fbpx

إليسا تعتذر لمصر النظام عن دعم مصر علاء عبدالفتاح

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

قد يكون الحياد أسوأ خيار في هذه الحالات لكنه حتما أفضل من التصفيق لإنجازات موهومة. الحياد أفضل من الاعتذار عن دعم معتقل سياسي قضى معظم العقد الماضي من حياته مسجونا بعيداً عن عائلته.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“عملت ريتويت وكنت فاكراه ناشط لبناني ولا أسمح لحالي اتدخل في الشأن المصري… مصر خط أحمر وشوفت الشاب كاتب ايه. عاوزه يخلص سوء التفاهم ده ولا يمكن أغلط في شيء يخص مصر”.

سريعاً ما حاولت المغنية المعروفة إليسا أن تستدرك إعادتها لتغريدة متضامنة مع الناشط المصري المعتقل والمضرب عن الطعام علاء عبدالفتاح. تحدثت اليسا في مكالمة مع المذيع عمرو أديب لتحتوي غضباً مصرياً رسمياً وإعلامياً جراء إعادة التغريدة التي سحبتها سريعاً.

في بيروت كانت نُشرت دعوة للتظاهر أمام السفارة البريطانية في بيروت للمطالبة بالافراج عن عبدالفتاح الذي أعلن اضراباً عن الطعام بالتزامن مع عقد قمة المناخ في شرم الشيخ. إليسا أعادت نشر تغريدة على حسابها الخاص على تويتر نقلا عن “اعلامية معروفة بدعمها لحقوق الإنسان” حسب ما صرحت اليسا قبل أن تعتذر من الشعب المصري، وهنا تقصد الاعلامية ديما صادق.

هذه ليست المرة الأولى التي تعبر بها اليسا عن رأي سياسي، إذ لطالما دعمت صاحبة أغنية “عم ثور”، التي أطلقتها خلال انتفاضة 17 تشرين 2019، حزب القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع وتبني خطاب الحزب ومواقفه السياسية من مشاكل لبنان الداخلية، كما أبدت تكراراً موقفها الناقد للنظام السوري.

سريعاً ما احتمت إليسا مثل كثير من الشخصيات العامة خلف الحدود الجغرافية والقول، أنه لا علاقة لها بما هو خارج لبنان وأن مصر خط أحمر.

لكن في البيئة اللبنانية لا مشكلة في إبداء مواقف من هذا النوع كدعم القوات أو انتقاد النظام السوري وحزب الله. فمثل هذه المواقف لم تدفع اليسا يوماً للاعتذار. لم يمنع لها حفل قط في لبنان، ولم تتلق اتصال تأنيب من نقابة الفنانين. ولم تهددها شركة إنتاج أو شركة تنظيم حفلات بإيقاف العمل معها أو الامتناع عن التسويق لأعمالها. لكن ذلك كله ليس مهما نظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان وترنح استقراره السياسي وصغر تعداده السكاني. أما عندما يتعلق الأمر بدعم قضايا محقة كانقاذ حياة ناشط لم يرتكب جرماً سوى تعبيره عن رأيه مثل علاء عبدالفتاح فسريعاً ما احتمت إليسا مثل كثير من الشخصيات العامة خلف الحدود الجغرافية والقول، أنه لا علاقة لها بما هو خارج لبنان وأن مصر خط أحمر. 

لكن أي مصر تلك التي هي خط أحمر؟ 

هل هي مصر علاء عبدالفتاح وآلاف الناشطين و المعتقلين السياسيين وملايين المحبطين جراء الأزمات المتراكمة؟

 أم مصر السيسي وإعلامه ورجال أعماله؟

من الواضح أن اليسا حددت أي مصر تقصد.

ترجع اليسا موقفها هذا الى عدة عوامل على الأرجح منها استثمارها الفني في مصر في ظل الطفرة الاقتصادية التي تشهدها نخب محددة في مصر، فهي ربما لم تسمع عن انهيار الجنيه بعد تعويمه مؤخراً وما عناه ذلك للملايين من فقراء مصر. 

سبق لإليسا أن دخلت عام 2019 في سجال كلامي عبر تويتر مع رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ الذي اشتهر بتأنيب فنانين ومشاهير بشكل مهين أحياناً مستغلاً سطوة موقعه ونفوذه المالي والسياسي. وفعلاً رضخت اليسا حينها وأجابت آل الشيخ حينها بلهجة اعتذارية لتأمن استمرار التعامل الفني والمالي معها. 

