fbpx

“جمهورية السلالة الهاشمية”:
بين صفعة وزير ودواء يقتل 20 طفلاً… هكذا تُدار صنعاء!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

20 طفلاً مصابون بالسرطان ماتوا بجرعات طبية قاتلة، ولم يتجرأ أحد على مساءلة الوزير الهاشمي طه المتوكل.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

منتصف حزيران/ يونيو الماضي، كانت وسائل إعلام حوثية تتباهى بالعدل والإنصاف الفوتوغرافي، عبر نشر أخبار وصور لما يسمى بالرئيس مهدي المشاط وهو يقابل مواطناً، اعتدى عليه وزير حوثي لا ينتمي لعائلة هاشمية.

ربما لا يعرف كثيرون خارج اليمن أن الانتماء للسلالة الهاشمية هو المؤهل الأهم حالياً للنجاة من أي شيء وللحصول على أي شيء.

ظهر المواطن المعتدى عليه في الصور وهو يجلس جوار رئيس جمهورية الحوثي، الذي أصدر قراراً بإقالة أحمد العليي من منصب وزير الكهرباء في حكومة الحوثيين بسبب صفعة على خدّ ذلك المواطن.

تغنى الحوثيون بواقعة الإقالة انتصاراً لحق المواطن، ونشرت الصور والأخبار في الوكالة الرسمية والقنوات التلفزيونية.

وجاء في الخبر الرسمي: “أقدم إليك اعتذاراً عن الحكومة والدولة عما تعرضت له، فأي مواطن هو غال جداً بالنسبة إلينا”.

وعززت هذا الخطاب تغريدة للقيادي حسين العزي، قال فيها إن الوزير “لم يكن سيئاً ولكنه أساء التصرف، ولدينا والحمد لله قيادة تقدس الشعب وتتخذ من إنصاف المواطن طريقا إلى الله، ولذلك تجد قيادتنا دائماً وأبداً لا تتردد في اتخاذ اللازم بحق أي مسؤول يسيء التصرف مع أي مواطن يمني، نعم نحن للشعب (خُدّام لا حكام) وهذا شرف كبير”.

“أقدم إليك اعتذاراً عن الحكومة والدولة عما تعرضت له، فأي مواطن هو غال جداً بالنسبة إلينا”.

مشهد مؤثر، أليس كذلك؟!

بالطبع ليست المسألة بهذه البساطة، فهذا الأمر لم ينطبق على 20 طفلاً ماتوا دفعة واحدة في مستشفى يديره قيادي هاشمي، ووزير صحته هاشمي، وكل مسؤولي الدواء في الوزارة وهيئاتها من الهاشميين أيضاً.

20 طفلاً رحلوا دفعة واحدة بجرعة دواء فاسدة لا يستحقون إقالة الوزير وقادة العمل الدوائي، ولم يلتق رئيس جمهوريتهم بأهالي الضحايا، لأن الفاعل هذه المرة من سلالة “مقدسة”، ولا أحد يجرؤ على الاقتراب منه.

صعد وزير الصحة من منصب خطيب جامع الحشوش إلى منصب وزير الصحة مباشرة، لم يعرف المناصب قبلها مطلقا، ويحمل شهادة بكالوريوس طب، وكتب في سيرته بموقع الوزارة أستاذ دكتور، وهو ليس أستاذا ولا حصل على الدكتوراه.

قبل ثلاثة أعوام نشر صحفي محسوب على المؤتمر الشعبي الحاكم سابقا، وظل في صنعاء أثناء إئتلاف علي عبدالله صالح والحوثيين، نشر قائمة بقادة وزارة الصحة، تضمنت 52 قيادياً هاشمياً للوزارة، تم تعيينهم وإقصاء كل القيادات من غير السلالة.

كتب أحمد المكش عقب قائمته تلك: “يا خلق الله يا حسيناه يا علياه يا جناه يا عالم بني هاشم أولياء الله شلوا كل شي المناصب والدراهم…. طيب واحنا كمؤتمريين وزنابيل ماذا بقي لنا لا مناصب ولا دراهم. بحجر الله بجاه المسيرة القرآنية على قولتكم بجاه رسول الله جدكم وصاحبكم رفقاً بالزنابيل وأنا أولهم”.

 الإشارة إلى مصطلح الزنابيل في المنشور هنا هي دلالة على الذين يعملون مع الحوثي وهم ليسوا من الأسر الهاشمية، وهو مصطلح شعبي شائع للتفريق بين الاثنين، حيث يأتي في مقابلها مصطلح “القناديل” لوصف الذين ينتمون للسلالة الهاشمية.

قتل 20 طفلاً في مستشفى الكويت في صنعاء، لم يقدم الرئيس الحوثي مهدي المشاط اعتذاراً لأهالي القتلى، ولم يقابلهم، ولم يُقِل وزير الصحة، فهو عاجز عن ذلك، كونه مجرد رئيس بلا صلاحيات من خارج السلالة، يديره مدير مكتبه المنتمي للسلالة ذاتها أحمد حامد، وهو صاحب الصلاحيات الواسعة والمتصل مباشرة مع عبدالملك الحوثي ويقف حتى في وجه محمد الحوثي صاحب اليد الطولى في البلاد.

20 طفلاً مصابون بالسرطان ماتوا بجرعات طبية قاتلة، ولم يتجرأ أحد على مساءلة الوزير الهاشمي طه المتوكل، ولا عبدالسلام المداني رئيس صندوق مكافحة السرطان، ولا رئيس الهيئة العليا للأدوية، ولا مدير المستشفى، ولا أي مسؤول من هذه الدائرة السلالية المغلقة.

ظهرت قيادة وزارة الصحة الحوثية ببيان قاتل كالعلاج المنتهي الذي منح للأطفال، لتحمّل مسؤولية ما حدث لما يطلقون عليه “العدوان” في إشارة للتحالف السعودي- الإماراتي، وهي الذريعة التي يتمسك بها الحوثيون لتبرير جرائمهم وتقصيرهم.

تكرار اسطوانة الحصار والعدوان، هو الشماعة الدائمة لتغطية ممارسات الفساد المالي والإداري ورفع أسعار المشتقات النفطية والغلاء والرواتب وكل شيء، تهربا من المسؤولية.

قال بيان وزير الصحة طه المتوكل أن الوزارة تواصل بكل جدية واهتمام إجراءات التحقيق، التي أفضت نتائجها إلى اكتشاف تلوث بكتيري في عبوات الدواء المستخدم وتحديدا التشغيلة التي تم تهريبها.

وبدلاً من توقيف مسئولي وزارة الصحة، زعم البيان أن وزارة الصحة قامت بإحالة ملف القضية إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة.

هكذا تنتهي الحكاية، يقال وزير الكهرباء لصفعه مواطناً، لأن الوزير بلا مؤهل سلالي، ويُترك مسؤولو الصحة والمستشفى الذي أودى بحياة 20 طفلاً، بلا أي حساب، وسينتهي الملف في أدراج النيابة العامة، وسيظل الألم في قلوب أهالي الضحايا، ولن يجدوا جهة ليشتكوا إليها.

ادفنوا ضحاياكم، فالمجرم هاشمي، لا يحاسبه أحد.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.