fbpx

باكو المصنع الأقدم للهيدروكربون تستضيف مؤتمر المناخ القادم! 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أذربيجان ليست معروفة بخبرتها في القضايا البيئية، أو الابتكارات في مكافحة تغير المناخ. بيد أن باكو مرتبطة تاريخياً بالنفط. فقد أنتجت باكو عام 1900 نصف إجمالي إنتاج النفط العالمي. وتتمتع أذربيجان بخبرة في إنتاج وتصدير المواد الهيدروكربونية، وحتى اليوم أكثر من 90% من إجمالي الصادرات الوطنية هي من النفط والغاز.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

خلال الأيام الأخيرة من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي انعقد في دبي – وهو المؤتمر السنوي الذي تعقده الأمم المتحدة بهدف إنقاذ الإنسانية من تغير المناخ من خلال الحفاظ على الحد من ارتفاع متوسط ​​درجة الحرارة في العالم بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية – أُعلن أن المؤتمر القادم (كوب 29) سيعقد في باكو، عاصمة أذربيجان.

وقال سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، ورئيس مؤتمر الأطراف (كوب 28)، “نحن ما نفعله، وليس ما نقوله.. يجب أن نتخذ الخطوات اللازمة لتحويل هذا الاتفاق إلى إجراءات ملموسة”. مضيفاً أن “التحول من استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشياً مع ما يوصي به العلم”.

بحسب الوكالة الدولية للطاقة، فقد “تضاعف دعم استهلاك الوقود الأحفوري العالمي عن العام السابق ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 1 تريليون دولار أميركي”. في حين يُقدر صندوق النقد الدولي أن “الدعم الضمني والصريح” (المباشر وغير المباشر) يصل إلى 7 تريليونات دولار أميركي في العام الماضي. إذا كانت هذه الأرقام غامضة أكثر مما ينبغي، فتصور هذا: يستهلك العالم الآن 101.8 مليون برميل من النفط يومياً – وهذا لا يشمل الفحم والغاز. ويزداد استهلاك الطاقة بنسبة 2% سنوياً.

يشغل سلطان أحمد الجابر، إلى جانب رئاسة مؤتمر الأطراف (كوب 28)، منصب الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك). وثمة تقارير تشير إلى أن مجموعة شركة بترول الإمارات الوطنية (اينوك) قد استغلت “كوب 28” كفرصة لاستهداف الوفود المشاركة في المؤتمر لعقد صفقات نفطية جديدة.

إذا كنت قد استمتعت بدبي، فستقع في حب باكو.

لنذهب إلى بحر قَزوينْ

من الصعب بالطبع التنبؤ بكيفية تنظيم أذربيجان لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 29) في عام 2024.

أذربيجان ليست معروفة بخبرتها في القضايا البيئية، أو الابتكارات في مكافحة تغير المناخ. بيد أن باكو مرتبطة تاريخياً بالنفط. فقد أنتجت باكو عام 1900 نصف إجمالي إنتاج النفط العالمي. وتتمتع أذربيجان بخبرة في إنتاج وتصدير المواد الهيدروكربونية، وحتى اليوم أكثر من 90% من إجمالي الصادرات الوطنية هي من النفط والغاز.

علاوة على ذلك، لا يوجد حزب مناصر للبيئة في أذربيجان. لكن كانت هناك حركة بدأت في 12 ديسمبر/كانون الأول 2022 قامت بإغلاق ممر لاتشين بدعوى إنقاذ الكوكب، وطالبت بوقف أنشطة التعدين في إقليم ناغورنو كاراباخ. ولم تتدخل الشرطة الأذربيجانية، ولا “قوات حفظ السلام” الروسية، لإبعادهم وفتح الطريق. في الواقع، كان المتظاهرون هم أنفسهم موظفون حكوميون أذربيجانيون، وأغلقوا ممر لاتشين حتى أبريل/نيسان 2023، إلى أن استبدلوا بالقوات العسكرية الأذربيجانية. وتمتلك أذربيجان حركة بيئية رسمية شاركت بفعالية في تجويع جميع سكان إقليم ناغورنو كاراباخ.

يفتقر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إلى مهارات التفاوض. وحتى في ذروة المفاوضات مع أرمينيا وزعماء كاراباخ الفعليين، شن حربه الثالثة في سبتمبر/أيلول الماضي، وهاجم ناغورنو كاراباخ، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا، وتطهير كاراباخ عرقياً من سكانها الأصليين. يفتقر إلهام علييف أيضاً إلى مهارات حل النزاعات. فقد قال رسمياً: “كيف نحقق السلام بالوسائل العسكرية؟ (…) لقد أثبتنا أن هناك حلاً عسكرياً للصراع. لذا، فإن الصراع قد تم حله”. يعتقد علييف أن الحرب هي السلام، والسلام هو الحرب.

توجد أيضاً احتجاجات بيئية حقيقية في أذربيجان. ففي يونيو/حزيران الماضي، احتج سكان قرية سويودلو الواقعة في منطقة جبلية نائية على أنشطة التعدين التي تقوم بها شركة “أنغلو آسيان ماينينغ” البريطانية، والتي أدت إلى تلويث مصادر المياه في القرية. وأرسلت السلطات الأذربيجانية الشرطة لقمع القرويين وفرضوا حصاراً على القرية. ففي أذربيجان، علماء البيئة المزيفين هم عملاء للحكومة، في حين يتعرض المشاركون في الاحتجاجات البيئية الحقيقية للتنكيل والضرب والسجن.

يشغل موختار بباييف منصب وزير البيئة والموارد الطبيعية في أذربيجان، ونقل عنه قوله إن بلاده “ملتزمة تماماً بالجهود العالمية” لمكافحة تغير المناخ”، وأنه بحلول عام 2020، ستوفر بلاده 30% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وأن “المناطق المحررة” ستكون مناطق محايدة كربونياً.

إحدى وسائل الإعلام المستقلة القليلة التي تحدثت عن قمع الشرطة للمتظاهرين في سويودلو هي منصة أبزاس ميديا الإخبارية الأذربيجانية الرقمية. وقد اعتقل مديرها ألفي حسنلي في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، “وتعرض للضرب أو سوء المعاملة”، بحسب منظمة العفو الدولية، ولا يزال في السجن حتى الآن. وتعرض ثلاثة صحفيين آخرين من منصة أبزاس ميديا للاعتقال، وهم محمد كيكالوف، وسيفينج فاجيفجيزي، ونارجيز أبسالاموف، وكذلك تيمور كريموف مدير “القناة 11” المستقلة، وعزيز أوروجوف رئيس “القناة 13”. وفي 13 ديسمبر/كانون الأول، ألقت السلطات القبض على حافظ بابالي، وهو صحفي استقصائي مستقل آخر يحقق في فساد الحكومة. وفي غضون أيام قليلة قبل وبعد إعلان فوز أذربيجان باستضافة مؤتمر الأطراف (كوب 29)، تعرض ثلاثة مديرين لوسائل إعلام مستقلة والعديد من الصحفيين الآخرين للسجن.

استعداداً لاستضافة مؤتمر الأطراف (كوب 29)، تقوم أذربيجان بالقضاء على جميع آثار الصحافة المستقلة. ولن يكون هناك صحفي متبقي يجرؤ على عدم ترديد دعاية موختار بباييف، لتذكيره بأن اقتصاد أذربيجان بأكمله يساهم في تغير المناخ وليس في حل المشكلة، وأن “الحياد الكربوني” سيتحقق في الأراضي التي قتلت فيها حكومته وطردت جميع السكان.

في الميدان الدبلوماسي، تُعرف أذربيجان بأنها تمارس “دبلوماسية الكافيار”، والتي تشير إلى: توزيع ملايين الدولارات في الخارج لشراء النفوذ من خلال السياسيين الأجانب، والتي نجحت في “إسكات مجلس أوروبا”. وفي يوليو/تموز، اعتقلت السلطات الأذربيجانية جوباد إبادوغلو، الخبير الاقتصادي السياسي الشهير وشخصية معارضة بارزة، لأنه تجرأ على البحث والحديث حول الفساد في السياسة الأذربيجانية وقطاع الطاقة.

لقد وصل تغير المناخ بالفعل إلى باكو.

تتراجع كميات الأمطار بسبب تغير المناخ، وفي القرن الماضي اختفت 50% من الأنهار الجليدية. وانخفضت مستويات  بحر قَزوينْ بمعدل متر واحد، ومن المتوقع أن تنخفض بين 9 إلى 18 متراً بحلول نهاية القرن، ويفقد من 23% إلى 34% من مساحته السطحية. وفي بعض المناطق من أذربيجان، على سبيل المثال، سجلت مدينة شكي زيادة في متوسط درجة الحرارة تبلغ 1.5 درجة مقارنة بمتوسط درجات الحرارة في عام 1970، ووفقاً لنماذج مختلفة، قد يتراوح متوسط ارتفاع درجات الحرارة بين 4-6 درجات مئوية بحلول نهاية القرن. وبحلول نهاية القرن أيضاً، سيتسبب تغير المناخ  في أن تصبح معظم السهول في أذربيجان غير صالحة للعيش وغير مناسبة للزراعة.

إذا كان ذلك ما تبدو عليه “الأمة المنتصرة”، فكيف قد تبدو الهزيمة؟

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.