fbpx

هل يبقى في روسيا من يملك القوة للإطاحة ببوتين؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا يستطيع أي محلل أو مراقب سياسي، إلا أن يلحظ تشابهاً نافراً بين ممارسة بوتين وسلوكه السياسي العام وخطابه، وبين زعماء عرب من أمثال صدام حسين ومعمر القذافي وعلي عبد الله صالح والاسدين وعمر البشير، وغيرهم من الحكام المستبدين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كان ظهور فلاديمير بوتين في عالم السياسة الروسية حدثاً مباغتاً وغريباً، لأنه لم يكن من تلك الشخصيات التي كان لها حضور وتأثير في الوسط السياسي سواء في المرحلة الشيوعية، أو في الفترة التالية، وما أثمرته من موجة جديدة من المتطلعين الى العمل السياسي في إطار تيارات وأحزاب وتنظيمات ناشئة تنتمي الى ايديولوجيات ونظريات وأفكار جديدة. ولم يخرج  بوتين من رحم كواليس اللعبة السياسية الحامية التي كانت تعصف في قمة الهرم السلطوي المتأرجح تحت ضربات ما عرف قبل أكثر من ثلاثة عقود على سقوط وتفكك الاتحاد السوفياتي بالبريسترويكا” و”الغلاسنوست”. هاتان الفكرتان كانتا رافعة ميخائيل غورباتشوف (رئيس دولة الاتحاد السوفياتي سابقاً) إلى فضاء الميديا الغربية، وعامل الجذب لأوسع الفئات الشعبية المتطلعة للتغيير. في كتابه “صراع الثروة والسلطة” يتناول الصحافي المتخصص في الشؤون الروسية سامي عمارة مسيرة بوتين السياسية التي يقول إنها “كانت ولا تزال سلسلة طويلة من المعارك التي بدأها على مختلف الجبهات وفي وقت واحد”.

إحدى معارك بوتين الاولى كما يشير عمارة الذي عمل مراسلاً لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية في موسكو، كانت مع أبرز رموز الأوليغارشية وغالبيتهم الساحقة من اليهود الذين “لطالما نجحوا في الاستئثار بمقاليد الحكم في البلاد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال مواقعهم في السلطتين التنفيذية والتشريعية”.

اقترنت طفولة بوتين بكثير من القسوة وهي قسوة مارسها بإفراط بعد وصوله الحكم.

معركة بوتين الثانية احتدمت عندما قرر كسر شوكة أقطاب الإعلام الروسي وقياصرته من أمثال فلاديمير جوسينسكي، مالك اكبر امبراطورية اعلامية، وأيضاً مع بوريس بيريزوفسكي القطب الآخر. وعندما نتحدث عن صراع القيصر الروسي الآتي من كواليس “كي جي بي” لا بد أن نعود بذاكرتنا الى الحملة المدمرة التي تعرضت لها صحيفة موسكوفسكي كوريسبوندنت المستقلة بعدما نشرت في نيسان/ أبريل 2008 أخباراً ومعلومات تناولت العلاقة التي قالت انها “نشأت بين بوتين والينا كابايفا، احدى البطلات الأولمبيات في الجمباز”. ينبه عمارة إلى أن مالك هذه الصحيفة الكسندر ليبيد الذي كان ضابطاً في “كي جي بي” أجبر على إغلاق صحيفته، وهو ما اعتبره بعض المراقبين درساً للاخرين كي يفكروا قبل أن يتخطوا الخطوط  البوتينية الحمر.

اقترنت طفولة بوتين بكثير من القسوة وهي قسوة مارسها بإفراط بعد وصوله الحكم. فعلي سبيل المثال فاجأ بوتين المراسلين الأجانب في موسكو في مؤتمر حين أجاب على سؤال وجهه صحافي غربي عن عدم موافقة الحكومة الأوكرانية على اتفاقية مينسك بالقول،”سواء أعجبك أم لا، إنه واجبك يا جميلتي”.من الواضح ان بوتين كان يلمح في رده  الى مقطع من اغنية “الجميلة النائمة في تابوت” لفرقة البانك روك السوفياتية” التي تقول، “الجميلة النائمة في التابوت، تسللت اليها وضاجعتها. سواء اعجبك ام لم يعجبك. نامي يا جميلتي”. 

