fbpx

عراقيون لحقتهم الحرب إلى أوكرانيا: “حياتنا غير مهمة”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“هربنا من العراق بسبب الحرب والسلاح المنفلت والقتل الجائر لكن الحرب وراءنا في كل مكان ولن تترك عراقياً إلا وتكويه بنارها”. هكذا يعيش طلاب العراق الحرب الأوكرانية

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم يكن في حسبان حارث نصير، طالب الدراسات العليا في جامعة لوهانسك الطبية لإكمال دراسة الدكتوراه في الصيدلة، أن يترك بلده العراق هرباً من الحرب، ليجد نفسه تحت نيران الحرب و مشاهدة الدبابات تسير في الشوارع و تحليق طائرات حربية في سماء أوكرانيا.

كان لنصير حلم في إكمال دراسته العليا داخل أوكرانيا ليعود إلى العاصمة بغداد ليكمل مشواره في أحدى المستشفيات الحكومية ليضيف لها خبراته المكتسبة من الجامعة الأوكرانية. لكن يبدو أن الحرب تلاحق العراقيين أينما حلّوا. 

يطمئن نصير إلى عدم وجود إصابات أو وفيات من طلاب الجالية العراقية في أوكرانيا حتى الآن، لكنه ينقل حالة الخوف والقلق التي تعتري الطلاب العراقيين بعد تعطّل حركة الملاحة في المطارات الاوكرانية، لا توجد سيارات عمومية أو نقل عام أو مترو يسير بطبيعية بسبب انقطاع الكهرباء و إغلاق الكثير من محطات الوقود داخل البلاد.

وناشد الطالب الحكومة العراقية بسرعة اتخاذ إجراء الإجلاء سواء البري أو الجوي لأن الأمور غير واضحة في الشارع الأوكراني مما ينذر بخطر محدق قريبًا.

وتعد أوكرانيا من الدول التي يفضلها العراقيين للدراسة بعد لبنان وإيران و مصر, إذ تبلغ أعداد الجالية العراقية في أوكرانيا 5537 فرداً بحسب أرقام رسمية من بينهم 450 طالباً يتوزعون على 37 جامعة.

خوف و قلق

آلان برزنجي وهو أحد المقيمين العراقيين في مدينة خاركوف التي تشهد قتالاً متقطعًا بين الجيشين الروسي والأوكراني، يتحدّث عن معاناته مع زوجته وأطفاله المختبئين في ملجأ منزلهم في ظل انقطاع التيار الكهربائي وانخفاض حاد في درجات الحرارة هناك.

ويضيف برزنجي في حديثه مع “درج”: “بسبب القصف الروسي على المدينة لا أستطيع الخروج من المنزل أو السفر إلى مكان آخر أكثر أمناً، ودعا برزنجي الحكومة العراقية والسفارة إلى عملية إجلاء سريعة وإنقاذهم.

و عن المؤن الغذائية قال برزنجي إن”الحرب الروسية بدأت بشكل فجائي في الفجر ولم يسعفنا الوقت للذهاب للمتاجر للتحوط بالغذاء إذ نملك ما يكفينا ليومين فقط”.

ولفت إلى أن”الجيش الروسي يمكث بالقرب من المحال التجارية و الأماكن العامة و يمنع السكان من الذهاب للتسوق لشراء الخبز أو الطحين أو الرز وغيرها، متوقعًا أزمة غذائية ستضرب البلاد بأسرها.

 تبلغ أعداد الجالية العراقية في أوكرانيا 5537 فرداً بحسب أرقام رسمية من بينهم 450 طالباً يتوزعون على 37 جامعة.

مشاكل مالية

أغلب الطلاب وأبناء الجالية العراقية في أوكرانيا يتعاملون بنظام الفيزا كارت في شراء حاجياتهم من المؤن الغذائية والأساسية مما سبب لهم مشكلة حاليًا وفق معتز القره غولي – طالب عراقي دراسات عليا في العاصمة كييف.

وقال القره غولي لـ”درج” إن”أغلب أموالنا موجودة في البنوك الأوكرانية حيث واجهنا مشكلة في شراء الغذاء و الأدوية و الحاجات الضرورية المعاشية حيث بدأت المتاجر و المحال بالتعامل كاش وليس بالاستقطاع من الفيزا كارت”.

وكشف القره غولي عن”مراجعة الكثير من الطلاب والجالية العراقية للبنوك الأوكرانية لسحب أموالهم إلا أنها مغلقة”، فيما كشف عن وجود أزمة خانقة في مادة وقود السيارات وإغلاق العديد من محطات الوقود لنفاذ مخزونها.

موقف بغداد

أعلنت وزارة الخارجيّة العراقية عن”متابعة الأحداث في أوكرانيا باهتمام بالغ وتتابع انعكاسات ذلك على أمن الجالية العراقيّة وسلامتها.

ونفى المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف رسميًا تلقي السفارة العراقية في كييف أي طلب من أي فرد من الجالية يروم مغادرة الأراضي الأوكرانيّة منذ صدور بيان الوزارة بتاريخ 2022/2/12.

كاشفًا عن ان سفارة جمهوريّة العراق في كييف تواصل عملها في ظلِّ ظروف استثنائية.

إقرأوا أيضاً:

نزوح العراقيين

و يرد (ج.ت) وهو طالب عراقي دراسات عليا نزح مع النازحين من العاصمة الأوكرانية على بيان وزارة الخارجية العراقية إذ كشف عن”عدم اهتمام السفارة العراقية بأوضاع الطلاب و الجالية هناك”، بحسب قوله.

وأضاف في كلامه لـ”درج”، وقد طلب اخفاء اسمه، ان السفارة المصرية بدأت بإجلاء رعاياها من المدن الأوكرانية نحو الحدود البولندية ومن هناك للعودة إلى القاهرة جواً، وهذا لم تفعله السفارة العراقية في كييف.

وكشف الطالب عن”عدم وجود معلومات للتواصل مع السفارة العراقية كأرقام هواتف للطوارئ أو إيميل لمراسلتهم,مؤكدًا أن”حياة العراقيين غير مهمة بالنسبة إلى السفارة للأسف”.

فيما كشف أيضًا عن لعب “الواسطة” دورًا رئيسياً في تمييز بعض العراقيين ممن تربطهم علاقات متينة مع السفارة العراقية أو قنصلياتها في أوكرانيا إذ تم إجلاؤهم في وقت مبكر من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

ويختم بالقول: “هربنا من العراق بسبب الحرب والسلاح المنفلت والقتل الجائر لكن الحرب وراءنا في كل مكان ولن تترك عراقياً إلا وتكويه بنارها”.

إقرأوا أيضاً: