fbpx

“فتح” و”حماس” على التخوم الإسكندنافية: الانقسام الفلسطيني يمتدّ إلى السويد!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تمثل تصريحات أبو راشد لب الخلاف الذي يحول دون تحقيق مصالحة فلسطينية شاملة. إذ تريد “فتح” أولاً إجراء انتخابات فلسطينية رئاسية وتشريعية لإنهاء الانقسام في السلطة؛ ثم بعد ذلك يمكن إجراء انتخابات في “منظمة التحرير” على قاعدة الاعتراف بالشرعية الدولية. وهو ما ترفضه حركتا “الجهاد الإسلامي” و”حماس” التي تسعى الى إبقاء سيطرتها على قطاع غزة؛ مع قبولها بدخول “منظمة التحرير” إليه.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ربما لن يكون في مقدور أمين أبو راشد، رئيس “مؤتمر فلسطينيي أوروبا”، أن يقود حملات إنسانية لإغاثة مخيمات الفلسطينيين فيها كما فعل سابقاً. فربما حينها سيتوجب على الناشط الهولندي من أصل فلسطيني أن يرتدي مثلاً أكثر من الدرع الواقي من الرصاص، الذي ارتداه سابقاً أثناء قيادته حملة لإغاثة مخيم اليرموك قرب دمشق. فالتهم التي ألصقتها به جهات فلسطينية رسمية كافية لأن يُحاكم بالخيانة العظمى.

وقد جاءت الدورة الـ20 لمؤتمر فلسطينيي أوروبا بمدينة مالمو جنوب السويد في 27 أيار/ مايو الماضي، وسط مقاطعة واتهام فلسطيني رسمي من “منظمة التحرير الفلسطينية” لمنظمي المؤتمر بالارتباط بمنظمات إرهابية، زاعمة أن الهدف منه ضرب تمثيلها الشعب الفلسطيني وشقّ صفه.

وغابت تلك الاتهامات في دورات المؤتمر السابقة التي انطلقت عام 2003 وعُقدت في دول أوروبية كإيطاليا، ألمانيا، هولندا، النمسا، المملكة المتحدة والسويد، بحضور ممثلي السفارات الفلسطينية.

كما لم تحضر تلك الاتهامات في دورة عام 2006 في مدينة مالمو ذاتها، حين ألقى صلاح عبد الشافي، سفير فلسطين في السويد، كلمة الرئيس محمود عباس، في المؤتمر. ولا كانت موجودة في دورة عام 2016 التي شاركت السفارة الفلسطينية فيها.

اتهامات فلسطينيّة

شملت الاتهامات للمؤتمر، التموّل من وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (موساد)، وخدمة أجندة صهيونية ومشروع الدولة الإسلامية في غزة، والتقاسم الوظيفي بين “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) في قطاع غزة وإسرائيل في الضفة الغربية.

كما ربطت حركة “فتح” المؤتمر بمحاولات جماعة “الإخوان المسلمين” للالتفاف على “منظمة التحرير”.

ورغم أن “فتح” و”حماس” كانتا قد أكدتا تمسكهما باتفاق المصالحة الذي وقّعا عليه في تشرين الأول/ أكتوبر 2022، لكن الفصيلين عادا الى تبادل الاتهامات قبل المؤتمر بأشهر.

فقد هاجمت “حماس” حركة “فتح” وقالت إنها تحاول منع الفلسطينيين من تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وتتعاون معها للقضاء على “المقاومة”؛ ما يمنع “حماس” من توسيع عملياتها من القطاع إلى الضفة. كما اتهمت “فتح” قيادات “حماس” بخوض المعارك من أجل المال والعيش في ترف خارج غزة، وبالغرق في تفاهمات مع إسرائيل، والمزايدة على تضحيات الفلسطينيين.

وجاءت التهم بعد إعلان “فتح” مشاركتها في مؤتمر مدينة شرم الشيخ الأمني الذي عقد في آذار/ مارس في مصر بمشاركة إسرائيل.

واعتبرت “فتح” اتهامات “حماس” دعوة للاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين والأجهزة الأمنية، على غرار ما حصل في غزة عام 2007. واستنكرت “فتح” اتهامها بالتعاون مع إسرائيل، لأن ذلك يعني اتهاماً بالخيانة.

في مقابلة مع صحيفة “سيدسفنسكان” (Sydsvenskan) السويدية في 26 أيار/ مايو، ردد أمين أبو راشد، رئيس “مؤتمر فلسطينيي أوروبا”، اتهامات “حماس” لحركة “فتح” بالتعاون مع إسرائيل. وقال أبو راشد إن انتقادات “منظمة التحرير” للمؤتمر مصدرها إسرائيل. وبحسب أبو راشد، تلقت “منظمة التحرير” توجيهات “من فوق” لتقويض المؤتمر من الداخل؛ لأن إسرائيل فشلت سابقاً في حظره.

بيد أن أبو راشد عاد ليؤكد في مؤتمر صحافي في 6 حزيران/ يونيو، أن “منظمة التحرير” ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. إلا أنه انتقد في الوقت ذاته ذلك التمثيل عبر حديثه عن غياب المؤسسات المنتخبة داخل المنظمة؛ داعياً الشعب الفلسطيني إلى انتخاب قيادته؛ و”منظمة التحرير” إلى القيام بدورها.

وتمثل تصريحات أبو راشد لب الخلاف الذي يحول دون تحقيق مصالحة فلسطينية شاملة. إذ تريد “فتح” أولاً إجراء انتخابات فلسطينية رئاسية وتشريعية لإنهاء الانقسام في السلطة؛ ثم بعد ذلك يمكن إجراء انتخابات في “منظمة التحرير” على قاعدة الاعتراف بالشرعية الدولية. وهو ما ترفضه حركتا “الجهاد الإسلامي” و”حماس” التي تسعى الى إبقاء سيطرتها على قطاع غزة؛ مع قبولها بدخول “منظمة التحرير” إليه.

اتهامات إسرائيلية وغيرها 

واستتبعت الانتقادات الفلسطينية الرسمية للمؤتمر جدلاً سياسياً وإعلامياً في السويد. انتقدت السفارة الإسرائيلية في السويد، السياسيين السويديين المشاركين في “مؤتمر الكراهية”؛ مؤكدة أنهم بذلك “يضفون شرعية على حركة “حماس”، “المنظمة المصنّفة أوروبياً إرهابية”.

كما اتهمت وسائل إعلام أبو راشد بالارتباط بـ”حماس” المصنفة جماعة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وآخرين. وجاءت تلك الاتهامات من صور تم تداولها وجمعت أبو راشد وإسماعيل هنية، زعيم المكتب السياسي لحركة “حماس”.

ورفض أبو راشد تلك المزاعم وأكد أنه لا يتبع أي تنظيم فلسطيني، وأن صورته مع هنية جاءت أثناء زيارته غزة ضمن قافلة إغاثة إنسانية أوروبية. وتساءل عن إمكان تصنيف جميع الشخصيات الأوروبية والغربية التي التقطت صوراً مع هنية كأعضاء في “حماس”.

وسبق أن حضر هنية المؤتمر الذي أسسه “مركز العودة الفلسطيني”، والذي تصنّفه إسرائيل كذراع لحركة “حماس”. والمركز مجموعة مناصرة تأسست في المملكة المتحدة عام 1996 واعتمدته الأمم المتحدة عام 2015 عضواً بصفة استشارية كمنظمة غير حكومية.

وفي بحث نشره عام 2021، يعتبر سامي مبيض، المؤرخ والأكاديمي السوري، أبو راشد ورئيس “مركز العودة الفلسطيني”، ماجد الزير، من “الأسماء الكبيرة والمتخفية في حركة “الإخوان المسلمين”، والتي في وسعها اتخاذ القرارات”.

ويعتقد مبيض أن تَتَبُّع أنشطة “الإخوان” في أوروبا مهمة صعبة لأن انتماءهم  نادراً ما يكون واضحاً ومرئياً؛ ويتخفى تحت طبقات من العمل الخيري وأنشطة المنظمات غير الحكومية؛ أو مستتراً بالتضامن مع الشعب الفلسطيني.

ويرى مبيض أن صعوبة تحديد أعضاء جماعة “الإخوان” والمرتبطين بها في أوروبا، عائدة الى ىطول المدة التي أمضتها الحركة في تمويه أنشطتها. ويؤكد أن الأنظمة القانونية في أوروبا أثبتت عدم فاعليتها خلال تلك المهمة لأسباب تتعلق بالثقافة السياسية للدول الليبرالية.

مقاطعة سياسيّة والحاج يتمرّد

وقاطعت الأحزاب السياسية السويدية المؤتمر. وأشار “حزب اليسار” إلى الانقسام الفلسطيني الداخلي والمخاوف بشأن العلاقات الشخصية كعوامل أعاقت مشاركته، مؤكداً التزامه بالدعوة إلى فلسطين حرة، وإنهاء الاحتلال، وتعزيز مفاوضات السلام.

غير أن عضو البرلمان السويدي عن “الحزب الاشتراكي الديمقراطي”، جمال الحاج، المعروف بانتقاده المتكرر لـ”حماس”، حضر المؤتمر مخالفاً توصيات حزبه. وأدى حضور الحاج إلى اتخاذ الحزب قراراً “بتجميد مهامه موقتاً” في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان.

والحاج، الذي يصف إسرائيل بـ”دولة الأبارتايد”، اشترط للموافقة على المشاركة في المؤتمر، أن يحضره ممثل عن السفارة الفلسطينية في ستوكهولم، وألا تكون لأي من المشاركين صلات بمعاداة السامية.

فلسطين والسويد

واعترفت السويد بالدولة الفلسطينية في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وتتمتع “منظمة التحرير الفلسطينية” بصفة مراقب في الأمم المتحدة منذ عام 1974؛ وتعمل كحكومة غير رسمية للشعب الفلسطيني في جميع أنحاء العالم.

ولعبت السويد تاريخياً دوراً مهماً في الصراع العربي- الإسرائيلي. وصوتت لصالح خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947. وطرح وسيط الأمم المتحدة السويدي، فولك برنادوت، خطة سلام للصراع العربي- الإسرائيلي قبل اغتياله في أيلول/ سبتمبر 1948 على يد إرهابيين صهاينة اتهموه بمحاباة العرب. كما توسطت السويد في كانون الأول/ ديسمبر 1988، في رفع الولايات المتحدة الأميركية الحظر المفروض على إجراء محادثات مباشرة مع منظمة التحرير.

ووفقاً لأرقام المكتب المركزي السويدي للإحصاء لعام 2017، يعيش في السويد حوالى 7300 شخص فلسطيني المولد. إلا أن الرقم في الواقع أكبر من ذلك.

وبلغ عدد الفلسطينيين حول العالم بنهاية عام 2021، حوالى 14 مليون فلسطيني: 5.3 مليون منهم في دولة فلسطين (3.2 مليون في الضفة الغربية و2.1 مليون في قطاع غزة)، و1.7 مليون في أراضي عام 1948، ونحو 7 ملايين هم فلسطينيو الشتات (6.3 مليون منهم في دول عربية و750 ألفاً في دول أجنبية).

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.