خيانات اوكار الرفاق الجواسيس

إذا صدقنا المعلومات التي نقلها  موقع “ميديا بارت” (Mediapart) الفرنسي التي تشير إلى أن الرئيس الروسي، الذي وصفه “بالطاغية القلق الذي يخشاه جواسيسه”، يعيش في خوف من الخيانة منذ بداية الحرب على أوكرانيا، وهو خوف تغذيه بذكاء أجهزة المخابرات الأميركية، على خلفية ما تردد عن تصفيات داخل المؤسسة السياسية والعسكرية والأمنية في موسكو. ووفق محللين فإن الإخفاق الروسي في تحقيق إنجاز عسكري سريع في أوكرانيا خلق انقسامات بين القيادتين السياسية والعسكرية، أدت إلى حملات اعتقال لعدد من كبار المسؤولين ووضعهم تحت الاقامة الجبرية بعد تحميلهم أسباب الفشل. ويتضح من تحقيق اجراه الصحفيان الروسيان إيرينا بوروغان وأندريتش سولداتوف اللذان يعيشان في المنفى منذ عقدين أن الأجهزة الأمنية قامت باعتقال الجنرال سيرغي بيسيدا ونائبه أناتولي بوليوخ، ووضعتهما تحت الإقامة الجبرية. 

يخضع الجنرال بيسيدا الآن للاعتقال بحجة التحقيق  معه بتهمة الاختلاس، إذ أظهرت تقارير مالية أن الجهاز الذي اداره أهدر ملايين الدولارات  في رحلات لكبار ضباطه المكلفين بمحاولة إغراء السياسيين  الأوكرانيين إلى تايلاند وقبرص وجزر المالديف قبل الحرب بقبول رشاوى بمبالغ كبيرة مقابل توفير الدعم اللوجستي للاستيلاء على البلاد .إلا أن إخفاق هؤلاء في مهماتهم، وتسرب معلومات سرية عن خطط الغزو إلى وكالة الاستخبارات الأميركية، أثار غضب بوتين وفقا لأندريه سولداتوف. ما يسعى  إليه الرئيس الروسي هو الكشف عن شبكة العملاء الأميركيين والغربيين داخل الكرملين، وفي جهاز الأمن الفيدرالي، وغيره من الأجهزة السرية، وهو حريص على أن يعرف من أبلغ وكالة المخابرات المركزية “سي آي إيه”، وما إذا كان رئيس الجهاز هو المسؤول عن هذا الاختراق.

 لم تنحصر الاعتقالات بالدائرة المحيطة فقط بالجنرال بيسيدا ونائبه بوليوخ، فقد امتدت  بحسب صحيفة “التايمز” إلى رومان غافريلوف بعد اتهامه بإهدار الوقود دون داع” بعد الصعوبات التي واجهها الجيش الروسي على الأرض منذ الأيام الأولى للغزو.

إقرأوا أيضاً:

حكام مستبدون ومسؤولون خانعون

فوبيا الاصابة بعدوى “كورونا”، جعلت بوتين يلوذ بالعزلة بشكل تام، فهو لا يلتقي حتى بالدائرة المغلقة جداً التي تضم وزرائه، فهو يعقد اجتماعاته مع حكومته عبر الدائرة التلفزيونية، كما يصدر جميع أوامره من أطراف طاولات كبيرة الحجم، وهو ما لاحظه جميع مشاهدي القنوات الفضائية، حين وجه بوتين التوبيخ لرئيس المخابرات نيكولاي ناريشكين، وذلك قبل وقت قصير من قراره شن أكبر غزو بري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. 

وذكر تقرير نشرته صحيفة “لاكروا” الفرنسية أن الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس بوتين  تقلصت في السنتين الأخيرتين إلى مجموعة قليلة جداً تحظى بثقته وتشاركه رؤيته للعالم. ويتضح من محتوى التقرير الذي أعده أوليفييه تاليس وبنيامين كوينيل إن بوتين ومنذ بداية الأزمة في أوكرانيا حرص على الظهور بمظهر القائد الأوحد لسفينة بلاده، لكنه بالفعل يستشير قبل اتخاذ قراراته حفنة من صقور إدارته وبعضاً من ذوي الرتب العليا في الجيش”.

ولفت موقع “لاكروا” وغيره من الصحف الغربية الى الاجتماع الخاص جدا لمجلس الأمن الروسي، الذي دعا إليه بوتين في 21 شباط/ فبراير الماضي وحضره كبار الشخصيات في النظام، وسمح، وهو أمر نادر الحصول، بتصويره لبث الفيديو لاحقاً عبر التلفزيون. واقتصر جدول أعماله على نقطة واحدة “هل ينبغي لنا الاعتراف باستقلال الأراضي الانفصالية في دونيتسك ولوغانسك، في شرق أوكرانيا؟”. ونبه الى أن رئيس الكرملين كان يطلب الكلام من الحاضرين واحدا بعد الآخر، ولم يسلم بعض من وزرائه ورؤساء أجهزته الأمنية من الإهانات، ما أحرج مرؤوسيه، لتتجلى سلطوية بوتين في أبهى صورها. أما عدد الحاضرين في الاجتماع فلم يتجاوز عدد أصابع اليد وهم ذوو رتب عسكرية عالية، وينتمون إلى فئة ما يعرف باسم “سيلوفيكس” (silovikis)، أي أنهم أعضاء من وكالات إنفاذ القانون والأمن، الركيزة الحقيقية للنظام السياسي الروسي.

من يجرؤ على الكلام؟

لا يستطيع أي محلل أو مراقب سياسي، إلا أن يلحظ تشابهاً نافراً بين ممارسة بوتين وسلوكه السياسي العام وخطابه، وبين زعماء عرب من أمثال صدام حسين ومعمر القذافي وعلي عبد الله صالح والاسدين وعمر البشير، وغيرهم من الحكام المستبدين الذين يحرصون على إحاطة أنفسهم برجال خاضعين ومتعجرفين. وبالتالي فالخراب الذي سيحل في روسيا تحت ضربات العقوبات القاسية لن يكون أقل مما حل بالعراق وليبيا وسوريا واليمن والسودان. 

وعزا مراقبون سبب تقلص عدد أعضاء الدائرة الضيقة لبوتين إلى قراره عدم مقابلة أي مسؤول يودّ رؤيته على انفراد ما لم يفرض على نفسه حجراً صحيا لمدة أسبوعين، ما حدّ  من حفلات الشواء التي كان ينظمها مع أصدقائه القدامى من الأوليغارشية. وحتى إيغور سيتشين، الرئيس القوي لشركة النفط العملاقة “روسنفت”، أصبح يكتفي باجتماعات متباعدة مع بوتين. ويحظى يوري كوفالتشوك إمبراطور الإعلام بوضع خاص لدى زعيم الكرملين، كونه يسيطر على نحو الربع من ملكية القناة العامة الأولى (Pervyï Kanal)، ولأنه بحسب الصحافي الروسي أليكسي فينيديكتوف، “شكل على مدى سنوات نظرة بوتين للعالم… وهو متفق معه في حربه على أوكرانيا كحال آخرين بمن فيهم وزير الخارجية سيرغي لافروف”.

أما وزراء الحكومة، فيتواصلون مع  بوتين عبر الفيديو أو يجلسون على بعد 10 أمتار منه، وهو ما يعلق عليه المحلل السياسي الروسي المستقل إيفان بريوبراجينسكي بالقول “بوتين معزول عن الواقع… وما يتلقاه من معلومات تأتيه من عناصر الاستخبارات الخاصة، فهو لا يستخدم الإنترنت بنفسه، ويكتفي بمتابعة دعايته الخاصة عبر التلفاز”.

إقرأوا أيضاً:

القيصر انقلاب القصر

ازدادت التكنهات خلال الأسابيع الأخيرة باحتمال حصول انقلاب في الكرملين، ونقلت صحيفة “التايمز” البريطانية عن ضابط في جهاز الأمن الفيدرالي أن الرئيس فلاديمير بوتين بات معرضاً لخطر الانقلاب من أجهزة الأمن الخاصة به أكثرمن أي وقت مضى، من جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا. إضافة الى الحملة القمعية المتزايدة ضد المسؤولين الأمنيين والعسكريين، وارتفاع منسوب الشكوى من عبثية الحرب وجدواها، والانتقادات الموجهة لبوتين وأخطائه في الحرب.

تناول تقرير لموقع “فورين أفييرز” احتمالات تحرك مراكز القوى المحيطة بالرئيس الروسي مع تنامي مشاعر الرفض التي طرأت بعد غزو أوكرانيا، مشيراً إلى مجموعة “سيلوفيكي”، والمقصود بها دائرة بوتين الضيقة من قادة الأجهزة الأمنية والجيش، التي تؤثر في قراراته ويستعين بها في تنفيذها. لا يمكن التكتم على الخلافات التي تعصف داخل الكرملين بين بوتين والأجهزة الأمنية والجيش، وهو ما لم يحدث على هذا النحو من قبل، وفق التقرير. ما دفع بوتين الى اعادة تنظيم التسلسل القيادي في الجيش، وكلف الجنرال، ألكسندر في بورتنيكوف، بالمسؤولية عن العمليات في أوكرانيا.

إلا أن المحللين يجمعون على استبعاد أن يشكل الجيش الروسي، تهديداً كبيراً للنظام الحالي، فمنذ انهيار الاتحاد السوفييتي، سعت مجموعات من قدامى المحاربين العسكريين للاستيلاء على السلطة السياسية، لكنهم كانوا يفشلون في كل مرة. ففي التسعينات، وقبل وصول بوتين إلى السلطة، فشلت حركة تمرد تسمى “اتحاد الضباط” في الاستيلاء على السلطة، برغم مستوى الضعف الكبير آنذاك في الحكومة.

وفي الحالات القليلة التي تحدى فيها أفراد من الجيش بوتين، كان من السهل إيقافهم، مثل فلاديمير كفاتشكوف، العقيد المتقاعد في المخابرات العسكرية، الذي حاول اغتيال أناتولي تشوبايس، الاقتصادي الذي أطلق برنامج الخصخصة الروسي المثير للجدل في التسعينات. 

اعتاد قادة الأجهزة الأمنية، وأحياناً الجنرالات والضباط في الجيش الإلقاء بثقلهم على القادة الإقليميين الأقوياء، مثل عمدة موسكو، لكن بوتين قضى بشكل منهجي على هذا النوع من التهديد، ولم يعد في روسيا أي قوى معارضة كبيرة. فلقد قام بوتين بتصفية خصومه السياسيين، مثل بوريس نيمتسوف الذي اغتيل بالقرب من الكرملين عام 2015، ومن ثم ألقى بعدد كبير منهم في السجون واهمهم  أليكسي نافالني، وتك نفي آخرين.

يكشف  موقع “الحرة .نت” عن سبب هيكلي آخر لفشل الجيش في تحدي بوتين وهو المراقبة الشديدة له من قبل النظام، وهي سياسة قديمة اتبعها الاتحاد السوفييتي، توسعت في عهد بوتين عبر جهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، الذي أنشأ فيه وحدة خاصة للتجسس على الجيش، وهي تتولى حالياً خلال الحرب على أوكرانيا مراقبة القيادات العسكرية. وبالتالي أصبح من غير الممكن “بروز مثل هذا النوع من الضباط الجريئين الذين قد يقودون تمرداً فعالاً”.

 وينطبق الحال نفسه على الأجهزة الأمنية الروسية التي طالما كانت عرضة للفساد، لكنها “لم تكن بارعة في بناء قواعد قوة فعالة وشبكات محسوبيات خاصة بها”. وبسبب طريقة عمل جهاز الأمن الفيدرالي، يميل الضباط الأفراد إلى أن يكونوا مخلصين لرتبهم ومناصبهم، كما يدركون أنهم قد يتعرضون للملاحقة مثل أي شخص آخر. أما الجيل الحالي من الضباط في FSB، وهم في الثلاثينات والأربعينات من العمر، فلم يعرفوا أي رئيس سوى بوتين، وبنوا حياتهم المهنية تحت قيادة مدير واحد، هو ألكسندر بورتنيكوف، الذي يدير الوكالة منذ عام 2007. ويخدم ضباط هذه المؤسسة الرئيس فقط، وتتمثل مهمتهم الرئيسية في القضاء بلا رحمة على أي مصادر محتملة للمعارضة، كما أن المكانة الرفيعة التي يتمتعون بها في المجتمع الروسي تجعلهم أكثر ولاء للنظام.

روسيا الدولة المنبوذة والمعزولة

لا نستطيع التكهن في حصول حدث أو تطور من شأنه أن يساعد في حدوث انقلاب يطيح بالرئيس بوتين الذي جعل من روسيا دولة معزولة ومنبوذة، وتسبب في تهميش دورها  في السياسة الدولية لسنوات طويلة مقبلة، بخاصة بعد الانجازات التي تحققت تحت قيادته خلال السنوات العشر الأخيرة من حكمه؟

تتفق أستاذة الشؤون الدولية في جامعة “نيو سكول” في  نيويورك وحفيدة الزعيم السوفييتي خروتشوف نينا خروتشوفا مع الاراء التي تستبعد امكانية حصول انقلاب في المرحلة الراهنة، إذ شددت في مقالة نشرتها مجلة “فورين افيرز” على أنه من غير المحتمل حدوث انقلاب آخر، سواء في أروقة الكرملين أو في شوارع موسكو. ولكنها استدركت موضحة “في الواقع، المجموعة الوحيدة التي قد تسقط الرئيس هي جهاز الأمن الفيدرالي (أف أس بي)، الذي لا يزال يديره مبدئياً السلوفيكي القومي المدرك لفكرة أن بعض المرونة في السياسة الخارجية ضرورة للتنمية الداخلية، لكن مثل أولئك المسؤولين ما عادوا يمثلون مستقبل الـ”أف أس بي”. وأكدت أن “الهيئة الغامضة من التكنوقراطيين الأمنيين المسؤولين اليوم مهووسة بالسيطرة الكاملة، بغض النظر عن العواقب الوطنية أو الدولية”. ونبهت خروتشيوفا من أن المرة الأخيرة التي بنى فيها الكرملين مثل تلك الدولة المسيطرة بالكامل، كانت تحت قيادة يوري أندروبوف في أوائل الثمانينات، وسرعان ما انهارت عندما أرخت قوات الأمن قبضتها وسمحت بالإصلاح. وبوتين على علم بهذه القصة جيداً ومن غيرالمرجح أن يخاطر بالنتيجة ذاتها. وحتى من دونه، فإن النظام الذي بناه سيبقى في مكانه، مدعوماً بالفوج الأمني الجديد، إلا إذا وقعت كارثة في أوكرانيا تدمر ذلك على غرار ما حدث في أفغانستان في الثمانينات. ورجحت المحللة أن يؤدي تمسك تلك البيروقراطية بالسلطة إلى انحسار مغامرات موسكو الخارجية، مقابل أن يبقى النظام على حاله، فستظل روسيا مضطهدة ومعزولة وغير حرة.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.