fbpx

الحكومة الإسبانيّة… انقسامات شديدة حول الحرب على غزّة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

دخلت غارسيا وحزبها في صراعات وملاسنات مع بعض الأطراف تحت سقف البرلمان، الذي اشتعل الخميس الماضي حول الأزمة الفلسطينية- الإسرائيلية، إذ عارض البعض الوقوف دقيقة صمت حداداً على ضحايا غزة، واتهموا غارسيا بتجاوز تأييد فلسطين إلى معادات السامية، فضلاً عن حملات التشويه والسخرية التي طاولتها..

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أبهجت تصريحات وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية بالإنابة، يوني بيلارا، الكثير منا في العالم العربيّ، كونها تعبر عما نرجو أن نسمعه من قادة دول عربية، إذ طالبت حكومتها علناً، وسط قمع غربي جريء، بتعليق العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وإقناع الاتحاد الأوروبي بفرض عقوباتٍ اقتصادية على المسؤولين هناك وحظر الأسلحة. 

سبقت تصريحاتها هذه، المطالبة بتقديم بنيامين نتانياهو إلى المحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب. لكن، كم شخصية سياسية إسبانية تؤيد بيلارا في موقفها هذا أو تدعم الملف الفلسطيني؟

قبل أن أقيم في إسبانيا، كانت معلوماتي عن هذا البلد لا تتجاوز سائحة لا تقاوم متعة استكشاف الأندلس في كل زيارة، لكن الإقامة لأشهر هنا والاختلاط بأهلها وبالمجتمع الصحافي والحقوقي والنسوي، ساعداني في التعرف أكثر على أزقتها، وما زلت أستكشف المزيد، ففي هذا البلد الكثير من الانتماءات والصراعات والفصائل والحكايات.

منذ اندلاع الحرب في غزة، جنّ جنوني وأنا أتابع حجم الانحياز الإعلامي الغربي العلني الى الرواية والموقف الإسرائيليين، وبالطبع هذا يشمل وسائل الإعلام الإسبانية، التي لم يمحُ بعضها خبر قتل الـ40 رضيعاً إسرائيلياً حتى اللحظة!. أشرت سابقاً الى تغريدة الصحافي الإسباني أنطونيو مايستري، الذي أوضح حجم التدخل الإسرائيلي في وسائل الإعلام الإسبانية وأشكال الضغط والترهيب التي تعرض لها الصحافيون، ومع ذلك تمكنت قلة من هذه الوسائل البقاء على توازنها وسط هذه الغوغاء العالمية.

شهدت مدن إسبانية عدة تظاهرات حاشدة مؤيدة لفلسطين، بعكس مدن أوروبية منعت واعتقلت ومارست قواتها الأمنية وسائل عنيفة ضد المتظاهرين الفلسطينيين، كما تمكنت جماهير نادي “أوساسونا الإسباني” لكرة القدم، من حمل أعلام فلسطينية في الملعب، وإن كان البعض قد أشار الى أن دخولها الملعب كان تهريباً وليس نظامياً.

شاركت في التظاهرة إلى جانب يوني بيلارا، أسماء معدودة من أعضاء أحزاب سياسية “يسارية” في البلاد، مثل المتحدثة باسم حزب “ماس مدريد”، مونيكا غارسيا، لكن الصورة ليست ورديّة كما يتخيل البعض.

دخلت غارسيا وحزبها في صراعات وملاسنات مع بعض الأطراف تحت سقف البرلمان، الذي اشتعل الخميس الماضي حول الأزمة الفلسطينية- الإسرائيلية، إذ عارض البعض الوقوف دقيقة صمت حداداً على ضحايا غزة، واتهموا غارسيا بتجاوز تأييد فلسطين إلى معادات السامية، فضلاً عن حملات التشويه والسخرية التي طاولتها وغيرها من المؤيدين لفلسطين وضحايا غزة من المدنيين سواء في قاعة البرلمان أو في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف.

 ببساطة، يمكن مقارنة موقف الوزيرة بيلارا وغارسيا وغيرهما، بمواقف رشيدة طليب وإلهان عمر في الولايات المتحدة، وهي أصوات لا تتجاوز حد المطالب ومحاولة الضغط والإقناع. ورغم ذلك، يُحسب لإسبانيا عدم قمع هذه الأصوات وسط جنون دول أوروبية مجاورة لها.

بحسب بيانات معهد Invymark التي قدمها لـ laSexta، وهي القناة الأقرب الى الحياد من بين القنوات الإسبانية التي تابعتها، فإن نحو 59 في المئة ممن شملهم الاستطلاع يتعاطفون مع إسرائيل، مقابل 35 في المئة يتعاطفون مع الشعب الفلسطيني، إلا أن نحو 70 في المئة يعتقدون أن الرد العسكري للجيش الإسرائيلي في غزة غير مبرر، وأن 87 في المئة يشعرون بالقلق من الحرب.

مقياس laSexta وإحصاءاتها وجدا أيضاً أن الصراع بين إسرائيل و”حماس” يقلق الأسبان، إذ عبّر نحو 87 في المئة ممن شملهم الاستطلاع، عن شعورهم بالقلق إلى القلق الشديد، مقارنة بـ 13 في المئة لأؤلئك الذين يظهرون القليل من القلق أو لا يهتمون على الإطلاق. ويرى نحو 54.2 في المئة أن موقف الحكومة الإسبانية الذي تبناه بيدرو سانشيز هو الصحيح، مقابل 43.5 في المئة ممن يعتبرونه غير صحيح.  وأخيراً، فإن الثلثين يؤيدون إرسال مساعدات اقتصادية للشعب الفلسطيني، فيما يعارض 34 في المئة ذلك.

 خاضت إسبانيا حرباً أهلية شرسة أودت بحياة نحو نصف مليون شخص في ثلاثينات القرن الماضي، كما تحملت حكم الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو لأكثر من ثلاثة عقود، والذي ما زالت آثاره حاضرة. لكن  هذه العوامل وغيرها كارتباطهم بدول جنوب أميركا بسبب اللغة والتاريخ الاستعماري، تجعلهم يخشون الوقوف إلى جانب طرف والدخول في صراعات إقليمية، ناهيك بأن بعض دول جنوب أميركا تميل الى الجانب الفلسطيني، كالبرازيل التي قدمت في مجلس الأمن مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة، بينما طردت كولومبيا السفير الإسرائيلي.

غير أن هناك من يرى أن هذا الميل نحو الحياد مردّه حكم فرانكو وسياسته التي استخدمها خلال الحرب العالمية الثانية، ما يدفع الكثيرين من الطبقة الحاكمة الى تبني موقف بدلاً من الحذر والخوف. فيما تذهب أطراف أخرى للمضي قدماً على خطى أوروبا وتبنّي مواقفها، ضماناً للبقاء تحت مظلة هذه القارة والدول التي ما زالت تحافظ على شيءٍ من قوتها السياسية والاقتصادية.

خاطب السفير الإسرائيلي في مدريد الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز، طالباً منه إدانة التصريحات التي صدرت عن “بعض أعضاء حكومته” الذين اختاروا أن “يصطفوا إلى جانب إرهاب حماس”، في حين اتهمت  السياسيّة إيزابيل دياز أيوسو، المؤيدة لترامب ونتانياهو، اليسار بأنه “معاد للسامية بشكل عميق”، الشأن الذي يشابه ما يحصل في فرنسا، التي يتُهم فيها قسم من اليسار بوصفه معادياً للسامية، كونه يشير إلى انتهاكات إسرائيل ويقف إلى جانب الحق الفلسطيني.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.