبها للثاني، وتل أبيب التي تنفذ غارات يومية على مواقع “حزب الله” في سوريا، تنفذ في الوقت نفسه غارات على مواقع جيش النظام! 

اللقاء الأخير بين بنيت وبوتين شهد مزيداً من الوضوح في الأدوار التي يؤديها أطراف النزاع على الجبهة بين الممانعة وإسرائيل. طلبت موسكو من تل أبيب إخراج المنشآت المدنية من لائحة الأهداف، فلبت الأخيرة الطلب في مقابل إبعاد الإيرانيين 80 كيلومتراً من الحدود معها! غارات يومية تتواصل على وقع رِضا متبادل عن الأدوار. قصف يومي “تكنوقراطي” تنحصر وظيفته في حدود النتائج المباشرة التي يحدثها. وهو لا يستدرج رد فعل، ولا يترافق مع إدانة أو تصعيد في خطاب المواجهة. إنها “الواقعية الوضيعة”، وهو التعبير الذي أطلقه صديق على معادلة مشابهة.

خطاب المواجهة يجري على جبهات أخرى غير خط الاشتباك مع إسرائيل. يجري على خطوط المواجهة المذهبية الكثيرة في هذا الإقليم البائس. المواجهة تحصل في قلب اجتماعات مجلس الوزراء اللبناني، وفي أعقاب صدور نتائج الانتخابات العراقية، وعلى خطوط القتال السعودية- الحوثية في اليمن. هناك يتم تزخيم الخطاب، وهناك أيضاً تشتعل الحروب الفعلية التي تسعى فيها أنظمة الردة على طرفي الجبهة، إلى حماية مواقعها. وهنا أيضاً يتكشف دور أساسي لإسرائيل تعول عليه موسكو ومن ورائها طهران وبيروت ودمشق، مثلما تعول عليه دول اتفاقات ابراهام وإماراتها في الخليج، وهو الحفاظ على هذا الستاتيكو البائس، الذي يضمن لتل أبيب حماية حدودها من جهة، ومواصلة اغتصابها الحقوق الفلسطينية من جهة أخرى. فأي نعيم يمكن أن يفوق النعيم الذي تعيشه إسرائيل منذ رسمها معادلة ما بعد حرب تموز عام 2006، ذاك أن حدودها شهدت منذ ذلك الوقت أطول هدنة منذ قيامها. وهي قد تطلب من واشنطن تخفيف العقوبات على “حزب الله”، إذا ما شعرت بأن حصار الحزب قد يؤذي هذه الهدنة المديدة، تماماً مثلما سبق أن فعلت مع النظام السوري حين استعادت جثث جنودها في مقابل لقاحات “كورونا”، ومن المرجح أن تلبي اليوم طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تخفيف العقوبات المفروضة على النظام.

“الواقعية الوضيعة” تشتغل في لحظات كهذه. من المفيد لتل أبيب الإبقاء على معادلة المواجهة بصيغتها الراهنة. سوريا تلتقط أنفاساً لا تساعد النظام على النهوض إنما تبقيه على قيد الحياة، و”حزب الله” يطبق على أنفاس لبنان ويضبط الحدود معها، واتفاقات ابراهام مع دول الخليج أطاحت ما تبقى من أحلام الدولة الفلسطينية. الحفاظ على هذا المشهد يتطلب خطوات قد نعتقدها خيالية من نوع ما طلبه بوتين من نظيره الإسرائيلي لكي يضمن مواصلة النظام مهمته في حفظ المعادلة، أو ما قد يطلبه في اللقاء المقبل، وهنا علينا أن نذهب بخيالنا أبعد قليلاً كأن نتوقع أن يكون طلب موسكو المقبل من تل أبيب أن تضغط على شركائها في الخليج بأن يستأنفوا استقبال الصادرات اللبنانية… من يدري، فربما يأتينا الغيث من هناك!      

إقرأوا أيضاً: