fbpx

ماريا فرهاد : “ملكة” عراقية من نينوى في بورتوريكو

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

في العالم تراجع الاهتمام بمسابقات ملكات الجمال العالمية لأسباب كثيرة منها رفض المقاربة التقليدية للنساء من خلال حصرهن بالمظهر الجميل الاستهلاكي، لكن في العراق حيث عانت النساء من قيود قاسية يعود الاهتمام بتلك المسابقات بوصفها رفضاً للتشدد.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في العام 1972، في بورتوريكو، شاركت وجدان سليمان، وكانت حينها ملكة جمال العراق، بمسابقة ملكة جمال الكون. كانت تلك المشاركة اليتيمة للعراق في مسابقات مماثلة. منذ ذلك التاريخ لم يكن للعراق أي مشاركة رسمية على هذا المستوى. 

ومنذ ذلك التاريخ تغيرت المقاربات الحديثة حيال مسابقات الجمال، ففي العقدين الأخيرين علت أصوات نسوية تنتقد تلك المسابقات التي تعلي من شأن الجمال وتحصر الإناث في مقاربة مظهرية تقليدية. صحيح أن المسابقات لا تزال تقام على مستوى العالم لكنها باتت موضع نقد أكبر من وجهة نظر نسوية. 

لكن في بلدان تخوض أزمات وحروب وتعاني من قيود اجتماعية ودينية تبدو مثل تلك المسابقات كنوع من كسر المحظور خصوصاً ما يطال النساء لجهة منعهن من الظهور والمشاركة وارتداء ملابس متحررة خارجة عن الضبط الديني والاجتماعي. 

العراق الذي خاض في العقود الأخيرة أصعب مراحل تاريخه له قصته الخاصة، من هنا تبدو عودة العراق للحضور في استحقاق دولي للجمال، عبر مسابقة ملكة جمال العالم، ومن بوابة بورتوريكو أيضاً لافتة. 

ماريا فرهاد

فبعد أكثر من 45 عاما تنافس شابة عراقية على لقب الجمال العالمي من خلال ملكة جمال العراق لعام 2021 ماريا فرهاد.

وملكة جمال العراق التي بلغت هذا العام ربيعها العشرين، تدرس علوم الكومبيوتر والبرمجة، وترتيبها الثالث بين 5 أبناء لعائلة عراقية مسيحية تنحدر من منطقة الحمدانية “بغديدا” والتي تعتبر قلب سهل نينوى والذي وقع تحت سيطرة داعش عام 2014 وبسبب ذلك هربت ماريا برفقة عائلتها إلى عاصمة إقليم كردستان العراق أربيل واستقرت هناك. هذا الواقع جعل المتحمسين لمشاركة ماريا الى ربط حضورها في المسابقة بكونه واحداً من أشكال الانتصار على التشدد والتطرف الذي مارسته وفرضته داعش خصوصاً على النساء.

بعد تحرير منطقتها فضلت عائلة ماريا فرهاد الاستمرار في حياتها في منطقة عنكاوا في أربيل بحكم عمل والدها وايضا دراستها هناك بحسب ما تقول عمتها رائدة سالم التي تعمل في مجال النشاط المدني ودعم النازحين لـ”درج”.

تضيف سالم أن عائلة ماريا فخورة بانتها بشكل كبير لأنها ستمثل العراق، “ونحن متاكدون انها ستقدم ما بوسعها لتقديم صورة مشرفة عن الشعب العراقي”، ولا تخفي عمة ماريا سعادتها بالدعم الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي لابنتها واعتبرت الأمر في غاية الأهمية لماريا ولعائلتها أيضا. وماريا التي تحظى بمتابعة واسعة على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي تحرص على الظهور بمظهر حديث ومتحرر وتلاقي تفاعلاً واسعاً من العراقيات والعراقيين.

العراق قديما ومسابقات الجمال

إلى الآن تم تنصيب 9 ملكات جمال على العراق في المسابقة التي انطلقت عام 1947 حيث كان العراق آنذاك تحت الحكم الملكي وفازت بالمركز الأول رينيه دنكور وهي من يهود العراق وفرهاد كانت آخر من فاز بهذه المسابقة، وهي مسيحية من سهل نينوى الغني بالتنوع الديني والإثني. وجرى إلغاء المسابقة من العام 1973 حتى العام 2014 بسبب الحروب والصراعات السياسية التي مر بها العراق، أي أنها لم تكن موجودة نهائياً في فترة حكم النظام البعثي السابق برئاسة صدام حسين.

التتويج باللقب العراقي 

دخلت ماريا منافسات ملكة جمال العراق لعام 2021 كممثلة عن منطقة سهل نينوى وتنافست في المسابقة مع 16 مشاركة من المناطق العراقية المختلفة وكان الحفل برعاية حكومية من قبل وزارة الثقافة العراقية، وهي المرة الأولى منذ العام 1947 التي ترعى فيه الحكومة العراقية حفل ملكات الجمال، حيث كانت تقتصر الرعاية على القطاع الخاص ولا تكتسب المسابقة أي صفة رسمية. 

ووصفت فرهاد في منشور على صفحتها على انستغرام مشاركتها في مسابقة ملكة جمال العالم بانها “لحظة تاريخية في حياتي أن امثل العراق بتاريخه العظيم”.وقالت ماريا إنها تمثل الجبل والهور والوادي، وانها بفوزها تبدأ تاريخاً جديد من حياتها، خصوصاً مع وصولها الى مسابقة ملكة جمال العالم، وطلبت دعم الجمهور العراقي. وتتنافس ماريا مع 108 من ملكات الجمال القادمات من دول العالم المختلفة بينهم دول عربية على اللقب الشهير.

إقرأوا أيضاً:

دعم الدولة 

هند الحديثي مديرة المركز الوطني لحماية حق المؤلف وممثلة وزارة الثقافة في حفل اختيار ملكة جمال العراق 2021، تكلمت عن حقيقة أن هذه أول مسابقة لملكات الجمال برعاية حكومية من وزارة الثقافة في العراق: “كان لابد أن ترعى الدولة وتحافظ على واجهة البلد الثقافية والغرض من هذه الرعاية تحديد أن تكون هناك مسابقة رسمية وحيدة في العراق معنية بهذا الشأن.

وأكدت الحديثي لـ”درج”، إن هذه المسابقة لاقت استحسان الكثير من المجتمع العراقي في هذه الدورة، أما بالنسبة لمشاركة ملكة جمال العراق في مسابقة ملكة جمال العالم، فاعتبرته الحديثي دليل اولاً على الاعتراف بمشروعية هذه المسابقة وثانيا نقل صورة جميلة ومشرقة للعالم أجمع بأن العراق بلد الجمال الثقافة والانفتاح وليس بلد الحرب والإرهاب والتطرف.

وقررت لجنة المسابقات في بورتوريكو هذا العام إعادة الاستعراض بملابس السباحة “البيكيني” مما “سيضيف تحديا آخر” للملكة العراقية، حيث قد تتعرض لانتقادات كبيرة داخل المجتمع العراقي المحافظ. ولم تشهد مسابقة ملكة جمال العراق هذا النوع من عرض الملابس بسبب حساسية الموضوع عراقياً. وتؤكد الحديثي أن فرهاد لن تلبس ملابس السباحة في بورتوريكو، لأن العراق مستثنى مع عدد من الدول العربية من هذه الفقرة مراعاة للتقاليد. وهناك اتفاق، بحسب الحديثي، مع المنظمين على ان لا ترتدي فرهاد هذه الملابس.

إقرأوا أيضاً: