fbpx

لبنان… مهزلة أن عون قوي لأن شيا انحنت أمامه

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

  في الصورة إنجاز ينتظر اللبنانيون أن يخرجهم من المأساة، ويلتمسون على وقع الترسيم ما ينقذهم من تمدد السنوات العجاف إلى حيواتهم.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 واقع الصورة: السفيرة الأميركية دوروثي شيا تُجنِّب رئيس الجمهورية ميشال عون مشقة النهوض لاستلام ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وفي “لفتة أخلاقية”  ليس لها عموماً من مكان في قاموس الممانعة حين يكون الفاعل أميركياً.

الولايات المتحدة الأميركية وسياسيوها، ليسوا معياراً أخلاقياً. هنا نتفق مع الممانعة. لكن أن لا تُعدمها السفيرة الأميركية مع ميشال عون، ففي الأمر تفسيران يريد الممانعون التغاضي عنهما لتسييل فكرتهم المتوهمة عن حقيقة الصورة. حالة عون الصحية، واستثمار في الوهم غالباً ما تتقنه الممانعة.

 ففي الخيال المتخم بالانتصارات الوهمية، ميشال عون يكسر الجبروت الأميركي، ويجبر شيا على النهوض لتسليمه الملف المذكور.

  إنه من جديد العطب في عقل الممانعة، وقد صنعته صورة ميشال عون مع السفيرة شيا.

    الصورة لا شك تعبر عن إنجاز هو تسليم إسرائيل بحق لبنان في ثروته النفطية، وبالحدود التي أرادتها السلطة السياسية اللبنانية، برغم التباين بينها وبين الجيش اللبناني على خطوط الترسيم. لكن الممانع المعطوب عقلياً أراد تسييل إنجاز وهمي، على حساب الإنجاز الحقيقي، وألصقه برئيس جمهورية يقترب عهده من النهاية بدون أي إنجاز يذكر. نحن والحال أمام ممانع يعزل الصورة عن  متنها لمصلحة شكل مثقل بالوهم.

 ففي الخيال المتخم بالانتصارات الوهمية، ميشال عون يكسر الجبروت الأميركي، ويجبر شيا على النهوض لتسليمه الملف المذكور.

 ومتن الصورة يفضي إلى إنجاز كان يمكن إدراجه في خانة العهد. لا بأس مثلاً أن يحفر على صخرة من صخور نهر الكلب  العبارة التالية: “في 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2022 تم ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في عهد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون”، فيصير النهر شاهداً في تاريخ لبنان الحديث على لوحتين تاريخيتين فوق صخوره، الجلاء والترسيم. ولا بأس أيضاً أن تروِّس اللوحة بيت التيار الوطني الحر الذي سيتم تشييده في المكان ذاته.

وبالمناسبة، وعلى صخور نهر الكلب أيضاً نقوش فرعونية وبابلية تمجد انتصارات الفرعون المصري رعمسيس الثاني والملك البابلي نبوخذ نصر. وفي العونيين عموماً بعون، ما للفراعنة والبابليين ببطليهما! إنه مؤشر آخر على العطب في العقل العوني.

 لكن، ولأن  للنصر ألف أبٍ على ما تقول الحكمة. ولأن “نصراً” كترسيم الحدود استحال موضوع اشتباك سياسي بين الثالوث الحاكم “حزب الله” و”حركة أمل” و”التيار الوطني الحر” وفق ما انتشر مواقع التواصل الاجتماعي. ولاستعصاء تفرد عون بالإنجاز، كانت الصورة ضالة من أراد أن يعرف من دلو “الإنتصارات” والعداء للأميركي، وليسبغ على رئيس الجمهورية نصراً لا شريك له فيه طالما أن الرئيس نبيه بري استلم الملف وقوفاً، فيما لقاء شيا بأمين عام “حزب الله” هو من المستحيلات.  إذاً، عود على بدء، ميشال عون يكسر الجبروت الأميركي ويعطي درساً عن خضوعه أمام الرئيس القوي.

وتكثيف الفكرة المتوهمة في الصورة، ومحاولة اغتصاب العقل بجعلها حقيقة، مارسه “مثقفون” وإعلاميون من محور الممانعة أيضاً. بيار ابي صعب وأحمد ياسين نموذجاً. هذان، مع جمهور واسع، هم شريحة من مناصري عون و”حزب الله”، حاولوا عبثاً تنميط مفهوم القوة في رئيس بدت معه الأخيرة أثراً بعد عين.

والتقاء هذه الشريحة في الوهم لا يعني بالضرورة تماهيها في الغاية. يستغرق العوني في الفكرة المتوهمة في أن عون  ذاتي القوة، وهو ديدن العونيين المعطوبين في “بطلهم” ماضياً وحاضراً. “حزب الله” ينطلق من الفكرة ذاتها ليقول شيئاً آخر. هذا هو الرئيس الذي أتت به المقاومة. ومن تأتي به الأخيرة يصير صورة من صورها. 

لا يعترف “حزب الله”، وإن يعرف، أن عهد عون كان أكثر العهود الرئاسية سوءاً على اللبنانيين. ذلك أن اعترافه يعني ضمناً المسّ بسجل “الانتصارات” التي لا تتسع لعبارة “لو كنت أعلم” مرتين. وعهد يكاد معظم اللبنانيين يحصون آخر أيامه، ويحصون معه أنفاسهم وهو يُشرع لحظة أفوله، رفدته راهناً صورة رئيسه مع السفيرة الأميركية، وأوَّلها ممانعون عل غير ما يشتهي غيرهم من اللبنانيين.

 والحال، الصورة- الحدث هي صورة للمستقبل، وليس لعبث فكرة يبتزنا فيها عقل  يريد أن يستهلكها في الراهن، أو، وهذا الأسوأ، في الماضي.

  في الصورة إنجاز ينتظر اللبنانيون أن يخرجهم من المأساة، ويلتمسون على وقع الترسيم ما ينقذهم من تمدد السنوات العجاف إلى حيواتهم.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.