fbpx

في زمن “كورونا” غزة الأكثر أماناً في العالم!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“يبدو أن نقمة الحصار والعزل عن العالم خلال السنوات الماضية أصبحت نعمة، ففيما يُحرم كثر من سكان الدول الخروج من منازلهم خشية الإصابة بالوباء المنتشر في بلادهم، والعمل من بعد، نحن نخرج ونرفه عن أنفسنا”

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]
اجراءات وقاية في أحد أفران غزة

عام 2017، حذر روبرت بايبر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة آنذاك من أن قطاع غزة الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط بطول 40 كيلومتراً، سيكون غير صالح للحياة الإنسانية، نتيجة الأوضاع المعيشية المتردية، وتلوث المياه، وانقطاع الكهرباء بشكل متكرر، ونقص الأدوية، وعدم توفر أدنى مقومات الحياة لقرابة مليوني نسمة يعيشون في القطاع.

ومع حلول عام 2020، تغيرت المعادلة كلياً، فالحصار الإسرائيلي المفروض على سكان القطاع منذ صيف 2006، والقيود التي تفرضها السلطات المصرية على تنقل الأفراد عبر معبر رفح الحدودي، والسفر إلى الخارج، يمكن القول إن غزة باتت أكثر المناطق أماناً في العالم، بعد تفشي فيروس “كورونا- COVID 19 الذي أثار الذعر والهلع عالمياً.

ظهر طبيب كويتي في مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يصف غزة بأنها أكثر مكان آمن في العالم، لخلوها من “فايروس كورنا المستجد”، والذي اجتاح العالم، وأربك دولاً عظمى، وفرض عليها حصاراً قاسياً، فضلاً عن إصابة وقتل الآلاف. 

وفيما يعيش معظم سكان دول العالم في حصار، حرمهم من مغادرة منازلهم، والذهاب إلى أعمالهم، خوفاً من إصابتهم بجائحة “كورونا”، يواصل سكان قطاع غزة حياتهم بشكلها المعتاد، فهم يستغلون تعطيل المدارس والجامعات ضمن حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للوقاية من “كورونا” لمدة 30 يوماً، ويمضون أوقاتهم في المتنزهات والأماكن الترفيهية بدلاً من الالتزام بالبيوت.

حملات تعقيم في مساجد غزة

غزة آمنة

أبو محمد أب لخمسة أطفال استغل تعطيل المدارس، وذهب برفقة عائلته إلى ميناء غزة البحري، والذي يعد أحد الأماكن الترفيهية في القطاع، لتمضية أوقات لطيفة خارج المنزل، والترفيه عن أطفاله.

يقول أبو محمد لـ”درج”: “منذ 13 عاماً، ونحن نعيش في عزلة عن العالم، ولا نستطيع السفر والتنقل، لذلك لا داعي للقلق والحجر الصحي، فتلك البقعة الضيقة، والتي طالما عانى سكانها من ويلات الحصار، أصبحت من أكثر الأماكن أماناً في العالم، ويصعب على الفايروس الذي انتشر بسرعة في أرجاء العالم أن يجتاحنا”. 

ويتابع: “يبدو أن نقمة الحصار والعزل عن العالم خلال السنوات الماضية أصبحت نعمة، ففيما يُحرم كثر من سكان الدول الخروج من منازلهم خشية الإصابة بالوباء المنتشر في بلادهم، والعمل من بعد، نحن نخرج ونرفه عن أنفسنا، ونتابع أعمالنا بشكل طبيعي”.

أبو محمد رأى أن خلو قطاع غزة من “كورونا”، لا يعني عدم الالتزام بالإرشادات الطبية والتعليمات، للوقاية من الإصابة بالفايروس، فهو يعقم بيته وملابسه جيداً، ويتجنب الاقتراب من الأشخاص الذين تبدو عليهم أعراض مرضية مثل السعال والعطس.

“انتشار وباء كورونا، في دول العالم بشكل كبير، كان بسبب التنقل المستمر، ومخالطة الأشخاص المصابين عبر المطارات. لذلك عدم وجود مطارات في غزة، أدى إلى حماية سكانها من انتشار المرض، وخلوها منه بشكل تام”

مفارقة كبيرة

يقول الشاب العشريني محمد صالح من سكان مدينة غزة، “قبل كورونا كان يتعاطف العالم معنا، لأننا محاصرون، ويقدمون لنا المساعدات المادية والإنسانية، ولكن اليوم بعد تعرض عدد كبير من الدول للحصار بسبب تفشي الوباء العالمي” كورونا”، أصبح الجميع يتمنى أن يعيش في هذه المنطقة المحاصرة التي تعاني منذ سنوات”.

مدير دائرة مكافحة العدوى، في وزارة الصحة الفلسطينية، رامي العبادلة، يؤكد أنه حتى اللحظة لم يتم تسجيل أي حالة مصابة بـ”فيروس كوفيد 19″، والمعروف باسم “كورونا”، وذلك يعود إلى انعدام السياحة في القطاع، وقلة المسافرين نتيجة الحصار الإسرائيلي.

ويقول لـ”درج”: “انتشار وباء كورونا، في دول العالم بشكل كبير، كان بسبب التنقل المستمر، ومخالطة الأشخاص المصابين عبر المطارات. لذلك عدم وجود مطارات في غزة، أدى إلى حماية سكانها من انتشار المرض، وخلوها منه بشكل تام”.

استعدادات لمواجهة “كورونا”

ويبين العبادلة أن لدى وزارته استعدادات لمواجهة خطر الإصابة بالفايروس، إذ يتم حجر الأشخاص العائدين من خارج القطاع في أماكن مخصصة للحجر الصحي الإلزامي لمدة 14 يوماً، ويمنع الاقتراب منهم بشكل نهائي، مع إجراء فحوصات طبية للمشتبه بإصابتهم، إضافة إلى تعقيم المستشفيات، والمرافق العامة والخاصة، والمساجد.

وكانت وزارة الداخلية، والأمن الوطني التابعة لحكومة “حماس” منعت سفر الأفراد عبر معابر قطاع غزة حتى إشعار آخر، إلا للحالات الضرورية للحد من انتقال العدوى.

وعلى رغم خلو قطاع غزة من فايروس “كورونا”، إلا أنه تأثر كثيراً بسبب انتشاره في دول العالم، وبخاصة الصين، كون معظم سكان القطاع يعتمدون بشكل أساسي على المنتجات الصينية، والتي تعد أسعارها في متناول شرائح المجتمع الغزي، وعلى رأس تلك المنتجات الألعاب والهدايا، أدوات التجميل، والملابس والأحذية، والهواتف الخليوية، والأجهزة الإلكترونية، وغيرها من السلع الصينية التي تعد رخيصة الثمن.

أزمة اقتصادية 

محمد شمالي صاحب أحد متاجر الأجهزة الإلكترونية في قطاع غزة تأثر كغيره من التجار في القطاع من وقف الاستيراد من الصين نتيجة انتشار الفيروس بشكل كبير في البلاد.

يقول شمالي لـ”درج”، “منذ نهاية شهر كانون الثاني/ يناير 2020، لم نستقبل أي شحنة من الصين، والبضائع بدأت تنفد من المخازن، وبعد نفاد الكميات الموجودة لدينا، لن نستطيع توفيرها مرة أخرى، لذلك سنضطر إلى الإغلاق، أو استيراد بضائع من دول أخرى، ولكن بأسعار مرتفعة، وهذا لا يتناسب مع دخل سكان القطاع”.

نتيجة ارتفاع معدلات البطالة وقلة فرص العمل في القطاع، توجه عدد كبير من الشبان إلى البيع بالأسواق، معتمدين على البضائع الصينية، لكنهم تأثروا كثيراً بفعل توقف الاستيراد من الصين.

ويقول أحمد عبد العال، والذي يبيع أدوات بلاستيكية وألعاباً للأطفال في أحد أسواق مدينة غزة لـ”درج”، “كنت في السابق أحصل على ربح بسيط أستطيع من خلاله توفير مصروفي الشخصي، ولكن بعد ارتفاع الأسعار، لم يعد البيع كالسابق، وذلك لرفض المواطن الشراء بأسعار مرتفعة، لأنه اعتاد على الأسعار المنخفضة”.

ويفيد الشاب (25 سنة)، بأنه في حال استمرار أزمة الاستيراد من الصين، فإن مصدر رزقه الوحيد مهدد بالتوقف، بسبب قلة الإقبال على شراء الأدوات والألعاب، لارتفاع الأسعار، وبالتالي سيصبح من دون عمل.

ويعاني نحو 56.6 في المئة من سكان قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي، في حين يعيش نحو 80 في المئة من السكان تحت خط الفقر، بحسب بيانات أممية.
\

مجتمع التحقق العربي | 25.04.2024

الضربات الإيرانيّة والإسرائيليّة بين حملات تهويل وتهوين ممنهجة

بينما تصاعدت حدّة التوترات الإقليمية بعدما قصفت إيران إسرائيل للمرة الأولى منتصف نيسان/ أبريل، كان الفضاء الافتراضي مشتعلاً مع تباين المواقف تجاه أطراف التصعيد غير المسبوق.