بالعودة إلى قضية علاء عبدالفتاح فقد صرحت اليسا أنها من المستحيل أن تدعم شخصا مثل علاء بعد “كل ما فعله بالجيش” متماهية مع سردية إعلام النظام بتخوين المعارضين وسجنهم بتهم كنشر الأخبار الكاذبة. 

أتاح عمرو أديب الفرصة أمام اليسا لتقدم اعتذارا مدته سبع دقائق على أم بي سي مصر. تخلل الاعتذار عبارات افتخار بـ”إنجازات” مصر وتقدمها منها دور مصر المهم بالمباحثات الروسية-الأوكرانية للحد من استخدام الأسلحة النووية وعن أهمية استضافتها لقمة المناخ هذا العام في شرم الشيخ. كما عبرت عن فخرها بشعب مصر وجيشها ورئيسها “العظيم” كما وصفته. 

بحسب اليسا لا موقف مصري تجاه قضية علاء عبدالفتاح الا الموقف الرسمي الذي لخصته بمؤسسة وصلت الى سدة الحكم بعد انقلاب عسكري. ولا رأي للشعب المصري بشكل منفصل عن رأي القبضة العسكرية المحكمة. 

قمة المناخ التي تفتخر بها اليسا ونظام السيسي أريد منها تلميع صورته أمام المجتمع الدولي. لكن عائلة علاء استغلت الحدث لإلقاء الضوء على وضع علاء الصحي وعلى السجناء السياسيين في مصر البالغ عددهم 65 ألفا من إجمالي عدد المساجين البالغ 112 ألفا في آذار 2021. وهو ما يزيد عن ضعف القدرة الاستيعابية للسجون التي قدرها السيسي ب55 ألفا. 

حاولت الحكومة المصرية تحسين سمعتها بما يتعلق بالسجناء السياسيين قبل قمة المناخ. بحسب المبادرة المصرية لحقوق الانسان تم الإفراج عن نحو 800 سجين لكن النظام عاد وملأ السجون بنحو 1500 آخرين.

عندما سأل عمرو أديب اليسا عن سبب نشر دعوى التظاهر على تويتر ردت عليه قائلة: “ظننته لبنانيا”. إليسا التي لم توفر فرصة لانتقاد النظام السوري و الترويج لأكذوبة العودة الامنة للاجئين السوريين الى سوريا أصبحت تتردد بالتعبير عن دعمها للمعارضة والتعبير عن رفضها للديكتاتوريات إذا سمح شبه الاستقرار الأمني في هذه الديكتاتورية بتأمين مدخول اضافي أو اتاحة فرص استثمار أو توسيع قاعدتها الجماهيرية. 

لا يتوقع أحد أن يعمل الفنان بلا لقاء مادي. ولا يتوقع أحد من اليسا وأمثالها من فناني شركات الإنتاج أن ينتجوا أغان سياسية أمثال أغاني الشيخ إمام وسيد درويش. قلما يترافق الربح المادي مع العمق السياسي للقضايا في مجال الفن، لكنه ليس طبيعياً أيضاً حجم الرقابة السياسية التي باتت تطوق الأعمال الفنية خصوصاً أن الفن سياسي في صلبه. 

وبما أن الجميع يبدي رأيه على السوشيال ميديا من شخصيات عامة وأفراد عاديين لذلك من غير المنطقي أن تستبعد قضايا حقوقية أساسية في منطقتنا عن الفضاء الإلكتروني، خاصة عندما تعني آلاف الأشخاص في مصر و آلافا آخرين في دول ثانية. 

قد يكون الحياد أسوأ خيار في هذه الحالات لكنه حتما أفضل من التصفيق لإنجازات موهومة. الحياد أفضل من الاعتذار عن دعم معتقل سياسي قضى معظم العقد الماضي من حياته مسجونا بعيداً عن عائلته. ومن المرجح أن يمكث في السجن طالما أن شخصيات مشهورة ترفض دعم مضرب عن الطعام والشراب بل تفضل التصفيق للنظام الذي يسجنه. 

يبقى أن نراهن على ما تبقى من مساحات حرية تعبير في لبنان. على الأقل، نتجرأ كلبنانيين أن نبدي رأينا في الشأن السياسي في هذا البلد على نحو يفوق ما يحصل في دول عربية وإقليمية مجاورة لنا.

من ميزات بلدنا الصغير أنه يسمح لنا ابداء رأينا بقضايا الدول المجاورة، خاصة تلك التي يدفع مواطنوها أثمانا باهظة ثمن تغريدة. 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.