fbpx

بطولة أفريقيا للكرة:
اتهامات بالعنصرية وانتهاك خصوصية اللاعبين

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

حاولت فرق أوروبية إقناع لاعبيها الأفارقة بعدم الذهاب إلى “الكان”، مستخدمةً في ذلك سياستي الترغيب والترهيب، كتهديد بعض اللاعبين بفقدان مراكزهم الأساسية بعد العودة من “الكان”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم يحدث أن أُثير جدل حول بطولة كروية قارية، كما هو الحال مع كأس الأمم الأفريقية التي تنظمها الكاميرون بين التاسع من كانون الثاني/ يناير، والسادس من شباط/ فبراير 2022. 

البطولة التي تأجّل انطلاقها مرتين، ستُقام أخيراً في الشتاء، وبالتزامن مع النشاطات الكروية الأوروبية، ما عرّضها لانتقادات واسعة من مدربي الأندية الأوروبية، التي ستضطر إلى خسارة لاعبيها الأفارقة خلال هذه الفترة. في المقابل، دافعت الصحافة الأفريقية، إضافة إلى عدد كبير من نجوم الكرة الأفارقة السابقين والحاليين عن قرار الاتحاد الأفريقي، مؤكدين حق القارة السمراء إقامة البطولة في الوقت الذي تراه مناسباً، وما على إدارات الأندية سوى الانصياع والسماح للاعبيها بالالتحاق ببعثات منتخباتهم المتوجهة إلى ياوندي عاصمة الكاميرون.

لمحة سريعة عن البطولة 

كان يفترض أن تستضيف الكاميرون النسخة الماضية من كأس أفريقيا للأمم عام 2019، لكن الاتحاد الأفريقي قرّر نقلها إلى مصر بسبب عدم جهوزية الكاميرون، على أن تنظم الأخيرة النسخة رقم 32 مطلع العام 2021، فعادت وأجّلت المسابقة لعام كامل بسبب انتشار فايروس “كورونا” بشكل كبير في أفريقيا في تلك الفترة. 

سيشارك في البطولة 24 منتخباً، ويعد المنتخب الجزائري حامل اللقب أبرز المرشحين لنيل اللقب بحسب النقاد والمحللّين، إضافة إلى منتخب السنغال والكاميرون المضيف، في الوقت الذي يسعى فيه المنتخب المصري صاحب الرقم القياسي بالتتويجات، إلى إضافة لقب جديد إلى خزائنه، بقيادة نجمه محمد صلاح. 

لم يحدث أن أُثير جدل حول بطولة كروية قارية، كما هو الحال مع كأس الأمم الأفريقية التي تنظمها الكاميرون بين التاسع من كانون الثاني/ يناير، والسادس من شباط/ فبراير 2022. 

تنظيم “الكان” شتاءً يزعج الفرق الأوروبية

اعتاد الاتحاد الأفريقي تنظيم بطولته الأهم في فترة الشتاء، تجنّباً للطقس السيئ والعواصف التي تشهدها القارة في الصيف، باستثناء بعض البطولات التي نظمت صيفاً، آخرها كان في النسخة الأخيرة في مصر. اعتادت أيضاً الفرق الأوروبية على تقديم الاعتراضات على لعب البطولة شتاءً، وخسارتها لاعبيها الأفارقة في هذه الفترة، لكن الأصوات لم ترتفع في السابق إلى الحد الذي وصلت إليه اليوم، وذلك لأسباب عدة أبرزها تألق النجوم الأفارقة في الفترة الأخيرة بشكل غير مسبوق، وتفشي جائحة “كورونا” وإصابة عدد كبير من اللاعبين به، إلى حد جعل الفرق غير قادرة على تحمل المزيد من الغيابات.

أولى الشكاوى أتت كالعادة من يورغن كلوب، فالمدرب الألماني المشهور بمؤتمراته الصحافية الهادفة إلى التذمر من كل شيء، سيخسر في الجولات المقبلة نجمه الأول محمد صلاح، إضافة إلى ساديو ماني ونابي كيتا، ما يجعله أكثر الفرق المتأثرة سلباً بجدولة “الكان” في الشتاء.

يوغون كلوب قال قبل أسابيع إنه سيخسر لاعبين مهمين في فريقه هما ساديو ماني ومحمد صلاح، بسبب ارتباطهما بـ”بطولة صغيرة” بحسب تعبيره، الأمر الذي أغضب الشارع الرياضي في أفريقيا، فوُجّهت الاتهامات لكلوب بالعنصرية وعدم احترام الآخرين. المدرب الألماني رفض لاحقاً الاعتذار، واتّهم الصحافة بتضخيم الأمور وترجمة كلامه بطريقة خاطئة. 

أولى الردود على كلوب أتت من المذيع الرياضي المعروف دان كويو، الذي قال إن تعليقات مدرب ليفربول تنمّ عن عنصرية مقنّعة، وعن عدم احترام ليس لبطولة أفريقيا فقط، بل لقارة أفريقيا بأكملها. 

اتهامات لأندية إنكلترا بالضغط على اللاعبين الأفارقة

حاولت فرق أوروبية إقناع لاعبيها الأفارقة بعدم الذهاب إلى “الكان”، مستخدمةً في ذلك سياستي الترغيب والترهيب، كتهديد بعض اللاعبين بفقدان مراكزهم الأساسية بعد العودة من “الكان”. قوانين الفيفا سمحت للأندية الأوروبية بالاحتفاظ بلاعبيها حتى الثالث من شهر كانون الثاني، أي قبل ستة أيام فقط من انطلاقة البطولة، الأمر الذي قوبل بانتقادات واسعة من مدربي الكرة الأفريقية واتحاداتها، ورأوا فيها ظلماً كبيراً للمنتخبات، في الوقت الذي يحصل فيه اللاعبون المشاركون في اليورو مثلاً على فترة إعداد أطول بكثير. لاعبو ليفربول المصري محمد صلاح، السنغالي ساديو ماني، ونابي كايتا من غينيا، إضافة إلى حارس تشيلسي السنغالي إدوارد ميندي، شاركوا جميعاً في مباراة الفريقين في الدوري الإنكليزي قبل أقل من أسبوع من انطلاقة “الكان”!

لعلّ أبرز المواقف في هذا الصدد، تمثّل بمنع نادي “واتفورد” الإنكليزي مهاجمه دينيس من الالتحاق ببعثة نيجيريا في الكان، الفريق الإنكليزي قال إن السبب في ذلك يعود إلى تأخّر وصول الاستدعاء الرسمي من منتخب النسور لمهاجم “واتفورد”، وتخطي المهلة القانونية، فيما كان الاتحاد النيجيري يؤكّد عدم قانونية قرار “واتفورد”، واتهم النادي بتوجيه تهديدات للاعب المتألق بشكل كبير هذا الموسم، لحمله على العزوف عن المشاركة في المسابقة، بحسب ما نقلت صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية. 

لاعب آخر من “واتفورد” لن يتمكن من المشاركة في “الكان”، هو السنغالي اسماعيل سار، إذ نقلت صحيفة “الغارديان” عن إدارة النادي، أن اللاعب لن يسافر إلى الكاميرون بسبب عدم جهوزيته. وقد شكك الاتحاد السنغالي بهذه الأنباء، وقال إن “واتفورد” قدم أسباباً كاذبة لمنع اللاعب بالالتحاق بأسود التيرانغا، ليعود “واتفورد”، ويطلب من الاتحاد السنغالي أن يرسل طبيبه الخاص إلى إنكلترا ليتأكّد بنفسه. 

إقرأوا أيضاً:

موقف بارز لمهاجم أياكس سيباستيان هالير

من المواقف اللافتة أيضاً كانت المقابلة التي أجراها لاعب ساحل العاج سيباستيان هالير مع محطة هولندية، حين سئل إن كان يفضّل البقاء مع أياكس أمستردام في هذه الفترة، أو السفر إلى الكاميرون لتمثيل منتخب بلاده في “الكان”، فاستشاط هالير غضباً، وقال للصحافي “لم تكن لتجرؤ لتطرح السؤال نفسه لو كنتُ لاعباً أوروبياً سيذهب للمشاركة في اليورو”، منتقداً ما سمّاه عدم الاحترام الذي يتم التعامل به بعض الأوروبيين مع بطولة كأس أفريقيا. في المقابل جاءت ردود من الصحافة الأوروبية ضد هذا المنطق، وميّزت بين كأس أفريقيا الذي يلعب في وقت تكون الدوريات الأوروبية في ذروتها، وبين اليورو الذي يلعب في الصيف ولا تكون الأندية ملتزمة بارتباطات. 

حرب الأندية والمنتخبات لن تنتهي!

السجال بين الفرق الأوروبية والاتحادات الأوروبية أعاد فتح النقاش حول الصراع القديم المتجدد بين الأندية التي تعاني من ازدحام الجدول وكثرة التوقفات الدولية التي تشهد الكثير من الإصابات بين اللاعبين وتحرم الأندية منهم. الأندية تعتبر أنها هي من تدفع رواتب اللاعبين، وتعالجهم على نفقتها، فيما يعتبر الفيفا أن انتماء اللاعب هو لمنتخبه بالأساس، ويعاقب الفرق التي تتلاعب بالفحوصات الطبية للإبقاء على لاعبيها خلال التصفيات القارية والمباريات الودية بين المنتخبات. 

اللاعبون بدورهم يرون أنهم هم من يدفع الثمن الأكبر لهذا الازدحام، ولا يحصلون على الراحة أبدًا، ولا يؤخذ برأيهم لدى اقتراح مسابقات جديدة مثل دوري الأمم الأوروبية، والسوبر ليغ الأوروبي الذي لم يبصر النور. 

تأتي كأس أمم الأفريقية لتعمق هذا الشرخ بين الأندية والمنتخبات. يمكن القول إن الصحافة الأفريقية، ونجوم الكرة فيها وفي مقدمتهم صامويل إيتو نجم برشلونة وإنتر ميلانو السابق، ورئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم الحالي، ربحوا الحرب الإعلامية، ونجحوا في الدفاع عن بطولتهم، مستخدمين بشكل أساسي قضيتي “العنصرية”، واتهام الأوروبيين بـ”عدم احترام أفريقيا”. السجال لن ينتهي مع نهاية “الكان”، وستواصل الأندية قتالها لتعديل جداول اللعب الدولي، خصوصاً بطولة أفريقيا التي تأتي شتاءً. فهل نسخة الكاميرون ستكون الأخيرة التي ستلعب في الشتاء؟ وهل سيحاول الاتحاد الأفريقي البحث عن حل وسط تكون أضراره على الأندية أقلّ؟ سننتظر ونرى…

إقرأوا أيضاً: