fbpx

“الكوليرا” سياسي أيضاً… فهل يتفشّى؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

منذ أن انتشرت الأنباء عن ارتفاع معدل الإصابات بوباء “الكوليرا” جراء تلوث المياه يعيش اللبنانيون في قلق خصوصاً أن الإدارات الرسمية للدولة والمتسببة أصلا بسبب تراخيها وفسادها، بما آلت إليه الحال، هي نفسها التي تقع عليها مسؤولية ضبط الوباء ومعالجة اللبنانيين المصابين به. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هل ينجو اللبنانيون من وباء “الكوليرا”؟

السؤال بدا أكثر من ملح في بلد يتلمس طريقه بين كارثة ووباء وانفجار وانهيار اقتصادي. فالكوليرا، خلافاً لكورونا، وباء سياسي أيضاً، وهو وصل كتتويج لمرحلة تتصل موبقاتها بالأسباب التي أدت لانتشاره. هو ثمرة ظروف سياسية واقتصادية أفضت إلى حاجة للمياه حتى الملوثة، وإلى ضعف الرقابة وإلى اهتراء شبكات توزيع المياه. هو ابن النظام، وابن الفساد وابن المحاصصة. إنه هدية العهد والحكومة الأخيرة للبنانيين. 

فمنذ أن انتشرت الأنباء عن ارتفاع معدل الإصابات بوباء “الكوليرا” جراء تلوث المياه يعيش اللبنانيون في قلق خصوصاً أن الإدارات الرسمية للدولة والمتسببة أصلا بسبب تراخيها وفسادها، بما آلت إليه الحال، هي نفسها التي تقع عليها مسؤولية ضبط الوباء ومعالجة اللبنانيين المصابين به.

والحالات التي ظهرت في لبنان هي الأولى منذ العام 1993 وعادة يظهر الكوليرا في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي، وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي إلى الإصابة بإسهال وتقيؤ قد يفضي الى الموت.

قبل لبنان سبق وأن سجلت سوريا حالات وفاة وعدوى بالوباء والعدد الأكبر منها في محافظة حلب.

ولعل منطقة عكار في شمال لبنان حيث ترتفع معدلات الإصابة هي من أكثر المناطق قلقاً، فقد بدأ العكاريون يستشعرون خطورة المرحلة المقبلة وبدأت المرافق الصحية في المنطقة بإطلاق “صفارات الإنذار” تحذيراً من توسع رقعة تفشي وباء الكوليرا في قرى وبلدات المحافظة  التي ما انفكت تواجه الأزمة تلو الأخرى. 

وعكار هي المنطقة الأكثر فقراً وتهميشاً في لبنان، وكثير من سكانها يفتقرون إلى الحد الأدنى من الحياة الكريمة رغم المؤهلات الزراعية التي تمتلكها. 

ومع تراكم الأزمات في لبنان منذ الانهيار الاقتصادي عام 2019 تضاعفت محنة أهل عكار التي فر قسم من أبنائها من واقعهم المؤلم بمراكب غير شرعية في البحر، ليجد القسم الآخر نفسه أمام وباء دخل خلسة إلى منازلهم إذ أعلنت وزارة الصحة في آخر إحصاء لها يوم الإثنين عن تسجيل 18 إصابة جديدة  معظمها من بلدة ببنين.

محمد خضرين وهو مدير مستشفى عبدالله الراسي الحكومي أكد في حديث لـ”درج” أن هناك تخوف من تفشي الوباء وازدياد عدد المصابين في ظل القدرة الاستيعابية المحدودة للمستشفى من ناحية الأسرّة إذ يضم المستشفى بحسب قوله 60 سريراً فقط، ” بعض المرضى يتم معالجتهم فورياً في غرف الطوارئ ونستطيع السيطرة على الوضع أقله حتى الساعة “، مشيراً إلى أن العدد قد يكون أكبر بكثير مما تصرح به وزارة الصحة نظراً للجوء بعض المصابين إلى المستوصفات المحلية أو العيادات”.

لعل منطقة عكار في شمال لبنان حيث ترتفع معدلات الإصابة هي من أكثر المناطق قلقاً، فقد بدأ العكاريون يستشعرون خطورة المرحلة المقبلة

تلوث المياه.. أساس الوباء

الاخصائية في الأمراض الجرثومية و المعدية الدكتورة جمال حمود قالت لـ”درج” إن الكوليرا عادة ما ينتشر بسبب تلوث المياه وسبب انتشاره في عكار أكثر من سواها يعود إلى طبيعة المنطقة الزراعية، “معظم سكان عكار يعملون ويعتاشون من الأراضي الزراعية التي تسقى من مياه ملوثة بالإضافة إلى الشرب وغسل الأواني من الينابيع المشكوك بصحتها”. 

وعن طرق الوقاية تقول حمود ” الوقاية من الفيروس سهلة جداً ولكنها بحاجة إلى تعاون مجتمعي بين المواطنين والطاقم الطبي والجمعيات الأهلية، الأمر كله يحتاج فقط إلى الإلتزام بتنظيف وتعقيم الخضار قبل الأكل والكشف عن صحة الينابيع التي يتغذى الناس منها ومعالجة مياهها”.

مخيمات اللاجئين

القلق بدأ بعد رصد أكثر من مئتي حالة إصابة بالكوليرا معظمها في مخيمات اللاجئين السوريين، الذين يعانون كما اللبنانيين من نتائج الانهيار الاقتصادي وما تسبب به من تعذر الوصول إلى المياه النظيفة وتعثر الرعاية الصحية اللازمة.

وزير الصحة اللبناني فراس أبيض كان قد وعد بوصول جرعات أوّلية من لقاح الكوليرا سريعاً إضافة إلى العمل على تأمين نحو 600 ألف جرعة على الأقل، من خلال منظمة الصحة العالمية “لاستعمالها من قبل النازحين أو اللبنانيين”.

منظمة الصحة العالمية أكدت إن لبنان هو أحدث بلد يتفشى فيه المرض، الذي بدأ ينتشر في أفغانستان في حزيران/يونيو الماضي، ثم امتد إلى باكستان وإيران والعراق وسوريا.

وأحد مصادر القلق في لبنان هو حالة الممرات المائية في سهل البقاع شرقي لبنان، حيث يقع نهر الليطاني بالقرب من عدد كبير من مخيمات اللاجئين، حيث من المحتمل أن تنتشر الكوليرا في البنية التحتية للمياه المتدهورة بالفعل في البلاد.

شبكة قنوات المياه في عموم لبنان، وليس فقط في المخيمات، غير آمنة للشرب دون معالجة، ولكن مع استنزاف خزائن الدولة بسبب الركود والانهيار، لا يوجد وقود كاف لتشغيل محطات المياه التي تديرها الحكومة.

وقال أبيض إن المياه الراكدة تتلوث بسهولة بينما تواجه الأسر نقصا فيها.

اللاجئون السوريون في لبنان يعتمدون على وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، لنقل المياه بانتظام بالشاحنات لملء الآبار خارج خيامهم وتنظيف حاويات الصرف الصحي.

لكن سكان عدد من المخيمات صرحوا لوسائل إعلامية أن هذه الخدمات أصبحت أكثر ندرة، ما أثار مخاوف من حدوث فيضان للمياه القذرة.

منظمة الصحة العالمية اعتبرت إن مخيمات اللاجئين مناطق “معرضة للخطر”، بالنظر إلى عدم توفر المياه النظيفة والصرف الصحي.

وقالت اليونيسف إنها ستبدأ في توصيل المزيد من المياه إلى المخيمات، وإنشاء محطات لغسل اليدين بالماء المعالج بالكلور، وإجراء جلسات توعية.

كما قامت وكالة الأطفال التابعة للأمم المتحدة في لبنان بتأمين الوقود في حالات الطوارئ لتشغيل محطات ضخ المياه في الشمال، وإيقاف تدفق المياه الملوثة إلى الساحل. لكنها قالت إنها بحاجة إلى 29 مليون دولار لتمويل أنشطة مكافحة الكوليرا على مدى ثلاثة أشهر.

معظم اللاجئين يضطرون إلى دفع ثمن مياه الشرب المعبأة بأنفسهم. ولكن مع الارتفاع الكبير في الأسعار بسبب التضخم المفرط، فقد يصبح ذلك قريباً باهظ التكلفة.

المدير القطري لمنظمة الصحة العالمية عبد الناصر أبو بكر قال لوكالة “رويترز”، إن الكوليرا تشكّل “خطراً كبيراً جداً” على لبنان وإنه من المرجح انتقالها إلى دول أخرى. وأوضح أبو بكر “هي تؤثر الآن على المزيد من اللاجئين السوريين، لكن عاجلا أم آجلا سنشهد المزيد من الحالات بين اللبنانيين. لا أحد في مأمن ما لم يكن الجميع آمنين”.

 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.